التواء الخصية (Testicular torsion)؛ تعرف على أبرز أعراض وطرق علاج انفتال الخصيتين

أحمد الفارس
نشرت منذ أسبوعين يوم 13 أبريل, 2024
التواء الخصية (Testicular torsion)؛ تعرف على أبرز أعراض وطرق علاج انفتال الخصيتين

التواء الخصية (Testicular torsion)، ويسمى كذلك انفتال الخصية، هو تلف يصيب الغدة التناسلية الذكرية نتيجةً لعيب تشريحي، ويعد حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا. تعرف على أسباب وكذا أعراض وطرق علاج التواء الخصيتين.

ما هو التواء الخصية؟

التواء الخصيتين هو حالة مؤلمة وخطيرة يحدث فيها التواء للحبل المنوي لدى الرجل، مما يقطع تدفق الدم إلى الخصية. إذا لم يتم علاج الحالة خلال ست ساعات، فإن ذلك يعرض المريض لخطر فقدان الخصية.

الخصيتان عبارة عن أعضاء تناسلية توجد داخل كيس الصفن أسفل القضيب، يتمثل دورها في إنتاج الهرمونات والحيوانات المنوية. لذلك، من المحتمل أن تؤثر هذه الحالة على خصوبة المصاب.

تعد هذه المشكلة نادرة ولكنها خطيرة للغاية. تصيب حوالي واحد من كل 4000 ذكر تحت سن 25، وهي أكثر شيوعًا بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا، حيث تمثل هذه الفئة 65 بالمائة من جميع الحالات.

يمكن أن تصيب هذه المشكلة الأطفال حديثي الولادة خلال السنة الأولى من العمر، كما يمكن أن تؤثر أيضًا على الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 25 عامًا، ولكن ذلك نادر الحدوث.

عادة ما يكون التواء الخصية حدثًا عفويًا (أي يحدث من تلقاء نفسه).

أسباب الإصابة بالتواء الخصية

الالتواء عبارة عن مشكلة ميكانيكية ناجمة عن تموضع غير طبيعي للخصية داخل كيس الصفن، وهو عيب تشريحي يظهر أثناء نمو الجنين.

يمكن أن يحدث تلف الخصية نتيجة هذا العيب في أي عمر. ومع ذلك، فإن هناك ذروتان لحدوث المشكلة: الفترة المحيطة بالولادة وفترات ما بعد البلوغ.

يعتبر التواء الخصية أكثر شيوعًا عند الجنين أو الرضيع بسبب ضعف ارتباط الخصية بالغلالة الغمدية، مما يسمح لها بالحركة بشكل غير طبيعي داخل كيس الصفن. نتيجًة لذلك، تتعرض الخصيتيان لخطر الالتواء، والذي يحدث أحيانًا في كلتا الغدتين في نفس الوقت.

عند المراهقين أو الشباب، يؤدي وجود خلل في الغلالة الغمدية وخلل في نقاط تثبيت الخصية أحيانًا إلى الالتواء. كذلك، الزيادة السريعة في حجم الخصيتين خلال فترة البلوغ مسؤولة عن عدم التناسب بين حجم الخصية ومناطق التثبيت، وهي ظاهرة من المحتمل أن تزيد من خطر التواء الخصية.

علامات وأعراض التواء الخصية

ما هي الأعراض؟

تتمثل أعراض التواء الخصية فيما يلي:

  • ألم حاد ودائم، غالبًا ما يكون شديدًا، يقع في جانب واحد من الخصية وينتشر إلى الفخذ والبطن.
  • تزداد شدة الألم خلال الساعات الأولى، ويتبعه ورم دموي وتصلب في كيس الصفن.
  • يمكن أن يكون الألم مسؤولاً عن الشعور بالضيق والغثيان والقيء.
  • يبدأ حدوث نخر لأنسجة الخصية بعد الساعة السادسة من الالتواء.
  • لا يوجد حرقان عند التبول، وإنما تعدد البيلات (رغبة متكررة في التبول).
  • لا وجود للحمى.
  • غياب الألم في الجانب الآخر من الخصية.

يشعر بعض الأولاد بالحرج أحيانًا لتوضيح أنهم يعانون من آلام في منطقة الخصية، ويخبرون والديهم أنهم يعانون من آلام في المعدة.

لا تتردد في مطالبة الطفل بتحديد المكان الذي يؤلمه بصورة دقيقة.

مضاعفات التواء الخصية

يتمثل الخطر في حدوث نخر مع تلف لأنسجة الخصية. خطر النخر هذا يظهر بعد 6 ساعات من الالتواء.

على المدى الطويل، يتمثل الخطر في حالة حدوث تلف للخصية في إصابة محتويات الجراب الخصوي وذوبان الخصية.

كيف يتم تشخيص المرض؟

كيف يتم التشخيص؟

سيهدف الفحص الطبي أولًا إلى تحديد الوقت المنقضي بين بداية الألم والعلاج، وسيركز تحديدًا على الجراب الخصوي. تكون الأعراض الناتجة عن الالتواء في الحبل المنوي واضحة في بعض الأحيان فوق الخصية.

كذلك، يتم البحث عن علامات العدوى كالحمى والحرقان أثناء التبول. والتي تشير بشكل أكبر إلى التهاب الخصية (عدوى الخصية).

بالنسبة للتحاليل والاختبارات الإضافية، فإنه عند الاشتباه في حدوث التواء خصوي، يتم إجراء فحص للبول بحثًا عن خلايا الدم البيضاء في البول، والتي تشير إلى وجود عدوى.

يتم إجراء اختبار الموجات فوق الصوتية دوبلر لأوعية الخصية بشكل متكرر والذي قد يُظهر غياب تدفق الدم في الخصية. ولكن حتى وإن كان هذا الاختبار طبيعيًا، فإنه لا يتم استبعاد الإصابة بالتواء الخصية استبعادًا تامًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إجراء الموجات فوق الصوتية يجب ألا يؤخر العملية، ويوصى بإجرائه فقط في حالة الشك. يمكن إجراء فتحة في غلاف الغدة (ويسمى أيضًا الجراب الخصوي”) لاستكشاف محتوياته وتأكيد التشخيص.

علاج التواء الخصية

يجب الاتصال بالإسعاف بأسرع ما يمكن أو التوجه إلى قسم الطوارئ لأقرب مستشفى في حال ظهور أعراض الالتواء الخصوي لدى الرضع أو المراهقين أو الشباب، لأنها واحدة من أكثر حالات الطوارئ الجراحية شيوعًا بين المراهقين.

يعد التدخل الجراحي خلال 6 ساعات من حدوث الالتواء أمرًا ضروريًا للحفاظ على سلامة الخصية. بعد هذا الوقت، تقل فرصة إنقاذ الخصية بشكل كبير.

بمجرد تأكيد الإصابة بهذه الحالة، يقوم الجراح بإجراء من 3 خطوات:

  • يقوم بفك انفتال الخصية لاستعادة إمداداتها الدموية والتحقق من حيويتها.
  • من أجل منع تكرار الإصابة، يقوم الطبيب بتثبيت الخصية المصابة في كيس الصفن بخيط (تثبيت الأوركيد).
  • كإجراء وقائي، يقوم الجراح أيضًا بربط الخصية الأخرى بغلافها الخاص.

بعد إجراء العملية، هناك احتمال حدوث ضمور للخصية التي خضعت للجراحة (تناقص الخصية في الحجم). لذلك، فإن الإشراف الطبي لا سيما من خلال الموجات فوق الصوتية المتكررة يعد أمر ضروريًا.

إذا تم إجراء العلاج الجراحي بعد فوات الأوان، فإنه سيتم إزالة الخصية التالفة (استئصال الخصية). ومع ذلك، غالبًا ما تُترك الخصية التالفة في مكانها لدى الأطفال حديثي الولادة الذين خضعوا لالتواء الخصية قبل الولادة (في الرحم).

في حالة استئصال الخصية، يمكن وضع طرف اصطناعي من السيليكون لأسباب جمالية (يتعلق الأمر بالحفاظ على تناسق شكل الخصيتين لدى الشخص الخاضع للجراحة).

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة؟

يتطلب ألم الخصية المفاجئ والشديد الحصول على رعاية طبية سريعة. اتصل بالطبيب فورًا أو اذهب إلى غرفة الطوارئ إذا عانيت مما يلي:

  • ألم شديد أو مفاجئ.
  • التعرض لإصابة أو صدمة في كيس الصفن، واستمرار الألم أو التورّم لأكثر من ساعة.
  • غثيان أو قيء مصاحب للألم.

اتصل أيضًا بالطبيب على الفور في الحالات التالية:

  • الشعور بوجود كتلة في كيس الصفن.
  • الحمى.
  • في حال كان كيس الصفن رقيقًا أو دافئًا عند اللمس أو أحمر.
  • كنت على اتصال بشخص مصاب بالنكاف.

كيفية الوقاية من التواء الخصيتين

كيف يمكن الوقاية من المشكلة؟

يعد وجود خصيتين يمكنهما الدوران أو التحرك ذهابًا بحرية داخل كيس الصفن من السمات الموروثة، مما يعني أن عددًا معيًنا فقط من الناس من يملك هذه السمة.

الطريقة الوحيدة لمنع الإصابة بهذه المشكلة لدى هؤلاء الأشخاص هي من خلال الجراحة لربط كلتا الخصيتين بداخل كيس الصفن بحيث لا يمكنهما التحرك بحرية.

نادرًا ما يحدث الالتواء الخصوي في كلا الجانبين، حيث تظهر هذه المشكلة لدى حوالي 2 فقط من كل 100 حالة.

إذا قام الأطباء بإزالة خصية واحدة، فإنه يمكن للخصية المتبقية إنتاج حيوانات منوية كافية لإنجاب طفل. ومع ذلك، فإن أولئك الذين أصيبوا بهذه المشكلة قد يكون لديهم عدد حيوانات منوية أقل من أولئك الذين لم يصابوا بهذه الحالة.

في بعض الأحيان، تنمو الخصية المتبقية بصورة أكبر لتعويض الخصية المُزالة. ويجب التنويه إلى أهمية ارتداء ملابس واقية عند المشاركة في الرياضة والأنشطة الأخرى لضمان حماية الخصية الثانية.

الأسئلة الشائعة

هل التواء الخصية يسبب العقم؟

الدراسات تظهر أن ثلث المرضى تقريبًا يصبح لديهم عدد أقل من الحيوانات المنوية بعد الإصابة. كما أن التواء الخصية يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ظهور أجسام مضادة للحيوانات المنوية مما قد يؤثر على الخصوبة، لكن ذلك نادر الحدوث.

هل يؤثر فقدان خصية أو ضعف الخصية على نمط الحياة؟

إذا أجريت عملية استئصال الخصية أو كانت لديك خصية ضعيفة، احرص دائمًا على ارتداء ملابس الوقاية عند ممارسة الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا. استشر الطبيب إذا أحسست بأي شيء غير طبيعي في كيس الصفن أو الخصية. كما يجب أن تفحص مستويات هرمون التستوستيرون لديك بانتظام مع تقدمك في العمر.

ما هي الالتواءات الأخرى التي يمكن أن تحدث؟

يمكن أن يحدث التواء في “زائدة البربخ” أو “زائدة الخصية”. قد يتسبب هذا الالتواء في حدوث احتشاء (موت) هذا النسيج. هذا النوع من الالتواء أكثر شيوعًا عند الأولاد قبل سن البلوغ، وهو نادر لدى الذكور الأكبر سنًا.

هل يمكن أن يعاني حديثوا الولادة من هذه الحالة؟

نعم، لكن ذلك نادر جدًا، والسبب الدقيق غير معروف. غالبًا ما يظهر التواء الخصية عند الأطفال حديثي الولادة على شكل كتلة صلبة في كيس الصفن، إلى جانب سواد يظهر على الجلد.

أخيرًا، يُعد التواء الخصية (Testicular torsion) حالة طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، خلال 6 ساعات. إذا انتظر الشخص وقتًا أطول للحصول على العلاج، فإنه قد يضطر لإجراء عملية استئصال جراحي للخصية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق