دودة ثمار الطماطم Tomato fruits worm؛ أهم 6 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها في حقول البندورة والقطن، ومعلومات للمزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 9 أبريل, 2024
دودة ثمار الطماطم Tomato fruits worm؛ أهم 6 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها في حقول البندورة والقطن، ومعلومات للمزارع

تعتبر دودة ثمار الطماطم (Tomato fruits worm) من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب الطماطم (البندورة) وغيرها كالقطن والباذنجان، وتضعف إنتاجها ومردودها الاقتصادي، كما تزداد الإصابة بها في بعض المناطق وتتفاقم الخطورة، وتنجذب آفات أخرى إلى الحقول، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بدودة ثمار الطماطم، وكيف يمكن مكافحة دودة ثمار الطماطم؟

آفة دودة ثمار الطماطم

إن دودة ثمار الطماطم تعد من الآفات الزراعية التي تصيب محاصيل البندورة الحقلية والمحمية في البيوت البلاستيكية والزجاجية، حيث تصيب هذه الآفة البندورة، ومن المعروف أن هذه الآفة تصيب أيضًا القطن والباذنجان، وتنتشر في مناطق زراعة هذه المحاصيل في أنحاء العالم. تقدر الأضرار عند تفاقم الإصابة بهذه الدودة بحوالي 40% في بداية الإصابة و 80% مع اشتداد الإصابة.

وصف الحشرة

وصف شكل الآفة

إن دودة ثمار الطماطم تشبه إلى حد كبير في الشكل حفار الذرة الأوروبي، وفي ما يلي الوصف الشكلي المفصل:

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة فراشة صغيرة الحجم طول جسمها 1- 1.5 سم، أما الأجنحة الأمامية فهي رمادية فضية موبرة وتوجد عليها بقع وخطوط غامقة وفاتحة بصورة منتظمة تعطيها طابع خاص. بينما الزاوية الخارجية للأجنحة فمهدبة بشعيرات كثيفة، والأجنحة الخلفية فضية اللون عليها زغب وشعيرات طويلة على الحافتين ويغلب على الفراشة اللون البني.

يرقة دودة ثمار الطماطم

أما اليرقة فهي ذات لون أخضر أو بني وتوجد عليها أشرطة سوداء بنظام خاص، بينما الأغشية بين حلقات الجسم فهي بلون رمادي وتساعد هذه الصفة على تمييز هذه الفراشة. يكون رأس اليرقة ومؤخرتها بلون أحمر غامق في اليرقة الكاملة أخضر في اليرقة الصغيرة، كما تتواجد على السطح الظهري للجسم بعض الأهداب الصغيرة. يبلغ طول اليرقة الناضجة حوالي 1.5 سم ويمكن مشاهدتها لكبر حجمها بعض الشيء وتواجدها على أجزاء النبات بوضوح.

الإصابة بدودة ثمار الطماطم

الإصابة الأولية بالآفة

تتجلى أعراض الإصابة بدودة ثمار الطماطم من خلال إصابة ثمار البندورة وتلف محتوياتها. تهاجم الأطوار الضارة من يرقات صغيرة وكبيرة الثمار والبراعم في نباتات الطماطم وحقول الخضار فتأكلها بشراهة وتتغذى على ما يحيط القشرة وكذلك محتويات الثمرة.

تفاقم الضرر بالحشرة

مع تفاقم الإصابة، فإن اليرقات تهاجم الحوامل الزهرية وتقرضها وتقلل نسبة العقد وتمنع تفتح البراعم والأزهار فينخفض الإنتاج والمردود بحوالي 55% في حقول البندورة والقطن والباذنجان. لوحظ ازدياد أعداد الآفة وكذلك الإصابة في حقول البندورة غير المخدومة بصورة جيدة والمهملة التسميد بصورة خاصة.

خطورة دودة ثمار الطماطم

تنبع خطورة دودة ثمار الطماطم من أنها تؤدي لإتلاف الثمار في مكان الإصابة وسقوطها وبالتالي تدني المردود الزراعي. ينجم عن ذلك في كل الأحوال ضعف حقول الخضار والبندورة، وانجذاب آفات أخرى للمحصول أهمها حفار أوراق البندورة، وفراشة الطماطم، وأكاروس البندورة، والتربسات والأكاروسات وغيرها. يمكن أن تنجذب آفات أخرى إلى المحاصيل من ذبابات وحشرات القشرية ماصة للعصارة النباتية. كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية منها البكتيرية والفطرية والفيروسية كفيروس تجعد واصفرار البندورة. مع تداخل الآفات في الحقل وعلى محاصيل الخضار، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة لوقاية حقول البندورة والقطن وحمايتها.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة ثمار الطماطم، و أهم العوامل ستة:

  1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة بعد زراعة البندورة والقطن.
  2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد ونوع الآفة المستهدفة وكذلك نوع النبات، يشجع الآفات ويضعف محصول البندورة.
  3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها البندورة والقطن، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة.
  4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة البندورة والقطن للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K والفسفور P والمغنزيوم Mg
  5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في حقول البندورة والقطن.
  6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول البندورة يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة وزيادة عدد البيض عن 50 بيضة للأنثى الواحدة.

دورة حياة الآفة

طور سبات الحشرة

إن طور السبات عند الحشرة يحصل في فصل الشتاء، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات الناضجة ضمن شرانقها في مكان مخبوء بين الأعشاب أو أجزاء نبات البندورة. غالبًا ما تكون اليرقات موجودة على عمق 12 سم في أماكن أمينة غير مرئية (وسيلة من وسائل حماية عائلة Lepidoptera)، أو بين الأوراق، أو في التربة. تستعد اليرقات بعد ذلك وتجهز جسمها لكي تتطور إلى فراشات على نباتات البندورة والقطن نفسها.

طور نشاط الآفة

أما طور النشاط فيحصل في الصيف مع بدايات تموز/ يوليو، حيث تتحول اليرقات إلى عذارى في حزيران/ يونيو وقد يتأخر ذلك حتى تموز/ يوليو. بعد ذلك، تعطي فراشات كاملة في الحقول خلال شهر آب/ أغسطس، ثم تضع الأنثى البيض بعد التزاوج على الأوراق أو ما بين الثمار. بعد حوالي 1-2 أسبوع، يفقس البيض ويعطي اليرقات الشرهة للأوراق والبراعم والثمار. يكتمل نمو اليرقات في شهر أيلول/ سبتمبر، ثم تتحول لعذارى فحشرات كاملة بعد شهر أو عدة أيام. أما فراشات الجيل 2 فتضع بيضها على ثمار البندورة، ثم بعد نضج اليرقات، فإنها تلجأ لمكان أمين وتبني فيه الشرنقة المنيعة وتبقى فيها حتى الصيف القادم فتخرج من جديد في حزيران/ يونيو معيدة دورة الحياة.

أجيال دودة ثمار الطماطم

للحشرة عدد كبير من الأجيال قد يصل إلى 5-6 أجيال وحتى 7-8 أجيال خاصة مع توافر الظروف المناسبة في حقول البندورة والقطن.

مكافحة دودة ثمار الطماطم

سبل مكافحة الآفة في الحقول المصابة

 

من أجل مكافحة دودة ثمار الطماطم تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية ضد الآفة

التخلص من البقايا كمكافحة وقاية للآفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بالحالة العامة لحقول البندورة والقطن المصابة بالدودة. يحاول المزارع قدر الإمكان التخلص من أي بقايا نباتية مصابة (الأوراق وثمار البندورة والقطن) وإتلافها بعيدًا عن الحقل المصاب.

مكافحة وقائية زراعية للآفة

كما يقوم المزارع بري البندورة كل أسبوع بطريقة متوازنة ويكرر الري 3-4 مرات وكذلك للقطن والباذنجان. كما يقلم المزارع الأفرع المتزاحمة والمتشابكة للبندورة والباذنجان لتجنب الكثافة الزائدة، ويضيف السماد المعدني بتوازن. بالإضافة لذلك، يفصل المزارع زراعة البندورة عن زراعة القطن وعن زراعة باقي أنواع الخضار والمحاصيل، ويزرع البندورة على مسافات مناسبة وهي 40 سم بين النبات والآخر، و 45 سم بين السطر والآخر. أما في الزراعة المحمية فمن المهم، بالإضافة لما سبق، تقليم البندورة بإزالة القمة النامية للنبات بعد ارتفاع 60 سم وإزالة الأفرع الخارجة من آباط الأوراق، خاصة عند تكثيف الزراعة والزيادة الرأسية في الإنتاج.

مكافحة علاجية للحشرة

تتم المكافحة العلاجية الاستئصالية باستعمال المبيدات الحشرية الكربماتية بالرش على أوراق وثمار البندورة والقطن والباذنجان، ويفضل أن يكون المبيد عضوي- جهازي ولا يؤثر على المفترسات الطبيعية والبيئة كمفترسات أبو العيد Coccinella sp وأسد المن Chrysoperla sp. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl بالرش على فروع وأوراق وثمار البندورة والقطن والباتنجان. كما يمكن أن يتم الرش بالمبيد تركلورفون trichlorfon ويتم ذلك في حزيران/ يونيو على الأجزاء المصابة من نبات البندورة والقطن. يمكن أيضًا استعمال المبيد المتخصص سايبرمثرين cypermethrin في شهر حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو وعلى الأماكن المصابة وخاصة الأوراق والفروع الفتية الحديثة.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة في حقول البندورة والقطن طبيعيًا، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أبو العيد Coccinella sp المتخصصة باليرقات وإطلاقها في حقول البندورة المصابة، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في الحقول المتضررة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة في السنوات والمواسم القادمة من محصول البندورة، وكذلك يقلل تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

منعًا لتكوين الفراشات واليرقات لسلالات مقاومة للمبيدات تستخدم حلقة استعمال المبيدات، حيث يستعمل في الموسم الأول لإصابة البندورة والقطن المبيد كرباريل (Carbaryl). أما في الموسم الثاني فالمبيد سايبرمثرين Cypermethrin بالرش على أوراق وثمار البندورة والقطن وكذلك الفروع المتضررة. أما في الموسم الثالث فالمبيد تريكلورفون trichlorfon بالرش على الأماكن المصابة للبندورة والقطن وغيرها، ثم تغير الحلقة نفسها بعد تسع سنوات من استعمالها من أجل تطبيق أفضل شكل للمكافحة.

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

من أجل الإدارة المتكاملة لدودة ثمار الطماطم تتبع جملة من الإجراءات أهمها:

  • إجراء تنقيب للتربة أو تفتيت وتنعيم حتى عمق 12 سم لترب القطن والبندورة.
  • يحرص المزارع على التخلص تمامًا من بقايا محاصيل البندورة والقطن من أوراق وثمار متضررة وأجزاء تالفة ومخلفات بعد الحصاد.
  • يباعد المزارع ما بين الحقول المزروعة بالخضار ويخطط الحقل والبيت بشكل سليم، ويفصل زراعة البندورة والقطن عن غيرها من الزراعات.
  • يزرع الفلاح البندورة على مسافات مناسبة 40 سم بين النبات والآخر و 40 سم بين الصف والآخر في الزراعة الحقلية والمحمية، والقطن 30 سم بين النباتات و مثلها بين السطور.
  • يقلم المزارع البندورة والقطن بشكل جيد، ويزيل الأفرع الزائدة الخارجة من آباط الأوراق، ويعتني بتقليم الفروع القريبة من سطح التربة لمنع تسلق الديدان عليها.
  • أيضًا يعتني الفلاح بمد تربة البندورة والقطن بكميات متوازنة من الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية، والفوسفاتية، لتقوية مناعة النباتات ضد الآفات، وخاصة الآزوت لأن البندورة فقيرة به.
  • كما يجب على المزارع التخلص بصورة نهائية من الأعشاب الضارة التي تتيح للعذارى الساكنة بالتواجد ضمنها والتكاثر في حقول البندورة والقطن.
  • ثم يجري المزارع مراقبة دورية لحقول البندورة والقطن في الصيفةمع بدايات حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو.
  • مع بدايات الصيف يوزع الفلاح مصائد خشبية مدعمة بالمبيد كارباريل Carbaryl والمادة السكرية بين خطوط البندورة والقطن لصيد ديدان الثمار وحفارات الورق.
  • عند حدوث الإصابة والضرر يستعمل المزارع المبيد الاستئصالي للدودة الكاملة وغير الكاملة وكذلك الفراشة وهو المبيد كرباريل Carbaryl.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة ثمار الطماطم كآفة ضارة بالبندورة والقطن. كما يكون الفلاح قد أدرك خطورة هذه الآفة وسبل مكافحتها السليمة ووقاية محاصيله والبرنامج السليم المتبع لإدارة حقول البندورة والقطن المصابة. يجب على المزارع والفلاح أن يكون حريصًا على حقول البندورة وغيرها من خضار مزروعة من الآفات الزراعية التي تؤدي إلى الخسارة وموت المحصول، وخاصة هذه الدودة الخطيرة.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق