الأسمدة المعدنية mineral fertilizers هي مواد معدنية يمكن تصنيعها من عناصر أو مواد طبيعية مثل الفلسبار والدورمايت وصخور الفوسفات. فما أبرز فوائد السماد المعدني وأشهر أنواعه وما تأثير إضافة السماد المعدني إلى النبات؟
نبذة عن تاريخ الأسمدة أو المخصبات المعدنية
بدأت الممارسة في استخدام الأسمدة المعدنية في معظم الدول الأوروبية من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر، لكن أكبر زيادة في الاستهلاك في هذه البلدان كانت في العقود الثلاثة بعد الحرب العالمية الثانية، من أجل تحسين وزيادة المحاصيل للتغلب على أزمات الغذاء الناجمة عن المشكلات الاقتصادية الخاصة بالبلاد المستوردة.
تعريف الأسمدة المعدنية
الأسمدة المعدنية هي مواد طبيعية أو مصنعة، تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية للنمو الطبيعي وتطور النباتات. تصنع باستخدام كميات كبيرة من الوقود الأحفوري (الزيت المعدني والغاز الطبيعي) والاعتماد جزئيًا على الرواسب المعدنية. تتكون الاسمدة المعدنية بشكل طبيعي من بعض العناصر الضرورية للحياة.
الأسمدة العضوية والأسمدة المعدنية
يوجد أنواع عديدة من السماد منها المعدنية ومنها العضوية، وهناك بعض من الاسمدة تكون خليطا من الأسمدة المعدنية والعضوية. أبرز فرق بين الأسمدة العضوية والمعدنية هو أن العناصر المعدنية يمتصها جذر النبات بسهولة وبسرعة أكبر من العضوي كما يمكن ضبط العناصر الغذائية الحيوية للنباتات بينما مع الأسمدة العضوية؛ فهي تعمل على صحة التربة والكائنات الدقيقة المغذية للنبات مما يجعل للمحاصيل (crop) طعم ومذاق جيد مع حياة صحية للتربة والنبات وبالتالي صحة الإنسان والحيوان الذي يتغذى على هذه المحاصيل.
أنواع الأسمدة المعدنية mineral fertilizers
ينقسم السماد المعدني إلى عدة مجموعات وفق المادة الأكثر تواجدا في المركب، إليك أشهر 6 أسمدة بوتاسية و8 اسمدة فوسفاتية ضمن مجموعة المخصبات المعدنية:
- أسمدة آزوتية أو نيتروجينية
المادة الفعالة بها هي النيتروجين N وتضم أسمدة النترات والأسمدة الأميدية وأيضا أسمدة الأمونيوم.
- أسمدة آزوتية بطيئة الذوبان
هي أسمدة نيتروجينية لكنها مغلفة ببعض المواد ذات الذوبانية القليلة في الماء مما يعطل انحلالاها بالماء والتحكم بها قليلا من خلال تقليل استهلاكها وفقدها بواسطة رشح المياه أو تطايرها في صورة غازية، ومن أمثلتها اليوريا الكبريتية وميثيلين ثنائي اليوريا.
- أسمدة فوسفاتية
المادة الفعالة بها هي عنصر الفوسفات، وأما عن أمثلتها فهي كثيرة، من أهم الأسمدة الفوسفاتية المعدنية ما يلي:
- صخر الفوسفات (معدن الأباتيت)
- السوبر فسفات البسيط NSP أو العادي
- السوبر فوسفات الثلاثي
- السوبر فوسفات المخصب
- الفوسفات ثنائية الأمونيوم
- الفوسفات أحادية الأمونيوم
- بولي فوسفات الأمونيوم
- النتروفوسفات
- أسمدة بوتاسية
تحتوي هذه الأسمدة بشكل رئيسي على أملاح البوتاسيوم الذائبة، وقد زاع صيط الأسمدة البوتاسية وأهمية عنصر البوتاسيوم للزراعة منذ عام 1860. ومن أمثلة الأسمدة البوتاسية المعدنية ما يلي:
- كلوريد البوتاسيوم
- نترات البوتاسيوم
- سلفات البوتاسيوم
- فوسفات البوتاسيوم
- هيدروكسيد البوتاسيوم
- سلفات المغنيسيوم والبوتاسيوم
أهمية إضافة الأسمدة المعدنية
تتمثل اهمية الأسمدة المعدنية في:
- إمداد التربة بالعناصر والمغذيات الطبيعية.
