الصعر (Torticollis)؛ تعرّف على أهم الأسباب وطرق علاج التواء الرقبة

أحمد الفارس
نشرت منذ 5 أيام يوم 14 أبريل, 2024
الصعر (Torticollis)؛ تعرّف على أهم الأسباب وطرق علاج التواء الرقبة

الصعر (Torticollis) أو انفتال العنق هي حالة تظهر من خلال ألم مستمر بالرقبة، بسبب تشنج عضلي يمنع الشخص من تدوير رأسه في اتجاه واحد وإمالته في الاتجاه المعاكس. تعرّف على أهم الأسباب وطرق علاج التواء الرقبة.

ما هو الصعر؟

الصعر أو انفتال العنق (يسمى كذلك التواء الرقبة) هو انقباض عضلي لا إرادي لإحدى عضلات الرقبة، وينتج عنه ألم شديد في الرقبة وتوقفها عن الحركة، وقد ينتشر الألم إلى الكتف أو الذراع أو الظهر.

الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة تكون عضلات رقبته منقبضة بشدة. وقد يشعر بألم في جانب أو مؤخرة رقبته ويشعر وكأن رأسه “عالق”، وغالبًا ما تظهر هذه المشكلة بصورة مفاجئة.

بشكل عام، تحدث المشكلة عند الاستيقاظ، بعد النوم خلال الليل في وضعية سيئة. يمكن أن تحدث المشكلة أيضًا بعد القيام بمجهود أو الجلوس في وضعية سيئة أثناء النهار، أمام الكمبيوتر على سبيل المثال.

غالبًا ما تختفي المشكلة من تلقاء نفسها في غضون ساعات قليلة أو بضعة أيام. ومع ذلك، هناك نوع مزمن من هذا الاضطراب وهو الصعر التشنجي.

للتذكير، فإن العنق يتكون من سبع فقرات تسمى C1 إلى C7، محاطة بالعضلات والأربطة والأوتار.

أنواع الصعر

فيما يلي نوضح لك أبرز 3 أنواع للحالة:

الصعر الخلقي

يظهر لدى الأطفال حديثي الولادة، ناجم عن وجود الطفل في وضعية سيئة داخل الرحم.

الصعر المكتسب عند الأطفال (متلازمة جريسيل)

يظهر هذا النوع بصورة مفاجئة، غالبًا بعد إصابة الجهاز التنفسي العلوي (الحلق)، ويمكن أن يتسبب في حدوث مشكلة بأربطة الرقبة مما يؤدي إلى عدم استقرارها أو شللها أو حتى الموت في بعض الحالات النادرة.

لذلك يوصى باستشارة أخصائي صحي بمجرد ظهور الأعراض.

صعر البالغين

رد فعل الجسم لحماية نفسه من مشكلة أخرى، وله عدة أسباب محتملة.

أسباب الإصابة بالمشكلة

السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف.

الصعر العضلي الخلقي هو حالة يولد بها الطفل، وقد تكون مصحوبة أيضا بخلع الورك الخلقي. من المحتمل أن يكون السبب هو وضعية الطفل غير السليمة داخل الرحم مما يؤدي إلى إصابة عضلات الرقبة.

قد يحدث النوع المكتسب بسبب تهيج أربطة الرقبة نتيجة عدوى فيروسية أو إصابة أو حركة قوية. قد تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:

  • النوم في وضعية غير طبيعية.
  • إصابة عضلات الرقبة عند الولادة.
  • الحروق.
  • أي إصابة تسبب ندبات شديدة وتقلص في الجلد أو العضلات.
  • تشنج عضلات الرقبة.

قد تكون الحالة أيضًا ناتجة عن ما يلي:

  • الانزلاق الغضروفي.
  • عدوى فيروسية أو بكتيرية.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة

بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة من غيرهم.

في الغالب، تتأثر النساء بانفتال الرقبة أكثر من الرجال. كما يتعرض الأشخاص الذين يعملون طوال اليوم أمام الكمبيوتر لخطر الإصابة بهذه المشكلة بصورو أكبر بالمقارنة مع غيرهم.

يمكن أن يزيد الإجهاد من خطر الإصابة بالمشكلة أيضا، وكذلك بعض الأنشطة البدنية الشديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوسائد غير المناسبة، السميكة جدًا على سبيل المثال، يمكن أن تعزز من ظهور هذا الاضطراب.

علامات وأعراض صعر الرقبة

ما هي أعراض المرض؟

العلامة الأولى هي التواء الرقبة وتوقفها عن الحركة، بحيث لا يستطيع المصاب تحريك رأسه جيدًا، ويعد الألم عند محاولة قلب الرأس علامة أخرى على هذا الاضطراب.

أثناء قيام الطبيب بإجراء الفحص السريري، فإنه يقرر أحيانًا إجراء فحص متعمق، لأن هذا الاضطراب يمكن أن يكون علامة على مرض أكثر خطورة، مثل التهاب السحايا إذا كان مصحوبًا بحمى أو صداع على سبيل المثال.

يمكن أن يكون أيضًا من أعراض الإصابات التي تصيب فقرات العنق.

فيما يلي الأعراض المختلفة لهذا الاضطراب:

  • ألم الرقبة.
  • صعوبة في قلب الرأس.
  • تصلب عضلات الرقبة.
  • الكتف أعلى من الآخر.
  • صداع الرأس.
  • ألم في الكتف والذراع والظهر.

مضاعفات انفتال العنق

عادة لا توجد مضاعفات إذا كانت المشكلة خفيفة، حيث يهدأ الألم ويستعيد الشخص المصاب تدريجياً قدرته على تحريك رأسه.

قد تكون بعض الحالات المتكررة أو طويلة الأمد ناجمة عن آلام الرقبة المزمنة، أي أن المشكلة أساسًا ناجمة عن الألم، حيث يتهيج العصب الخارج من فقرات الرقبة وهذه الآلام تؤدي إلى التواء الرقبة.

من ناحية أخرى، يعد النوع التشنجي صعرًا دائمًا، وسببه غير معروف بدقة. من المحتمل أن يكون بسبب رسائل غير طبيعية في الجهاز العصبي، وهي اضطرابات تسبب تقلصات عضلية لا إرادية. وهذا ما يسمى أيضًا بخلل التوتر العضلي في عضلات الرقبة.

في بعض الحالات، قد تكون المشكلة بسبب تناول بعض الأدوية (مضادات الذهان)، أو الآثار اللاحقة لحادث، أو مرض عصبي.

كيف يتم تشخيص السبب؟

يبدأ تشخيص المشكلة من خلال معرفة التاريخ الطبي الشامل للمريض.

قد يسألك الطبيب أسئلة حول وقت بدء الأعراض وما إذا كان لديك أعراض مرتبطة بالمشكلة، مثل الألم أو الحمى أو الصداع أو اضطرابات عصبية، وما إذا كانت هناك إصابة أو صدمة قد تكون أدت المشكلة أو عما إذا كنت قد تناولت أية أدوية.

سيقوم الطبيب بعد ذلك بإجراء فحص بدني مع التركيز على عضلات الرأس والرقبة والجهاز العصبي.

في بعض الأحيان، قد يستدعي الأمر إجراء اختبارات التصوير – مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) – خاصةً إذا كان السبب هو تلقي إصابة.

علاج الصعر

كيف يمكن علاج الحالة؟

عادة ما يتضمن علاج الصعر الخلقي العلاج الطبيعي للمساعدة في شد واستقامة الرقبة. وفي حالات نادرة، قد تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية لإطالة أو تحرير العضلات.

يركز علاج النوع المكتسب على علاج السبب الأساسي (مثل المضادات الحيوية للعدوى) وتخفيف الأعراض.

يوصى بالعلاجات التالية لتخفيف آلام الرقبة والمساعدة على استرخاء عضلات الرقبة:

  • الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومرخيات العضلات.
  • العلاج الطبيعي وتمارين الشد بالمنزل.
  • طوق الرقبة.

يمكن أن تكون حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) مفيدة أيضًا، خاصةً في حالة النوع التشنجي.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة؟

من المهم الإشارة إلى أن معظم الحالات لا تشكل أي خطر على الحياة. ومع ذلك، تشير بعض الأعراض إلى إصابة أو تهيج في هياكل الدماغ أو النخاع الشوكي.

إذا كنت تعاني أنت أو طفلك أيًا من هذه الأعراض، فمن المهم التماس العناية الطبية على الفور:

  • صعوبة في التنفس أو التحدث أو البلع.
  • صعوبة المشي.
  • ضعف أو خدر أو وخز في الذراعين والساقين.
  • سلس البول (البول أو البراز).
  • تشنجات في عضلات الرقبة وحمى.
  • تورم الغدد.
  • تصلب الرقبة أو تورمها.
  • صداع الرأس.

كيفية الوقاية

للوقاية من مشكلة الرقبة الملتوية، قد يكون من المثير للاهتمام استخدام وسادة مناسبة ومحاولة عدم النوم كثيرًا على البطن، فهذه الوضعية تشد الرقبة.

في المكتب، قد يكون من المفيد التحقق من وضعيتك أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك. يجب ألا تكون الشاشة عالية جدًا ولا منخفضة جدًا ولكن على مستوى العين، كما يجب ضبط ارتفاع المقعد جيدًا. أخيرًا، يجب ألا يكون الماوس بعيدًا جدًا عنك.

قد يكون من المفيد أيضًا التمدد والنهوض بانتظام عند قضاء يومك في وضعية الاستلقاء. يمكنك تحريك ذراعيك وإرخاء كتفيك وإمالة رأسك للأمام ومن اليمين إلى اليسار. من ناحية أخرى، يجب تجنب إمالة الرأس للخلف.

إذا تكررت المشكلة لديك بصورة مستمرة، فإن جلسات اليوجا يمكن أن تكون فعالة في الحد من خطر تكرار هذا الاضطراب.

نظرًا لتعقيد هذه الحالة وكونها غالبًا ما تستدعي العلاج، فتأكد من الحصول على رعاية طبية فورية إذا كنت تعتقد أن طفلك أو أنت تعاني من الصعر (Torticollis).

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق