اضطرابات النزيف عند القطط؛ الأسباب والتشخيص وخيارات العلاج

سالم العلي
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Kamar Mahmoud
اضطرابات النزيف عند القطط؛ الأسباب والتشخيص وخيارات العلاج

اضطرابات النزيف عند القطط (Cats Bleeding Disorders)؛ هي الأمراض التي لا يتجلط فيها الدم بشكل طبيعي مما يؤدي إلى النزف بشكل غير طبيعي أو مفرط، فيما يلي نظرة عامة على اضطرابات النزيف في القطط متبوعة بمعلومات حول الأسباب والتشخيص وخيارات العلاج لهذه الحالة.


ما هي اضطرابات النزيف عند القطط؟

غالبًا ما تحدث اضطرابات نزيف القطط بسبب طفرات جينية وراثية كما هو الحال في مرض فون ويلبراند أو الهيموفيليا، ويمكن أن تظهر على القطط اضطرابات في الصفائح الدموية والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تطور اعتلال عضلة القلب الضخامي إذا لم يتم علاجها؛ لذلك فإن أي نزيف غير عادي من جرح أو مصدر إصابة غير معروف يستدعي معرفة السبب وعدم التغاضي عنه. تكون اضطرابات النزف موجودة عند الولادة (خلقية) أو تحدث لاحقًا، وتشمل اضطرابات النزيف اضطرابات بروتين التخثر واضطرابات الصفائح الدموية واضطرابات الأوعية الدموية.


أسباب اضطرابات نزيف القطط

يمكن أن تنجم اضطرابات نزيف القطط عن مجموعة متنوعة من العمليات المختلفة، ويمكن أن تنتج كل عملية منها عن عدة أمراض مختلفة، فيما يلي أهم 3 أسباب لاضطراب النزف:

اضطرابات الصفائح الدموية

تحدث هذه الاضطرابات بسبب الآتي:

  • انخفاض عدد الصفائح الدموية

الصفائح الدموية هي خلايا الدم التي تملأ العيوب في الأوعية الدموية الممزقة، فإذا لم يكن هناك ما يكفي من الصفائح الدموية في مجرى الدم؛ فإن الدم لا يتجلط ولا يمكن أن تُسد العيوب أو التمزقات في جدران الأوعية الدموية بسرعة، مما يسمح للدم بالخروج من الوعاء الدموي الممزق.

  • اعتلال الصفيحات الدموية

الصفائح الدموية ليست لزجة بدرجة كافية، وعندما تسد خلايا الصفائح الدموية عيوبًا في جدار الوعاء الدموي، فإنها تحتاج إلى الالتصاق بالأوعية الدموية والالتصاق ببعضها البعض، إذا فشل ذلك، فإن العيب في جدار الوعاء لن يُسد مسببًا النزيف يمكن أن يكون هذا بسبب عقاقير، مثل: الأسبرين، أو أمراض، مثل: الفشل الكلوي أو بعض أنواع العدوى، أو حالات وراثية.

  • مرض وراثي مثل مرض فون ويلبراند

تحدث هذه العملية بسبب نقص مادة تمكن الصفائح الدموية من الالتصاق بجدران الأوعية الدموية وبعضها البعض، تتفاوت شدة هذا المرض الوراثي من خفيف للغاية إلى شديد الخطورة.

عندما يكون هناك مزيج من قلة الصفائح الدموية واعتلال الصفيحات فقد يكون النزيف الناتج أكثر حدة من الإصابة بكل حالة على حدة.

نقص عوامل التخثر

هناك عدد من عوامل التخثر القابلة للذوبان في الجزء السائل من الدم أو البلازما، عندما يتم تنشيطها بشكل صحيح، فإنها تستمر من خلال تفاعل متسلسل لتشكيل مادة لزجة تعرف باسم الفيبرين، يعمل الفيبرين على إغلاق الصفائح الدموية التي قامت بسد الثقوب الموجودة في الوعاء في مكانها حتى يمكن أن يحدث الشفاء، هناك عدة أمراض أو عوامل مختلفة مسؤولة عن نقص عامل التخثر منها:

  • نقص عامل التخثر الوراثي (الهيموفيليا).
  • التليف الكبدي.
  • الأدوية، مثل الوارفارين.
  • تسمم القطط بسم الفأر.
  • التخثر المنتشر داخل الأوعية (DIC).

التهاب الأوعية الدموية

يحدث فيه تلف في الأوعية الدموية، وتسمح الثقوب الصغيرة في الأوعية الدموية بتسرب كميات ضئيلة من الدم من الوعاء، وغالبًا ما يُنظر إلى هذا على أنه بقع حمراء صغيرة الحجم (نمشات) على اللثة أو بياض العين. قد يحدث الالتهاب الوعائي بسبب مجموعة متنوعة من الأمراض المعدية أو بسبب مرض مناعي، حيث يبدأ جهاز المناعة في الجسم في مهاجمة الجسم بدلاً من مهاجمة الجراثيم.

أعراض اضطرابات النزيف في القطط

ترتبط علامات اضطرابات النزيف عند القطط بكمية الدم المفقودة ومكان حدوث النزيف، إذا فقد الحيوان الأليف الكثير من الدم، فسوف يصاب بفقر الدم، مما يعني أنه قد انخفض عدد خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين، يجعل فقر الدم اللثة تبدو شاحبة بدلاً من الوردي، ويسهل إرهاق الحيوان.

في بعض الأحيان يكون موقع النزيف واضحًا، كما هو الحال عند حدوث نزيف في الأنف (رعاف)، أو كدمات مرتبطة بالنزيف تحت الجلد، أو نزيف في المسالك البولية مما يؤدي إلى تغير لون البول، وفي بعض الأحيان الأخرى، يكون النزيف غير واضح مثل حدوث نزيف في تجويف الجسم مثل البطن أو الصدر، مما يؤدي إلى انتفاخ في البطن أو صعوبة في التنفس على التوالي. تشمل الأعراض التي يمكن مشاهدتها ما يلي:

  • نزيف بدون سبب واضح.
  • كدمات (Bruise) في حالة عدم وجود صدمة.
  • بقع حمراء صغيرة على اللثة أو بياض العين.
  • دم في البول أو البراز.
  • لثة شاحبة.

قد يؤدي النزيف في الدماغ أو النخاع الشوكي إلى حدوث نوبات أو فقدان للوعي أو شلل.

تشخيص إصابة القط باضطرابات النزيف

يمكن الإشارة إلى مجموعة متنوعة من الاختبارات التشخيصية لمرض اضطرابات نزيف القطط في أي حالة فردية، ويعتبر كلا مما يلي ضروريًا لتشخيص سبب اضطرابات النزيف في القطط:

التاريخ الكامل للقطة

كن مستعدًا للإجابة على الأسئلة المتعلقة بصحة قطتك وأي أدوية تتلقاها، بما في ذلك العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين أو المكملات العشبية. صف الأعراض التي لاحظتها، عندما لوحظت لأول مرة، وكيف تغيرت، وكن مستعدًا أيضًا للإجابة على أي أسئلة حول التعرض للسموم المحتملة مثل سم الفئران.

الفحص البدني الشامل

سيبحث طبيبك البيطري عن أدلة على وجود نزيف في العينين واللثة وكدمات على الجلد، أو وجود تضخم في البطن أو الأعضاء. سوف يستمع أيضا إلى القلب والرئتين. تتضمن أهم الفحوصات:

  • صورة الدم الكاملة

يسمح تعداد الدم الكامل بتحديد عدد الصفائح الدموية، والخلايا التي تسمح للدم بالتخثر، ويوضح أيضًا مدى خطورة فقدان الدم من خلال الكشف عن عدد خلايا الدم الحمراء المتبقية.

  • قياس تركيز عامل التخثر

في حالة الاشتباه بالهيموفيليا، يمكن جمع عينات الدم وإرسالها إلى مختبر خاص لقياس تركيز عوامل التخثر القابلة للذوبان.

في الحالات التي يكون فيها الاشتباه في الإصابة بمرض فون ويلبراند قويًا، يتم إرسال عينة دم إلى مختبر خاص لقياس عامل فون ويلبراند.

“قد يهمك: التهاب الرحم عند الكلاب؛ تعرف إلى أسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه الممكنة


علاج القطط المصابة باضطرابات النزيف

يجب أن يركز علاج القطط المصابة باضطرابات النزيف على تحديد السبب الكامن وراء اضطراب النزف ومن ثم تحديد العلاج المناسب لكل حالة كما يلي:

علاج انخفاض عدد الصفائح الدموية

إذا كانت قطتك تعاني من انخفاض في عدد الصفيحات الدموية، فإن السبب المشتبه به سيحدد مسار العلاج، نظرًا لأن أمراض المناعة الذاتية والأمراض المعدية غالبًا ما تكون مسؤولة عن انخفاض عدد الصفائح الدموية بشكل كبير، فقد يشمل العلاج الكورتيكوستيرويدات لتثبيط جهاز المناعة أو المضادات الحيوية لمعالجة الأسباب المعدية لانخفاض عدد الصفائح الدموية.

في القطط المصابة بمرض فون ويلبراند

تكون هناك حاجة لنقل البلازما إذا كانت قطتك مصابة بمرض فون ويلبراند، كما يتم إعطاء الدواء أيضًا للمساعدة في إطلاق العامل الناقص.

طرق العلاج الأخرى

تتضمن الطرق الأخرى اعتمادًا على سبب الاضطراب:

  • في حال ابتلاع السم فقد تتلقى قطتك علاجًا بفيتامين (ك)مع أو بدون نقل الدم.
  • الهيموفيليا أو فشل الكبد قد تظهر استجابة مؤقتة لنقل البلازما.
  • في حال فقدان كمية كبيرة من الدم فقد يكون هناك حاجة لنقل الدم.

“قد يهمك: البقع الساخنة عند الكلاب؛ أهم أسباب التهاب الجلد الرطب الحاد وكيفية علاجه


الأسئلة الشائعة حول اضطرابات النزيف عند القطط

إذا كنت قلقًا بشأن إصابة قطتك باضطرابات النزيف فسوف تتساءل عن إمكانية شفاءها وإليك إجابة سؤالك:

هل يمكن شفاء القطط من اضطرابات النزيف؟

تعتبر اضطرابات النزيف من الأمراض المزمنة والعلاج المستمر ضروري، لذلك فإن متابعة قطتك أمر بالغ الأهمية، إذا بدأت قطتك تنزف بشكل مفرط، فحاول إيقاف تدفق الدم واتصل بالطبيب البيطري، وإذا لاحظت حدوث نزيف، ولو بكميات صغيرة ولم يكن هناك سبب واضح للنزيف، فاستشر الطبيب البيطري.

تابع القراءة:

اضطرابات النزيف عند القطط؛ هي حالات تؤثر على جودة دم قطتك، وبالرغم من أنه ليست كل اضطرابات الدم مهددة للحياة، لكنها يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يحدث رعاية طبية فورية. من المهم معرفة أن معظم اضطرابات الدم هي حالات مزمنة يمكن السيطرة عليها ولكن لا يمكن علاجها. لذلك إذا كانت قطتك لديها نوبة نزيف مطول، فاتصل بالطبيب البيطري واصطحبها إلى عيادة بيطرية على الفور لتلقي العلاج في حالات الطوارئ.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة