عملية الكولوستومي؛ هي إجراء جراحي يغير مسار فضلات الطعام في أمعاء الإنسان، وذلك عندما يحتاج جزء من القولون إلى تجاوز لأسباب طبية، ويقوم الجراحون بعمل فتحة جديدة في جدار البطن ليخرج البراز، وعندما يجري المريض colostomy يصبح الشخص يتبرز في كيس معلق بجسمه، ويمكن أن تكون العملية مؤقتة أو دائمة. تعرف معنا على أهم المعلومات حول إجراء فغر القولون.
ما هي عملية الكولوستومي؟
هي عملية تعيد توجيه القولون من مساره الطبيعي نزولاً نحو فتحة الشرج، إلى فتحة جديدة في جدار البطن، وهذه الفتحة تسمى فغر حيث يتشكل البراز ويخرج من خلال هذه الفتحة بدلاً من فتحة الشرج، وقد يحتاج الشخص إلى ارتداء ما يسمى كيس فغر القولون لالتقاط البراز عندما يخرج، وإن بعض الناس لا يخضعون لهذا الإجراء إلا لبضعة أشهر، والبعض الآخر يحتاجه مدى الحياة.
غالباً ما يتبع فغر القولون استئصال القولون، وهو إجراء لإزالة جزء من القولون أو كله، فقد تتطلب حالات أخرى التوقف عن استخدام القولون إما بشكل مؤقت أو دائم. يخضع حوالي 100000 شخص في الولايات المتحدة كل عام لجراحة الفغر، لذلك فإنها تعتبر أمر شائع جداً، وهناك مجموعة متنوعة من المنتجات المتخصصة في السوق اليوم لمساعدتهم على العيش بشكل جيد، بما في ذلك أنواع مختلفة من أكياس الفغرة والملابس الداخلية وملابس السباحة.
لماذا يتم إجراء فغر القولون؟
قد يحتاج الفرد إلى عملية الكوليستومي، إذا كان يعاني من حالة طبية، تتطلب منه التوقف عن استخدام القولون أو الشرج بشكل طبيعي، وقد يكون تدخلاً مؤقتاً يسمح لجسده بالشفاء، أو قد يكون حلاً دائماً لحالة لا رجعة فيها. تتضمن بعض الحالات التي قد تتطلب فغراً مؤقتاً للقولون ما يلي:
- عدوى خطيرة مثل التهاب الرتوج.
- التهاب حاد من مرض التهاب الأمعاء (IBD).
- الإصابة الجرثومية الحادة للقولون.
- انسداد في القولون أو الشرج.
- الناسور الشرجي (نفق يمتد من تجويف الشرج إلى الجلد أو عضو آخر).
- استئصال القولون الجزئي (عندما يمكن إعادة توصيل الأطراف المتبقية من الأمعاء لاحقاً).
كما قد يكون هنالك حاجة لفغر القولون الدائم في العديد من الحالات، منها:
- سلس البراز غير القابل للشفاء.
- سرطان القولون والمستقيم المتقدم.
- الإزالة الدائمة للمستقيم و / أو فتحة الشرج.
عملية الكولوستومي للاطفال
قد يوصى بإجراء عملية الكولوستومي للأطفال الذين يعانون من حالة خلقية، أو تعرضوا لصدمة أو مرض أثر على جهازهم الهضمي، ويتضمن الإجراء كما في الحالة العادية إنشاء فتحة تسمى فغرة في البطن، وربط كيس لتجميع الفضلات، حيث قد يتم بقاء هذا الكيس مرافقاً للطفل على الأغلب طوال حياته ولا يتم إزالته.
التحضيرات قبل إجراء عملية الكولوستومي
إن فغر القولون هو عملية جراحية كبرى، وهي تتطلب بعض التحضير قبل الجراحة، حيث سيكون لدى المريض ما يسمى باجتماع تقييم ما قبل العملية مع الجراح، وسوف يتأكد من فهمه الكامل للإجراء والمخاطر التي تنطوي عليها، وتغييرات نمط الحياة التي يتعين عليه إجراؤها بعد ذلك، وهذا قبل التوقيع على نماذج الموافقة، ويمكن أيضاً مناقشة خيارات تخفيف الألم في هذا الوقت، كما ستأخذ ممرضة عينة دم للتأكد من أن المريض بصحة جيدة بما يكفي لإجراء الجراحة.
في يوم إجراء عملية الكولوستومي سيحتاج المريض إلى تجنب الأكل أو الشرب لمدة ست ساعات قبل الجراحة، وفي بعض الأحيان قد يتم إعطاؤه حقنة شرجية من أجل تحضير للأمعاء (مثل ما قبل تنظير القولون)، لأخذها في المنزل، وعند الوصول إلى المستشفى سيرتدي المريض رداء المستشفى المعقم، وسيتم نقله بعد ذلك إلى غرفة ما قبل العملية للانتظار، وعندما يحين دوره سوف يدخل العملية.
سوف يشرح الطبيب كل شيء حول للشخص الذي قام بعملية الإليوستومي أو الكولوستومي وطريقة العناية وتبديل كيس جمع البراز، وكذلك سيعلمه حول جميع مستلزمات عملية فغر القولون الطبية في المستشفى، ويعيد شرح بعض التفاصيل الأخرى قبل تقرر إجراء عملية إزالة الكولوستومي أيضاً.
ماذا يحدث أثناء إجراء عملية الكولوستومي؟
يمكن إجراء فغر القولون إما من خلال الجراحة بالمنظار أو الجراحة المفتوحة:
جراحة المنظار
الجراحة بالمنظار هي طريقة أحدث وأقل توغلاً من الجراحة المفتوحة التقليدية، ويتم ذلك باستخدام كاميرا صغيرة مضاءة تسمى منظار البطن، حيث يقوم الجراح بعمل شق صغير في البطن وإدخال منظار، والذي يُظهر أعضاء البطن على شاشة، حيث يمكن للجراح بعد ذلك إكمال الجراحة باستخدام شق واحد أو أكثر للوصول إلى أعضاء الشخص، ونظراً لأن الشقوق أصغر، ترتبط الجراحة بالمنظار بمضاعفات أقل وألم أقل ووقت تعافي أسرع، ولكن لا يمكن إجراء عملية الكولوستومي بنجاح بهذه الطريقة في كل الحالات، ففي بعض الأحيان قد تتطلب الحالة المعقدة إجراء جراحة بالمنظار ثم بعدها إكمال بالطريقة المفتوحة.
الجراحة المفتوحة
في الجراحة المفتوحة عند إجراء عملية الكولوستومي، يستخدم الجراح شقاً طويلاً لفتح تجويف البطن، وهذه هي الطريقة التقليدية للوصول إلى أعضاء البطن، وتسمح بوصول أفضل وهو أمر مطلوب في بعض الأحيان، لكنها تعتبر عملية جراحية كبرى وتستغرق فترة نقاهة أطول، وقد يعتمد ما إذا كان لدى المريض عملية الكولوستومي بالنمط المفتوح أو بالمنظار على الحالة التي يتم علاجها، وما يحتاج الجراح لإنجازه أثناء الجراحة إلى جانب فغر القولون.
يحتوي القولون على أربعة أقسام مختلفة حيث قد يتم قطعه، اعتماداً على مكان المشكلة، وسيكون لكل نمط نتائج محددة يريد أن يظهرها الطبيب، ويمكن أن تشمل أهم أنواع هذا الإجراء ما يلي:
- فغر القولون الصاعد
- كولوستومي القولون المستعرض
- فغر الكولون السيني
فوائد عملية الكولوستومي
غالباً ما يكون هذا الإجراء هو المرحلة الأخيرة من عملية جراحية أكثر تعقيداً مثل استئصال القولون، وعندما يكون هذا هو الحال فإن الجراحة ككل عادة ما تكون تدخلاً منقذاً للحياة، حيث يجعل فغر القولون هذا التدخل ممكناً، وإذا كان المريض بحاجة إلى استئصال القولون أو عملية مماثلة، فإن الكولوستومي تسمح للجسم بمواصلة العمل مع فقدان عضو رئيسي.
قد يحتاج الأشخاص الآخرون إلى منح القولون راحة مؤقتة للشفاء من المرض أو الإصابة، وعندما يكون الحال هكذا، فإن عملية الكولوستومي تسمح للشفاء أن يحدث بأمان دون المخاطرة بمزيد من التعقيدات، وقد لا يبدو المرض أو الإصابة التي يتعافى الشخص منها حالة طارئة تهدد حياته، لكن في الحقيقة إن عملية الكولوستومي هي التي تمنعه أن يصبح كذلك.
كما إن البقاء على قيد الحياة وصحة الجسم على المدى الطويل هما هدفان أساسيان أيضاً لفغر القولون، وبالنسبة للبعض فإنه يحسن أيضاً نوعية حياتهم، فإذا كان الفرد قد عانى لفترة طويلة من أمراض الأمعاء المزمنة، فإن إجراء هذه العملية يمكن أن يعني التحرر من أعراض الأمراض.
مضاعفات الكولوستومي
إن هذا الإجراء هو عملية جراحية شائعة، وإنه آمن بشكل عام ولكن هناك دائماً بعض المخاطر، وتشمل أبرز 9 تأثيرات جانبية محتملة بعدها:
- ردود الفعل التحسسية على التخدير.
- مشاكل في التنفس تحت التخدير.
- إصابة الأعضاء المجاورة.
