مآذن غزنة؛ أهم الأبراج الأثرية بوسط دولة أفغانستان

كريم عصام
نشرت منذ أسبوعين يوم 30 أبريل, 2024
بواسطة كريم عصام
مآذن غزنة؛ أهم الأبراج الأثرية بوسط دولة أفغانستان

مآذن غزنة (Ghazni Minarets)؛ والتي تعتبر من أهم الأماكن السياحية التاريخية الموجودة في مدينة غزنة في دولة أفغانستان. حيث يقدر عمر تلك المآذن بمئات السنين، مما يجعلها موقع جذب لا يمكن تفويته. من هنا سنتعرف أكثر على تاريخ تلك المآذن، قصتها، ومميزاتها في السطور القادمة.

نظرة عامة على المآذن

تعتبر مآذن غزنة من أهم المواقع الأثرية في مدينة غزنة على الإطلاق. حيث تتكون تلك الأبراج من مئذنتين في سهل مفتوح شرق المدينة، وتبعد كل مئذنة عن الأخرى حوالي 600 متر. تعود تلك المآذن إلى الإمبراطورية الغزنوية، ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر من الميلاد. سُميت المنارة الأولي أو الأقدم في البناء على اسم مشيدها الملك “مسعود الثالث”، أما المنارة الأحدث، فسُميت باسم “بهرام شاه” ابن مسعود الثالث، والذي بناها أوائل القرن الثاني عشر.

ترتفع كلاً من المئذنتين إلى ارتفاع 20 متر تقريباً، إلا أنهما كانا أكثر ارتفاعاً في الماضي. لكن بسبب العديد من العوامل، تدمر جزء كبير من كلا المئذنتين. تجذب المآذن مئات السياح سنوياً لرؤية تلك التحف الفنية التاريخية. تلك المآذن مزينة بالنقوش والأشرطة الزخرفية المتعددة بدرجة كبيرة. حيث تجذب دائماً نظر المُشاهد. من هنا، فلقد حصل الموقع على تقييم 4 بواسطة زوار المدينة.

تهديدات المئذنتين

منذ بناء المئذنتين، والموقع يتعرض لكثير من العوامل التي تؤدي إلى تدهور حالة المئذنتين. من أبرز تلك العوامل، الحروب والصراعات، والأوضاع السياسية غير المستقرة في أفغانستان. أما العوامل الطبيعية، فتتمثل في هطول الأمطار والثلوج، مما يؤدي إلى تسريع عملية التعرية. ذلك بجانب الزلازل الكثيرة في المنطقة، والتي أبرزها زلزال عام 1902، والذي أدى إلى تدمير الجزء العلوي بالكامل من منارة مسعود الثالث.

الجدير بالذكر، أن أوضاع البلاد السياسية حالت دون تحقيق أي جهود ترميم أو حفظ لتلك المآذن. حيث أن المآذن حالياً بلا أي نوع من الحماية أو عمليات الحفظ. هذا يسرع من عملية تدمير المئذنتين أكثر فأكثر. محاولة الترميم الوحيدة كانت في عام 1960، وبعدها لم تُبذل أي محاولات أخرى.

تاريخ مآذن غزنة

تعود كلا المئذنتين إلى الفترة الغزنوية التي سيطرت على البلاد لمدة 200 عام تقريباً. حيث يقدر عمر المئذنتين بحوالي 800 عام. تم بناء المئذنة الأقدم في أواخر القرن الحادي عشر، بواسطة “مسعود الثالث”، وسُميت باسمه. أما المئذنة الأحدث فبُنيت في أوائل القرن الثاني عشر بواسطة ابن مسعود الثالث “بهرام شاه”، وسُميت أيضاً باسمه.

ليس معروفاً حالياً سبب بناء المئذنتين على وجه التحديد، لكن يُعتقد أنهما كانا في الأساس يشكلان جزءًا من مسجد قديم من الطوب اللبن، والذي تدمر بالكامل لاحقاً. إلا انه ليس هناك أي أدلة واضحة على أنه كان هناك مسجد في المنطقة. تشير معظم الدراسات إلى أنه تم بناء تلك المآذن احتفالاً بالانتصارات.

مرت سنوات طويلة وحتى الآن من الإهمال والدمار نتيجة الحروب والصراعات لموقع المآذن. حيث كانت المئذنتين أطول في الماضي بارتفاع يصل إلى حوالي 44 متر. في واقع الأمر، تلك المآذن معرضة للدمار التام في أي وقت حالياً.

وصف مآذن غزنة

تتشابه المئذنتان تشابهاً كبيراً، حيث يمكن تقسيم المئذنتين إلى جزء سفلي وجزء علوي. كما وتشترك المئذنتان أيضاً في المادة المستخدمة في البناء، وهي طوب البناء المحروق. الجزء العلوي تدمر بالكامل بالنسبة لمئذنة مسعود الثالث في زلزال 1902. أما بالنسبة للجزء العلوي من مئذنة بهرام شاه، فهو يتميز بمجموعة من الزخارف والأنماط الهندسية الجميلة. قطر المئذنتين كان ثابتاً بطول 8 أمتار عند القاعدة، ومع الارتفاع يقل تدريجياً حتى يصل إلى 7 أمتار عند القمة.

الجزء السفلي لكلا المئذنتين يأخذ شكل نجمة ذات ثمانية جوانب. مع وجود مجموعة كبيرة من الأشرطة الزخرفية والكتابات المختلفة. حيث عند النظر إلى مئذنة مسعود الثالث، ستتم ملاحظة الكتابة بالخط الكوفي لأسماء الملك مسعود الثالث، بجانب بعض العبارات الدينية، والنصوص القرآنية. الجدير بالذكر أن زخارف المئذنتين تختفي شيئاً فشيئاً بمرور الوقت بسبب عوامل التعرية (Erosion).

موقع مآذن غزنة

تقع مآذن غزنة شرق المدينة بوسط أفغانستان  في سهل واسع مفتوح في بيئة صحراوية، لكن يبقى المكان متصلاً بباقي المدينة عن طريق بعض الطرق غير المنظمة. الرحلة قصيرة إلى هناك عن طريق مطار غزنة، لكنها وعرة. برغم ذلك، المكان يستحق تماماً الوصول إليه لمشاهدة بعضاً من حضارة الإمبراطورية الغزنوية التي حكمت المنطقة قبل ثمانية قرون

كذلك، فالوصول إلى الموقع عبر أي فندق من المدينة يعتبر سهل جداً، ذلك بالإضافة إلى القرب من المطاعم. في الجدول التالي، نهتم بتوضيح بُعد عدة مواقع أثرية أخرى، والتي لا تبعد كثيراً عن موقع المآذن، والتي يمكن زيارتها في حالة الاهتمام بذلك.

الموقع المقصود مسافة الوصول للموقع من المآذن الدقائق الفاصلة بواسطة السيارة
مطار غزنة 5,9 كم 16
مقبرة سكتكين 230 متر 1
وسط المدينة 3,5 كم 11
Hakim Sanayee park 2,3 كم 7
قلعة غزنة 3,5 كم 11

مطاعم قريبة من المآذن

كما ذكرنا، فمعظم مطاعم المدينة تعتبر قريبة من مآذن غزنة وسهل الوصول إليها بدون قلق. لذا سنوضح أفضلها في جدول خاص مع توضيح مدى البُعد عن المآذن كالتالي:

المطعم المسافة بين المآذن والمطعم بالكيلومترات دقائق الوصول للمطعم بالسيارة
الفهم 2,7 9
شيرازي 2,9 10
السعودي 4,1 12
غزنى 2,6 9
Ghazni cheif fast food 3,8 12

فنادق قريبة من مآذن غزنة

في حال كان الهدف الأساسي لزيارة مدينة غزنة هو رؤية المآذن، فبالتأكيد سيكون هناك بحث عن مجموعة فنادق بالقرب منها للإقامة. لذا وجب إضافة جدول هنا خاص بأهم وأقرب الفنادق من موقع المآذن.

الفندق المسافة المقطوعة بالكيلومترات الدقائق الفاصلة بالسيارة
أورانوس 2,1 8
فرخي 1,9 7
كابول 2,6 8
Spenghar 3 9

كيفية الوصول إلى مآذن غزنة

هنا نوضح الوصول إلى تلك المآذن من خلال مطار غزنة:

  • أولاً، يجب التوجه شمالاً من المطار مسافة 120 متر، ثم يميناً 620 متر، بعدها يساراً 450 متر.
  • بعد ذلك، نتجه إلى اليمين طريق “AH1″، ونتابع مباشرةً مسافة 1,67 كم.
  • عند الوصول لنهاية الطريق، سيكون هناك ملف دائري، حيث ندور حوله، وبعدها نتجه إلى اليمين.
  • نتابع في الطريق 300 متر، ثم يميناً 90 متر، ثم إلى اليسار 450 متر.
  • ننحرف جهة اليمين 240 متر، ثم يساراً 190 متر.
  • سيتعين بعدها الانحراف يميناً والمتابعة 650 متر، وأخيراً التوجه يميناً، ونتابع 1 كم، حيث ستكون المآذن.

في الأخير، يجب القول أن مآذن غزنة (Ghazni minarets)، تعتبر الموقع الأبرز والأهم في مدينة غزنة. حيث تعبر المآذن عن أعمال وإبداعات الحضارة الغزنوية القديمة في العمار والتصميم. لذا فهذا مكان تاريخي مرجح وبشدة في غزنة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة