إدمان العمل

رباب أحمد
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة رباب أحمد
إدمان العمل

يمكن أن يتسبب التفاني في العمل في حدوث اضطرابات في مجالات أخرى من الحياة، وإدمان العمل يعني حب العمل بشكل إدماني أي أن الشخص ينهمك في عمله بشكل مستمر وبدون توقف. وذلك لأنه لا يرى سعادته إلا في انهماكه الزائد في العمل دون ملل. سنتحدث هنا عن ما هو الهوس بالعمل، وما هي أسباب إدمان العمل، وما هي أعراض إدمان العمل، وما أهم النصائح المتبعة للتخلص من إدمان العمل؟

تسجيل جين رانك باست…تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

ما هو الهوس بالعمل؟

في الواقع قد يكون الحفاظ على الوظيفة الخاصة بك أمرًا ضروريًا من أجل العيش بشكل مريح، وهوس العمل هو الشغف الشديد بالعمل إلى أن يصل إلى درجة الإدمان، وعندما يصل الشخص لهذه المرحلة يقوم بالعمل باستمرار دون توقف أو ضجر ويصبح وقته كله للعمل فقط دون فعل أي أنشطة أخرى في حياته اليومية، وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جوانب أخرى من حياة الشخص.

هناك الكثير من الأدلة على أن إدمان العمل مرتبط بأمراض جسدية تهدد الحياة بشكل كبير، لذا يجب توخي الحذر والتأكد من عدم إصابتك به.

أسباب إدمان العمل

كما هو الحال مع العديد من أشكال الإدمان، لا يوجد سبب محدد لإدمان العمل، ولكن يعتقد الأخصائيين النفسيين أنه قد يكون مرتبط بمجموعة من العوامل، والتي يمكن أن تشمل:

علم الوراثة

أشارت الكثير من الأبحاث إلى أن سمات الشخصية الموروثة قد تكون متورطة في احتمالية أن تصبح مدمنة على العمل. يُعتقد أن علم الوراثة وكيمياء الدماغ يلعبان دورًا في مدى احتمالية إصابتك بالإدمان من أي نوع، والذي يتحد مع التأثيرات البيئية والاجتماعية.

البيئة والتنشئة الأسرية

في حين أن أخلاقيات العمل الجيدة هي دائمًا سمة قيمة يجب أن تتمتع بها، فإن تنشئة أسرتك وموقفهم من العمل بشكل عام يمكن أن يكون له تأثير على الشخص، فعلى سبيل المثال، إذا كان والداك يركزان كثيرًا على أهمية العمل والنجاح، فقد تتعلم سمات مماثلة وتعتقد أن العمل على مدار الساعة أمر طبيعي ومتوقع.

أيضا قد يكون إدمان وهوس العمل ناتجًا عن عدة أسباب أخرى متمثلة في الآتي:

  • عدم قدرة الشخص على البعد عن عمله.
  • تجنب الشخص للعلاقات الاجتماعية.
  • حاجة الشخص في أن يتأقلم مع مشاعر الذنب، والاكتئاب.
  • البعد عن المصائب في حياته الشخصية مثل الموت والطلاق.
  • الشعور دومًا بأن الشخص بحاجة إلى أن يصل إلى منصب معين.
  • شعور الشخص أنه يجب أن يحقق نجاحًا كبيرًا.
  • حاجة الشخص في أن يشعر أنه بالفعل قد وصل إلى المثالية في عمله.
  • إصابة الشخص بالوسواس القهري.

أعراض إدمان العمل

قد يكون من الصعب ملاحظة الاختلاف بين شخص يعمل بجد وشخص لديه إدمان على العمل والذي يضر بالجوانب الاجتماعية والعاطفية في حياته، وعلامات الإدمان التالية قد تشير إلى أن لدى الشخص علاقة غير صحية مع العمل. وينتج عن إدمان العمل ظهور عدة أعراض مختلفة وتتمثل أعراض إدمان العمل في التالي:

  • عندما يقوم الشخص بقضاء وقت طويل جدًا في عمله دون ملل.
  • يشعر الشخص بأنه يجب أن يعمل بشكل مستمر، بسبب ضغوطه الداخلية.
  • يبدأ أن يفكر الشخص في عمله وهو خارج وقت العمل.
  • عدم نوم الشخص بشكل منتظم، بسبب انهماكه الدائم في عمله.
  • خوف الشخص دومًا من الفشل.
  • استمرارية العمل لساعات طويلة، على الرغم من ظهور العديد من الآثار السلبية على الشخص.
  • انقطاع الشخص عن علاقاته العائلية والاجتماعية.
  • عدم رغبة الشخص في المشاركة في أي نوع من أنواع الأنشطة.
  • الاعتقاد بأن العمل يساعد في تقليل أعراض التوتر العاطفي والقلق والعجز أو الاكتئاب.
  • تجاهل طلبات الأحباء أو زملاء العمل لتقليل حجم العمل الذي تقوم به.
  • المعاناة من أعراض التوتر أو الانفعال إذا لم تكن قادرًا على العمل لفترة طويلة من الوقت

قد يصبح أثر العمل المفرط بشكل سلبي له أثر كبير على الصحة العامة والعافية، لذلك قد يكون من الأسهل أحيانًا تحديد عواقب إدمان العمل على كل من الصحة العقلية والجسدية.

آثاره السلبية على الشخص

الإرهاق هو أحد النتائج المحتملة لإدمان العمل. وفي الواقع قد يكون دفع المرء إلى درجة الإرهاق البدني والعقلي في العمل بشكل منتظم هو عامل رئيسي في تطوير الإرهاق. ومن المرجح أن يشعر الشخص الذي يعاني من الإرهاق الوظيفي بعدم الرضا في العمل وقد يعاني أيضًا من الاكتئاب. والآثار السلبية لإدمان العمل لا تقتصر على المناطق التي تتأثر مباشرة بالعمل؛ حيث يمكن أن تتأثر الصحة الجسدية بإدمان العمل كذلك. وفقًا لمجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فإن الإجهاد الناجم عنه يمكن أن يضعف جهاز المناعة مما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالمرض.

تشخيص إدمان العمل

اعتمد مقدمو الرعاية الصحية العقلية والمهنيون الطبيون مقاييس معينة عند إعادة التأهيل التخاطبي السلوكي ومن أمثلة هذه المقاييس مقياس بيرغن للإدمان الذي يعمل على تشخيص إدمان العمل. ويتكون هذا المقياس من تصنيف عدة عوامل على مقياس من 1 (أبدًا) إلى 5 (دائمًا). وترتبط الأسئلة الخاصة بهذا المقياس بكل من:

  • الآثار الصحية السلبية للعمل.
  • تقليل الأنشطة المهمة سابقًا.
  • عدم القدرة على تقليل العمل.
  • محاولات إيجاد المزيد من الوقت للعمل.
  • الدوافع النفسية للعمل.

أهم طرق علاج إدمانه

إذا لزم الأمر، فإن علاج مرضى إدمان العمل قد يتطلب رعاية كاملة وبيئة آمنة وداعمة لفصل كل من العقل والجسد عن هذا النوع من الإدمان، وهناك العديد من الأماكن المتخصصة التي تتضمن خطط علاجية شاملة، وإذا كانت الحالة شديدة، فهناك أماكن تقدم برنامج علاجي لمدة محددة وبعده يتم متابعة الشخص ودعمه هو وأسرته.

بشكل عام، تعتبر الرعاية النهارية والعلاج في العيادات الخارجية أكثر خيارات العلاج شيوعًا لإدمان العمل. وتقدم الرعاية النهارية (Respite care) بيئة علاجية مماثلة للعلاج الداخلي، وفي الواقع قد يعمل العلاج في العيادات الخارجية بمثابة خطوة مثالية أيضًا حيث أنها تقدم مجموعة من أنواع العلاج وتساعد المريض على إدارة حياته اليومية.

بغض النظر عن خيار العلاج الذي يتلقاه المصاب بإدمان العمل، هناك العديد من الطرق المختلفة التي تساعد في التخلص من إدمان العمل وتتمثل تلك الطرق في الآتي:

  • العلاج الجماعي: ويكون من خلال حصول الشخص على الدعم، من خلال الأشخاص الذي عانوا منه.
  • علاج تأهيلي: وهو من خلال العمل على استخدام برامج إعادة التأهيل المختصة لهذه الحالات، وهو يتضمن زيارة العيادة النفسية بشكل مستمر أو الإقامة في العيادة.
  • علاج نفسي: ويتضمن العلاج النفسي على تحديد المشكلة، ومعرفة ما هي أسبابها والقيام بالعمل على حلها.

نصائح للتخلص منه بسهولة

يوجد العديد من النصائح المتبعة والتي تساعد بشكل أساسي على التخلص من إدمان العمل ومن أهم تلك النصائح هي:

  • القيام بإغلاق الهاتف ليلًا، وذلك لكي يريح دماغه قليلًا من التفكير في العمل.
  • اكتشاف الشخص لهواية مفضلة له، وذلك لكي تشغل حيزًا من تفكيره بدلًا من انهماكه في العمل.
  • يجب القيام بتحديد أوقات مخصصة للعمل وعدم تجاوز تلك الأوقات.
  • الحرص على أخذ عطلة في آخر الأسبوع لقضاء وقت مع العائلة، وذلك من أجل تحقيق توازن بين العمل والأسرة.
  • التخطيط للذهاب إلى رحلة بين الحين والآخر، وذلك للاسترخاء وعدم التفكير في العمل.
  • هناك أيضًا العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للفرد اتباعها للتغلب عليه. وتتمثل إحدى هذه الاستراتيجيات في تطوير فهم أن النجاح الحقيقي في الحياة يتضمن وجود هدف، واحترام احتياجات أسرتك وصحتك.

هناك استراتيجيات أخرى تدور حول إعادة تعيين التوقعات، مثل تحديد فوائد فك الارتباط في العمل ومطالبة زملاء العمل والأصدقاء والعائلة بدعم جهودك. ويمكن أيضًا ممارسة اليقظة، واتخاذ خيارات واعية بشأن حياتك وجعل صحتك لها أولوية.

أخيرا، قد أثبتت العديد من الدراسات أن تعزيز التوازن بين العمل والحياة يزيد بدوره من الصحة الجسدية والنفسية، ويقوم إدمان العمل بصورة غير مباشرة على منع حدوث هذا التوازن، لذا من الضروري الالتزام بالنصائح التي تم ذكرها لكي يتم تحقيق التوازن بين الوقت والطاقة وبالتالي تحسين الصحة العقلية والبدنية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق