الخرف عند القطط Cat dementia أحد المشكلات الصحية المرتبطة بتقدم العمر. تتشابه علامات خرف القطط مع الأعراض المصاحبة لمرض الزهايمر في الإنسان، ومع ذلك قد يصعب تشخيص هذه الحالة. فما هي أهم علامات الخرف لدى القطط وكيفية التعامل مع القط المصاب بالخرف؟
نبذة عن مرض الخرف عند القطط
يعرف مرض الخرف عند القطط أيضا باسم متلازمة الخلل الإدراكي (Cognitive dysfunction syndrome – CDS) وهو انخفاض القدرات الإدراكية للقط تدريجيًا مع تقدم العمر نتيجة بعض التغيرات التي تحدث في الدماغ خلال مرحلة الشيخوخة. تبدأ علامات تدهور القدرات المعرفية في القطط عادةً ما بين عمر 7 – 11 عامًا وببلوغ القط عمر 14 فإنه يعد من القطط كبيرة السن وتزداد العلامات التي تشير إلى إصابته بهذا المرض.
تقدم عمر القطة لا يعني بالضرورة إصابتها بالخرف. تصاب 36% من القطط اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 – 15 عامًا بمرض الخرف، بينما تعاني نصف القطط فوق سن 15 عام من تغيرات سلوكية مرتبطة بمرض الخرف. قد تسبب العديد من الأمراض مشكلات سلوكية مشابهة لتلك المصاحبة للشيخوخة، لذلك ينبغي استبعاد تلك الأمراض قبل تشخيص إصابة أي قطة بالخرف.
علامات الخرف في القطط المسنة
لا تعد العلامات المبكرة للخرف في القطط مميزة لهذه الحالة. ترتبط مرحلة الشيخوخة في الحيوانات الأليفة بالعديد من الأمراض التي تسبب أيضًا تغيرات سلوكية مشابهة. تتضمن أهم 10 علامات لإصابة قطتك بالخرف:
- الذهول والارتباك والقلق والأرق.
- صعوبة التنقل في الأماكن المألوفة وعدم القدرة على تذكر مكان الطعام أو صندوق الفضلات.
- التجول دون هدف واضح.
- تغيرات الشهية ومدى الاهتمام بالطعام.
- عدم القدرة على تحديد الوقت، فقد لا يتذكر القط أنه تناول طعامه للتو.
- فقدان رغبة القط في اللعب.
- تغير نمط لنوم، قد يظل القط مستيقظًا طوال الليل مع النوم في أثناء النهار.
- سلس البول والبراز.
- ضعف الذاكرة وبطء تعلم المهارات الجديدة.
- تصدر القطط المصابة أصواتًا مرتفعة وغريبة طوال الليل.
أسباب إصابة القط بالخرف
على الرغم من أن أسباب الخرف وآلية حدوث هذه التغيرات ليست واضحة بدرجةٍ كافية، إلا أنه يرتبط بشكل مباشر بالعمر. لا يصيب الخرف القطط الصغيرة، ولكنه يؤثر فقط على القطط ما بين 11 – 14 عامًا وترتفع معدلات الإصابة لدى القطط الأكبر من 14 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العوامل الوراثية أيضا على احتمالية إصابة قطتك بالخرف. يعرف الخرف بأنه عملية تنكسية تحدث في الدماغ وتسبب ضعف القدرات الإدراكية مثل: التعلم والانتباه.
تشخيص خرف القطط
يمكن تشخيص خرق القطط المعروف أيضا بمتلازمة الخلل المعرفي الإدراكي للقطط عن طريق إخبار الطبيب بالتاريخ الطبي الشامل للقطة بما في ذلك وقت ظهور الأعراض وأهم العلامات التي تعانيها وأي حوادث محتملة أو مضاعفات قد تكون عجلت الإصابة بالخرف. يساعد الفحص البدني للقطط أيضًا على معرفة الصحة العامة للقط وتقييم القدرات المعرفية.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم فحوصات الدم الروتينية والموجات فوق الصوتية والأشعة السينية لاستبعاد أي حالات صحية أخرى قد تتسبب في ظهور أعراض مشابهة للخرف لدى كبار القطط، وتتضمن أهم هذه المشكلات:
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض الكلى.
- أورام الدماغ وبعض المشكلات العصبية الأخرى.
- التهاب المفاصل والآلام المزمنة.
- تدهور حواس القط، مثل: اضطراب الرؤية والسمع أو العمى.
- هشاشة العظام.
- مرض السكري.
علاج الخرف في القطط
لا يمكن علاج مشكلات الشيخوخة والخرف عند القطط بشكلٍ نهائي. ومع ذلك، أثبتت دراسة المرض أن اتباع بعض النصائح واستخدام بعض الأدوية أيضاً يمكن أن يوفر الكثير من الراحة للقطة المصابة ويساعد على إبطاء تقدم الخرف. تتضمن أهم طرق العلاج:
رعاية القط المصاب بالخرف في المنزل
عندما تعاني أي قطط من خلل إدراكي، فإنها قد تموء بشدة وقد يسبب المرض كثير من الارتباك والمشكلات النفسية؛ لذلك تتطلب تلك القطط عناية منزلية خاصة. تتضمن أهم النصائح اللازمة للعناية بالقطط المصابة:
- تجنب أي تغييرات في الروتين الخاص بها.
- الاحتفاظ بأوعية الطعام وقطع الأثاث وصندوق فضلات القط في أماكنهم المعتادة.
- استخدام الأضواء الخافتة في فترة الليل للحفاظ على نمط النوم الطبيعي.
- إذا تعرضت قطتك إلى حوادث متكررة وعندما تعاني أيضاً أي سلوك غير طبيعي، ينبغي استشارة الطبيب والتحلي بالصبر مع محاولة إعادة التدريب.
- فصل أوعية الطعام عن الماء مع وضع الأوعية في أماكن مرتفعة قليلاً حتى يسهل الوصول إليهم خاصة في الحالات التي تعاني التهاب المفاصل.
- توفير عدة أماكن مريحة للقطة في مناطق مختلفة من المنزل.
- استخدام صناديق الفضلات الواسعة وأيضا ذات الحواف المنخفضة ووضعها في أماكن واضحة للقط.
- قد يصعب على أي قط كبير استقبال حيوانات أليفة جديدة بسهولة؛ لذلك تجنب ذلك.
- السماح للقط بالاسترخاء عند الحاجة إلى ذلك.
- تقديم الطعام لقطتك وفقًا لجدول زمني محدد.
- ينصح بإنشاء برنامج يومي معتاد للتدريب واللعب والتعلم والتمرين.
الحفاظ على بيئة محفزة للقط وتوفير الألعاب يحفز من نشاطه ويحسن من نمو الخلايا العصبية ووظائفها. يساعد ذلك على تقليل خطر الإصابة بالخرف عند القطط الصغيرة في وقت لاحق من عمرهم، بينما يساهم أيضا في تخفيف الأعراض لكبار السن.
علاج خرف القطط بالأدوية
على الرغم من أنه لا يمكن علاج الخرف عند القطط بصورةٍ كاملة، إلا أن بعض الأدوية قد تكون مفيدة في تخفيف الأعراض. تتضمن خيارات العلاج المتاحة مضادات الاكتئاب والقلق. يمكن أيضا استخدام المكملات الغذائية الغنية بالعناصر اللازمة للقطط. دواء Anipryl من أفضل الأدوية التي تستخدم للقطط المصابة بمرض الخرف، لأنه يزيد من مستويات الدوبامين مما يحسن من وظائف الدماغ ويساعد على تخفيف الأعراض وتحسين المزاج العام للقطط.
تعديل النظام الغذائي
بالإضافة إلى الأدوية والرعاية المنزلية، قد يستخدم الطبيب نظامًا غذائيًا خاصًا لحالة الخرف عند القطط. في كثير من الأحيان، تساعد الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة، بما في ذلك فيتامين ج وه والسيلينيوم والفلافونيد (flavonoid) وبعض أنواع الكاروتينات على تحسين قلة وضعف الوظائف الإدراكية للقطط.
كيفية وقاية القط من الإصابة بالخرف
جميع القطط معرضة للإصابة بمشاكل الإدراك ومرض الخرف مع تقدمها في السن. تحدث هذه الحالة بسبب تدهور القدرات الإدراكية للقط. نظرًا لأن الخرف مجهول السبب، لا شيء يضمن لك حماية قطك من هذا المرض. ومع ذلك من المهم بوجه عام توفير بيئة مناسبة لقطتك مع أشكال مختلفة من الألعاب والألغاز واتباع نظام غذائي صحي يضمن الحصول على العناصر الغذائية الهامة. هذه النصائح من شأنها جعل قطتك أقل عرضة للإصابة بالخرف أو تأخير ظهور الأعراض.
الأسئلة الشائعة حول الخرف عند القطط
تمتلك القطط أعمارًا طويلة عادةً، لذلك فإنهم قد يعانون الخرف المرتبط بمراحل الشيخوخة لمدة سنوات. يتساءل الكثير من الأشخاص حول:
هل يمكن شفاء القطط من الخرف؟
لا يمكن علاج الخرف أو منع الإصابة به، ولكن اتباع أفراد الأسرة طرق محددة للتعامل مع القطط المصابة واستخدام بعض الأدوية قد يخفف من حدة الأعراض.
كم تعيش القطط المصابة بالخرف؟
عند تشخيص المرض مبكرًا وتقديم الرعاية اللازمة قد تعيش القطط المصابة بمرض الخرف لسنوات عديدة.
مرض الخرف عند القطط من أكثر المشكلات الصحية الشائعة الخاصة بالقطط الكبيرة. يؤثر هذا المرض على حياة القط وجميع أنشتطه، كما تشبه أعراضه أيضا علامات بعض الأمراض الأخرى؛ لذلك ينبغي استشارة الطبيب لإجراء فحصًا شاملاً للقط وتحديد العلاج المناسب.
عذراً التعليقات مغلقة