الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب (Systemic Lupus in dogs) أو SLE هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم. يعتقد بعض الباحثين أن الجينات عامل رئيسي للإصابة بهذا المرض. فيما يلي تعرف إلى أسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها، بالإضافة إلى أبرز 10 أعراض للمرض.
نبذة عن الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب
الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب أحد أمراض المناعة الذاتية، والتي تتميز باستجابة ضد جسم مضاد محدد أو استجابة مناعية خلوية ضد أنسجة الجسم. سبب تطور أمراض المناعة الذاتية غير معروف، ربما قد يلعب التركيب الجيني الفردي دورًا مهمًا في تطورها. أيضًا يشار عادةً إلى الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب بالاسم المختصر الذئبة الحمراء.
تصيب الذئبة الحمراء عند الكلاب العديد من الأعضاء وهي مرض يهدد الحياة. نظرًا لأن الأجسام المضادة يمكن إنتاجها ضد مجموعة متنوعة من الأعضاء، فإن العلامات السريرية تختلف اعتمادًا على الأعضاء المصابة. في كثير من الأحيان، يحدث تلف شديد في الكلى والأوعية الدموية. أما في حالات أخرى، يمكن مهاجمة خلايا الدم الحمراء وتدميرها من جهاز المناعة، مما يسبب فقر الدم.
أسباب الذئبة الحمراء عند الكلاب
لا يوجد سبب معروف لمرض الذئبة الحمراء عند الكلاب. ومع ذلك، وُجد أن بعض السلالات أكثر عرضة للإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية. لهذا، يعتقد الكثيرون أنه يجب تصنيف مرض الذئبة الحمراء على أنها مرض وراثي. ومع ذلك، هناك دراسات تظهر أن التعرض الطويل للشمس وأضوائها فوق البنفسجية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض بسبب النشاط الهرموني المكثف.
بالإضافة إلى ذلك، هنالك سلالات معينة أكثر عرضةً للإصابة بمرض الذئبة الحمراء عند الكلاب. تشمل هذه السلالات ما يلي:
- كولي (Koolie).
- كلب الراعي شتلاند.
- كلب الراعي الألماني.
- مالموت.
- كلب الصيد الأفغاني.
- أجش سيبيريا.
- تشاو تشاو.
- بيغل.
أعراض الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب
كثيرًا ما تتأثر الكلى بهذا المرض، تتأثر المرشحات المجهرية للكلية (تسمى الكبيبات) مما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من البروتين في البول. قد يساهم الفشل الكلوي أيضًا في الإصابة بفقر الدم الملحوظ في الحيوانات المصابة بالذئبة الحمامية الجهازية. يمكن أن تظهر الكلاب المصابة بالذئبة الحمامية الجهازية مع مجموعة متنوعة من العلامات السريرية، وتشمل أعراض الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب (Systemic Lupus in dogs) ما يلي:
- حُمى.
- العرج.
- كدمات.
- الآفات الجلدية، مثل: القشور، والتقرحات على الكفوف وداخل الفم، وتقشر القدمين، والقشرة المفرطة، وتساقط الشعر.
- قشور على أطراف الأذنين وعلى طرف الذيل.
- فقدان الشهية.
- الكسل وعدم الرغبة في المشي نتيجة آلام المفاصل.
- تضخم الكبد.
- تضخم الطحال.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
تشخيص الكلاب المصابة ب SLE
يحتاج التشخيص النهائي لمرض الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب ظهور علامتين رئيسيتين مترافقتين باختبار إيجابي للأجسام المضادة للنواة أو علامة رئيسية وعلامتين ثانويتين مترافقتين باختبار إيجابي للأجسام المضادة للنواة. قد يتطلب أيضًا التشخيص علامة رئيسية واحدة أو علامتين ثانويتين مع اختبار ANA سلبي.
العلامات الرئيسية
- التهاب المفاصل ويشمل مفاصل متعددة.
- التهاب العضلات.
- التهاب الجلد الذي يسبب البثور.
- زيادة مستويات البروتين في البول.
- أمراض المناعة الأخرى المتزامنة، مثل: فقر الدم الانحلالي المناعي (خلايا الدم الحمراء المنخفضة)، وقلة الصفيحات (انخفاض الصفائح الدموية) ونقص الكريات البيض (خلايا الدم البيضاء المنخفضة).
العلامات الثانوية
- حُمى.
- قرحة الفم.
- التهاب بطانة تجويف الصدر.
- التهاب في عضلة القلب أو الكيس المحيط بالقلب.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- مرض عقلي.
- النوبات.
اختبار الأجسام المضادة للنواة
يعتبر اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA) الاختبار الأكثر حساسية لتشخيص الكلاب المصابة ب SLE، ويظهر إيجابيًا في ما يصل إلى 90% من الحالات، لذا فإن الأجسام المضادة للنواة السلبية لا تستبعد دائمًا احتمال الإصابة بمرض الذئبة. في الكلاب، لا يوجد ارتباط بين كمية الأجسام المضادة للنواة الموجودة وشدة أو مسار المرض. قد تسبب المعالجة بالكورتيكويد السكرية نتائج سلبية غير صحيحة في اختبار الأجسام المضادة للنواة، وقد تحدث نتائج إيجابية كاذبة في الكلاب المصابة بالسرطان أو مرض جلدي مزمن أو عدوى بكتيرية مزمنة.
اختبارات أخرى
قد يُظهر تعداد الدم الكامل (Complete blood count) فقر الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية وانخفاض أو ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وغالبًا ما تكون نتائج اختبارات الكيمياء الحيوية في الدم غير محددة عند الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب. يمكن أيضًا ملاحظة ارتفاع تركيز الجلوبيولين في الدم كمظهر من مظاهر الاستجابة الالتهابية، وقد يشير انخفاض تركيز الزلال في الدم وارتفاع تركيز الكوليسترول إلى وجود مرض في الكلى يتميز بتلف المرشحات الميكروسكوبية (التهاب كبيبات الكلى).
قد يُظهر جمع سائل المفصل للتحليل المجهري أعدادًا كبيرة من خلايا الدم البيضاء تسمى العدلات، وغياب البكتيريا والأعداد المعتدلة من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا أحادية النواة.
قد تكون نتائج الفحص لعينات من خزعة الجلد مفيدة في تشخيص المرض. كما قد يُظهر اختبار التألق المناعي للكشف عن ترسب الأجسام المضادة في الأنسجة وجود أجسام مضادة ذاتية من الأنواع التي تسمى الغلوبولين المناعي M (IgM) والغلوبولين المناعي A (IgA). يمكن أيضًا اكتشاف وجود مكون بروتين التهابي آخر يسمى مكمل (C3). قد تكون نتيجة هذا الاختبار إيجابية في 50 إلى 90% من الكلاب المصابة بالذئبة الحمامية الجهازية.
قد تُظهر عينات الجلد من الأنف أو وسادات القدم نتائج إيجابية في الفلورة المناعية. بالتالي، تجنب هذه المواقع عند إجراء اختبار التألق المناعي، وقد يؤدي العلاج باستخدام الجلوكورتيكويدات إلى نتائج سلبية خاطئة.
علاج الذئبة الحمراء عند الكلاب
المطلوب في علاج الذئبة الحمراء عند الكلاب هو علاج مناعي، يشمل مزيج من الجرعات العالية من الجلوكورتيكويدات (بريدنيزون) وأدوية مثبطة للمناعة (سيكلوفوسفاميد، آزاثيوبرين، كلورامبيوسيل). يستمر يكون العلاج مدى الحياة. يستخدم بريدنيزون بجرعة أولية تبلغ 1 ملليغرام لكل رطل من وزن الجسم تعطى مرتين يوميًا لمدة 10 – 14 يومًا. بعد فترة، تقلل الجرعة تدريجياً على مدى عدة أسابيع حتى يتم تحقيق نظام كل يومين.
تسبب تقرحات الجهاز الهضمي تعقيد في تناول جرعات عالية من الجلوكورتيكويدات على المدى البعيد. يجب مراقبة الكلاب التي تأخذ جرعات عالية من الجلوكوكورتيكويد للتنبه لحدوث القيء والإسهال وفقدان الشهية. كما يوصى بإجراء تعداد الدم الكامل كل أسبوعين خلال الأشهر القليلة الأولى من العلاج لتقييم تعداد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
يستخدم أزاثيوبرين (إيموران) بجرعة 1 ملليغرام لكل رطل من وزن الكلب كل يوم أو يومين، ويمكن أن يسبب الآزوثيوبرين تثبيط نقي العظم وأمراض الكبد والتهاب البنكرياس. أيضًا قد يحدث إسهال دموي في بعض الحالات. كما أنه من الضروري إجراء مرحلة تأخير من 6 – 8 أسابيع قبل تحقيق التأثير الكامل للأزاثيوبرين.
استخدمت أملاح الذهب لعلاج الكلاب التي تعاني من أمراض المناعة، إلا أنه يجب تجنبها في الكلاب المصابة بأمراض الكلى بسبب قدرتها على التسبب في تلف الكلى وفقدان البروتين في البول.
شفاء الكلاب من الذئبة الحمامية الجهازية
يخضع شفاء الكلاب المصابة بالذئبة الحمامية الجهازية للمراقبة ويعتمد على مدى تلف الكلى وشدة فقر الدم ونقص الصفيحات. يموت ما يصل إلى 40 % من الكلاب المصابة بالذئبة الحمامية الجهازية في غضون عام واحد بعد التشخيص إما بسبب المرض نفسه أو بسبب الآثار الضارة للعلاج. يساعد استمرار الدواء في إبقاء الذئبة الحمراء في حالة هدوء. إبعاد كلبك عن أشعة الشمس المباشرة، واستخدام واقي الشمس عندما يكون بالخارج والانتظام والتقيد بالأدوية الموصوفة، كلها تدابير يجب اتخاذها لمساعدة كلبك على البقاء في حالة جيدة والعيش حياة أطول.
الأسئلة الشائعة حول الذئبة الحمراء عند الكلاب
إليك أبرز الأسئلة التي قد تهمك حول هذا المرض:
كم من الوقت يمكن أن تعيش الكلاب المصابة بالذئبة الحمراء؟
مع الرعاية المناسبة والسيطرة على الأعراض، يمكن للكلاب أن تعيش حياة طبيعية. لكن يجب عليك توقع عودة المرض بقوة وسيتطلب كلبك فحوصات مستمرة.
مرض الذئبة الحمامية الجهازية في الكلاب (Systemic Lupus in dogs) منهك بشكل تدريجي، ولكن مع وجود تدابير وقائية واتباع العلاج المناسب مع الطبيب البيطري، يكون كلبك بحالة جيدة ومستقرة. لذا يجب متابعة الحالة لدى الطبيب البيطري وتغيير العلاجات حسب الحاجة لضمان الحفاظ على جودة الحياة.
عذراً التعليقات مغلقة