- عدوى.
- تهيج الجلد من ملامسة البراز وخاصة البراز السائل الحمضي الذي يخرج من القسم الأول للقولون.
- إن هذا الماضي (Past) هذا هو أكثر مضاعفات الفغرة شيوعاً ويمكن حلها عادة بكيس مناسب أكثر.
- انسداد الأمعاء من النسيج الندبي أو من العلوص الشللي (الأمعاء بطيئة الحركة) بعد الجراحة.
- تراجع الفُغرة أو تدليها حيث تنكمش الفغرة تحت مستوى سطح الجلد.
- حصول فتق مجاور حيث يحدث هذا النوع من الفتق عندما تنتفخ حلقات من الأمعاء، عبر عضلات البطن الضعيفة حول الفغرة.
الفترة ما بعد عملية الكولوستومي
سيحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام قادمة، وخلال هذا الوقت سوف:
- يتم استئناف الأكل بشكل طبيعي تدريجياً ومن المحتمل أن يتم أكل نظام غذائي سائل في اليوم الأول بعد الجراحة.
- يتم التقدم بعدها إلى نظام غذائي شبه سائل قبل استئناف الطعام الصلب.
- تعلم كل شيء عن رعاية فغرة القولون أو الكولوستومي وطريقة العناية وتبديل أكياس الأوستومي.
- ستعلم ممرضة الشخص على التعايش مع كيس فغر القولون وكيفية العناية بالفغرة.
- قد يتم التوقف عن تناول مسكنات الألم تدريجياً، حيث قد يتم إعطاء وصفة طبية قصيرة الأجل لأخذها إلى المنزل.
- ستلتئم الجروح وستبدأ حركات الأمعاء في الانتظام، وقد يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن تعود إلى طبيعتها.
النظام الغذائي بعد عملية الكولوستومي
بعد الإجراء من المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن لتعزيز الشفاء ومنع المضاعفات، فيما يلي بعض الإرشادات الغذائية العامة التي قد تكون مفيدة:
- بعد الجراحة قد يكون من الصعب تحمل وجبات كبيرة، لذلك يلزم تناول وجبات صغيرة ومتكررة.
- شرب الكثير من السوائل وخاصة الماء، للمساعدة في منع الإمساك والجفاف وتجنب الكحوليات والكافيين.
- يمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بالألياف في منع الإمساك والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
- تشمل المصادر الجيدة للألياف الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
- تجنب الأطعمة المسببة للغازات حيث يمكن أن تسبب بعض الأطعمة الغازات والانتفاخ، مما قد يكون غير مريح مثل الفاصولياء والملفوف والبصل.
- تناول المصادر الجيدة للبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.
- الحد من تناول الدهون لأن تناول الدهون الزائدة قد يكون من الصعب هضمه وقد يسبب الإسهال.
- أن يشتمل النظام الغذائي على مجموعة من الفواكه، والخضروات لتوفير الفيتامينات والمعادن الضرورية.
كم تستغرق عملية الكولوستومي؟
إن هذه العملية تعتبر من العمليات الجراحية الكبرى، لذلك قد تستغرق كثير من الوقت، وفي العادة تتطلب هذه العملية حوالي 2_4 ساعات تقريباً.
متى يتم اغلاق الكولوستومي؟
يعتمد توقيت إغلاق فغر القولون على الحالة الفردية وسبب القيام به، وبشكل عام يمكن إغلاق الكولوستومي عندما يتم علاج الحالة الأساسية، التي تتطلب فغر القولون وشفاء الجهاز الهضمي بشكل كافٍ، وبمجرد اتخاذ قرار إغلاق الكولوستومي يتضمن عادة عملية جراحية لإعادة توصيل الأمعاء وإغلاق الفغرة، وقد تتضمن فترة التعافي بعد إغلاق فغر القولون مراقبة أي مضاعفات أو تغييرات في عادات الأمعاء.
هل يستطيع الانسان ان يعيش بدون قولون؟
نعم، يمكن للأفراد العيش بعد إزالة القولون بالكامل، لكن يجب إجراء عملية الكولوستومي ووضع كيس من أجل جمع الفضلات، حيث يمكن أن يعيش الشخص حياة شبه طبيعية بعد إزالته.
غالباً ما تكون عملية الكولوستومي؛ إجراء منقذ للحياة وهي بالتأكيد مغيرة للحياة، سواء كانت مؤقتة أو دائمة حيث تتطلب الحياة مع فغر القولون تعديلاً جوهرياً، لكن بشكل عام يعيش الأشخاص الذين أجروا colostomy حياة كاملة وطبيعية، وغالباً ما يتمتعون براحة وحرية أكبر مما كانوا عليه قبل العملية.
عذراً التعليقات مغلقة