- تلبية الطلب على المحاصيل؛ إذ إنها توفر إمكانية إنتاج عالية.
- ذات عوائد مجدية اقتصاديًا.
- تعويض العناصر الغذائية التي فقدها النبات.
- تحسين الظروف غير الطبيعية للتربة.
- الحفاظ على ظروف التربة مناسبة لعملية الزراعة.
هناك علاقة وثيقة بين استهلاك الأسمدة وتحديد الإنتاجية الزراعية؛ إذ إنها تأتي بعد الماء ضمن مدخلات العملية الزراعية من أجل زيادة إنتاج المحاصيل والنباتات.
الاسمدة المعدنية والتربة
تعتمد خصوبة التربة على تفاعلات معقدة بين الخصائص البيولوجية والفيزيائية والكيميائية للتربة. توفر الأسمدة المعدنية خصوبة للتربة على مستوى مرضٍ ضمن القيود المناخية الزراعية، لكن هناك عدة عوامل أخرى تتحكم بخصوبة التربة مثل الخواص الكيميائية المتمثلة في حموضة التربة وحالة المغذيات النباتية.
أضرار الأسمدة المعدنية
ليست الأسمدة المعدنية صديقة للبيئة أو الموارد البيئية. إذ تتمثل أضرار التسميد (fertilization) بالاسمدة المعدنية في الإفراط في الاستخدام أو المداومة عليه مدة طويلة، وكلاهما يؤدي إلى نفس النتائج.
- الإفراط في استخدام الأسمدة المعدنية؛ يؤدى الاعتماد المفرط على السماد المعدني إلى تلوث المياه السطحية والجوفية ويميل إلى فقدان بنية التربة.
- تشمل الآثار السلبية تقليل محتوى الدبال والتنوع البيولوجي في التربة، وتحمضها وانبعاثات أكسيد النيتروز؛ وهو أحد غازات الدفيئة القوية التي تسبب تغير المناخ (Climate).
- ارتفاع حموضة التربة يقلل من امتصاص المحاصيل للفوسفات، ويزيد من تركيز الأيونات السامة في التربة، ويثبط نمو المحاصيل.
- يقلل استنزاف الدبال في التربة من قدرتها على تخزين العناصر الغذائية.
باختصار، إن النيتروجين الاصطناعي يدمر المبادئ الأساسية للإنتاج الزراعي ويهدد الأمن الغذائي في المستقبل. النيتروجين الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادات هائلة في الغلة على المدى القصير، إلا أنه في نفس الوقت ضار بالتربة والمناخ – وهما عنصران أساسيان للإنتاج الزراعي.
توصيات لمواجهة كارثة الإفراط في استخدام السماد المعدني
يشكل استخدام الأسمدة النيتروجينية اليوم خطراً على الأمن الغذائي في المستقبل. نتيجة الاستمرار باستعمال الأسمدة المعدنية دون الأسمدة العضوية organic fertilizer، يجب إصلاح النهج الحالية لصالح الاستخدام المستدام للموارد، مع تعزيز الإنتاج أيضًا، من خلال:
- التوقف عن تعزيز النيتروجين الاصطناعي
- وضع استراتيجيات وطنية لبرنامج تطوير البنية التحتية لخصوبة التربة
- إنشاء نقاط محورية للبحث لدعم إعادة التوجيه إلى الأسمدة العضوية.
- وضع سيناريوهات للانتقال من استخدام الأسمدة المعدنية كعنصر استهلاك قصير الأجل إلى استثمار طويل الأجل في خصوبة التربة.
- عدم الاعتماد على الأسمدة المعدنية دون الأسمدة العضوية.
الأسمدة المعدنية mineral fertilizers سلاح ذو حدين، ينبغي الحذر من استعمالها بكثرة، إذ إن لها أضرار تعود على النباتات والبيئة والموارد البيئية. لذا لا بد من بحث هذه المعرقلات وإيجاد بدائل مناسبة وصديقة متجنبين أضرار استخدام هذه النوعية من المخصبات.
عذراً التعليقات مغلقة