جراحة استئصال الفص الصدغي؛ لنتعرف على دواعي إجرائها وآثارها الجانبية

سالم العلي
نشرت منذ 18 ساعة يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Kamar Mahmoud
جراحة استئصال الفص الصدغي؛ لنتعرف على دواعي إجرائها وآثارها الجانبية

جراحة استئصال الفص الصدغي أو Temporal lobe resection surgery تمثل طريقة جراحية لإزالة بعض المناطق الدماغية التي تولد نوبات الصرع. حيث أن من أهم دواعي هذه الجراحة مساعدة مرضى الصرع الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي. كما يتطلب التحضير لها عدة اختبارات قبل البدء بالإجراءات الجراحية التي تتسم بالتعقيد. لنتعرف على دواعي إجرائها وآثارها الجانبية.


ما هي جراحة استئصال الفص الصدغي Temporal lobe resection surgery؟

استئصال الفص الصدغي هو عملية جراحية تُجرى في الدماغ للسيطرة على النوبات، خلال هذا الإجراء. يتم إزالة وقطع بعض من أنسجة المخ في الفص الصدغي خاصة الأجزاء الأمامية (الأمامية) والإنسية (الوسطى العميقة) من الفص الصدغي. حيث تعتبر أكثر المناطق إصابة بنوبة الصرع.

ما وظائف الفص الصدغي المستهدف من هذه الجراحة؟

يلعب الفص الصدغي الموجود على جانبي الدماغ والواقع فوق الأذن مباشرةً، دورا مهمًا في كل من السمع واللغة والذاكرة. وقد وجد أن بعض أجزائه تولد إشارات البدء في نوبة الصرع. حيث يمكن إزالتها دون فقدان القدرات العقلية الأساسية.

ما دواعي جراحة استئصال الفص الصدغي؟

من أهم دواعي جراحة استئصال الفص الصدغي أنه يمثل المنطقة الرئيسية التي تبدأ فيها نوبات مرض الصرع – وتسمى بؤرة النوبة -. حيث أن الصرع هو مجموعة من الاضطرابات ذات الصلة في الأنظمة الكهربائية للدماغ. والتي تسبب في كثير من التغيرات والاضطرابات في الأنشطة الحيوية، مثل:

  • اضطرابات حركية مثل التعرض للتشنجات التي قد تمتد لبضع دقائق.
  • تغيرات سلوكية.
  • اضطرابات على مستوى الأحاسيس والشعور، مثل الإصابة بنوبات غضب غير مبررة.
  • تغيرات في القدرات الإدراكية، مثل فقدان الوعي.

من هم المرشحين لجراحة استئصال الفص الصدغي؟

قد يكون استئصال الفص الصدغي Temporal lobe resection surgery خيارا لبعض الفئات المصابة بالصرع. والتي تتضمن ما يلي:

  • الأشخاص الذين تتسبب نوباتهم في تعطيل بعض الأنشطة الحيوية والتي لا يمكن السيطرة عليها من خلال الأدوية.
  • مرضى الصرعى الذين تتكون عندهم آثار جانبية خطيرة من تلقي أدوية علاج نوبات الصرع.

علاوة على ذلك. يجب أن تتوفر لدى هؤلاء المرضى إمكانية إزالة أنسجة المخ التي تحتوي على بؤرة النوبة دون التسبب في تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن الوظائف الحيوية.

التحضير لجراحة استئصال الفص الصدغي

يشمل التحضير لجراحة استئصال الفص الصدغي إخضاع مريض الصرع لاختبارات تساعد الجراح على تحديد ما إذا كان يمكن إجراء الجراحة بأمان. بحيث تستأصل بؤرة الصرع دون أن تتعطل الأنشطة الحيوية. ثم يخضع لاختبارات أخرى غرضها رسم خريطة تفصيلية لدماغ المريض لاستهداف بؤرة الصرع بدقة. ومن تلك الاختبارات:

مصور الفيديو EEG

يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة تتراوح بين 3-5 أيام للقيام بهذا الاختبار. بحيث يتصل برأس المريض أقطاب كهربائية بينما تقوم الكاميرا بالتسجيل. وهناك طريقتان للقيام بذلك:

  • أقطاب سطحية متصلة بفروة الرأس.
  • أقطاب عميقة في داخل الجمجمة، هذه الطريقة أصعب لكنها تتسم بالدقة.

باستخدام كلتا الطريقتين، يتم تسجيل نوباتك لتحديد جزء الدماغ الذي تأتي منه. يسمح هذا للأطباء بمقارنة موجات دماغ المريض ونشاطه أثناء النوبات وانعدامها لتحديد المكان الذي تبدأ منه النوبة.

تقنية التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي

تقيس هذه الاختبارات تدفق الدم في دماغ مريض الصرع. كما أنها تساعد في معرفة مكان بدء النوبات. في العادة يعتبر هذا الاختبار مكملا لفيديو EEG وليس بديلا عنه.

مخطط الدماغ المغناطيسي

هذا الاختبار على غرار مخطط كهربية الدماغ ولكنه أكثر حساسية، حيث يساعد هذا الاختبار في تحديد مصدر النوبات. كما أنه يكتشف المكان الذي ينشط فيه دماغك من أجل الكلام والحركة لحماية تلك المناطق أثناء الجراحة. يستخدم MEG ماسحا ضوئيا مفتوحا يناسب رأس المريض مثل الخوذة. يستغرق هذا الاختبار ساعة أو ساعتين تتخلله فترات راحة بين عمليات الفحص.

إجراءات جراحة استئصال الفص الصدغي

  • يتطلب استئصال الفص الصدغي كشف منطقة من الدماغ باستخدام إجراء يسمى حج القحف.
  • يتم تنويم المريض تحت تأثير التخدير.
  • يعمل الجراح على صنع شق في فروة الرأس.
  • يزيل الجراح قطعة من العظام ويسحبها للخلف جزء من الجافية، الغشاء القاسي الذي يغطي الدماغ.
  • العمل السابق يخلق “نافذة” يقوم فيها الجراح بإدخال أدوات خاصة لإزالة أنسجة المخ.
  • تُستخدم المجاهر الجراحية لدعم وتوسيع نطاق رؤية الجراح.

اطلع على: دواء بيتاميثازون توبيكال؛ لعلاج الالتهابات والحكة الناجمة عن عدد من الأمراض


الجراحة اليقظة لاستئصال الفص الصدغي

في بعض الحالات، يتم إجراء جزء من الجراحة في حال يقظة المريض. إليك 3 خطوات لإزالتها بسهولة:

  • تستخدم الأدوية لإبقاء المريض مرتاحا وخالٍ من الألم.
  • يستعمل الطبيب مجسات خاصة لتحفيز مناطق مختلفة من الدماغ.
  • يُطلب من المريض أن يقوم بالعد أو تحديد الصور أو أداء أي مهام أخرى تمكن الجراح من تحديد منطقة الدماغ المرتبطة بكل مهمة.

يتم ذلك حتى يتمكن المريض من مساعدة الجراح في العثور على مناطق الدماغ المسؤولة عن الوظائف الحيوية وتجنبها.

ماذا يحدث بعد جراحة استئصال الفص الصدغي؟

  • يبقى المريض بشكل عام في المستشفى لمدة يومين إلى أربعة أيام.
  • سيتمكن معظم الأشخاص الذين يخضعون لجراحة استئصال الفص الصدغي من العودة إلى أنشطتهم الطبيعية، بما في ذلك العمل أو المدرسة.
  • معظم المرضى سيحتاجون للاستمرار في تناول الأدوية المضادة للنوبات الصرعية لمدة عامين أو أكثر بعد الجراحة.
  • بمجرد تحديد السيطرة على النوبات عندها يمكن تقليل الأدوية أو التخلص منها.

قد يهمك: دواء بينازيبريل؛ تعرف معنا على أهم دواعي استعمال أقراص Benazepril


ما هي الآثار الجانبية لاستئصال الفص الصدغي؟

قد يتعرض المرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال الفص الصدغي للأعراض التالية بعد الجراحة، بالرغم من أنها ستختفي من تلقاء نفسها بشكل عام:

  • الشعور بخدر في فروة الرأس.
  • التعرض للغثيان.
  • الإصابة بالتعب المزمن أو الاكتئاب.
  • الشعور بالصداع.
  • التعرض لصعوبات في التحدث أو التذكر أو التقاط الكلمات المناسبة.
  • الهالات المستمرة والمشاعر التي تنذر ببداية النوبة.

ما هي مخاطر جراحة استئصال الفص الصدغي؟

بشكل عام معدل المضاعفات مع استئصال الفص الصدغي منخفض، لكن هناك بعض المخاطر والتي تشمل ما يلي:

  • الإصابة بالعدوى وتلوث الجرح.
  • النزيف وزيادة ميوعة الدم.
  • ردود الفعل التحسسية من التخدير.
  • عدم هدوء نوبات الصرع.
  • حدوث تغيرات في الشخصية أو في القدرات العقلية.
  • الشعور بالألم.

اطلع على: دواء باياكسن؛ تعرف إلى كيفية تناوله ودواعي استعماله وآثاره الجانبية


بدائل جراحة استئصال الفص الصدغي من الدماغ

جراحة استئصال الفص الصدغي ليست الخيار الوحيد المتاح لمرضى الصرع. حيث يمكن استبدال التعرض لمخاطرها من خلال بعض البدائل، مثل:

علاج الصرع بالأدوية بدلا من الجراحة

  • الأدوية المضادة للتشنج هي العلاج الأكثر شيوعا لتقليل نشاط النوبة أو حتى منعه.
  • من المحتمل أن يصف الطبيب دواء أو أكثر لعلاج نوع النوبة التي يعاني منها المريض.
  • قد يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعات أو نوعية الدواء لاكتشاف العلاج الأمثل.
  • حيث يبدو حوالي 70% من مرضى الصرع خاليين من النوبات إذا أخذوا أدويتهم بانتظام.
  • بالنسبة لبعض المرضى فإنهم قد يحتاجون لتناول الدواء إلى مدى الحياة.
  • ينبغي على المرضى عدم التوقف عن تناول الدواء إلا باستشارة طبية.

تحفيز العصب المبهم بدلا من الجراحة

  • VNS (تحفيز العصب المبهم) هو أحد الأساليب العلاجية المصممة لمنع النوبات.
  • وذلك عن طريق إرسال نبضات كهربائية معتدلة ومنتظمة إلى الدماغ عن طريق تحفيز العصب المبهم.
  • يتم إجراء VNS عن طريق زرع جهاز صغير جراحي يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب الذي يحفز العصب المبهم vagus nerve على إرسال إشارات إلى الدماغ.
  • يمكن أن تقلل هذه الإشارات من نشاط النوبات أو حتى إنها قد تقضي عليها.
  • وعادة ما يتم وضعها عند الأشخاص الذين يستجيبون بشكل سيئ لأدوية النوبات.

الإجراءات الداعمة لجراحة استئصال الفص الصدغي من الدماغ

  • تحتاج جراحة استئصال الفص الصدغي إلى دعم من خلال تعديل النظام الغذائي بشكل متوافق مع حالة الصرع لزيادة فاعلية الجراحة.
  • فقد وجد الباحثون أن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يقلل أو يقضي على النوبات لدى بعض المرضى.
  • هو عبارة عن نظام غذائي يركز على الدهون بدلا من الكربوهيدرات.
  • يساعد الجسم على إنتاج الكيتونات التي تقلل من نشاط بؤرة الصرع.
  • فالأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الكيتونات يكونون أكثر قدرة على التحكم في نوباتهم.

جراحة استئصال الفص الصدغي من العمليات المعقدة التي من دواعي إجرائها السيطرة على نوبات الصرع. حيث تتطلب اختبارات معينة للتحضير لإجراءات العملية الجراحية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق