المبيدات الحشرية الجهازية

خيرية جابر
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
بواسطة خيرية جابر
المبيدات الحشرية الجهازية

المبيدات الحشرية الجهازية (Systemic insecticides) هي واحدة من أنواع المبيدات المختلفة. حيث تختلف هذه الأنواع وفقاً لنمط عملها وتركيبتها وأضرارها. ويتم اختيار المبيد المناسب بناءً على الكثير من العوامل المتعلقة بنوع الآفة المستهدفة، وأضرار المبيدات على الطبيعة. إذاً ما هي أسماء المبيدات الحشرية الجهازية وكيف يتم استخدامها؟ وما هو الفرق بين المبيد الجهازي وغير الجهازي؟ وما هي الأضرار الناتجة عن استعمال مبيد حشري جهازي؟

الفرق بين المبيد الجهازي والمبيد غير الجهازي

المبيد الحشري غير الجهازي هو أي مبيد تعتمد تركيبته على رشه إما على النباتات أو الحشرات، ويتم قتل الآفات عن طريق ملامسة المواد السامة بشكل مباشر. إذاً في هذه الحالة تتركز هذه المواد على سطح النباتات وليس بداخلها، وبالتالي عند غسلها يمكن التخلص منها. أما إذا تم استخدام مبيد جهازي، فسوف يتم امتصاص هذه المواد إلى داخل النباتات عن طريق الجذور، لأنها قابلة للذوبان في الماء (water soluble) ومن ثم ستنتقل إلى أنسجة النباتات الوعائية، وسيتم توزيعها إلى أجزاء النبات المختلفة (الأغصان، الأوراق، والثمار). وفي هذه الحالة سيتم السيطرة على الآفات التي تتغذى عليها.

أسماء المبيدات الحشرية الجهازية

تعد مبيدات النيونيكوتينويد (neonicotinoid) من المبيدات الجهازية التي يكثر استخدامها حول العالم، وهذه المبيدات قد تحتوي على واحدة من المواد الفعالة من المجموعة التالية:

  • إيميداكلوبريد (imidacloprid).
  • ثياكلوبريد (thiacloprid).
  • كلوثيانيدين (clothianidin).
  • ثياميثوكسام (thiamethoxam).
  • اسيتامبريد (acetamiprid).
  • نيتينبيرام (nitenpyram).
  • دينوتيفوران (dinotefuran).

تختلف الأسماء التجارية الخاصة بالمبيدات الحشرية الجهازية، ولكنها تحتوي على واحدة من المواد الفعالة المذكورة أعلاه. بالإضافة إلى ذلك يوجد نوع آخر من المبيدات الجهازية الذي يتم اعتماده وهو الفيبرونيل (fipronil).

كيفية استخدام المبيدات الجهازية

تطبيق المبيدات الحشرية الجهازية

قبل استعمال أي مبيد جهازي، يجب التأكد من كل المعلومات الموجودة عليه حول طريقة الاستخدام، والكمية التي يجب خلطها مع الماء والتي يجب وضعها على نوع معين من النبات أو الأشجار. بالإضافة إلى كل التحذيرات حول الأضرار التي قد يسببها للإنسان أو البيئة. بعد التأكد من كل هذه الأمور يمكن استخدامه بالطرق التالية:

  • وضعه مباشرة على التربة، لكي تمتصه الجذور.
  • حقن جذع الشجرة بالمبيد.
  • رش أوراق الأشجار.

أضرار المبيدات الحشرية الجهازية

يكثر استخدام المبيدات الحشرية الجهازية على اعتبار أن نظام عملها مختص أكثر في القضاء على آفات معينة، أي فقط الآفات التي تتغذى على النباتات المزروعة. وبالإضافة إلى ذلك فإن الطريقة التي تقتل بها هذه المبيدات الآفات تعتبر أقل سمية على الكائنات الفقارية (Vertebrates). وبالتالي هذا الأمر يساهم في الحد من التهديدات والأضرار التي تشكلها المبيدات الحشرية على الكائنات الأخرى في الطبيعة. ولكن هذا لا يعني أن هذه المبيدات ليس لها تأثيرات سلبية على بعض الكائنات الحية والبيئة. ومن بين هذه الأضرار الأمور التالية:

