الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي؛ ملف شامل للمسعف عن الجهاز التنفسي وحوادث

سوزي مطرجي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
بواسطة سوزي مطرجي
الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي؛ ملف شامل للمسعف عن الجهاز التنفسي وحوادث

الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي (First aid for the respiratory system)؛ هي إجراءات يجب تقديمها عند حدوث مشاكل لها علاقة بمشاكل القلب أو الجهاز التنفسي. عند تقديم الاسعافات الاولية لمرضى الاختناق وضيق الشعب الهوائية يجب التأكد منم العلامات الحيوية للمريض ومعدلات التنفس، مع ملاحظة أية أعراض للازرقاق أو للإغماء وإجراء الإنعاش اللازم لدعم التنفس للجهاز التنفسي. نتحدث بشكل موسع ونورد ملف شامل للمسعف عن الجهاز التنفسي وحوادثه وأهم الإسعافات الأولية لضيق التنفس التي تجنب الاختناق.

التعريف بالجهاز التنفسي

يجب قبل الحديث عن الإسعافات الاولية للجهاز التنفسي أخذ لمحة سريعة عن هذا الجهاز هو عضو مهم في جسم الإنسان مكون من الأنف والرغامى والقصبات الهوائية والرئتين، حيث يسحب الهواء إلى داخل الجسم عن طريق فتحتي الفم والأنف، ويتم داخل الانف تدفئة الهواء وترطيبه وإزالة الشوائب العالقة لتنقيته، ثم يمر الهواء عبر الحبال الصوتية في الحنجرة ويصل إلى الرغامى المتفرعة إلى قصبتين تتجه كل منهما باتجاه إحدى الرئتين، حيث تنقسم إلى قصيبات تتفرع داخل الرئتين وتنتهي بأكياس أو انتفاخات هوائية تدعى الأسناخ تكون هذه الأسناخ رقيقة سماكتها خلية واحدة، وغنية بالشعيرات الدموية مما يسمح بالتبادل الغازي بين الدم والقصيبات حيث تمرر الأوكسجين إلى دم الشعيرات الدموية بينما يمر غاز ثاني اوكسيد الكربون بالاتجاه المعاكس نحو لمعة الأسناخ.

أعضاء جهاز التنفس

قبل الحديث عن إجراءات الإسعافات الاولية للجهاز التنفسي، يجب أن نفدم الشرح للجهاز التنفسي للإنسان والجهاز الدوري والقلب، ﻳﺘﻜﻮن الجهاز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ من:

  • المسالك التنفسية:

هي مسار انتقال الهواء الداخل أثناء الشهيق او الخارج أثناء الزفير، تبدأ بالانف والفم حيث توفر الزغابات الأنفية ترطيب الهواء وتدفئته، ثم ينتقل الهواء نحو البلعوم والحنجرة، ويمر في الرغامى التي تتفرع إلى قصبتين هوائيتين تتجه كل قصبة نحو إحدى الرئتين، وتتفرع هذه القصبات داخل الرئتين إلى عدد كبير من القصيبات والشعب الهوائية والتي تنتهي بالأسناخ الرئوية.

  • الحجاب الحاجز:

هو غشاء عضلي مسطح يشكل حاجز فصل بين الصدر والبطن، وهو يتقلص أثناء الشهيق ليسمح بزيادة حجم تجويف الصدر وإدخال أكبر كمية ممكنة من الهواء نحو الرئتين، بينما يتمدد أثناء الزفير ويدفع الهواء إلى الخارج.

  • العضلات الشهيقية والعضلات الزفيرية:

العضلات الشهيقية تتمدد لتبعد الأضلاع وتسبب توسعة الرئتين، بينما العضلات الزفيرية تعيد العضلات لوضعها الأصلي.

  • الرئتين :

تتوضعان على جانبي الصدر، وتعد كل رئة كيس اسفنجي مرن يحتوي القصيبات والأسناخ الرئوية والأوعية الدموية التي تحيط بالحجرات، يربط بين مكونات الرئة نسيج ضام مرن، ويحيط الرئة غلاف ثنائي الطبقات يسمى غشاء الجنب.

كيف يعمل الجهاز التنفسي؟

تكون الرئتين والرغامى والقصبات الهوائية متوضعة ضمن التجويف الصدري ومحمية بعظام القفص الصدري، وتلعب عضلات الصدر والحجاب الحاجز دورًا في تكنيك التنفس، كما تتدخل فيه طبقة غشاء الجنب التي تغطي الرئتين، وهو عبارة عن طبقتين من الاغشية بينهما سائل مصلي يسمح بانزلاق الرئتين وتحركهما عند الشهيق والزفير. حيث يتم الشهيق عندما يستوي الحجاب الحاجز، وتتمدد عضلات الصدر مما يسبب زيادة في حجم تجويف الصدر ويسبب ضغطًا سلبيًا يسحب الهواء لداخل الرئة.

معدلات التنفس الطبيعية

من المهم للمسعف معرفة معدلات التنفس الطبيعية، حتى يستطيع تحديد وجود خلل سواء بطء أو زيادة في التهوية، وتكون عدد حركات التنفس في الحالة الطبيعية:

  • عند البالغين: 12-20 حركة نفَس بالدقيقة
  • عند الأطفال: 20-40 نفَس بالدقيقة
  • عند الرُّضَّع :30-60 حركة تنفَس بالدقيقة.

أسباب الإصابات التنفسية

يجب أن يطلع المسعف على كافة الإصابات التي تصيب الجهاز التنفسى حتى يستطيع تحديد سبب الاختناق أو المشاكل التنفسية، وتقديم الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي، وأهم أسباب الإصابات التنفسية:

  • وجود عائق يسد المجرى التنفسي:

قد يدخل جسم غريب ويغلق مجرى اﻟﺘﻨﻔﺲ ويمنع وصول الهواء للرئتين، تشمل تلك العوائق الماء كما في حالة الغرق أو الحليب أو العصير أو التراب والغبار عند حدوث انهيار أو الثلج في حال الانجراف الثلجي، وقد يدحل الطعام أو أجسام غريبة صغيرة الحجم كالألعاب، أو بلع اللسان.

  • انسداد فتحة الأنف أو الفم:

قد يحدث بسبب وضع الطفل رأسه ضمن كيس بلاستيكي، أو وضع غطاء ثقيل فوق الرأس أو نتيجة الاختناق بالوشاح أو ربطة العنق.

  • خلل في وظائف الدماغ:

يسبب تعطل وظائف الدماغ ضعف السيطرة على المراكز العصبية التي تتحكم في عضلات التنفس، ويحدث ذلك عند وجود نزف بالدماغ أو تسمم بالأدوية المركنة، أو شرب الكحول بإفراط. وقد يكون بسبب شلل بالجسم أو صعقة كهربائية تشل عضلات التنفس وتسبب توقف القلب المفاجئ، كما قد يسببه التسمم بالغازات والأبخرة السامة.

  • قلة تركيز الأوكسجين بالهواء:

عند التواجد في مكان ضيق ومزدحم، كذلك في الأماكن المرتفعة، تقل نسبة غاز الأوكسجين O2 وتزداد نسبة غاز CO2 وبالتالي يصعب التنفس. ونكتفي عند تقديم الإسعافات الأولية في هذه الحالة بتهوية المكان وزيادة تركيز الأوكسجين

  • وجود مرض بالجهاز التنفسي:

تحدث أمراض جهاز التنفس أو الجهاز الرئوي إعاقة في عمله وبالتالي يتأثر سير الهواء فيه وكفاءة عملية التنفس، وتشاهد هذه الحالات عند المصابين بكسور في الأضلاع، أو الجروح البليغة في منطقة الصدر، وعند حالات امراض الجهاز التنفسي مثل الحساسية و الربو أو انسداد الرغامى.

  • وجود مواد تمنع الدم من نقل الأوكسجين:

عند زيادة تركيز المواد السامة في الدم، تؤثر هذه المواد على كفاءة الهيموغلوبين في نقل غاز الاكسجين، من هذه المواد غاز اول اوكسيد الكربون الذي ينتج عن عوادم السيارات، وغاز كبريت الهيدروجين الموجود في المنظفات الصناعية للمراحيض، كذلك السيانيد والغازات السامة المستعملة في الحروب.

  • خلل في أجهزة الجسم:

ويحدث ذلك عند وجود مرض قلبي أو حادث يسبب رضًا في الرقبة أو الرأس، أو نزف صاعق، وقد يصيب الغواصين عند الغوص لفترة طويلة أو لعمق كبير في الماء. ،

علامات الاضطرابات التنفسية

عند حدوث اختناق أو اضراب في وظيفة التنفس، يجب على المسعف البحث عن الدلالات أو الأعراض، ومراقبة:

  • حركات التنفس:
    • لا يوجد انتظام بحركات التنفس أو ان الممرات التنفسية مسدودة.
    • توقف التنفس بشكل كامل حيث يغيب ارتفاع الصدر والبطن.
    • يوجد تنفس واضح لكنه معرض للتوقف بسبب الإغماء.
  • فحص الدورة الدموية :

يجب مراقبة الدورة الدموية للمريض ويشير تلون الدم باللون الاحمر الكرزي لوجود تسمم بغاز CO، ويشير ازرقاق الدم أو تلونه باللون البنفسجي كما في ازرقاق الوجه والشفتين والأظافر أو ازرقاق المصاب أو شحوبه لوجود اختناق.

  • فحص نبض القلب:

يجب على المسعف جس الشريان السباتي، حيث يسبب توقف التنفس حرمان خلايا الجسم من الاوكسجين الضروري مما يؤثر على وظائف الدماغ وقد يسبب بطء القلب وفي حال استمر لفترة يسبب توقف القلب نهائيًا. وتظهر علامات فقدان وعي وانعدام الحركة عند المريض، كما يحدث توسع بؤبؤ العين نتيجة نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ.

ما العلامات المهمة في إسعاف الجهاز التنفسي؟

مما سبق نجد أن الخطر الأكبر من توقف التنفس هو حرمان الدماغ من الاوكسجين اللازم للقيام بعمله في تسيير وظائف الجسم، لذلك يجب عند تقديم إسعافات أولية لمريض مصاب بمشكلة في شعب التنفس مراقبة:

  • درجة وعي المريض
  • تحرر المجاري الهوائية وكفاءة التنفس
  • حركات التنفس في الصدر والبطن
  • النبض
  • لون الوجه واتساع بؤبؤ العين.

مبادئ الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي

توجد عدة حالات يواجهها المسعف في هذا النوع من الاضطرابات، يحددها درجة وعي المريض، ونسبة العجز في عملية التنفس، من أبرز مبادئ الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي:

  • التنفس متوقف مع فقدان الوعي:

تدل هذه الحالة على حدوث اختناق وتترافق بغياب كامل عن الوعي والحركة، مع شحوب أو قتامة في لون الوجه. في هذه الحالة يجب التصرف بسرعة وإجراء الإسعافات الإسعافات الأولية لتوقف النفس طلب الإسعاف وتقديم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي مع محاولة تحرير الجهاز التنفسي وإزالة أي عائق فيه، وإجراء التنفس الاصطناعي للمريض.

  • فقدان الوعي مع تعرض حالة التنفس للخطر:

يكون المصاب في غيبوبة تامة لا يقوم بأي حركة، ولا توجد أصوات خرخرة أو شخير صادرة عنه، ولكن توجد حركة للصدر والبطن، هنا يكون الخوف من التقيؤ أو رجوع اللسان ليسد المجرى التنفسي ويوقف التنفس لذلك يجب التصرف، ويتم الإسعاف عن طريق تحرير المجاري التنفسية، ووضع الشخص المريض على جانبه، ويمكن في حال الحاجة إجراء التنفس الاصطناعي مع مراقبة التنفس والنبض حتى حضور سيارة الإسعاف.

  • المصاب غائب عن الوعي مع اضطراب التنفس:

يكون الشخص غائبًا عن الوعي ويظهر الفحص وجود حركات تنفس لكنها مضطربة وغير منتظمة، مع وجود دلائل لبدء حدوث اختناق كالشحوب في الوجه، والتعرق، مع عدم تناسق في حركات الصدر والبطن أثناء الشهيق والزفير، ويكون عدد حركات التنفس قليلًا جدًا بمعدل أقل من 10 حركات في الدقيقة أو عاليًا بمعدل أكثر من 30 حركة بالدقيقة، وقد تشير أصوات الشخير أو الخرخرة لوجود جسم يسد المجاري التنفسية. في هذه الحالة يسعف المريض عن طريق محاولة إزالة الأجسام العالقة بالمجرى التنفسي، ويوضع بالوضعية الجانبية، وفي حال استمرار الاختناق يجرى التنفس الاصطناعي، ريثما يحضر الإسعاف.

  • المصاب واعٍ والتنفس صعب:

يكون لون الشخص شاحب أو قاتم، ويلاحظ تعرق مفرط على الوجه مع صعوبة في الشهيق والزفير، وفي القدرة على الكلام والحركة، كما يظهر فحص التنفس بطئًا أو سرعةً في تعداد حركات التنفس. يمكن في هذه الحالة استجوابه لمعرفة سبب المشكلة مع وضعه بوضعية مريحة ومحاولة تحرير المجاري التنفسية، ومراقبة المريض عن قرب، ريثما يحضر الطبيب.

الإسعافات الأولية لضيق التنفس

عند وجود شخص يعاني من صعوبة بالتنفس يجب الاتصال بالطوارئ فورًا وطلب الإسعاف السريع، يجب القيام بالإجراءات التالية عند إسعاف الاختناق في المنزل:

  • فحص مجرى الهواء ومعدل تنفس المريض ونبضه.
  • فك أي ملابس ضيقة يمكن أن تؤثر على المريض ومنع تنفسه.
  • ساعد المريض على تناول ادويته كبخاخات الربو أو الاوكسجين المنزلي
  • في حال وجود جرح مفتوح في الرقبة او الصدر يجب تضميده فورًا بغلاف بلاستيكي أو ضماد شاش مغطى بالفازلين لمنع دخول الهواء عن طريق الجرح.
  • مراقبة التنفس والنبض حتى تصل المساعدة الطبية.

يمكن عند تقديم الإسعافات الأولية للاختناق في المنزل وفي حال توقف التنفس إجراء التنفس الاصطناعي الفموي مع الضغط على الصدر.

الوقاية من المشاكل التنفسية

يمكن لبعض الممارسات أن تخفف خطر حدوث اضطرابات في الجهاز التنفسي، وبالتالي المساعدة على منع مشاكل التنفس، من أبرز 4 خطوات في الوقاية من المشاكل التنفسية:

  • في حال وجود أمراض الجهاز التنفسي كالحساسية أو الربو يجب حمل الأدوية والبخاخات اللازمة بشكل دائم ووجودها في متناول يد المريض.
  • الابتعاد عن التدخين والتدخين السلبي.
  • التخلص من مسببات الحساسية في المنزل كالعفن والغبار لأنها تسبب تهيج جهاز التنفس .
  • تخفيف الوزن الزائد.

طريقة التنفس الاصطناعي

يعد التنفس الاصطناعي الفموي من أهم خطوات الإسعافات الأولية للعديد من حالات امراض الجهاز التنفسي وأهم خطوة عند اصابات الجهاز التنفسي التنفس الصناعي ويمكن أن ينقذ المريض ريثما يصل الطوارئ، وهو يتم وفق تقنية بسيطة بعد التأكد من إزالة كافة معيقات التنفس، حيث يقوم المسعف بوضع فمه على فم المصاب، ثم بالنفخ فيه ببطء مرتين أو مدة ثانية بشكل يكفي ارتفاع الصدر، والاستماع بعدها لصوت تنفس المريض.

لا يجرى التنفس الاصطناعي في الإسعافات الاولية لضيق التنفس وإنما يتم تطبيقه عند توقف التنفس بشكل كامل.

ما الذي يحمي الرئتين وجهاز التنفس؟

يحمي الرئتين والرغامى أضلاع الصدر التي تلتف من الظهر وتلتقي في الأمام مع عظم القص.

لماذا تكون الرغامى بشكل حلقات غضروفية؟

يحمي هذا التركيب بشكل حلقات غضروفية الرغامى من الانثناء أو الالتواء لضمان استمرار وظيفتها في نقل الهواء.

ما هو التنفس وما الهدف منه؟

التنفس هو عملية فيزيولوجية تحدث بشكل لا إرادي، تحدث عند الولادة ويحتاجها الإنسان طيلة حياته حيث تعد الطريقة الوحيدة لتزويد الجسم بالأوكسجين وطرح ثاني أوكسيد الكربون Co2 خارج الجسم.

ما الفرق بين cpr والإنعاش القلبي الرئوي؟

الإنعاش عن طريق الفم هو أحد مراحل الإنعاش القلبي الرئوي، ويتم إجراء cpr عند توقف التنفس، بينما يتوجب إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند توقف التنفس والقلب معا.

في نهاية مقالنا نذكر أن تقديم الإسعافات الأولية للجهاز التنفسي يحتم على المسعف أن يكون قادرًا على تحديد الأعراض التي تنتاب الشخص المصاب بأحد الاضطرابات التنفسية التي تعد حالات طارئة، كما يجب معرفة أهم أسباب الإصابات التنفسية والإجراءات المناسبة للحالة وخطوات الإسعافات الأولية لضيق التنفس التي يجب تقديمها لتحسين وضع المريض. وإنقاذ حياته.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة