التهاب القصبة الهوائية (Tracheitis)؛ إليك أهم الأسباب وطرق العلاج
التهاب القصبة الهوائية (Tracheitis) أو التهاب الرغامي؛ مرض حميد يسبب نوبات سعال مزعجة قد تترافق مع ألم في القصبة الهوائية. كيف يمكن علاج التهاب القصبة الهوائية؟
فهرس المحتويات
التهاب القصبة الهوائية (Tracheitis) ويُعرف كذلك باسم التهاب الرغامي؛ هو التهاب حاد أو مزمن يصيب الغشاء المخاطي المُبطنّ للقصبة الهوائية. تعرّف على أبرز أعراض المرض وطرق علاج التهاب القصبة الهوائية.
ما هو مرض التهاب القصبة الهوائية؟
يشير التهاب القصبة الهوائية إلى التهاب بطانة القصبة الهوائية. القصبة الهوائية هي جزء من الجهاز التنفسي، وهي عبارة عن أنبوب يبلغ طوله بضعة سنتيمترات، ينشأ في الحنجرة وينزل إلى الشعب الهوائية، يتمثل دورها الرئيسي في نقل الهواء الذي يدخل من خلال الفم إلى الرئتين.
على الرغم من أنّ هذا الالتهاب مسؤول عن العديد من الأعراض، إلا أنه من الأمراض الحميدة التي لا تسبب غالبًا أي مضاعفات. لكنه قد يشكل مصدر قلق للمريض كونه يؤدي إلى الشعور بآلام مزعجة، ويجعله يسعل ويمنعه من النوم والتنفس بشكل صحيح.
هناك نوعان من التهاب القصبات: التهاب القصبة الهوائية الحاد (التهاب عابر يشفى في غضون أيام أو أسابيع قليلة) والتهاب القصبة المزمن (التهاب يستمر بمرور الوقت، ويحتاج إلى فترة علاج أطول)
أسباب الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية
يمكن أن يحدث التهاب القصبة الهوائية بسبب عدوى في الأنف والأذن والحنجرة من أصل فيروسي مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب الحنجرة والتهاب البلعوم أو التهاب البلعوم الأنفي (البرد). في حالات نادرة، يمكن أن تكون البكتيريا هي المسؤولة عن التهاب القصبات، وهناك أسباب أخرى كالحساسية.
الأسباب البكتيرية
تشمل قائمة البكتيريا الشائعة المسؤولة عن هذا المرض ما يلي:
- المكورات العنقودية الذهبية (الأكثر شيوعًا).
- العقديات المقيحة.
- الموراكسيلة النزلية.
- المستدمية النزلية.
- العقدية الرئوية.
- الزائفة الزنجارية.
- البكتيريا المعوية الأخرى سالبة الجرام.
تشمل المسببات غير الشائعة ما يلي:
- المتفطرة السلية.
- الميكوبلازما الرئوية.
- الوتدية الخناقية.
- البكتيريا اللاهوائية التنفسية.
المسببات الفيروسية
تشمل الأسباب الفيروسية للمرض ما يلي:
- فيروسات الإنفلونزا.
- فيروسات نظير الإنفلونزا.
- المخلوي التنفسي.
- الهربس البسيط.
- فيروسات الحصبة.
الأسباب الفطرية
تُلاحظ المسببات الفطرية مع اضطرابات نقص المناعة الكامنة أو استخدام الستيرويد المزمن.
الالتهاب التالي للحساسية
يمكن يحدث التهاب الرغامي بسبب الحساسية الناتجة عن العوامل التالية:
- حبوب اللقاح (خاصة في الربيع).
- استنشاق أبخرة الكلور.
- دخان السجائر.
- الغبار أو المواد الضارة الأخرى.
- التلوث الحضري.
“اقرأ أيضًا: تشوه الحيوانات المنوية (Teratospermia)؛ 3 طرق لعلاج تشوهات الحيوان المنوي“
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض
تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة ما يلي:
- عدوى فيروسية سابقة في الشعب الهوائية العلوية.
- العمر بين سن 3 إلى 8 سنوات.
التهاب الرغامي نادر الحدوث، إذ يبلغ معدل حدوثه حوالي واحد فقط من كل مليون حالة. كذلك، يُشتبه في أن هذا المرض أكثر انتشارًا عند الأولاد من الفتيات.
ونظرًا لكونه نادرًا، فإنه عند الإصابة بهذا المرض، يشيع الخلط بينه وبين الخناق الفيروسي الذي يعد أكثر انتشارًا في المجتمع.
التهابات الرغامي تعتبر أكثر خطورة من الخانوق في حال كان الالتهاب شديدًا، وقد يكون الطفل بحاجة إلى جهاز دعم التنفس.
علامات وأعراض التهاب القصبة الهوائية
تختلف أعراض التهاب القصبة الهوائية من شخص لآخر، ويمكن أن تشمل:
- السعال المسبب للخناق مع خروج إفرازات.
- صعوبة في التنفس.
- صرير عند التنفس (شائع).
- أزيز عند الزفير (غير شائع).
- ألم القصبة الهوائية.
- ارتفاع في درجة الحرارة، وعادة ما تكون أعلى من 102 درجة فهرنهايت أو 39 درجة مئوية.
- شفاه زرقاء (علامة على انخفاض مستويات الأكسجين)، في حال عدم القدرة على التنفس.
“السعال الخانق” هو سمة مميزة من أعراض الخناق الفيروسي.
يمكن أن يكون هذا العرض موجودًا أيضًا في حال التهابات القصبة الهوائية، وهذا هو سبب الخلط بينه وبين مرض الخناق الفيروسي الذي يعد أكثر شيوعًا.
كيفية التفريق بين التهاب القصبة الهوائية والخناق
على الرغم من أن عرض السعال قد يبدو متشابهًا جدًا بين هذين المرضين، إلا أنه يوجد العديد من الأعراض التي تساعد في التمييز بينهما.
في أغلب الحالات، تتفاقم حالة المريض المصاب بالخانوق الفيروسي على نحوٍ تدريجي، بينما تتطور حالة المصاب بالتهاب الرغامي بصورة أسرع. كذلك، يسبب الخناق الفيروسي حمى أقل من تلك التي يسببها التهاب القصبات، ونادرًا ما تكون أعلى من 102 درجة فهرنهايت.
يمكن أيضًا استخدام علاج قياسي للخانوق الفيروسي إلى جانب الأكسجين المرطب والإيبينيفرين المستنشق للتمييز بينه وبين التهاب القصبة. لا يستجيب التهاب القصبة الهوائية لهذه العلاجات في كثير من الأحيان.
إذا لاحظت أن طفلك يزداد سوءًا أثناء تلقيه لهذه العلاجات، فيجب عليك تنبيه الممرض أو الطبيب.
مضاعفات المرض
تشمل مضاعفات التهاب القصبة الجرثومي على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).
- الفشل التنفسي الحاد المعتمد على التنفس الصناعي (AVDRF).
- انسداد مجرى الهواء.
- نقص الأكسجة.
- اعتلال الدماغ التالي لنقص الأكسجين.
- الالتهاب الرئوي التنفسي.
- السكتة القلبية الرئوية.
- تخثر منتثر داخل الأوعية.
- وذمة رئوية.
- متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية (SIRS).
- تعفن الدم.
- الصدمة الإنتانية.
- تضيق القصبة الهوائية.
- متلازمة الصدمة السامة.
- الموت.
“اقرأ أيضًا: الصعر (Torticollis)؛ تعرّف على أهم أسباب وطرق علاج التواء الرقبة“
كيف يتم تشخيص المرض
يعتمد تشخيص هذا المرض على الأعراض، بالإضافة إلى التاريخ المرضي للمصاب والفحص الطبي والاختبارات المخبرية. تشمل الاختبارات التشخيصية التي قد يقوم بها الطبيب ما يلي:
- قياس مستويات الأكسجين في الدم (قياس التأكسج النبضي).
- الزراعة البكتيرية من البلغم الذي يتم الحصول عليه أثناء تنظير الحنجرة ثم تحليله بعد ذلك في المختبر.
- صور بالأشعة السينية للرئتين والمجاري التنفسية.
خلال هذه الإجراءات، سيستخدم الطبيب النتائج للمساعدة في التمييز بين هذا المرض والتهاب لسان المزمار، وهو اضطراب آخر نادر نسبيًا قد يتطلب تدخلًا طبيًا طارئًا.
علاج التهاب القصبة الهوائية
يختلف العلاج باختلاف السبب:
علاج عدوى القصبة الهوائية
في هذه الحالة سيصف الطبيب ما يلي:
- خافضات الحرارة لعلاج الحمى (الباراسيتامول والأسبرين) ومضاد للسعال المخاطي.
- العلاج بالمضادات الحيوية إذا كانت الإفرازات مخاطية وتشبه القيح.
يستمر العلاج لمدة سبعة أيام.
حتى تتمكن علاج العدوى التي تؤدي إلى التهاب القصبة الهوائية بالأعشاب يمكنك استخدام أحد العلاجات الطبيعية التالية:
- الليمون أو الزعتر.
- زيت الأوكالبتوس أو النياولي (زيوت عطرية).
- زيت التربنتين.
- عشبة الفراسيون الأبيض.
جميع هذه النباتات مطهرات للجهاز التنفسي، وتوصف لمدة سبعة أيام.
علاج التهاب القصبة التشنجي
يوصى باستخدام شراب فنتولين، بالإضافة إلى مضاد للالتهابات في الجهاز التنفسي، ومضاد للسعال.
أيضًا، في حالة التهاب الشعب الهوائية، ينصح باستخدام جهاز الاستنشاق القصبي.
هذا العلاج قابل للتطبيق أيضًا في حالة التهاب القصبة المرتبط بالإجهاد.
علاج التهاب القصبة المرتبط بمرض الجزر المعدي المريئي
قبل علاج التهاب الرغامي، من الضروري علاج مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والذي يتميز بارتجاع الحمض إلى المريء، ويظهر في بعض الأحيان من خلال السعال.
في هذه الحالة يصف الطبيب أدوية الارتجاع والحموضة بالإضافة إلى نظام غذائي مناسب، ويُعطى مؤقتًا مضاد للسعال.
“اقرأ أيضًا: الشلل الرباعي (Tetraplegia)؛ إليك أهم أسباب وطرق علاج شلل الأطراف الأربعة“
كيفية الوقاية من المرض
عندما يكون المرض ناتجًا عن الحساسية، فإنه يمكن للمصاب محاولة القضاء على مسسبات الحساسية في البيئة كالعث وشعر الحيوانات ..إلخ. إذا كنت مدخنًا، فإن الإقلاع عن التدخين يعد أفضل وسيلة للوقاية.
تهدف الوقاية كذلك إلى تلقي التطعيم ضد الأمراض الفيروسية (الحصبة والإنفلونزا) والمكورات الرئوية، وخاصة لدى الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة.
الأسئلة الشائعة
هل التهاب القصبة الهوائية معدٍ؟
ما الطبيب الذي ينبغي استشارته في حالة التهاب القصبة الهوائية؟
ما النصائح الواجب اتباعها أثناء فترة العلاج
أخيرًا؛ التهاب القصبة الهوائية (Tracheitis) يظل مشكلة حميدة وتختفي في غضون أسابيع قليلة. ومع ذلك، إذا استمر المرض ولم تتحسن حالة المصاب، فحدد موعدًا مع الطبيب في أقرب وقت ممكن.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.