قتل الحشرات الملقحة (pollinators)

أضرار المبيدات الجهازية على النحل

لأن المواد الموجودة في المبيدات الجهازية تنتشر إلى كل أجزاء النبات، تتأثر الحشرات التي تقوم بعملية تلقيح النباتات مثل النحل، والفراشات؛ وذلك عند نقل حبوب اللقاح (Pollen) والرحيق (Nectar). حيث تتأثر أنواع النحل المختلفة مما يؤدي إلى انعكاسات جدية على الطبيعة وحتى على إنتاجية المحاصيل، وذلك لأن النحل يساهم في تلقيح نسبة كبيرة من النباتات التي تنتج الخضار والفاكهة والمكسرات. لذا يفضل تجنب استعمال هذه المبيدات في حال توفر المبيدات العضوية لمكافحة الآفات الزراعية.

تلوث المياه

عند قراءة الملصق الموجود على أي مبيد حشري جهازي، سيجد القارئ أنه من الضروري الحذر عند استخدام هذه المبيدات قرب أي مصدر للمياه، بحيث يجب الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر المياه. إذا وصلت هذه المواد إلى المياه سوف تسمم الكثير من الكائنات اللافقارية (invertebrates)، الأمر الذي يعطل النظام البيئي المائي، بالإضافة إلى إحداث خلل في التنوع البيولوجي. لذا يجب قراءة التعليمات جيداً حول كيفية الاستخدام قبل استعمال أي مبيد.

اختلال النظام البيئي في التربة

أضرار المبيدات الحشرية الجهازية على التربة تشمل تأثيرها أيضاً على الكائنات الحية في التربة وعلى وظائفها.

تطور آفات مقاومة

تستهدف المبيدات الجهازية أنواع محدودة من الآفات الزراعية، أي فقط التي تؤثر على أصناف النباتات التي تم معالجتها بالمبيد. ولكن حتى في هذه الحالة تم ملاحظة تطور حشرات مقاومة لمواد النيونيكوتينويد. مثلاً المن القطني أصبح مقاوماً لبعض أنواع المبيدات المذكورة أعلاه.

صحة الإنسان

المبيدات الحشرية الجهازية تنتقل إلى الثمار وتصبح جزءاً منها، أي لا يمكن التخلص منها بعد غسلها، والسؤال الأساسي هنا هو؛ إذا كان تناول هذه الثمار يؤذي الإنسان ويؤثر على صحته. بالنسبة لنمط عمل هذه المبيدات فهو مخصص أكثر للكائنات اللافقارية، لذلك من المفروض أن تكون هذه المبيدات الحشرية أقل سمية للإنسان والثدييات.

لكن عند التعامل مع أي نوع من المبيدات الحشرية يجب أن نميز بين نوعين من الإصابات؛ الأولى هي بعد التعرض المباشر للمبيد بكميات كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى أعراض فورية حادة وشديدة، والثانية تحدث بعد التعرض المزمن للمواد السامة في المبيدات. التسمم المباشر يحدث إذا لم يتم اعتماد وسائل الحماية اللازمة عند التعامل مع المبيدات، غالباً الأعراض ليست خطيرة في حالة التعرض للمبيد الجهازي، ولكن يجب مراجعة الأطباء.

أما بالنسبة للتعرض المزمن للمبيدات الحشرية الجهازية من خلال تناول الفواكه والخضار، فإن الدراسات قليلة بهذا الشأن. وذلك لأن اعتماد هذه المبيدات الحشرية لم يبدأ من مدة طويلة، حيث بدأ اعتماد بعض هذه المبيدات الحشرية عام 1990. ولكن يوجد دراسة أثبتت أن التعرض المزمن لهذه المبيدات مرتبط ببعض أمراض الجهاز العصبي.

المبيدات الحشرية الجهازية يتم استخدامها بكثرة في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنها تتخطى بعض الأضرار التي تسببها المبيدات الأخرى من جهة، فإنها من جهة أخرى تتسبب بأضرار جدية أيضاً على النظم البيئية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق