الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب (Salivary Mucocele in dogs) هي حالة نادرة الحدوث، ولكنها يمكن أن تسبب العديد من المشاكل لكلبك، أهمها وجود تورم وعسر في البلع. فيما يلي تعرف إلى أسباب المرض وأعراضه وطرق علاجه المحتملة وأيضا أهم 4 طرق للوقاية.
نبذة عن الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب
تمد العديد من الغدد اللعابية الفم باللعاب لترطيب الطعام وبدء عملية الهضم. تقع الغدد اللعابية تحت الأذنين وفي الجزء الخلفي من الفم وتحت اللسان. ينتقل اللعاب المنتج داخل كل غدة عبر قناة صغيرة للوصول إلى تجويف الفم. يمكن أن يؤدي تلف الغدة أو القناة إلى تسرب اللعاب إلى الأنسجة المجاورة وتكوين الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب مما يسبب تهيجًا خفيفًا للأنسجة، وتكوين طبقة من الأنسجة الحبيبية حول جيب اللعاب.
الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب هو تراكم اللعاب المتسرب من الغدة أو القناة اللعابية المصابة داخل أنسجة الفم والرقبة، مما يؤدي إلى تورم رخو غير مؤلم بالقرب من الغدة اللعابية المصابة. تعد هذه الحالة نادرة الحدوث وتحدث في أقل من 5/1000 كلب، وهي أكثر شيوعًا في الكلاب الصغيرة التي تتراوح أعمارهم بين 2 – 4 سنوات وتحدث بشكل أكثر شيوعًا في الرعاة الألمان وكلاب البودل.
أنواع القيلة المخاطية اللعابية عند الكلاب
اعتمادًا على الغدة اللعابية والقناة المصابة ومكان حدوث التورم، قد تُسمى القيلة اللعابية عند الكلاب باسم مختلف وقد تسبب أعراضًا مختلفة. تتضمن الأشكال الشائعة لهذه الحالة:
- الغشاء اللعابي
إذا كانت الغدة اللعابية في الفك السفلي وقناتها مصدر التسرب. يسبب الغشاء اللعابي تورمًا ناعمًا غير مؤلم أسفل الزاوية الخلفية للفك السفلي أسفل الرقبة.
- رانولا أو الغشاء المخاطي تحت اللسان
إذا كانت الغدة تحت اللسان وقناتها هي المصدر. يسبب الرانولا تورمًا طريًا تحت اللسان يؤدي إلى صعوبة المضغ أو البلع ويمكن أن يسبب اللعاب الممزوج بالدم إذا انفتح في الفم.
- الغشاء المخاطي البلعومي
إصابة الغدة اللعابية الوجنية تؤدي إلى تورم في مؤخرة الفم وصعوبة التنفس بسبب تجمع اللعاب في جدار الجزء الخلفي من الفم وقد يكبر بما يكفي لإغلاق مجرى الهواء. يمكن أن تؤدي هذه القيلة أيضًا إلى صعوبة البلع أو اللعاب المشوب بالدم إذا فتحت في الفم.
ينشأ الغشاء المخاطي الوجني أيضًا من الغدة اللعابية الوجنية خلف وتحت العين.
أسباب الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب
السبب الدقيق للأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب غير معروف، ولكنه يمكن أن يكون إصابات رضحية في أنسجة الغدد اللعابية والقنوات. يمكن للكلاب التي تمضغ الألعاب الصلبة أو العصي أن تصاب بالغشاء المخاطي البلعومي أو الرانولا، وقد تؤدي الصدمات التي تصيب الرقبة أو استخدام الطوق (Dog collar) بشكل غير صحيح إلى تطور الغشاء اللعابي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الجروح الناتجة عن العض و حتى التمدد أو التحريك المفاجئ للرقبة الإصابة للغدة اللعابية.
على الرغم من أن الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب غالبًا ما يتطور ببطء، إلا أنه يستمر في التدهور بمرور الوقت بسبب زيادة تراكم اللعاب والالتهاب. تشمل سلالات الكلاب المعرضة للإصابة بهذا المرض الرعاة الألمان وكلاب البودل المصغرة، على الرغم من أن السلالات الأخرى قد تتأثر أيضًا.
أعراض الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب
غالبًا ما تظهر القيلة اللعابية عند الكلاب على أنها كتلة ناعمة غير مؤلمة تنمو ببطء بمرور الوقت في منطقة الرأس أو الرقبة. كما تظهر القيلة المخاطية الوجنية على شكل انتفاخ على الخد أسفل العين. عادةً لا تظهر الكلاب المصابة بالغشاء اللعابي أو المخاطي الوجني أي علامات للمرض، باستثناء التورم المرئي.
تعاني الكلاب المصابة بالغشاء المخاطي تحت اللسان أو البلعوم تأثيرات أكثر أهمية، مثل: صعوبة الأكل أو المضغ أو البلع بسبب التورم حول اللسان. كما يمكن أن يسبب الغشاء المخاطي البلعومي ضائقة تنفسية، بسبب تورم البلعوم. في بعض الحالات، قد تتمزق القيلة اللعابية عند الكلاب وتطلق محتوياتها في الأنسجة المحيطة، مما يسبب مزيد من التهيج. تشمل الأعراض المحتملة الأخرى النزيف الفموي وبروز الجفن الثالث وانتفاخ العينين (جحوظ العين).
تشخيص Salivary Mucocele in dogs
يبدأ الطبيب البيطري بجس أي تورمات ظاهرة على رأس الكلب ورقبته. يمكن التعرف بسهولة على معظم حالات الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب عند الجس. تكون هذه التورمات ناعمة كأنها سوائل داخل جيب من الأنسجة. إلا أن الغشاء المخاطي البلعومي لا يمكن تشخيصه عن طريق اللمس، قد يحتاج طبيبك البيطري لفحص حلق كلبك تحت التخدير. عادةً ما يمكن تأكيد تشخيص الحالة عن طريق فحص عينة من الورم.
يتم التشخيص النهائي عن طريق إزالة عينة من السائل داخل التورم وفحصها تحت المجهر. عادةً ما يكون سائل الغشاء المخاطي صافياً أو أصفر قليلاً وسميك مثل المخاط. تُستخدم بقع خاصة لتحديد ما إذا كان السائل عبارة عن لعاب. يسمح إجراء الفحص المجهري لهذا السائل بتأكيد التشخيص واستبعاد الأسباب الأخرى للتورم، مثل: الخراج أو الكتلة السرطانية. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراء اختبارات معملية متقدمة.
علاج الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب
العلاج النهائي لحالة الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب هو الجراحة. في بعض الحالات، يمكن محاولة اتباع نهج متحفظ.
العلاج التحفظي
يتضمن العلاج التحفظي للقيلة اللعابية إزالة اللعاب المتراكم عن طريق التصريف الدوري. يتم شد التورم ووضع مصفاة مطاطية داخل الجيب. نادرًا ما يكون هذا العلاج ناجحًا. قد يشعر الكلب بفترة راحة قصيرة، ولكن من المرجح أن تتكرر القيلة المخاطية خلال فترة من أسابيع إلى شهور. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استنزاف الغشاء المخاطي اللعابي بشكل متكرر إلى إدخال البكتيريا في الغدد اللعابية، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
العلاج الجراحي
العلاج الجراحي للغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب هو إزالة الغدد اللعابية المتضررة. يسمى هذا الإجراء باستئصال الغدد اللعابية. في كثير من الحالات، يمكن إزالة اثنتين من الغدد اللعابية (تحت اللسان وغدة الفك السفلي) في وقت واحد، لأن كلا الغدتين تشتركان في قناة لعابية مشتركة. هذه جراحة تقنية للغاية، بسبب عدد الأوعية والأعصاب الهامة المحيطة بالغدد اللعابية؛ لذلك قد تتطلب أخصائي جراحي لهذا الإجراء.
في حالة الغشاء المخاطي تحت اللسان أو الرانولا، يحول التجويف المغلق إلى كيس مفتوح، وفي هذه الحالة تشكل فتحة كبيرة دائمة من الغشاء المخاطي إلى تجويف الفم عن طريق خياطة جدران الغشاء المخاطي على سطح الجزء السفلي من اللسان أو الجزء الخلفي من الفم، مما يسمح لأي تسرب إضافي للعاب بالتصريف مباشرة إلى الفم دون حدوث تورم.
“تعرف على: التهاب الجلد التماسي في الكلاب؛ وأشهر 9 علامات للإصابة“
العناية بالكلاب بعد جراحة القيلة المخاطية اللعابية
بعد الجراحة، يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الطفيفة. يمكن أن يصاب الجرح بالعدوى أو ينفتح. يجب مراقبته يوميًا بحثًا عن علامات التورم أو الاحمرار أو الإفرازات. أخبر طبيبك البيطري عند حدوث ذلك. من حين لآخر، يمكن للفتحة “الدائمة” في الفم أن تغلق تمامًا ويتكرر التورم. هذا ليس أمرًا محتمل الحدوث، ولكن إذا حدث ذلك، يمكن أن تتكرر أعراض الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب.
قد تمتلئ المساحة التي تمت إزالة الغدة اللعابية منها بسوائل الجسم الأخرى مما يسبب تورمًا ناعمًا آخر يسمى التورم المصلي والذي عادةً ما يزول مع مرور الوقت. قد يطلب منك الطبيب وضع كمادات ساخنة للمساعدة في إعادة امتصاص السوائل. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يستمر اللعاب الدموي لعدة أيام خاصة بعد جراحة الرانيولا. قد تلاحظ وجود دم في وعاء ماء الكلب بعد أن يشرب. يظهر هذا عادةً لأيام قليلة، ولكن إذا استمر أو أصبح أكثر غزارة، اتصل بطبيبك.
كيفية الوقاية من القيلة المخاطية اللعابية عند الكلاب
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن لمالكي الحيوانات الأليفة اتخاذها لمنع حدوث الغشاء المخاطي اللعابي في الكلاب والحفاظ على صحته:
- تجنب استخدام الأطواق الضيقة مع كلبك.
- درب كلبك على المشي بطوق فضفاض لمنع إصابات الشد.
- راقب كلبك عند مضغ الطعام القاسي ولعب الأطفال.
- امنع كلبك من مضغ العصي أو الأشياء القاسية الأخرى.
الأسئلة الشائعة حول الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب
على الرغم من أن القيلة المخاطية اللعابية عند الكلاب نادرة الحدوث، إلا أنه قد يتبادر إلى ذهنك بعض الأسئلة حول هذا المرض، إليك أهمها:
هل يمكن للكلب أن يعيش بعد استئصال الغدد اللعابية؟
لا تعاني الكلاب من جفاف الفم بعد استئصال الغدد اللعابية تحت الفك السفلي أو تحت اللسان ويعيش الكلب حياة طبيعية دون أي مشاكل.
مقالات مقترحة:
- حصوات المثانة عند القطط؛ أهم أنواع الحصى وطرق العلاج المختلفة
- تمزق القرنية في الكلاب؛ أهم 10 أعراض للإصابة بهذا المرض
- النزلة المعوية عند الكلاب؛ تعرف إلى أسباب وطرق تشخيص وعلاج المرض
إذا لاحظت أن كلبك يعاني أي من أعراض الأكياس المخاطية اللعابية في الكلاب (Salivary Mucocele in dogs) أو إذا ظهرت عليه علامات الألم عند الأكل أو الشرب، تأكد من الاتصال بالطبيب البيطري على الفور وعدم الانتظار حتى يصبح المرض متقدمًا. التشخيص والعلاج المبكران أساسيان لضمان تشخيص جيد.
عذراً التعليقات مغلقة