داء السهميات (Toxocariasis)؛ تعرف على أهم الأعراض وطرق العلاج

أحمد الفارس
نشرت منذ 5 أيام يوم 15 أبريل, 2024
داء السهميات (Toxocariasis)؛ تعرف على أهم الأعراض وطرق العلاج

داء السهميات (Toxocariasis) ويعرف كذلك باسم داء هجرة اليرقات الحشوي، هو عدوى تسببها الدودة المدورة (السهمية الكلبية أو السهمية الهرية) تصيب بشكل خاص الأطفال. تعرف على أهم الأعراض وطرق العلاج مرض السهميات والوقاية منه.

ما هو داء السهميات؟

داء السهميات هو عدوى طفيلية عالمية. يصيب الأطفال بشكل خاص وينتج عن الطفيل: توكسوكارا (السهمية بالعربية). هناك أنواع عدة من هذا الطفيل تختلف باختلاف الأنواع المضيفة:

  • توكسوكارا كانيس أو السهمية الكلبية (T. canis) بالنسبة للكلاب.
  • توكسوكارا كاتي أو الهرية (T. cati)، كاتي بالنسبة للقطط.

تعد هذه العدوى مرضًا حيواني المصدر، أي ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان. يصيب الطفيل الجهاز المعوي للحيوان (الكلاب أو القطط)، وينتقل إلى البشر عبر الطريق البرازي-الفموي.

يمكن أن يصاب أي شخص بهذا الداء، بما في ذلك الأطفال والبالغين، كما أنه من المرجح أن يصاب الأشخاص الذين يربون الحيوانات الأليفة بهذه العدوى بصورة أكبر من غيرهم.

أسباب الإصابة بداء السهميات

يصيب هذا الداء الأطفال في كثير من الأحيان، لأنهم يميلون إلى وضع أيديهم في أفواههم بسهولة ويلعبون في الرمل حيث يوجد براز الحيوانات الأليفة.

يحدث انتقال الطفيل إلى الجهاز الهضمي من خلال:

  • ابتلاع بيض الطفيل الموجود في فضلات الحيوانات، عن طريق وضع الأيدي الملوثة في الفم.
  • تناول الخضروات غير المغسولة والخضروات النيئة.
  • تناول فضلات لحم الضأن أو العجل النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، الأرانب أو الدجاج.
  • التعامل مع الأوعية المخصصة لوجبات الحيوانات.
  • تنظيف بيوت الكلاب بدون حذر.
  • لمس الخضار من حديقة نباتية غير مسورة.

يتعرض عمّال بعض الأنشطة المهنية لخطر الإصابة بشكل أكبر من غيرهم، مثل:

  • عمال النظافة في المناطق الحضرية.
  • البستانيين.
  • مربي الحيوانات الأليفة.
  • طاقم العيادات البيطرية.

بعد تناول بيض الطفيل، فإنه يفقس في الأمعاء الدقيقة ويخترق جدار الأمعاء ويهاجر إلى الكبد عبر مجرى الدم، ثم ينتشر في الأنسجة والرئتين والعضلات والعينين وحتى الجهاز العصبي المركزي.

يمكن أن يصيب هذا الطفيل أي نسيج في الجسم تقريبًا، إلا أنه لا يصبح بالغًا عند البشر، لأن الإنسان لا يعتبر المضيف الرئيس للطفيل، ومع ذلك، يمكنه البقاء على قيد الحياة في الجسم لعدة أشهر.

علامات وأعراض داء السهميات

ما هي أعراض هذا الداء؟

بشكل عام، غالبًا ما يكون هذا الداء بدون أعراض ويتطور تلقائيًا نحو الشفاء. في بعض الحالات تسبب هذه العدوى أعراضًا (متلازمات) تختلف باختلاف العضو المصاب والحمل الطفيلي والفرد. توجد عدة متلازمات:

اليرقة الحشوية المهاجرة

تؤثر هذه المتلازمة بشكل رئيسي على الرئتين والكبد، وهي الأكثر شيوعًا وتصيب الأطفال من سن 2 إلى 7 سنوات. الأعراض المصاحبة هي:

  • تغيير في الحالة العامة.
  • اضطرابات الجهاز التنفسي.
  • حمى.
  • تضخم الكبد.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي مع سوء التغذية.
  • تضخم الطحال.
  • التعب.

تشما الأعراض الأخرى الممكنة ما يلي:

  • فقدان الشهية.
  • الشحوب.
  • علامات جلدية (الشرى، حمامي العقدة، إلخ).
  • تضخم العقد اللمفية.
  • الوذمة.

في كثير من الأحيان، تكون المتلازمة أقل حدة وتظهر من خلال الأعراض التالية:

  • التعب المزمن.
  • فقدان الوزن.
  • آلام البطن.
  • الحمى.
  • مظاهر الحساسية المختلفة (الشرى والربو والأكزيما).
  • فرط اليوزينيات الذي يظهر من خلال زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.

غالبًا ما يتم التحقق من الشفاء عن طريق فحص اليوزينيات والتأكد من اختفائها. قد تستمر الأعراض السريرية لفترة أطول.

متلازمة داء السهميات الخفي

تشمل أعراضه آلام البطن وفقدان الشهية والسعال، وهناك أيضًا اضطرابات سلوكية والتهاب غدة عنق الرحم وأزيز وألم في الأطراف وحمى، كما أن الأعراض ليست محددة وتختلف حسب العضو المصاب.

متلازمة السهمية العينية

يحدث الشكل العيني للمرض عندما يصل الطفيل إلى عين الطفل أو الشاب البالغ. ينتج عن العدوى، التي تكون في الغالب من جانب واحد، تفاعلات التهابية وحَوَل.

أثناء الفحص الطبي للعيون، فإن الحالات الأكثر شيوعًا تتمثل في الورم الحبيبي الشبكي للقطب الخلفي أو التهاب باطن المقلة أو التهاب القزحية. تظهر الموجات فوق الصوتية للعين صوراً تشير إلى الإصابة.

متلازمة السهمية العصبية

يظهر هذا الشكل من المرض عندما يصيب الطفيل الجهاز العصبي المركزي أو المحيطي، وتشمل الأعراض الحمى والصداع.

يمكن أن تسبب العدوى أيضًا أعراضًا عصبية خطيرة مثل:

  • الصرع.
  • التهاب الأوعية الدموية الدماغية.
  • التهاب السحايا والدماغ.

مضاعفات داء هجرة اليرقات الحشوي

تشمل المضاعفات، بالرغم من ندرتها ما يلي:

  • العمى.
  • الأمراض العصبية الشديدة.
  • الموت.

تشمل المضاعفات الأخرى التي تم الإبلاغ عنها لهذا الداء:

  • التهاب عضلة القلب.
  • الالتهاب الرئوي.
  • فرفرية هينوخ شونلاين.

كيف يتم تشخيص المرض؟

كيف يتم تشخيص المرض؟

على الرغم من أن التشخيص النهائي للمرض يعتمد على اكتشاف طفيل التوكسوكارا في عينات الأنسجة، إلا أن عملية الحصول على خزعة تحتوي على الطفيل قد تكون صعبة وعادة ما تكون غير ضرورية.

يعتمد التشخيص عادة على الأعراض السريرية ونتائج اختبارات الدم:

  • ارتفاع عدد الخلايا البيضاء بشكل ملحوظ مع ارتفاع اليوزينيات.
  • ارتفاع إجمالي الأجسام المضادة IgE.
  • يمكن الكشف عن الأجسام المضادة IgE أو IgG المحددة المرتفعة ضد السهمية باستخدام اختبار (ELISA).

اختبار الأجسام المضادة IgG هو الأكثر حساسية، لأن هذه الأخيرة تظل مرتفعة لمدة أربع سنوات على الأقل بعد الإصابة، على عكس الأجسام المضادة IgE التي تنخفض مستوياتها بشكل ملحوظ خلال السنة الأولى بعد العلاج.

عادة ما تكون مستويات اليوزينيات طبيعية لدى المرضى الذين يعانون من أعراض جلدية مزمنة من هذا الداء.

علاج داء السهميات

من الضروري تجنب أي لعق من قبل الحيوان للطفل وتطهير أي مكان ملوث ببراز الكلاب أو القطط.

في حالة هجرة اليرقات الحشوية، يشمل العلاج ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات.
  • مضادات الهيستامين.
  • ناهضات بيتا أثناء المرحلة التنفسية الحادة.

يعتمد علاج داء السهميات العيني بشكل خاص على الكورتيكوستيرويدات، وبالرغم من أنه لا يوجد علاج فعال تمامًا للحالة، إلّا أن مآل المرض يعد جيدًا: الشفاء يحدث من تلقاء نفسه ولكنه قد يستغرق أسابيع أو أشهر (من 6 إلى 18 شهرًا في حالة عدم تكرار الإصابة).

في الحالات التي لا تحتوي على فرط اليوزينيات أو عندما يتم إثبات الإصابة فقط من خلال الفحص الإكلينيكي، فإنه ينصح بالوقاية فقط.

يوصف العلاج المضاد للديدان الطفيلية فقط في حالة فرط اليوزينيات المستمر أو الاضطرابات السريرية. الأدوية المضادة للطفيليات المعتادة:

  • ألبيندازول (زينتيل).
  • ثيابندازول (مينتيزول).
  • إيفرمكتين (ميكتيزان).

يوصي البعض بإيثيل كاربامازين إلى جانب الكورتيكوستيرويدات لتجنب تفاعلات الحساسية المحتملة التي تحدث جرّاء تدمير الطفيل.

ينعكس نجاح العلاج، الذي يتم التحقق من فعاليته بعد شهر من انتهائه، من خلال اختفاء الأعراض السريرية، وانخفاض عدد اليوزينيات في الدم، وانخفاض مستوى الأجسام المضادة IgE.

كيفية الوقاية من المرض

ما هي سبل الوقاية من هذا الداء؟

نوضح لك فيما يلي أهم 6 نصائح للوقاية منه:

  • علاج الحيوانات الأليفة من داء التوكسوكريات والتأكد من حصولها على التطعيمات المناسبة.
  • غسل اليدين بعد اللعب مع الحيوانات الأليفة أو الحيوانات الأخرى، أو بعد الأنشطة الخارجية أو قبل الأكل.
  • تعليم الأطفال الممارسات الجيدة لنظافة اليدين.
  • لا تسمح للأطفال باللعب في الأماكن الملوثة ببراز الحيوانات.
  • تنظيف صناديق فضلات الحيوانات الأليفة، أو بيوت الكلاب على الأقل مرة في الأسبوع.
  • تعليم الأطفال خطورة وضع أشياء قذرة في أفواههم.

يعد مآل داء السهميات (Toxocariasis) جيدًا بشكل عام؛ ومع ذلك، إن كان المرض مزمنًا، فقد يؤدي إلى الإصابة بالصرع والتأخر المعرفي لدى الأطفال. كذلك، قد يصاب بعضهم بفقدان البصر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق