سوسة سيقان الكرمة Vine stem weevil؛ أهم 4 أسباب لها وعوامل تشجع إصابة العنب بها، ومعلومات للمزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
سوسة سيقان الكرمة Vine stem weevil؛ أهم 4 أسباب لها وعوامل تشجع إصابة العنب بها، ومعلومات للمزارع

تعتبر سوسة سيقان الكرمة (Vine stem weevil) من الآفات الزراعية التي تصيب الكرمة، وتؤدي إلى ضعف النباتات والأشجار المصابة وتقصف السوق والأغصان، كما يمكن أن تنجذب إلى البستان آفات أخرى حفارة وخطيرة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بسوسة سيقان الكرمة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة سوسة سيقان الكرمة؟ تعرف أهم 4 أسباب لها وعوامل تشجع إصابة العنب بها، ومعلومات للمزارع.

تسجيل جين رانك باست…تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

حشرة سوسة سيقان الكرمة

إن سوسة سيقان الكرمة تعد من الحشرات الاقتصادية التي تصيب الكرمة أو العنب، حيث تقدر العتبة الاقتصادية عند زيادة الخطورة والإصابة بهذه الآفة بحوالي 40% من الإنتاج الزراعي وقد تصل إلى 60% في بعض مناطق زراعة الكرمة الغير مخدومة وغير المعتنى بها من قبل المزارع.

وصف الحشرة

إن الحشرة الكاملة من سوسة سيقان الكرمة هي خنفساء صغيرة الحجم. لا يزيد طول الخنفساء عن 6 مم، كما لا يزيد العرض عن 3.5 مم، الرأس والصدر يميل لونهما إلى الأسود الغامق، أما الغمدين فبلون بني محمر فاتح. بينما اليرقة فهي بيضاء مقوسة الشكل يختفي رأسها ضمن الحلقة الصدرية الأولى، ومنطقة الصدر متضخمة وتحمل ستة من الأرجل القصيرة والمسننة.

الإصابة بسوسة سيقان الكرمة

مظاهر الإصابة بالحشرة

تهاجم الحشرة الكاملة من سوسة سيقان الكرمة السيقان والأغصان والفروع الجافة في الكرمة ثم تحفر فيها أنفاقًا لتضع البيض بحوالي 50- 60 بيضة. بعد ذلك، تحفر اليرقات الخارجة من البيض أنفاقًا ذات مقطع كروي أو بيضاوي وتوجد في هذا المقطع النشارة الخشبية الناعمة التي تنتج عن حفر اليرقات وأنفاقها. مع تفاقم الإصابة، يتحول الخشب الغض إلى مسحوق من النشارة الخشبية الناعمة؛ ولا تمس اليرقات منطقة القلف، وفي النهاية ينتج عن ذلك تقصف الأغصان والسيقان وضعف الأشجار بالتدريج، وانجذاب حشرات أخرى إليها.

خطورة سوسة سيقان الكرمة

تنبع خطورة سوسة سيقان الكرمة من نقاط وعوامل عدة يجب أن يكون الفلاح على علم بها. هذه الثاقبة تهاجم الأشجار الضعيفة من الكرمة بصورة خاصة ثم تضعفها أكثر، وهذا يؤدي لانجذاب آفات أخرى خطيرة حفارة كحشرات القلف أو السوس، وحفار فروع الكرمة، وحشرات الكابنودس (البقعة القلبية وغيره) وحفارات الساق، أيضًا آفات تمص العصارة النباتية كحلم العنب وتربس العنب وغيرها. كما أن هذه الثاقبة تسبب انكسار الأغصان وسقوطها مع الإصابة الشديدة وبالتالي خسارة المزيد من إنتاج الشجرة الكلي وقد تصل الخسارة في السيقان والأغصان إلى 40%.

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بسوسة سيقان الكرمة أربع عوامل أساسية:

  1. إهمال الفلاح لعمليات التقليم السليمة لأشجار الكرمة، تشجع الإصابة بالسوسة.
  2. كما أن ضعف التسميد المعدني وخاصة الآزوتي يضعف الكرمة ضد الآفات المختلفة ويجذب هذه السوسة.
  3. أيضًا فإن اتباع المزارع لأسلوب زراعة خاطئ يشجع هذه الآفة (كزراعة الخضار والمحاصيل الصغيرة بين أشجار الكرمة وهذا لا يجوز).
  4. إهمال الفلاح للري المنظم للكرمة خاصة قبل الإثمار، مما يسبب خلل في الضغط الأسموزي للتربة، وتشجيع الآفات.

دورة حياة السوسة

من المعروف أن سوسة سيقان الكرمة تمضي فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة أو الخنافس غير النشطة. تكون الخنافس مختبئة ضمن نفق قصير تحفره لنفسها في السيقان الأغصان التي لا يقل عمرها عن عام واحد في الكرمة. عادة ما تختار موقع النفق بحيث يكون فوق البراعم، وفي أغلب الأحوال فإن مواعيد الظهور غير معروفة بدقة. من جهة أخرى، تفضل الآفة الظهور بالتواقت مع الربيع في نيسان/ أبريل بالتواقت مع إزهار الكرمة وقد تتأخر حتى أيار/ مايو.

