خراج الحافر عند الخيول؛ تعرف إلى أهم أسباب المرض وأعراضه وكيفية العلاج

ضحى علي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة ضحى علي
خراج الحافر عند الخيول؛ تعرف إلى أهم أسباب المرض وأعراضه وكيفية العلاج

خراج الحافر عند الخيول (Hoof Abscess in Horses) من أكثر المشكلات الشائعة التي قد تواجه الخيل وتؤثر على أحد الأرجل الأمامية أو الخلفية للحصان، وكذلك يمكن أن تؤثر على أداءه الطبيعي بسبب الألم الناتج عن تكون جيوب من مادة قيحية وصديدية داخل كبسولة الحافر. تعرف إلى أهم أسباب المرض وأعراضه وكيفية العلاج.

ما خراج الحافر عند الخيول؟

يتكون الحافر عند الخيول من جزئين، الجزء الأول هو جدار الحافر الخارجي بينما الجزء الآخر يسمى صفائح الحافر وهي الأنسجة التي تربط الجدار الخارجي للحافر بعظام الحافر. يتكون خراج الحافر عند الخيول عندما تُحاصَر البكتيريا بين أنسجة الصفائح الحساسة وجدار الحافر، وتتسبب هذه البكتيريا في تكون جيوبًا من الإفرازات القيحية، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغط خلف جدار الحافر أو النعل مما يتسبب في الكثير من الألم للحصان المصاب. خراج الحافر عند الخيول من أكثر العوامل المسببة لحدوث العرج الحاد والمفاجئ في الخيل.

تُصاب حوافر الخيول بالخراجات عادةً في فصل الشتاء الرطب أو في فصل الربيع، ومع ذلك، يمكن أن تصاب أيضًا على مدار باقي العام. تؤدي الرطوبة العالية في بيئة الحصان إلى ليونة الحافر واحتباس البكتيريا في داخله، وتتسبب أيضًا الظروف الشديدة من الجفاف في تقصف الحافر وتشققه، حيث تدخل البكتيريا المسببة لخراج الحافر عن طريق هذه الشقوق.

أعراض خراج الحافر عند الخيول

تشمل أعراض خراج الحافر عند الخيول واحدة أو أكثر من العلامات التالية، فيما يلي أهم 7 أعراض للمرض:

  1. العرج، وقد يتدرج من عرج خفيف إلى عرج شديد.
  2. تورم رسغ الحصان.
  3. ارتفاع درجة الحرارة في منطقة حافر الحصان، والشعور بدفئه عند لمسه.
  4. الشعور بالنبض بالقرب من رسغ الحصان.
  5. خروج الإفرازات الصديدية من الحافر.
  6. ظهور رائحة كريهة عند الإقتراب من الحافر.
  7. وجود ثقب في حافر الخيل.

عند ملاحظة وجود أي جسم أو شئ غريب وغير طبيعي يخترق الحافر، يفضل عدم إزالته والاتصال بالطبيب البيطري على الفور؛ لأنها حالة طارئة وتحتاج إلى تصوير إشعاعي.

أسباب خراج الحافر في الخيل

دخول البكتيريا والميكروبات إلى حافر الخيل هو السبب الرئيس للإصابة بخراج الحافر عند الخيول، ومن أكثر الطرق شيوعًا التي تدخل بها هذه الكائنات الدقيقة إلى كبسولة الحافر ما يلي:

  • الأجسام الغريبة التي يمكن أن تخترق بطن الحافر، مثل: المسامير والزجاج.
  • قد تساعد مسامير الحدوة التي تثبت داخل الخط الأبيض (مكان التقاء جدار الحافر مع نعل الحصان) في دخول البكتيريا.
  • جودة الحافر الرديئة نتيجة عوامل وراثية، أو بيئية تساعد على دخول البكتيريا داخل الحافر.
  • الطقس الرطب والممطر، والأكشاك الرطبة المتسخة تؤدي إلى ليونة الحافر، ويسمح ذلك بدخول البكتيريا عن طريق فجوات الخط الأبيض.
  • تغير مستويات الرطوبة في البيئة والتقلبات الجوية من طقس رطب إلى جاف أو العكس يؤدي كل ذلك إلى هشاشة وضعف بنية الحافر وحدوث التشققات.
  • عدم العناية بالحافر يسبب كعوب متهالكة وأصابع قدم متعرجة وضعف الخط الأبيض وزيادة خطر الإصابة بخراج الحافر عند الخيول.
  • بعض أمراض الحافر، مثل: مرض الحمرة وتعفن الحافر عند الخيول.

تشخيص Hoof Abscess in Horses

يعتمد تشخيص خراج الحافر عند الخيول على معرفة تاريخ ونمط حياة الخيل قبل العرج والأعراض المصاحبة، لاستبعاد الإصابات الأخرى المسببة للعرج، مثل: كسر العظام، والتهاب الصفائح الحساسة (مرض الحمرة). قد يرغب الطبيب البيطري أيضًا في معرفة بعض المعلومات لتشخيص مرض تعفن الحافر أو خراج الحافر، ومنها ما يلي:

  • تاريخ أخر موعد بَيطار للخيول المصابة.
  • موعد بداية ظهور الأعراض.
  • هل الحصان يظل مدة طويلة في الكشك الخاص به، أم يخرج للمرعى؟
  • وجود إفرازات أو روائح غريبة أو جروح حول الحافر.

يجرى الطبيب البيطري أيضًا الفحص البدني للحصان المصاب، عن طريق تمرير يده والضغط على رجل الحصان بداية من عظمة الكتف نزولًا إلى الحافر بحثًا عن مناطق التورم والحرارة والألم والجروح. قد يشعر الطبيب البيطري بزيادة النبض بالقرب من الحافر وذلك يعد دليل على وجود مشكلة في الحافر. يستخدم الطبيب أيضًا أجهزة اختبار الحوافر للتحقق من مصدر الألم، والبحث عن رد فعل مؤلم عند لمس المنطقة المصابة في رجل الحصان.

قد يستخدم الطبيب بعض أدوات التشخيص، مثل: سكين الحافر لاستكشاف المنطقة، وقد يتمكن من فتح الخراج وتصريفه إذا كان بالقرب من سطح الحافر، مما يساعد على تسريع تخفيف وإزالة الألم. إذا تعذر تحديد موقع تصريف الخراج يلزم استخدام الأشعة السينية (x-rays) لتحديد مكانه. يساعد التصوير الإشعاعي في تشخيص الخراج عن طريق الإشارة إلى وجود تراكمات الغازات التي تنتجها البكتريا المسببة للخراج. يستخدم أيضًا التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء في تشخيص الخراجات عن طريق قياس توزيع الحرارة داخل الحافر.

إذا تُرك خراج الحافر عند الخيول دون علاج تنتقل العدوى لأعلى وقد يصل الخراج إلى الشريط التاجي، لكن تكون هذه الأنواع من خراجات الحافر أكثر إيلامًا للحصان وتستغرق وقتًا أطول للشفاء.

طرق علاج خراج حافر الخيل

يعتمد علاج خراج الحافر عند الخيول على موقع الخراج ومدى استعداد الخيل للعلاج، بعض الحالات قد تكون ذات نتائج محبطة وتستغرق وقتًا طويلًا في الشفاء. يزيل الطبيب البيطري جزءًا صغيرًا من النعل باستخدام سكين الحافر ويفتح الخراج لتصريفه بمجرد تحديد مكان الخراج. من الضروري الحفاظ على نظافة الحافر وتصريفه حتى يتم إزالة العدوى والإفرازات القيحية تمامًا، وتعد هذه العملية مؤلمة للغاية، ولكنها تؤدي لاحقًا إلى تحسن كبير بمجرد تنظيف الخراج. يوجد بعض الخطوات التي يجب اتباعها بعد فتح الخراج لمساعدته على التصريف ولضمان تصريفه بالكامل، وتشمل ما يلي:

  • نقع الحافر في مطهر

يوصي الطبيب البيطري بنقع الحافرمرة أو مرتين يوميًا في حمام ماء دافئ مع اليود (البيتادين) أو الملح الإنجليزي (Epsom salts) مدة 15 – 20 دقيقة في المرة الواحدة.

  • استخدام الكمادات ولف القدم

تستخدم الكمادات أو الضمادات المطهرة للحفاظ على تطهير الجرج لمدة 48 ساعة. تحتاج هذه الكمادات إلى التغيير المستمر إلى أن يتوقف الخراج عن التصريف، من المهم التأكد أن الضمادة ليست ضيقة حتى لا تسبب مشكلات في الدورة الدموية للحافر.

أدوية علاج خراج الحافر عند الخيول

يصف الطبيب البيطري أيضًا بعض الأدوية التي تسهل الشفاء من خراج الحافر عند الخيول، وتشمل ما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرودية

قد يصف الطبيب فينيل بوتازون (Phenylbutazone)، أو فلونيكسين ميغلومين (flunixine meglumine) للمساعدة في تقليل وتخفيف ألم والتهاب الحافر وتحسين حالة الحصان، يساعد ذلك أيضًا في منع مرض الحمرة أو التهاب صفائح الحافر (laminitis).

  • المضادات الحيوية

تستخدم بعض المضادات الحيوية في حالة التهاب العظم، ووصول العدوى إلى داخل الأنسجة الرخوة في الحافر.

  • تطعيم التيتانوس (الكزاز)

إذا لم يتم التأكد من تطعيم الحصان سابقًا ضد الكزاز، لا بد من إعطاءه مصل مضاد التيتانوس.

يجب إبقاء الخيول في بيئة جافة ونظيفة، وإزالة الضمادة وتغيرها يوميًا حتى يلتئم الجرح.

تعافي الخيول المصابة بخراج الحافر

تتعافى الخيول من خراج الحافر، ولكن ذلك يستغرق وقتًا متفاوتًا اعتمادًا على شدة الخراج وموقعه. يلتئم خراج الحافر السطحي سريعًا في غضون أيام قليلة إلى أسبوع، لكن الخراجات الشديدة والعميقة تستغرق وقتًا أطول للشفاء، قد يستغرق الأمر من أسابيع إلى شهور للتعافي تمامًا.

إذا ترك خراج الحافر عند الخيول دون علاج، قد يؤدي إلى التهابات شديدة في العظام، ومرض الحمرة. إذا كان الحصان يعاني خراج الحافر بشكل متكرر، لا بد من التحقق من السبب الأساسي للحالة، على سبيل المثال يتسبب مرض كوشينغ في ضعف جهاز المناعة لدى الحصان فيصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

كيفية الوقاية من خراج الحافر لدى الخيول

تساعد بعض التعليمات على منع تكوين خراج الحافر عند الخيول، وتشمل ما يلي:

  1. إبقاء بيئة الحصان نظيفة وجافة.
  2. تنظيف الأكشاك بشكل روتيني وإزالة السماد والبول يوميًا.
  3. زيارة الخيل للبيطار، وتقليم أظافر الحصان بشكل روتيني.
  4. استخدام مقويات الحوافر خاصةً قبل التغيرات المناخية القاسية لحماية جدار الحافر من الرطوبة الزائدة.
  5. إزالة المسامير والقطع المعدنية الحادة والزجاج من البيئة المحيطة بالخيل، لتجنب الجروح والقطع في بطن الحافر.

كيف أعرف أن الحصان مصاب بخراج الحافر؟

إذا ظهرت عليه علامات العرج والتورم والحرارة في أحد أطراف الحصان، يجب التواصل مع الطبيب البيطري على الفور ليتمكن من تشخيصه في أثناء الفحص البدني.

هل يمكن أن تشفى خراجات الحافر عند الخيول أو تختفي من تلقاء نفسها؟

لا، لا يمكن الشفاء ذاتيًا، لكن يمكن للخراج أن ينفجر من تلقاء نفسه نتيجة الضغط المتزايد ويتم تصريف محتويات الخراج إلى الشريط التاجي وتزداد المشكة سوءً.

هل تساعد المضادات الحيوية في الشفاء من خراجات الحافر للخيل؟

لا يتطلب علاج معظم خراجات الحوافر استخدام المضادات الحيوية، وقد يصفها الطبيب البيطري لإزالة العدوى البكتيرية في حالات خراجات الحافر العميقة التي يصعب تصريفها كليًا.

ختامًا، خراج الحافر عند الخيول (Hoof Abscess in Horses) من الأمراض المؤلمة التي ينتج عنها عرج الحصان وبذلك تؤثر على الأداء الطبيعي للخيل وعلى قدرته الإنتاجية، لذلك يجب تجنب إصابة الحصان بهذا المرض عن طريق إتباع تعليمات الوقاية منه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة