إنفلونزا الخيول (Equine influenza) أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تصيب جميع الفصائل الخَيلِيَّة، مثل: الخيل والبغال والحمير وغيرها. ينتشر الفيروس بسهولة في حالات التجمعات الكبيرة للخيول، مثل: العروض، أو سباق الخيل، وتؤدي حالات تفشي المرض إلى خسائر اقتصادية كبيرة. تعرف إلى أهم أعراض المرض وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه.
ما هو مرض إنفلونزا الخيول؟
انفلونزا الخيول مرض تنفسي فيروسي شديد العدوى، شائع الحدوث في فصل الشتاء، ولكنه نادرًا ما يكون مميتًا للخيول، ويسببه نوعين فرعيين من فيروسات الإنفلونزا. تتشابه هذه الفيروسات مع غيرها من فيروسات الإنفلونزا التي تصيب البشر والطيور والخنازير، ولكنها تختلف في بعض الخصائص. تعد إنفلونزا الخيول من الأمراض المستوطنة التي عادةً ما يصاب بها الخيل. تظهر أعراض انفلونزا الخيل عادةً في الخيول الأصغر سنًا التي تتراوح أعمارها بين 1 – 5 سنوات والخيول التي تسافر كثيرًا.
أعراض مرض إنفلونزا الخيول
يتميز مرض الإنفلونزا في الخيول بأنه شديد العدوى مع ارتفاع معدل انتقاله بين الخيول، ويتميز أيضًا بفترة حضانة قصيرة نسبيًا تتراوح بين 1 – 3 أيام. تشمل أهم 8 أعراض لإصابة الحصان بالانفلونزا:
- الحمى.
- السعال الجاف.
- إفرازات أنفية (رشح).
- الخمول والاكتئاب.
- فقدان الشهية.
- تضخم الغدد اللمفاوية أسفل الفك.
- وجع العضلات.
- التهاب رئوي في بعض الحالات.
أسباب انفلونزا الخيول
يعد السبب الرئيسي لزكام الخيل (Horse flu) هو إصابة الخيول بأحد سلالات فيروس الإنفلونزا (Equine influenza virus). يوجد سلالتان رئيسيتان من الفيروس تصيب الخيول وهما (H7N7)، و(H3N8)، وينتقل فيروس الإنفلونزا بين الخيول بطريقتين:
- الانتقال المباشر
يحدث ذلك نتيجة انتشار جزيئات الفيروس الناتجة عن سعال الحصان المصاب في الهواء. يمكن لجزيئات الفيروس الانتشار مسافة 150 قدمًا في الهواء.
- طريقة غير مباشرة
نتيجة تلوث أواني الماء والأعلاف والمعدات ولوازم العناية الشخصية التي تتشاركها الخيول. ينتقل الفيروس أيضًا من حصان إلى آخر نتيجة تلوث ملابس وأحذية الأشخاص اللذين يتعاملون معهم.
كيفية تشخيص Equine influenza
تتشابه علامات مرض انفلونزا الخيول مع غيرها من أمراض الجهاز التنفسي، لذلك يجب إجراء بعض الاختبارات التشخيصية لتأكيد الإصابة. تشمل الاختبارات ما يلي:
- اختبار RT-PCR
يُجرى الاختبار على عينة من مسحة الأنف والتي يتم تجميعها من الخيول المريضة بعد الإصابة بفترة وجيزة، يقوم اختبار PCR بتحديد جزيئات الفيروس نفسها في العينة المجمعة. لا يفضل إجراء هذا الاختبار بعد مدة طويلة من المرض، فقد يعطي نتائج سلبية.
- اختبار ELISA
يُجرى هذا الاختبار على عينات دم من الحيوانات المصابة، ويجب إجراؤه على عينات مزدوجة (واحدة في بداية المرض والأخرى بعد أسبوعين). يقوم الاختبار بتحديد الأجسام المضادة (Antibodies) التي يُكونها الجهاز المناعي للخيل ضد هذه الفيروسات. يجب إجراء الاختبار في أسرع وقت لتجنب النتائج السلبية الكاذبة.
علاج انفلونزا الخيول
يُعد العلاج الرئيسي للخيول المصابة بمرض الإنفلونزا هو الراحة والعناية الداعمة للحصان المصاب. ينصح الأطباء البيطريون بحصول الحصان المريض على أسبوع راحة عن كل يوم مصاب بالحمى ما لا يقل عن ثلاث أسابيع للراحة للسماح لإعادة تجديد الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي. تشمل الأدوية التي تستخدم في علاج إنفلونزا الخيول ما يلي:
- مضادات الالتهابات غير الستيرودية (NSAIDs)، مثل: (phenylbutazon، flunixin meglumine) لتقليل الحمى والألم والالتهاب.
- المضادات الحيوية في حالات العدوى الثانوية البكتيرية (إفرازات الأنف السميكة الصفراء)، أو في حالة ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من ثلاث أيام، أو في حالات الالتهاب الرئوي.
التعافي من إنفلونزا الخيول وطرق الرعاية
تتعافى الحيوانات المصابة بعدوى خفيفة من فيروس الإنفلونزا بشكل كامل خلال 2 – 3 أسابيع. ومع ذلك قد تستغرق مدة التعافي حوالي 6 أشهر في حالات العدوى الشديدة. تساعد عدة خطوات على تعافي الحصان المصاب سريعًا، منها:
- الراحة التامة.
- التحكم في جزيئات الغبار في الهواء (ترطيب التبن).
- التهوية الجيدة لأماكن وجود الخيول.
قد تحدث بعض المضاعفات للإنفلونزا ومنها التهاب عضلة القلب، والالتهاب الرئوي، والتهاب الأوعية الدموية، لكن ذلك نادر الحدوث.
طرق الوقاية من انفلونزا الخيول
تعد اللقاحات خط الدفاع الأول ضد الفيروسات، على الرغم من أن اللقاح لا يمنع العدوى تمامًا، لكنه يقلل من حدة الأعراض المصاحبة للإصابة. يتوفر نوعين من اللقاحات ضد إنفلونزا الخيل، وهما:
- لقاح حي مستضعف
يحتوي اللقاح الحي على نسخة ضعيفة من الفيروس، يعد هذا اللقاح حساسًا جدًا لدرجة الحرارة وغير قادر على التكاثر خارج الممرات الأنفية. يُأخذ كجرعة واحدة عن طريق رشه داخل الأنف ويتم تعزيزها سنويًا، يستجيب الجهاز المناعي لهذا اللقاح وينتج أجسامًا مضادةً.
- لقاح معطل
يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة ويتم حقنه في العضلات. يتطلب إعطاء الحيوان من جرعتين إلى 3 جرعات تفصل بينهما من 3 – 4 أسابيع بناءً على توصيات الشركة المصنعة. تعطى الجرعة المعززة سنويًا للخيول الأقل عرضةً للإصابة بالمرض، وكل 6 أشهر للخيول الأكثر عرضةً للإصابة (خيول السباق والعروض).
يتم تطعيم المهر بلقاح واحد حي معدل داخل الأنف عند عمر 6 أشهر مع تعزيزه سنويًا. يمكن أيضًا أعطاءه ثلاث جرعات من اللقاحات المعطلة، الجرعة الأولى عند عمر 6 شهور وتليها الجرعة المعززة بعد 3 – 6 أسابيع، وجرعة أخرى بين 10 – 12 شهر. يتم التحصين أيضًا للخيول العشار من 4 – 6 أسابيع قبل الولادة.
كيفية منع انتشار المرض
يوجد بعض الطرق الواجب اتباعها للحد من انتشار الإنفلونزا عند الخيول، ومنها ما يلي:
- عزل الخيول التي تظهر عليها أعراض تنفسية (السعال، وإفرازات الأنف).
- النظافة الصارمة للحظائر.
- تنظيف جميع المعدات جيدًا، والأماكن المشتركة للخيول.
- عزل الخيول الوافدة حديثًا في الحجر الصحي لمدة 14 يوم.
هل إنفلونزا الخيول قاتلة؟
تتعافى الخيول عادةً بعد أسبوعين من الراحة، لكن هناك بعض الأعراض يمكن أن تستمر مع الحيوان مدة من الزمن. ومع ذلك، يمكن أن تصل بعض الحالات إلى التهاب رئوي بسبب عدوى ثانوية بكتيرية قد تؤدي إلى نفوق الخيول خاصةً الخيول الصغيرة.
هل يمكن للإنسان نقل إنفلونزا الخيول؟
نعم، يمكن لفيروسات إنفلونزا الخيول أن تنتشر عن طريق تلوث أيادي وملابس وأحذية الأشخاص المخالطين بالفيروس.
متى بدأ ظهور الإصابة بانفلونزا الخيول؟
ظهرت الحالات الأولي لمرض إنفلونزا الخيول في كندا في الأول من أكتوبر عام 1872، وقد أصيبت جميع الخيول بهذا المرض الفيروسي في غضون 3 أيام.
اقرأ المزيد:
- ورم الخلايا البدينة في القطط Mastocytoma؛ أعراضه وعلاجه
- قصور الغدة الدرقية في القطط؛ الأعراض والأسباب وطرق العلاج
على الرغم من أن إنفلونزا الخيول (Equine influenza) مرض ليس خطيرًا ونادرًا ما يسبب نفوق الحيوان، إلا أنه قد يسبب بعض المضاعفات الأكثر خطورة في حالة إهمال علاج الحيوان المصاب؛ لذلك يُفضل إعطاء الحصان اللقاحات اللازمة ضد الإنفلونزا لتقليل حدة الأعراض المصاحبة للإصابة وتجنب المضاعفات.
عذراً التعليقات مغلقة