مكافحة سوسة سيقان الكرمة

مكافحة الآفة عندما تصيب الكرمة

 

للأسف لا توجد وسيلة مجدية تمامًا لمكافحة سوسة سيقان الكرمة. رغم ذلك، تتم المكافحة باتباع الفلاح ومربي الأشجار المثمرة لجملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية في بساتين الكرمة.

مكافحة وقائية من الآفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية الفلاح بصورة تامة بالري المنظم للكرمة الذي يحافظ على الضغط الأسموزي للتربة بشكل جيد ويكرر الري 3-4 مرات حتى العقد وعندها يوقف. كما يعتني الفلاح بتسميد متوازن لأشجار الكرمة، بالآزوت والفوسفور والبوتاس، كما قد يضطر المزارع لاستعمال أسمدة متخمرة بلدية لمدة 8- 12 شهرًا في حال عدم وجود الأسمدة المعدنية. بالإضافة لذلك، يتجنب الفلاح تمامًا زراعة أي من أنواع الخضار بين الأشجار أو الشجيرات المثمرة للكرمة، وكذلك القيام بعمليات تقليم مناسبة للأشجار وخاصة عملية التوريق التي تعني إزالة بعض الأوراق عند حدوث العقد لكي تصل كمية كافية من الغذاء للثمار.

مكافحة علاجية من الحشرة

أما المكافحة العلاجية فتعني استعمال المبيدات عند مكافحة السوسة على شجيرات الكرمة. وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد مكافحة علاجية نافعة لهذه الحشرة لأنها مقاومة للمبيدات وقد لا يتمكن القضاء من القضاء عليها حتى باستعمال المبيدات الفوسفورية؛ ولأنها تختبئ في الأنفاق. أما عند رغبة الفلاح في المكافحة فيتم استخدام المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl المقوى بأحد المبيدات الصيفية الرديئة (زيت الزيتون الرديء مضاف إليه الكمبيد المذكور) بالرش على شجيرات الكرمة، كما يمكن للفلاح استعمال المبيد ميثيداثيون Methidathion. أيضًا يمكن للفلاح استخدام المبيد مالاثيون Malathion بالرش على سيقان وأغصان وفروع الكرمة، ورغم ذلك كله، فمن الصعوبة القضاء على هذه السوسة الحفارة الشرهة.

حلقة استعمال المبيدات ضد السوسة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الكروم والعنب، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار الكرمة المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة أشجار أو شجيرات الكرمة يستعمل المبيد كرباريل (Carbaryl) بالرش على أشجار الكروم المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار الكرمة مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والمصابة والجافة مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد السوسة الكاملة واليرقات معًا.

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بسوسة سيقان الكرمة تتم كالتالي:

  • مراقبة المزارع لأشجار وشجيرات الكرمة بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بالتواقت مع إزهار الكرمة.
  • عند زراعة الكرمة لأول مرة يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دقيقة وهي 6م بين الصف والآخر، و5 م بين غرسة الكرمة والأخرى على الأقل ضمن البستان.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة ببستان الكرمة، لأنها تضمن لعذارى السوسة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة سيقان الكروم.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K لأشجار الكرمة، لإعطاء دفعة مناعية ضد الآفات؛ خاصة الآزوت لأن الكرمة تحبه وتستجيب للتسميد الآزوتي.
  • يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بشجيرات الكرمة من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12 سم، والري 2-3 مرات في الشهر مع بدايات الربيع وحتى الإثمار.
  • يجري المزارع عمليات التقليم بصورة سليمة للكرمة، مع إجراء عملية توريق قبل تحول الأزهار إلى ثمار؛ أي إزالة بعض الأوراق أسفل كل عنقود.
  • يجري المزارع الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية، من ضمنها الفوسفو- عضوية الجهازية على شجيرات الكرمة، وخاصة في الأجواء الرطبة.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينية على أشجار الكروم، فهذا ضار جدًا للبيئة والأعداء الحيوية ونحل التلقيح.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة سيقان الكرمة ومدى خطورتها على الأشجار المثمرة من الكرمة في البستان. أيضًا تعرفنا إلى أهم 4 أسباب للإصابة بها، كما يكون المزارع أو الفلاح قد ألم بدورة حياة الثاقبة وطرق الوقاية والمكافحة والعوامل المشجعة على الإصابة بالسوسة في بساتين وأماكن زراعة الكروم. لا ريب بأن مربي الأشجار المثمرة والبساتين يجب أن يكون على علم بأهم الآفات الخطيرة التي تسبب تدني إنتاجيته والضرر الاقتصادي الكبير ومنها هذه السوسة الحفارة لسيقان الكروم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق