الجلوكوما عند الكلاب؛ تعرف إلى الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج

الزرق أو المياه الزرقاء أو الجلوكوما عند الكلاب “Glaucoma in Dogs” هو مرض يصيب العين ويمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى فقدان البصر الكلي أو الجزئي، تعرف إلى الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج الجلوكوما عند الكلاب.

ما هي الجلوكوما ؟

الزرق أو الجلوكوما عند الكلاب هي مصطلحات عامة تستخدم لوصف مجموعة معقدة من الحالات التي تتسبب في زيادة الضغط داخل العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري وخلايا معينة في شبكية العين.

العصب البصري، المسؤول عن نقل المعلومات البصرية من شبكية العين إلى الدماغ، هو أكثر الهياكل حساسية لارتفاع ضغط العين، والذي يمكن أن يحدث ضرراً لا رجعة فيه للرؤية خلال فترة زمنية قصيرة.

في البشر، تظل زيادات ضغط العين بطيئة جدًا وعادة ما تكون معتدلة (زرق مفتوح الزاوية)، بينما في الكلاب، تكون الجلوكوما حادة (زرق منغلق الزاوية)؛ وناتجة عن ارتفاع سريع ومفاجئ في ضغط العين، غالباً خلال بضع ساعات.

في بعض الحالات، يمكن للكلب أن يفقد الرؤية بشكل دائم خلال 48 ساعة إذا لم يتلقى العلاج.

أعراض الجلوكوما عند الكلاب

يجب التعامل مع أعراض الجلوكوما عند الكلاب كحالة طبية طارئة. تبدأ الجلوكوما عادة في عين واحدة، وتنتقل إلى العين الأخري في 50٪ من الحالات إذا تُرك المريض دون علاج.

قد تشمل الأعراض واحدًا أو أكثر مما يلي:

اختلاف حجم بؤبؤ العيون.
ألم خفيف إلى شديد في العين (يقوم الكلب بفرك عينه على الأرض أو بواسطة مخالبه).
ظهور أوعية دموية في بياض العين.
احمرار العين.
قرنية ضبابية.
رفرفة الجفون.
حوَل العيون.
فقدان الشهية واضطرابات السلوك (بسبب الألم).
تجنب الضوء.
عدم استجابة القرنية للضوء.
مشاكل في الرؤية (الاصطدام بالأثاث، صعوبة في العثور على الأشياء، المشي بحذر شديد).
انتفاخ العين.

أنواع الجلوكوما عند الكلاب

هناك نوعان من الجلوكوما أو المياه الزرقاء عند الكلاب:

زرق أولي

معدل تدفق السوائل داخل أو خارج العين غير طبيعي مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين.

زرق ثانوي

تؤدي حالة منفصلة إلى إبطاء أو انسداد تصريف السوائل داخل العين، مما يؤدي إلى زيادة الضغط، ويعد أكثر شيوعاً من الزرق الأولي.

يتم حساب الضغط من خلال قياس توتر العين:

ضغط العين الطبيعي – 15-25 مم زئبق.
الزرق الأولي – 25-30 مم زئبق.
الزرق الثانوي – 10-30 مم زئبق.

أسباب الجلوكوما عند الكلاب

تختلف أسباب الجلوكوما أو الزرق عند الكلاب باختلاف النوع:

الزرق الأولي

ناتج عن الاستعداد الوراثي؛ يظهر عادة خلال أو بعد سنتين من العمر. تشمل السلالات الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع (على سبيل المثال لا الحصر): كلاب باسات، البيجل، تشيهواهوا، تشاو، كوكر سبانيل، داشهند، المالطي، كلب البودل الصغير، الساموييد والأسكي السيبيري.

الزرق الثانوي

ينتج عن: عدوى، التهاب،إصابة، خلع العدسة، والأورام.

تشخيص الجلوكوما في الكلاب

أولاً، سيرغب الطبيب البيطري في معرفة تاريخ بداية الأعراض وسيسأل عن الصدمات أو الأنماط السلوكية المرتبطة بالألم أو فقدان البصر لدى الكلب، وكذا الحوادث المحتملة التي سبقت هذه الحالة، مثل إصابات العين (حتى تلك التي تعتبر بسيطة). بعد ذلك سيقوم بإجراء مجموعة من الاختبارات التشخيصية وفيما يلي أهم 4 طرق للتشخيص:

قياس الضغط داخل عين الكلب باستخدام مقياس التوتر على سطح العين.
تقييم الزوايا القزحية القرنية عن طريق التنظير التناسلي – قياس الجزء الأمامي من العين.
تخطيط كهربية الشبكية لتحديد ما إذا كانت العين ستصاب بالعمى على الرغم من العلاج.
الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لإظهار التشوهات داخل العين مثل الخراج أو الأورام.

قد يختار الطبيب البيطري فحص وعلاج الكلب في العيادة أو قد يحيله إلى طبيب عيون بيطري لإجراء فحص مفصل لكلتا العينين يشمل جميع الاختبارات المذكورة أعلاه.

علاج الجلوكوما عند الكلاب

يعتمد العلاج على سبب وشدة الجلوكوما. الهدف من العلاج هو استعادة ضغط العين الطبيعي (عن طريق تقليل إنتاج السوائل أو زيادة تصريف السوائل) وتسكين الآلام. في حالة الجلوكوما الثانوية، يجب معالجة سبب الحالة أيضًا. قد يشمل ذلك:

علاج الإصابات.
الاستئصال الجراحي للأورام.
علاج العدوى بالمضادات الحيوية.

في حالة إصابة عين واحدة فقط، سيتم اتخاذ إجراءات تهدف لمنع تطور الجلوكوما في العين الأخرى.

الأدوية

معظم الأدوية عبارة عن قطرات أو مراهم موضعية تعمل على خفض ضغط العين و/أو علاج الالتهاب والعدوى. غالبًا ما يتم إعطاء الأدوية الموضعية 3 مرات يوميًا لفترة زمنية محددة. بعض الأدوية تؤخذ عن طريق الفم.

تشمل الأدوية التي يتم وصفها في حالات المياه الزرقاء عند الكلاب ما يلي:

حاصرات بيتا ومدرات البول المثبطة للأنهيدراز الكربوني من أجل تقليل إنتاج السوائل.
مثبطات الكولينستريز لتأخير ظهور الجلوكوما في العين السليمة.
الكورتيكوستيرويدات للسيطرة على الالتهاب.
مثبطات التفتل لتقليص حدقة العين والسماح بإفراز السوائل.
مدرات البول التناضحية لتجفيف العين (تستخدم بحذر لمرضى السكر أو مرضى القلب).
نظائر البروستاجلاندين لتحسين تدفق السوائل من العين.

الجراحة

هناك مجموعة متنوعة من الأساليب الجراحية التي يمكن اللجوء إليها بدرجات متفاوتة على حسب نوع الضرر البصري وشدة الحالة:

التخثير الهدبي: تعمل أداة الليزر على تدمير النسيج الطلائي الإفرازي للجسم الهدبي للعين (المسؤول عن إنتاج السوائل داخل العين).
الزراعة Gonioimplantation: يتم زرع تحويلة (أنبوب صغير) لتوفير مخرج لتصريف السوائل.
الاستئصال: الإزالة الكاملة لمقلة العين. تُستخدم في الحالات الشديدة أو عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعالة.

قد تكون هناك حاجة لعمليات جراحية متكررة اعتمادًا على السبب الأساسي للحالة واستجابة العين للجراحة.

الوقاية من الزرق عند الكلاب

يمكن الوقاية من الجلوكوما عند الكلاب الثانوية من خلال:

الحفاظ على سلامة كلبك، وبذل قصارى جهدك لتجنب الإصابات والحوادث.
البقاء على رأس المشكلات الصحية والبحث عن علاج لأي عدوى خاصة تلك المتعلقة بالعين.

للأسف، لا يمكن الوقاية من الجلوكوما عند الكلاب الأولية لأنها ناتجة عن عوامل وراثية، ولكن يمكن اتخاذ إجراءات مسبقة تهدف إلى إبطاء التغييرات التنكسية في عيون الكلب وتقليل خطر الإصابة بالجلوكوما، وذلك عن طريق:

تناول مضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتين وفيتامين E و C وكذلك المغذيات لتقليل حجم الضرر الذي قد يحدث لخلايا العين.
تقليل الضغوطات في بيئة حيوانك الأليف من أجل إدارة الإجهاد التأكسدي الذي يحدث في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك العينين.
التخلص من الأطواق والأحزمة والأربطة الضيقة على رقبة الكلب لأنها تزيد من الضغط داخل المخ والعينين.
إذا كنت تمتلك كلباً مسناً أو كلباً ينتمي لسلالة لها استعداد وراثي للإصابة بالزرق، فتأكد من فحص ضغط العين لديه بشكل دوري عند الطبيب البيطري.

بغض النظر عن نوع الزرق الذي يعاني منه كلبك، فإن الاكتشاف المبكر للحالة هو أفضل طريقة لتجنب الضرر الذي يحدث للرؤية والعمى المرتبط بالجلوكوما. يجب دائماً تحديد تلك التغيرات الطفيفة في الضغط داخل العين ومعالجتها طبياً في أسرع وقتٍ ممكن.