التهاب وتقيح الرحم عند القطط؛ أهم الأسباب وطرق العلاج

سالم العلي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Howayda Sayed
التهاب وتقيح الرحم عند القطط؛ أهم الأسباب وطرق العلاج

التهاب وتقيح الرحم عند القطط (Pyometra In Cats) هو عدوى بكتيرية ثانوية تنتج عن التغيرات الهرمونية في الجهاز التناسلي الأنثوي. إذ تستمر مستويات هرمون البروجسترون في الارتفاع لعدة أسابيع بعد الدورة الوداقية، مما يحفز بطانة الرحم على النمو استعدادًا لحدوث الحمل المحتمل. لكن إذا لم يحدث الحمل بعد تتابع عدة دورات وداقية، فإن سمك بطانة الرحم يستمر في الزيادة حتى تتكون أكياس نسيجية في الرحم. وتعرف هذه الحالة باسم فرط تنسج بطانة الرحم الكيسي (CEH).

ما هو التهاب وتقيح الرحم عند القطط؟

التهاب وتقيح الرحم عند القطط هو عدوى تنتج عن زيادة سمك بطانة الرحم نتيجة ارتفاع مستويات هرمونات البرجسترون بسب تتابع عدة دورات شبقية، دون حدوث حمل، وتؤدي إلى فرط تنسج بطانة الرحم. تفرز تلك البطانة الرحمية الكيسية السميكة سوائل عدة، مما يجعلها بيئة مثالية لنمو البكتيريا. إضافةً إلى ذلك، فإن مستويات البروجسترون المستمرة في الارتفاع تقلل قدرة عضلات جدار الرحم على الانقباض وطرد تلك السوائل ومن ثم التخلص من تلك البكتيريا المتراكمة.

هناك عامل آخر يساهم في تطور التهاب وتقيح الرحم عند القطط، وهو منع خلايا الدم البيضاء من دخول الرحم في أثناء دورة الشبق أو الدورة الوداقية. ومن المعروف أن خلايا الدم البيضاء هي الخلايا المسؤولة عن محاربة البكتيريا والأجسام الغريبة، والحماية من العدوى ويكمن السبب وراء ذلك للسماح للحيوانات المنوية من الدخول بأمان إلى الجهاز التناسلي الأنثوي دون أن تتعرف عليها الخلايا الدم البيضاء، ثم تدمرها بعد ذلك. غالبًا ما يؤدي خليط هذه العوامل إلى الإصابة بالتهاب وتقيح الرحم.

أسباب تغيرات الرحم

قد يتسبب استخدام العقاقير التي تحتوي على هرمون البروجسترون في حدوث تغييرات في الرحم تشبه تلك التي تحدث في أثناء دورة الشبق. فضلاً على ذلك، تزيد أدوية الإستروجين أو الإستروجين الاصطناعي تأثير البروجسترون على الرحم. تستخدم تلك الأدوية التي تحتوي على كل من الإستروجين والبروجسترون أحيانًا لعلاج حالات معينة في الجهاز التناسلي. لذلك يجب مراقبة أي قطة تتلقى هرمونات أنثوية بعناية لمنع تطور مرض التهاب وتقيح الرحم عند القطط.

كيف تدخل البكتيريا إلى الرحم؟

طوال أيام الشهر يظل عنق الرحم مغلقًا بإحكام إلا حين يأتي موعد الدورة الشبقية، فإنه حينها يرتخي ليسمح للحيوانات المنوية بالدخول إلى الرحم. وحينما يرتخي عنق الرحم، فإنه يصبح هدفًا سهلًا للبكتيريا التي توجد عادة في المهبل، ومن ثم تتمكن من دخول الرحم بسهولة.

إذا كان الرحم يتمتع بكامل صحته، فإن بطانة الرحم تطرد البكتيريا بسهولة. لكن إذا كان جدار الرحم سميكًا أو كيسًيا، فإنه يصبح بيئة مثالية لنمو البكتيريا، وتكاثرها. يحدث هذا بسبب عدم قدرة عضلات جدار الرحم على الانقباض أما بسب زيادة سمك بطانتها أو استمرار إطلاق هرمون البروجسترون، وحينها يفقد الرحم المقومات التي تمكنه من طرد البكتيريا.

متى يحدث التهاب وتقيح الرحم عند القطط؟

يشيع حدوث التهاب وتقيح الرحم عند القطط الأكبر سنًا، لكن هذا لا ينفي حدوثه أيضًا في القطط الصغيرة أو المتوسطة الأعمار عندما تكون في مرحلة النشاط الجنسي، وعادةً ما يحدث بعد أربعة أسابيع من الدورة الوداقية. إذ يخضع جدار الرحم لمجموعة من التغييرات التي تعزز حدوث هذا المرض، خاصةً بعد توالي عدة سنوات من النشاط الجنسي، وتكرار دورات الشبق دون حدوث حمل.

أعراض التهاب وتقيح الرحم عند القطط

تعتمد أعراض التهاب وتقيح الرحم عند القطط على حالة عنق الرحم، فعندما يكون العنق مفتوحًا:

  • يتسرب القيح من الرحم من خلال المهبل إلى خارج الجسم.
  • يمكن ملاحظة هذه الإفرازات، عند وجودها على الجلد أو على الشعر تحت الذيل، أو على الفراش والأثاث حيث تواجدت القطة مؤخرًا.
  • نظرًا لأن القطط تهتم كثيرًا بالنظافة، فإنها عادةً ما تنظف الإفرازات قبل رؤيتها.
  • قد يصاحب تقيح الرحم المفتوح العنق، الحمى والخمول وفقدان الشهية والاكتئاب.

أما إذا كان عنق الرحم مغلقًا فإن:

  • القيح أو الصديد الذي يتكون لا يستطيع التصريف خارج الجسم.
  • لذلك يتجمع الصديد في الرحم مسببًا انتفاخ البطن.
  • تفرز البكتيريا السموم التي تمتص في الدورة الدموية.
  • القطط المصابة بتقيح الرحم المغلق تتدهور حالتها بسرعة كبيرة.
  • تعاني أيضًا فقدان الشهية، والفتور، والاكتئاب.
  • قد تصاب أيضًا بالقيء أو الإسهال.
تؤثر السموم التي تطلقها البكتيريا على قدرة الكلى على الاحتفاظ بالسوائل، لذلك يزداد إدرار البول، ويشرب القط كميات كبيرة من الماء لتعويض ما فقده. يحدث هذا سواءً كان عنق الرحم مفتوحًا أو مغلقًا.

تشخيص التهاب وتقيح الرحم عند القطط

معظم القطط التي تفحص في وقت مبكر من حدوث المرض، لا يظهر عليها أية أعراض للمرض، سوى وجود بعض الإفرازات المهبلية الطفيفة، إذ تظهر معظم الأعراض لدى القط المصابة بتقيح الرحم في فترات متقدمة من المرض.

يشتبه الطبيب في إصابة القطة بالتهاب وتقيح الرحم إذا:

  • كانت القطة شديدة المرض.
  • تشرب كميات كبيرة متزايدة من الماء.
  • إذا لم تُعقم.
  • وجود الإفرازات المهبلية.
  • انتفاخ وألم البطن.

عادةً ما تظهر تلك العلامات في الاختبارات المعملية لمرض التهاب وتقيح الرحم عند القطط :

  • زيادة عدد خلايا الدم البيضاء زيادةً كبيرة.
  • ارتفاع نسبة الجلوبيولين، وهو نوع من البروتين غالبًا ما يرتبط بجهاز المناعة.
  • انخفاض تركيز البول انخفاضًا حادًا بسبب التأثيرات السامة للبكتيريا على الكلى.
لاحظ أن التغييرات السابقة ليست دلائل مؤكدة على التهاب وتقيح الرحم عند القطط، لأن هذه العلامات تكون مصاحبة لأي عدوى بكتيرية حادة عند القطط.

عمل الأشعة

تختلف العلامات التي تظهر في الأشعة باختلاف حالة الرحم:

  • فإذا كان عنق الرحم مغلقًا فإن: الأشعة السينية على البطن تشير إلى وجود تضخم في الرحم.
  • أما إذا كان مفتوحًا: فغالبًا ما يكون هناك تضخم الرحم ضئيلًا للرحم بحيث لا تكون الصورة الشعاعية قاطعة.
  • قد يساهم الفحص بالموجات فوق الصوتية في تحديد تضخم الرحم والتمييز بينه وبين الحمل الطبيعي.

علاج التهاب وتقيح الرحم عند القطط

يعد العلاج الأمثل لالتهاب وتقيح الرحم عند القطط هو استئصال المبيض والرحم جراحيًا (التعقيم). ولا سيما إذا شُخصت القطة في مرحلة مبكرة من المرض. لكن تلك الجراحة ليست بسهولة التعقيم الروتيني بسبب وجود الالتهاب والصديد، ومخاطر مضاعفاتهم.

في أغلب الأحوال تُشخص معظم القطط عندما تكون في مرحلة متقدمة من المرض، مما يؤدي إلى صعوبة الإجراء الجراحي وطول مدة بقاء القطة في المستشفى. وبالطبع هناك بعض الإجراءات التي ينبغي اتخاذها قبل وبعد العملية، ومنها:

  • تغذية القط بواسطة السوائل الوريدية قبل الجراحة وبعدها.
  • استمرار إعطاء المضادات الحيوية بعد الجراحة لمدة أسبوعين.

هل هناك بديل للجراحة؟

بالنسبة لمعظم القطط فإن الجراحة هي الخيار العلاجي الأمثل لالتهاب وتقيح الرحم عند القطط، لكن يوجد أيضًا الخيار العلاجي الطبي بواسطة البروستاجلاندين (Prostaglandins)، وهي:

  • مجموعة هرمونات تساعد على خفض مستوى البروجسترون في الدم.
  • تساعد على ارتخاء عنق الرحم وتفتحه.
  • تتسبب في انقباض الرحم ومن ثم طرد البكتيريا والصديد.
  • معدل النجاح متفاوت للغاية ويحتمل حدوث ومضاعفات على المدى الطويل.

يمكن استخدام الخيار العلاجي الطبي لعلاج التهاب وتقيح الرحم عند القطط، لكنه لا ينجح دائمًا وينتج عنه بعض الآثار الجانبية التي تحدث في غضون خمس عشرة دقيقة بعد تناوله وغالبًا ما تستمر لبضع ساعات. ومن هذه الآثار الجانبية ما يلي:

  • الأرق، واللهاث.
  • القيء، وكثرة التغوط.
  • سيلان اللعاب، وآلام البطن.
  • يسبب البروستاجلاندين تقلصات الرحم، لذلك قد ينفجر الرحم وتنتشر العدوى في التجويف البطني مما يؤدي إلى الحالة التي تهدد الحياة والمعروفة باسم التهاب الصفاق.
  • يحدث التهاب الصفاق عندما يكون عنق الرحم مغلقًا.
  • إذا لم يحدث تحسنًا إكلينيكيًا في غضون 48 ساعة، وكانت القطة تعاني ألم شديد، فمحظور عليها تناول البروستاجلاندين، بل الخضوع لعملية جراحية فورية لإنقاذ الحياة.
قد يساهم تدريب القطة أو تشتيت انتباهها بعد الحقن لمدة 30 دقيقة في تخفيف الألم.

الأسئلة الشائعة حول التهاب وتقيح الرحم عند القطط

من أهم الأسئلة الشائعة حول المرض ما يلي:

ما العلاقة بين التهاب وتقيح الرحم عند القطط، وعملية التعقيم؟

تعد عملية التعقيم، عاملًا واقيًا من التهاب وتقيح الرحم عند القطط، وهي نفسها العملية التي يجريها الطبيب، لعلاج تلك الحالة، لكن وقتها تكون محاطة بعدة مضاعفات بسبب وجود الصديد والقيح.

ماذا يحدث إذا لم أعالج قطتي من التهاب وتقيح الرحم؟

تعد فرصة نجاة القطة من التهاب وتقيح الرحم عند القطط دون إجراء الجراحة أو علاج البروستاجلاندين منعدمة أو منخفضة للغاية. لأنه إذا لم تتخذ إجراءات العلاج بسرعة، فإن التأثيرات السامة للبكتيريا تكون قاتلة في كثير من الحالات. خاصةً عندما يكون عنق الرحم مغلقًا، فقد يؤدي إلى انفجار الرحم، وانتقال العدوى إلى تجويف البطن فيما يُعرف طبيًا باسم التهاب الصفاق وهي عدوى شديدة الخطورة تهدد الحياة.

اقرأ المزيد:

ختامًا، فإن التهاب وتقيح الرحم عند القطط (Pyometra in cats) تتدرج أعراضه في الظهور على القطط المصابة، ففي البداية لا تظهر سوى بعض الإفرازات المهبلية الطفيفة، لكنه إن تُرك دون علاج، فهو يشكل خطرًا يهدد حياة قطتك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة