عملية استئصال الحنجرة؛ تعرف على أهم المعلومات حولها وهل يمكن التكلم بعدها

محمد موسى
نشرت منذ أسبوعين يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
عملية استئصال الحنجرة؛ تعرف على أهم المعلومات حولها وهل يمكن التكلم بعدها

عملية استئصال الحنجرة؛ والتي تعرف أيضاً باسم laryngectomy، إحدى الإجراءات الجراحية التي يمكن أن تستعمل في العديد من الحالات، ولاسيما عند الإصابة بأحد أنواع السرطانات فيها، حيث تعتبر هذه الطريقة من الطرق الفعالة جداً في القضاء على المشكلات التي لا تستطيع الأدوية علاجها. تعرف على أهم المعلومات حولها وهل يمكن التكلم بعدها؟

ما هي عملية استئصال الحنجرة؟

إن عملية استئصال الحنجرة هي عملية جراحية يتم فيها إزالة الحنجرة التي تحتوي على الحبال الصوتية، حيث يمكن القيام بذلك كعلاج لأنواع معينة من السرطان أو حالات أخرى تؤثر على الحنجرة، والحنجرة هي جزء من الجهاز التنفسي الموجود في الرقبة يحتوي على الحبال الصوتية ويساعد في إصدار الصوت عندما يمر الهواء فوقها.

قالب الصور الجديد ب…قالب الصور الجديد باستخدام الموبايل 2023

أثناء استئصال الحنجرة تُزال جنباً إلى جنب مع الحبال الصوتية، ويتم إعادة توجيه القصبة الهوائية لإنشاء فغرة أو فتحة في الرقبة، نتيجة لذلك لن يتمكن الشخص الذي خضع لعملية استئصال الحنجرة من التحدث بالطريقة نفسها كما كان من قبل، لأنه تمت إزالة أحباله الصوتية، ومع ذلك هناك طرق مختلفة لإعادة الصوت بشكل شبه طبيعي، مثل استخدام الحنجرة الاصطناعية أو التعود على التحدث بدون حنجرة، بالإضافة إلى ذلك قد يحتاج الشخص الذي خضع لها إلى إجراء تعديلات على التنفس والأكل والجوانب الأخرى للحياة اليومية.

تم إجراء أول عملية ناجحة على مستوى الجهة لاستئصال الحنجرة بمستشفى القرطبي بطنجة في المغرب، وذلك على مستوى الدول العربية.

الحالات التي تتطلب إجراء عملية استئصال الحنجرة

يتم إجراء هذه العملية عادةً كعلاج لسرطان الحنجرة في مراحل متقدمة أو حالات أخرى تؤثر على الحنجرة ولا يمكن علاجها بطرق أخرى، وتتضمن بعض الأمثلة على الحالات التي قد تتطلب عملية استئصال الحنجرة ما يلي:

  • سرطان الحنجرة

هذا هو السبب الأكثر شيوعاً لإجرائها، وسرطان الحنجرة هو نوع من سرطان الحلق يصيب الحنجرة ويمكن أن يسبب صعوبة في التنفس والتحدث، وإن لعلاج ورم يسبب هذه الأعراض لا بد من إجراء هذه العملية.

  • فشل العلاج الإشعاعي

إذا لم يعالج العلاج الإشعاعي سرطان الحنجرة أو حالات أخرى بشكل فعال، فقد تكون عملية استئصال الحنجرة ضرورية.

  • الصدمة

قد تتطلب الإصابة الشديدة للحنجرة، مثل حادث سيارة أو اعتداء جسدي إزالة الحنجرة.

  • تضيق الحنجرة الشديد

هي حالة تضيق فيها الحنجرة مما يجعل التنفس صعباً

  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

في حالات نادرة قد يكون استئصال الحنجرة ضرورياً للأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن، الذين لا يستطيعون التنفس بشكل جيد.

من المهم ملاحظة أن عملية استئصال الحنجرة هي عملية جراحية كبرى، ويوصى به فقط عندما تكون العلاجات الأخرى غير ناجحة، ويجب اتخاذ قرار الخضوع لعملية استئصال الحنجرة بالتشاور مع طبيب خبير ومتخصص.

الاستعدادات قبل إجراء عملية استئصال الحنجرة

قبل إجراء عملية استئصال الحنجرة، يجب إجراء العديد من الاستعدادات لضمان أفضل نتيجة ممكنة للمريض، التي قد تشمل التقييم الطبي، فيلزم إجراء تقييم طبي شامل لتقييم الصحة العامة للمريض وتحديد مدى انتشار المرض، وقد يشمل ذلك اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وكذلك اختبارات الدم واختبار وظائف الرئة، كذلك يلزم الإقلاع عن التدخين قبل الجراحة لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات.

قد يحتاج المرضى إلى الحصول على دعم غذائي، على سبيل المثال من خلال أنبوب التغذية أو التغذية الوريدية (IV)، قبل الجراحة وبعدها للتأكد من حصولهم على العناصر الغذائية الكافية، وسيحتاج المرضى وعائلاتهم إلى تلقي التثقيف بشأن النتائج المتوقعة للجراحة، وكذلك بشأن الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية، وكذلك يجب على المريض أن يطرح أية أسئلة تدور بباله حول العملية على الطبيب، مثل مناقشة الخطة التي سوف يتم بها إجراء العملية، وكذلك من أجل معرفة كل من طبيب التخدير وطاقم الممرضين في بعض الأحيان.

ربما يعد الدعم النفسي والاجتماعي من أبرز الاستعدادات قبل عملية استئصال الحنجرة، وقد يستفيد الأشخاص وأسرهم من الدعم النفسي والاجتماعي قبل أي عمليات جراحية، لمساعدتهم على التعامل مع التأثير العاطفي الذي سوف تسببه الجراحة.

كيف يتم إجراء عملية استئصال الحنجرة

قد تختلف الخطوات الدقيقة للعملية اعتماداً على الظروف الخاصة للمريض والنهج المتبع من قبل الجراح، ومع ذلك بشكل عام تتضمن أهم 7 خطوات لعملية استئصال الحنجرة ما يلي:

  • التخدير

سيخضع المريض لتخدير عام للتأكد من أنه نائم ولا يشعر بأي ألم أثناء العملية.

  • الشق

يقوم الجراح بعمل شق في العنق لكشف الحنجرة.

  • إزالة الحنجرة

سيتم إزالة الحنجرة وأي أنسجة محيطة بها تحتوي على خلايا سرطانية، وقد يشمل ذلك إزالة كل (All) أو جزء من الغدة الدرقية وكذلك العقد الليمفاوية في الرقبة.

  • فغر الرغامى

سيقوم الجراح بعمل فتحة في القصبة الهوائية أسفل الحنجرة مباشرة، وهذه الفتحة التي تسمى فغرة القصبة الهوائية وستكون بمثابة مجرى هوائي جديد.

  • إغلاق البلعوم

يقوم الجراح بإغلاق البلعوم وهو الممر بين الفم والمريء، وهذا سيمنع الطعام والسوائل من دخول القصبة الهوائية.

  • إعادة البناء

اعتماداً على مدى تعقيد الجراحة، قد يقوم الجراح بإجراء ترميمي لمساعدة المريض على التنفس والبلع بسهولة أكبر، وقد يتضمن ذلك إنشاء اتصال جديد بين المريء والقصبة الهوائية أو استخدام طعم من الأنسجة لإنشاء الحنجرة من جديد.

  • الإغلاق

يتم إغلاق شق العنق بالغرز أو الدبابيس.

نصائح مهمة بعد عملية استئصال الحنجرة

بعد الجراحة سيحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لعدة أيام لمراقبة شفائه وتلقي رعاية ما بعد الجراحة، وقد يكون علاج النطق وإعادة التأهيل ضروريين أيضاً لمساعدة المريض على تعلم التواصل بشكل فعال بدون الحبال الصوتية، وفيما يلي بعض النصائح المهمة بعد عملية استئصال الحنجرة:

  • العناية بفتحة القصبة الهوائية فيجب تنظيف الفغرة وحمايتها وتجنب دخول الماء فيها.
  • يجب ممارسة أساليب الاتصال غير اللفظية، مثل الكتابة.
  • من الضروري تناول نظام غذائي متوازن ويمكن التفكير في استشارة خبير تغذية.
  • يلزم تجنب التدخين حيث يزيد التدخين من خطر حدوث مضاعفات ولا يُنصح به عمومًا بعد الجراحة.
  • يجب التمرن والبقاء بحالة نشطة إذ أن الحفاظ على نمط حياة صحي لتعزيز الشفاء.
  • من الضروري السيطرة على الألم وعدم الراحة واتباع تعليمات الجراح لتخفيف الآلام.
  • يجب المتابعة مع الطبيب وحضور جميع مواعيد واختبارات المتابعة لمراقبة التعافي.
  • ربما يكون مهماً الاستعداد لحالات الطوارئ والتعرف على كيفية التعامل مع أي حالات طوارئ محتملة.

كم تستغرق عملية استئصال الحنجرة؟

يعتمد طول الوقت الذي يستغرقه إجراء عملية استئصال الحنجرة على عدة عوامل، مثل مدى تعقيد الجراحة وخبرة الجراح والصحة العامة للمريض، بشكل عام ، يمكن أن تستغرق الجراحة ما بين 4 إلى 8 ساعات حتى تكتمل، ومع ذلك في بعض الحالات يمكن أن تستغرق الجراحة وقتاً أطول.

تكلفة عملية استئصال الحنجرة

عموماً فإن سعر عملية استئصال الحنجرة يتراوح بين الآلاف والعشرات من الآلاف من الدولارات أو العملات المحلية المعادلة لها، وقد تزيد هذه التكلفة إذا تطلبت العملية رعاية متابعة بعد العملية، لذا يجب التحدث مع جراح العناية بالأذن والأنف والحنجرة لتقييم التكلفة الدقيقة للعملية التي يحتاجها الشخص، لأن هذه التكلفة يمكن أن تختلف باختلاف العديد من العوامل، مثل:

  • الموقع الجغرافي إذ تختلف تكلفة الرعاية الصحية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
  • مستشفى العملية والطاقم الطبي حيث تختلف تكاليف العملية بناءً على مكان الإجراء وخبرة الجراح والطاقم الطبي المشارك في العملية.
  • نوع العملية فقد تختلف اعتماداً على نوع العملية التي يحتاجها الفرد ومدى صعوبتها.
  • إذا كان لدى الفرد تأمين صحي فمن الممكن أن يغطي جزءاً أو كلفة كاملة للعملية.

مضاعفات عملية استئصال الحنجرة

كمثل بقية العمليات الجراحية التي تتضمن التخدير وإجراء الشقوق في الجسم، فإن العملية تنطوي على بعض المخاطر التي يمكن أن تحصل، ولاسيما في حال عدم الخبرة الكبيرة للجراح وعدم إجراء التعقيم بشكل جيد للمنطقة التي تجرى فيها العملية سواء خلال العملية أو بعدها، ويمكن تلافي الكثير من هذه المضاعفات وضمان عدم ظهورها في حال اتباع تعليمات الطبيب بشكل جيد بعد العملية، ومن أبرز المضاعفات المحتملة:

  • صعوبة التحدث والتواصل.
  • تغيرات في حاسة التذوق والشم.
  • صعوبات في الأكل والبلع.
  • فقدان حاسة الشم.
  • جفاف الفم والحلق.
  • مشاكل الفغرة (عدوى أو انسداد أو نزيف).
  • آلام الرقبة والكتف.
  • الوذمة اللمفية (تورم في الرقبة).
  • مشاكل التكيف النفسي والاجتماعي.
  • زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي ومشاكل الرئة.
  • عدم القدرة على التنفس عن طريق الأنف.
  • تهيج الجلد حول الفغرة.
  • انخفاض النشاط البدني ونوعية الحياة.

هل يمكن التكلم بعد عملية استئصال الحنجرة؟

نعم من الممكن التحدث بعد عملية استئصال الحنجرة، لكن طريقة الكلام ستكون مختلفة، فبدون الحنجرة لن يكون الشخص قادراً على إنتاج الصوت عن طريق اهتزاز الحبال الصوتية، لكن هناك طرق بديلة للنطق يمكن تعلمها من خلال إعادة التأهيل والتدريب، والطريقة الأكثر شيوعاً هي استخدام بدلة صوتية، وهي عبارة عن جهاز صغير يتم وضعه في فغر القصبة الهوائية للسماح للهواء بالمرور وإنشاء الصوت، حيث يمكن للشخص التحدث عن طريق سد الفغرة بإصبعه أو بصمام خاص، والذي يعيد توجيه الهواء عبر القطعة الصناعية المستخدمة إلى الحلق، مما يسمح له بالتحدث.

ماذا يحدث اذا تم ازالة الحنجرة؟

إذا تمت إزالة الحنجرة فلن يكون الشخص قادراً على التحدث باستخدام الحبال الصوتية، بالإضافة إلى ذلك سوف يحتاج إلى التنفس من خلال ثقب في عنقه يسمى فغرة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة الشخص على التنفس والشم والتذوق، وسيكون لديه أيضاً خطر متزايد للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والتي يمكن أن تكون خطيرة، ومع ذلك مع الرعاية وإعادة التأهيل المناسبين، يمكن للأشخاص الذين أزالوا حنجرتهم تعلم التواصل بشكل فعال باستخدام طرق بديلة، مثل الكتابة أو استخدام أجهزة الاتصال أو استخدام الحنجرة الاصطناعية.

ما هي نسبة الشفاء من سرطان الحنجرة؟

تختلف نسبة الشفاء من سرطان الحنجرة بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك مرحلة المرض ونوع الخلايا السرطانية وعمر المريض وحالته الصحية العامة، ومع ذلك، إذا تم تشخيص سرطان الحنجرة في مرحلته المبكرة وتم علاجه بشكل فعال عن طريق عملية استئصال الحنجرة فإن نسبة الشفاء تكون عالية.
 

في ختام مقالنا حول عملية استئصال الحنجرة؛ نجد أنه يمكن للشخص أن يستطيع التكلم بعد إجرائها، لكن ليس بنفس نبرة الصوت قبل إزالة حنجرته، ومن المهم بعد إجراء laryngectomy اتباع تعليمات الطبيب بدقة، والنصائح التي تم ذكرها أعلاه، لكي يتم ضمان الشفاء بطريقة صحيحة وبدون ظهور أية مضاعفات لم تكن في الحسبان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة