الداء العظمي الغضروفي عند الخيول؛ تعرف إلى المرض وأهم أسبابه وكيفية علاجه

ضحى علي
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة ضحى علي
الداء العظمي الغضروفي عند الخيول؛ تعرف إلى المرض وأهم أسبابه وكيفية علاجه

الداء العظمي الغضروفي عند الخيول (OCD – Osteochondrosis Dissecans in Horses) أحد الأمراض التي تؤثر على سلامة العظام والغضاريف المتصلة بها. يحدث المرض عادةً في الأعمار الصغيرة من الخيول، لكن لا يظهر تأثيره إلا بعد مرور سنوات من عمر الحصان. يرجع حدوث هذا المرض إلى عدة أسباب مختلفة منها جينية أو وراثية وأخرى نتيجة نقص التغذية أو نتيجة بعض الاختلالات الهرمونية. تعرف إلى المرض وأهم أسبابه وكيفية علاجه.

ماذا يعني الداء العظمي الغضروفي عند الخيول؟

الداء العظمي الغضروفي أحد أمراض العظام التنموية التي تصيب مفاصل وغضاريف الخيول، ويسبب عدم نمو الغضاريف بشكل طبيعي في نهاية العظام المتصلة. كما يحدث ضعف في التصاق الغضروف بنهاية العظم أو قد يحدث فصل جزئي أو كلي بين العظام والغضاريف داخل المفصل بالإضافة إلى بعض العيوب الغضروفية داخل المفصل. يمكن أن تحدث الإصابة بالداء العظمي الغضروفي عند الخيول في جميع المفاصل، لكنه أكثر شيوعًا في مفصل الركبة (stifle)، والعرقوب (hock)، والكتف (shoulder)، والقدم (fetlock).

تؤثر الإصابات الغضروفية غالبًا على جانبي أرجل الحصان سواء الأمامية أو الخلفية، وتؤدي أيضًا الإصابات العظمية الغضروفية إلى ظهور بعض الشظايا العظمية أو الغضروفية التي تطفو داخل السائل المفصلي، لذلك يطلق عليه الداء العظمي الغضروفي السالخ. يحدث الداء العظمي الغضروفي عند الخيول في أثناء نمو الهيكل العظمي قبل الولادة أو في خلال السنوات القليلة الأولى من عمر المهر، لكن لا يمكن ملاحظته إلا بعد سنوات اعتمادًا على شدته. لم يتم فهم الأسباب الجينية لحدوث الداء العظمي الغضروفي في الخيول حتى الآن.

أعراض الداء العظمي الغضروفي في الخيول

تختلف أعراض التهاب العظم والغضروف من أعراض خفيفة إلى شديدة، لكن تعاني معظم الحالات أعراضًا خفيفة إلى معتدلة، وتظهر هذه الأعراض على 5 – 25% من الخيول المصابة. تشمل أعراض الالتهاب العظمي الغضروفي ما يلي:

  • تورم وانتفاخ المفصل المصاب.
  • الشعور بالألم عند ممارسة الرياضة.
  • وقفة غير طبيعية، أو ألم عند الوقوف.
  • العرج.
  • الإحجام عن العمل، وممارسة التمارين.

تصاب بعض الخيول بالتهاب المفاصل والعظام والغضاريف لكن دون ظهور أعراض خاصةً قبل البدء في العمل أو ممارسة التمارين الرياضية، لكن يؤدي الإجهاد البدني إلى تفاقم الخلل المفصلي وظهور الألم. يوجد أيضًا بعض الأمراض العظمية الأخرى التي قد تتشابه مع أعراض الداء العظمي الغضروفي عند الخيول، وتشمل ما يلي:

  1. التهاب المفاصل (Arthritis).
  2. هشاشة العظام (Osteoarthritis).
  3. تشوهات مفصل العرقوب (Hock abnormalities).
  4. مرض المفاصل التنكسي (Degenerative joint disease).

أسباب الالتهاب العظمي الغضروفي (OCD) عند الخيل

تحدث الإصابة بالداء العظمي الغضروفي عند الخيول نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل والأسباب، يشمل ما يلي أهم 8 أسباب للمرض:

  • النمو السريع لجسم الحصان.
  • النظام الغذائي غير المتوازن الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والسعرات الحرارية عالية الطاقة.
  • اختلال ونقص نسبة المعادن في النظام الغذائي، خاصةً النحاس الذي يدعم النمو الصحي وتكوين الغضاريف.
  • الاختلالات الهرمونية التي تشمل الأنسولين، وهرمون الغدة الدرقية، وهرمون النمو.
  • بعض العوامل الوراثية التي تؤثر على نمو العظام والغضاريف قبل الولادة.
  • ممارسة التمارين الرياضية المفرطة والقاسية التي تتسبب في تلف عظمي و غضروفي داخل المفاصل.
  • قلة حركة الحصان، أو ممارسة التمارين الرياضية فجاءة بعد فترات الراحة الطويلة.
  • كدمة (Trauma) في المفصل المصاب.

تشخيص Osteochondrosis Dissecans in Horses

إذا كان الحصان يعاني العرج أو تورم أحد المفاصل يجب الاتصال بالطبيب البيطري لتشخيص المرض وتحديد السبب وعلاجه على الفور. يحتاج الطبيب البيطري لإجراء بعض الخطوات التشخيصية لاستبعاد الأسباب الأخرى وتشخيص الداء العظمي الغضروفي عند الخيول، وتشمل هذه الخطوات ما يلي:

  • الفحص الجسدي الشامل

يطرح الطبيب البيطري بعض الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ الصحي للحصان المصاب والأعراض التي يعانيها، والفترة الزمنية التي ظهرت فيها الأعراض. يقوم الطبيب البيطري أيضًا بالفحص البدني وفحص المفاصل، قد يطلب الطبيب أيضًا مجموعة من الفحوصات المعملية وفحص الدم لاستبعاد بعض الأمراض الأخرى.

  • فحص العرج لتشخيص الداء العظمي الغضروفي عند الخيول

يستلزم الفحص مراقبة حركة الحصان عن قرب، وملاحظة بنية الحصان وهل يعاني الوزن الزائد أم لا. يفحص الطبيب الحوافر للبحث عن أي تشققات أو جروح، بالإضافة إلى فحص مفاصل الأرجل الأمامية والخلفية لتحديد هل يوجد بها ألم أم لا. يراقب الطبيب أيضًا الحصان في أثناء المشي، والهرولة، والجري، وممارسة التمارين الرياضية، أو القيام بالنشاط البدني وفي أثناء الراحة، كما يلاحظ بعض الخصائص الأخرى، مثل: الإيماء بالرأس، وخطوة الحصان.

  • التصوير الإشعاعي (Radiographs)

تُأخذ الصور الإشعاعية للمفاصل التي يظهر عليها الورم والألم لإلقاء نظرة فاحصة عليها. لا يمكن رؤية الغضروف والشظايا الغضروفية في هذا النوع من التصوير لكن يمكن رؤية العظم فقط، لذلك يُستخدم إلى جانبها طرق أخرى للتصوير الإشعاعي للتمكن من رؤية الغضروف، مثل: المسح العظمي النووي (a nuclear bone scan) أو تنظير المفاصل (arthroscopy) ويستدعي ذلك عمل ثقب جراحي في المفصل.

علاج الداء العظمي الغضروفي عند الخيول

يوجد بعض الطرق التي يقوم بها الطبيب لعلاج الداء العظمي الغضروفي السالخ عند الخيول عند تشخيص إصابة الخيل بهذا المرض، وتشمل ما يلي:

  • الاستئصال الجراحي للغضروف والعظم التالف

عن طريق إجراء عملية تنظير المفاصل لإزالة الأجزاء الغضروفية المصابة. يخضع الحصان عادة للتخدير العام لإتمام هذا الإجراء. يقوم الطبيب بعمل شق صغير في مفصل الحصان، وبمساعدة منظار المفصل، وكاميرا صغيرة يتم قطع هذا الجزء من العظام و الغضاريف التالفة.

  • العلاج غير الجراحي

بعض الحالات لا تستلزم الجراحة، ويمكن علاجها بحقن المفاصل بالأدوية الستيرويدية، ومنتجات حمض الهيالورونيك (Legend, Hyvisc)، أو بمادة جليكوزامينوجليكان متعدد الكبريتات (Polysulfated glycosaminoglycans). تستخدم أيضًا بعض الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (Bute, Banamine, Equioxx).

  • علاجات المفاصل التجديدية

تتضمن هذه العلاجات زرع الخلايا الجذعية، وبعض التقنيات الجديدة (PRP, iRAP).

يحتاج الحصان إلى قسط كافي من الراحة في أثناء العلاج الجراحي أو العلاج بالحقن، بالإضافة إلى مراقبة النظام الغذائي للخيل المصاب. قد يوصي الطبيب أيضًا بإضافة الجلوكوزامين (glucosamine) إلى النظام الغذائي.

التعافي من داء العظم والغضروف المفصلي في الخيول

تعتمد نسبة الشفاء من الداء العظمي الغضروفي عند الخيول على شدة الحالة، ونسبة نجاح العملية الجراحية. يجب أن يستريح الخيل مدة زمنية كافية، قد يستغرق الأمر شهورًا حتي يتمكن الخيل من العودة إلى النشاط البدني الطبيعي وإلى التدريب. تصبح بعض الخيول المصابة بداء العظم الغضروفي أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المفاصل الثانوي حتى بعد الجراحة، لكن للمساعدة في منع ذلك يجب اتباع روتين مستمر من التمارين الرياضية. الأدوية المضادة للالتهاب وحقن المفاصل مفيدة ولكن على المدى الطويل. تصبح نسبة الشفاء جيدة بشكل عام خاصةً في الخيول التي خضعت للتدخل الجراحي.

الوقاية من الداء العظمي الغضروفي عند الخيول

لا يمكن منع الإصابة بالداء العظمي الغضروفي عند الخيول، لكن يوجد بعض التدابير التي يمكن أن يتخذها أصحاب الخيول للتقليل من نسبة الإصابة، وتشمل ما يلي:

  1. تجنب النمو السريع عن طريق تقليل السعرات الحرارية في النظام الغذائي للمهور والخيول الصغيرة.
  2. توفير أعلاف عالية الجودة تحتوي على كمية مناسبة من البروتين.
  3. توفير نظام غذائي متوازن ليس للمهور النامية فقط ولكن للفرس الحامل والمرضعة، يحتوي على مستويات مناسبة من الفيتامينات والعناصر المعدنية.
  4. ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة وغير المفرطة يساعد في النمو الطبيعي للعضلات الهيكلية.

ما المدة اللازمة للشفاء من جراحة الداء العظمي الغضروفي في الخيل؟

يجب أن يستريح الخيل الخاضع لعملية جراحية في المفاصل مدة لا تقل عن 10 – 14 يوم للشفاء من الجراحة. نبدأ بعد هذه الفترة الزمنية في تدريب الحصان على المشي 5 دقائق يوميًا، مع زيادة هذه المدة أسبوعيًا بمعدل 5 دقائق إضافية إلى أن يستطيع أن يمشي الحصان 30 دقيقة يوميًا ولمدة أسبوع.

أي السلالات الخيلية أكثر عرضة للإصابة بالداء العظمي الغضروفي؟

السلالات الخيلية الأكثر عرضة للإصابة بالداء العظمي الغضروفي هي السلالات الأصيلة (Thoroughbred)، وتليها سلالة الأستاندرد (Standardbred).

هل يمكن أن يختفي التهاب العظم الغضروفي عند الخيول ويشفى من تلقاء نفسه؟

لا يمكن الشفاء من هذا المرض تلقائيًا لأنه مرض مزمن ولا يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه دون علاج.

في الختام، تبين لنا أن الداء العظمي الغضروفي عند الخيول (Osteochondrosis Dissecans in Horses) من الأمراض التي قد تقلل من الأداء الطبيعي للخيل المصاب بها مما يؤثر على حياته اليومية، لذلك يمكن إتباع طرق الوقاية منها لتقليل خطر إصابة المهور والخيول بها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة