زراعة الزيتون؛ 3 متطلبات لزراعته من البذرة وصولاً إلى ثمرة غنية بالخيرات

د.مروة أبوالسعود
نشرت منذ شهر واحد يوم 8 أبريل, 2024
بواسطة د.مروة أبوالسعودتعديل Audai
زراعة الزيتون؛ 3 متطلبات لزراعته من البذرة وصولاً إلى ثمرة غنية بالخيرات

تُعد زراعة الزيتون من الزراعات التي يمكن أن تستثمر فيها لما ينتج عنها من مخرجات عديدة مثل الزيتون نفسه أو الزيوت التي تُعد من ضمن الزيوت الأغلي سعراً والمتعددة الاستخدام. سنتطرق في هذه المقالة لزراعة أشجار الزيتون من البذور أو حتي من الأغصان وصولا بإنتاج محصول جيد. إلى جانب بعض الأسرار التي تساعدك في نجاح زراعة أشجار الزيتون.

أين بدأت زراعة شجرة الزيتون؟

نشأت شجرة الزيتون البرية في آسيا الصغرى حيث تنتشر بكثرة وتنمو في غابات كثيفة. يبدو أنه انتشر من سوريا إلى اليونان عبر الأناضول. مع الأخذ في الاعتبار أن المنطقة الممتدة من جنوب القوقاز إلى الهضبة الإيرانية وسواحل البحر الأبيض المتوسط لسوريا وفلسطين هي الموطن الأصلي لشجرة الزيتون.

فقد تطورت زراعتها بشكل كبير في هاتين المنطقتين الأخيرتين (سوريا وفلسطين)، وانتشرت من هناك إلى الجزيرة قبرص ثم نحو الأناضول أو من جزيرة كريت باتجاه مصر.

تاريخ زراعة الزيتون

في القرن السادس عشر قبل الميلاد، بدأ الفينيقيون في نشر الزيتون في جميع أنحاء الجزر اليونانية. ومنذ القرن السادس قبل الميلاد وما بعده، انتشر الزيتون في جميع أنحاء دول البحر الأبيض المتوسط ​​وصولاً إلى طرابلس وتونس وجزيرة صقلية. ومن هناك انتقلت إلى جنوب إيطاليا. ومع ذلك، أكد Presto أن شجرة الزيتون في إيطاليا تعود إلى ثلاثة قرون قبل سقوط طروادة.

دخلت زراعة الزيتون إلى إسبانيا خلال الهيمنة البحرية للفينيقيين (1050 قبل الميلاد). واكتسبت شجرة الزيتون أهمية كبيرة في القرن الرابع قبل الميلاد عندما أصدر سولون قرارات تنظم زراعة الزيتون.

عندما وصل الرومان إلى شمال إفريقيا، عرف الأمازيغ كيفية تطعيم الزيتون البري وقاموا بالفعل بتطوير زراعته في جميع أنحاء الأراضي التي احتلوها. واستخدموها كسلاح سلمي في غزواتهم لتوطين الناس.

بحلول عام 1560، كانت بساتين الزيتون تُزرع في المكسيك، ثم في وقت لاحق في بيرو، وكاليفورنيا، وتشيلي، والأرجنتين؛ حيث تعيش إحدى النباتات التي تم إحضارها خلال الفتح – شجرة زيتون أراوكو القديمة – حتى يومنا هذا.

في الأزمنة الحديثة، استمرت شجرة الزيتون في الانتشار خارج البحر الأبيض المتوسط ، ويتم زراعتها اليوم في أماكن بعيدة عن أصولها مثل جنوب إفريقيا وأستراليا واليابان والصين.

متطلبات زراعة الزيتون

في 3 خطوات ستتمكن من زراعة الزيتون من البذرة ووصولاً إلى ثمار غنية بالخيرات والمنافع وهي:

  • طبيعة التربة اللازمة لزراعة الزيتون

ينمو الزيتون جيداً في تربة جيدة التصريف والتهوية ونسبة الحموضة (PH) تتراوح بين (6.5 إلى 8.5). لذلك يجب تجنب المناطق التي تقف فيها المياه أثناء فترات هطول الأمطار أو حيث يكون عمق المياه الجوفية أقل من 1.2 متر.

تتحمل أشجار الزيتون الظروف المالحة المعتدلة، ولكن يجب تجنب التربة شديدة الملوحة أو التربة الصودية. كما أن للزيتون نظام جذر ضحل نسبياً، وبالتالي فهو يتطلب فقط أن تحفر التربة بعمق (1.0 – 1.5 متر). إلى جانب ذلك فالزيتون يفضل التربة ذات القوام الناعم إلى حد ما والتي تتراوح من التربة الرملية إلى التربة الطينية.

  • مسافات زراعة الزيتون

تعتمد المسافة المتروكة بين كل شجرة زيتون والتي تليها أو تجاورها على نظام الإنتاج وهو ما يُعرف باسم التباعد. في الجدول الآتي سنوضح مسافات زراعة أشجار الزيتون.

نظام الإنتاج التباعد (بالمتر) كثافة الأشجار (شجرة/هكتار)
التقليدي      7 – 20 متر    30 – 200
النظام المكثف    داخل الصف من 3 – 4 متر

بين الصفوف من 6 – 8 متر

   250 – 600
النظام عالي الكثافة    داخل الصف من 0.9 – 1.5 متر

بين الصفوف من 3 – 4 متر

  1,655 – 2,990
  • تجهيز الشتلات

تتم عملية تجهيز الشتلات بأي من الطرق الآتية:

إنبات الأصول الجذرية (إنبات البذور)

يحدث ذلك على عدة خطوات وهي بالترتيب كالآتي:

  1. تُستخرج البذور أو النواة من ثمار الزيتون خلال شهري تشرين الثاني، وكانون الأول.
  2. تنظيف البذور بالماء والرمل أو ماء وهيدروكسيد صوديوم (250 جم/100 لتر).
  3. تُحفظ البذور في مكان جاف، ونظيف بعيداً عن القوارض.
  4. قبل الزراعة بحوالي 3 أسابيع تُنقع البذور في مياه -يتم تغييرها مرتين يومياً- ثم يُحفز الإنبات بعدة طرق منها إضافة 5 مل من نفثالين حمض الخليك لكل 10 لتر ماء لكل 100 كجم من البذور.
  5. ثم في حوض تُوضع البذور بمعدل 1500 بذرة لكل 1 متر مربع مساحة.
  6. ثم يُغطي بخليط من الرمل والتراب والسماد الطبيعي بكميات متساوية بارتفاع 2 سم.
  7. ثم يُسقي بالماء، ويُترك في الشمس ويُغطي في الأيام الباردة.
  8. تروي كل ثلاثة أيام.
  9. تنبت الشتلة خلال 3 أشهر.
  10. ثم وفي يوم غائم من أيام نيسان؛ انزع الشتلات كل على حدا ، واعد غرسها في أصيص أو حوض. ثم ضعها في الظل.
  11. حافظ على الري والتسميد المنتظم حتى تصبح مستعدةً للتطعيم أو التبرعم.

التركيب أو التطعيم للأصول الجذرية

تحدث عملية التركيب أو التطعيم في فصل الشتاء. ولا بد أن يكون كل من الطعم والأصل الجِذري في حالة سكون أو سبات. اختر أعواد التطعيم من شتلات العام المنصرم والتي يجب أن تكون جيدة ومطابقة للمواصفات (خالية من الأمراض والحشرات وإصابات فصل الشتاء المعهودة). ثم قم بعملية التطعيم بأي من الطرق الآتية:

  • الشّقي.
  • اللحائي.
  • الفنير.
  • اللصق.
  • اللساني والسوطي.
  • السرجي (saddle).
  • الجسري.

تجذير العُقل

العُقل قد تكون من الساق أو الجذر أو الورق ؛ وعلى أي حال فهي لها القدرة على تكوين الأجزاء المفقودة لتكوين جزء كامل من النبات أو النبات نفسه إذا ما توافرت ظروف مناسبة لها.

تتم عملية اختيار العُقل بحذر شديد بحيث تكون خالية من الأمراض مع مراعاة تعقيم أداة القطع. ثم أزل الزهور والبراعم عن العُقل المختارة لتحفيزها على إنتاج جذور وليس ثمار. ثم ضعها في وسط مساعد على عملية التجذير المُعد سابقاً والذي يحتوي على مبيد للفطريات مثل أي من الآتي:

      • البريلايت الخشن.
      • البريلايت الخشن مع الطُحل الخثي.
      • البريلايت الخشن مع البيتموس والفيرميكوليت.
      • استخدام الماء العادي كوسط تجذير مع مراعاة تغييرها أسبوعياً (غير مُفضَلة).

حافظ على رطوبة الوسط باستمرار وكذلك على درجة حرارة الوسط والهواء المجاور بحيث تكون بين (21: 25) سيليزيوس. إلى جانب الحفاظ على تهوية جيدة لتجنب نمو الفطريات مع عدم التعرض للضوء المباشر. ثم بعد مرور من (2: 3) أسابيع؛ اختبر العُقل هل كونت جذور أم لا؟ إذا كانت الإجابة بنعم فتجهز لزراعتها وتعامل معها بلطف فضلا.

موعد زراعة الزيتون

تتم عملية الزراعة الدائمة لشجرة الزيتون في فصل الشتاء من كل عام.

خطوات زراعة الزيتون

لزراعة شجرة الزيتون بعد تجهيز التربة للزراعة وتجهيز الشتلات؛ اتبع الخطوات الآتية:

    1. أحفر حفرة بنفس عمق الوعاء المتواجد به الشتلة.
    2. اخرج الشجرة من الوعاء بلطف وتفقد الجذور للتخلص اللطيف من الجذور الدائرية.
    3. اسقِ الشجرة قبل غرسها بالتربة.
    4. ضعها في الحفرة بلطف.
    5. غطِ الجذر ببعض من التراب الموجود في الوعاء مخلوطاً بجزء من تراب الحفرة.

تجنب إضافة كميات كبيرة من السماد العضوي في الحفرة لتمنع تكون جذور دائرية أخرى. وكذلك تجنب إضافة أنابيب الري المثقبة داخل حفرة زراعة الزيتون.

أسرار نجاح زراعة الزيتون

إليك أبرز أسرار نجاح زراعة الزيتون؛ 5 أسرار لزيادة الإنتاج والحصول على محصول ذي جودة عالية؛ عليك باتباع الآتي:

  • ري أشجار الزيتون خلال فصل الشتاء بانتظام.
  • تقليم أشجار الزيتون، وإزالة الحشائش من الأرض والتخلص منها بعيداً.
  • عدم الإفراط في مياه الري لأنها قد تسبب تصمغ الأشجار.
  • اهتم بتنظيف خراطيم أو مواسير الري.
  • من أسرار نجاح زراعة الزيتون التسميد مع الري بالتنقيط بالآتي:
    1. أضف أثناء الرية الأولى 1 كجم سلفات النشادر مع 1 لتر من حمض النيتريك.
    2. أضف أثناء الرية الثانية 1 كجم بوتاسيوم مع 1 لتر حمض الفسفوريك.

اقرأ المزيد:

ختاماً ومن الجدير بالذكر أن شجرة الزيتون شجرة حساسة جداً لما حولها من مناخ وتربة ورعاية. لهذا فإنك إن قررت زراعة الزيتون؛ فإنه وجب عليك أن تتعامل مع هذه الشجرة بحذر شديد. بالإضافة إلى أنها من الأشجار التي تطرح عاماً وتمتنع في العام الذي يليه لتعيد بناء نفسها؛ ولا تنسي أن الله عز وجل أقسم بها؛ وما يُقسِم الله إلا بعظيم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة