مرض صرع الفص الصدغي؛صرع الأعمار الصغيرة

ريما سعد
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة ريما سعد
مرض صرع الفص الصدغي؛صرع الأعمار الصغيرة

مرض صرع الفص الصدغي (temporal lobe epilepsy)؛ مرض عصبي مزمن يتميز بالنوبات المتكررة، إنه صرع المراهقين. تعرف معنا على أشهر 10 أعراض له، مع الكثير من التفاصيل الهامة حوله.

ما هو مرض صرع الفص الصدغي؟

صرع الفص الصدغي هو  اضطراب في كهربائية خلايا الدماغ، وبالتحديد في الفصين الصدغيين، يحدث بشكل نوبات متكررة بدون أي سبب معروف. إن وظيفة الفص الصدغي في الحالة الطبيعية هي معالجة وتخزين الذكريات قصيرة الأمد والإحساس بالمشاعر وربطها بالمواقف ويساهم في معالجة اللغة. ينتج عن هذا الاضطراب نوبات صرعية – وتسمى نوبة الفص الصدغي نوبة بؤرية لأنها تبدأ في جزء محدد من الدماغ – أو فترات من السلوك الغريب للفرد أو المشاعر غير العادية، وأحيانًا فقدان الوعي أو الذاكرة.

الاسم العلمي للمرض صرع الفص الصدغي (temporal lobe epilepsy).
أسماء أخرى الصرع البؤري، الصرع الجزئي، النوبات الحوفية، النوبات الحركية النفسية.
تصنيف المرض الأمراض  العصبية.
التخصص الطبي المعالج الداخلية العصبية والطب النفسي.
أعراض المرض اضطراب المشاعر أو السلوك بشكل جزئي.
درجة انتشار المرض  أشيع أشكال الصرع البؤري.
الأدوية المعالجة مضادات الاختلاج مع العلاج الجراحي.

وبائيات مرض صرع الفص الصدغي

مرض صرع الفص الصدغي هو أكثر أشكال الصرع البؤري شيوعًا، حيث يعاني حوالي 6 من كل 10 أشخاص مصابين بالصرع البؤري من مرض صرع الفص الصدغي. تصيب النوبات عادةً الأعمار من 10 إلى 20 عام، لهذا قد يرفقه الأشخاص بمصطلح صرع الأطفال. يتراوح معدل الإصابة بالصرع الصدغي من 33 إلى 82 لكل 100000 طفل سنويًا، ويعاني حوالي نصف إلى ثلثي هؤلاء الأطفال من نوبات بؤرية.

أنواع مرض temporal lobe epilepsy

تنقسم نوبات الصرع الصدغي إلى نوعين بحسب منشأ الاضطراب الكهربي لخلايا الدماغ:

  • النوع الأول والأشيع:
    تكون الإصابة الدماغية على حساب الهياكل الأنسية Medial أو الداخلية للفص الصدغي، يؤثر في منطقة تسمى الحُصين والتراكيب المحيطة به. يمثل ما يقارب 80٪ من جميع نوبات الفص الصدغي.
  • النوع الثاني النادر :
    تكون المنطقة المولدة لنوبة الصرع في القشرة الخارجية  للفص الصدغي، يتميز بأعراض سمعية بصرية.

يوجد تصنيف آخر يعتمد على وعي المريض أثناء حدوث النوبة، فيقسم إلى:

مرض صرع الفص الصدغي مع نوبات جزئية بسيطة ويكون المريض في وعيه أثناء النوبة أو مع نوبات جزئية معقدة يفقد فيها الوعي عن محيطه.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

تتنوع عوامل خطورة الإصابة بالصرع البؤري الصدغي (TLE). يجب الإشارة إلى أن  عوامل الخطورة لا تستدعي القلق الشديد فليس كل من يملك هذه العوامل سيصاب بصرع الفص الصدغي بل نسبة قليلة منهم. سنذكر لكم أهمها:

  • إصابة الدماغ  سيما الفص الصدغي، مثال: رضوض الرأس مع فقدان الوعي.
  • تغييرات في بنية الفص الصدغي كالتشوهات الدماغ أو الأورام.
  • التهاب الدماغ كالتالي لفيروس الحلأ البسيط أو التهاب السحايا التي تحدث في وقت مبكر من الحياة.
  • نقص الأكسجة لدى الولدان.
  • الاختلاجات الحرورية عند الأطفال (الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة).
  • قصة عائلية من الصرع (النوبات المتكررة).
  • السكتة الدماغية.

حتى تكون النوبات الحرورية عامل خطر لتطور الصرع بشكل عام، يجب أن تتسم بكونها طويلة، وذات بدء بؤري، أو مرافقة لأعراض عصبية، وجود تاريخ مرضي للصرع في العائلة.

علامات وأعراض مرض صرع الفص الصدغي

تختلف أعراض صرع الفص الصدغي كثيرًا والسبب هو اختلاف المنطقة التي أحدثت اضطراب كهربائية الدماغ. قد يقتصر الأمر على أعراض لا يشعر فيها المريض بأنها نوبات صرعية وذلك لقصر وقتها (حيث تستمر النوبة عادةً بين 30 إلى 60 ثانية) وقلة أعراضها البدنية. أهم اعراض صرع الفص الصدغي (TLE):

  • اندفاعات مفاجئة من الغضب أو العدوانية غير الاعتيادية للمريض.
  • ظهور النَسمة أو تسمى باسم الأورة Aura وهي علامة تحذيرية سابقة لنوبة الصرع تختلف بين المرضى.
  • ظاهرة سبقت رؤيته deja vu:
    تحدث عندما يخلق عقلك إحساسًا كما لو كنت قد عشت موقفًا معينًا من قبل، لكنك غير قادر على استعادته من ذاكرتك، فتشعر وكأنما اللحظة التي تعيشها الآن قد عشتها سابقًا بنفس التفاصيل تمامًا. هذه الظاهرة لا تستدعي الخوف فغالبًا ما تكون سليمة ولا يرافقها صرع الفص الصدغي.
  • قد يشعر مريض صرع الفص الصدغي بأن كل شيء حوله صار غريباً، مثل: عائلته ومنزله وأصدقائه.
  • قد تحدث الهلوسة السمعية أو الشمية وهي أن تشم روائح غريبة غير موجودة في الواقع.
  • قد يحدق المريض دون وعي بما يحيط به ولا يستجيب عند التحدث إليه.
  • تكرار حركات معينة غير هادفة، مثل: مص الشفاه أو المضغ.
  • اضطرابات الكلام أو السلوك بعد النوبة.
  • صداع أو ألم عضلي بعد نوبة.
  • قد يصعب على المريض شرح ما يشعر به أثناء النوبة، بسبب اضطراب الإدراك مع المشاعر.

ملاحظة: يقدر أن 97٪ من الناس قد عانوا من الديجافو deja vu مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

مضاعفات مرض صرع الفص الصدغي

مع مرور الوقت، يمكن لنوبات الفص الصدغي المتكررة وغير المعالجة أن تسبب ضمور الفص الصدغي، وبالتالي فقدان خلايا الدماغ المسؤولة عن التعلم والتذكر، ولهذا قد يعاني المريض من ضعف في قدرته على تقوية الذاكرة لمدة 24 ساعة بعد نوبة صرع، وبتكرار النوبات قد تحدث مشكلات مزمنة في التذكر، وهذا سيؤثر على نوعية الحياة وقد يجلب للمريض الاكتئاب والعزلة الاجتماعية. قد يتطور مرض صرع الفص الصدغي إلى ما يسمى بالحالة الصرعية (أعراض صرع الفص الصدغي المطولة والشديدة).

تشخيص صرع الفص الصدغي ؟

سيسألك الطبيب عن الظروف الصحية والأدوية التي تتناولها، مع طلبه منك وصف ما تشعر به قبل النوبة وبعدها. إذا كان الطفل هو المريض فيجب أن يكون مرافقه على دراية تامة بالنوبات التي يمر بها ليصفها للطبيب بشكل ممتاز. حاليًا وفي ظل التقدم التكنولوجي فقد يكون من المهم أن يتم تصوير المريض فيديو يوضح النوبة الصرعية ليتمكن الطبيب من تشخيص الحالة بدقة. من ملاحظات أطباء الأطفال فيعد مسح الأنف أمرًا شائعًا بعد نوبة الفص الصدغي. قد يسأل طبيب طفلك عن اليد التي استخدمها لمسح أنفه. عادة ما تكون هذه اليد على الجانب المقابل لل الفص الصدغي الذي ولّد النوبة. قد يقوم الأطباء بطلب بعض الاختبارات التشخيصية لتأكيد تشخيص صرع الفص الصدغي:

  • تخطيط كهربية الدماغ EEG:
    تقنية يتم فيها رصد وتسجيل النشاطات الكهربائية والتي تنشأ في الفص الصدغي للمخ. يتم مقارنة التخطيط بالنمط الطبيعي لنشاط الدماغ. من المهم معرفة أنه قد لا تظهر دومًا نوبة مرض صرع الفص الصدغي في مخطط كهربية الدماغ.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي:
    تستخدم الصور الشعاعية عادةً في حالات الشك بوجود إصابة وعائية داخل الفص الصدغي للدماغ أو أي بنية شاذة فيه كالأورام.
  •  التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لرؤية النشاط في مناطق الدماغ ومعرفة موضع بدء النوبة.

علاج نوبة الفص الصدغي

الهدف من العلاج هو محاولة إيقاف نوبات الصرع تمامًا. ولسوء الحظ فإن مرض صرع الفص الصدغي يعتبر من أصعب أشكال الصرع من الناحية العلاجية ويعتبره الأطباء مستعصيًا على العلاج الدوائي. ينصح عادةً بالعلاج الجراحي. تستطيع الأدوية المضادة للنوبات أن تسيطر على النوبة، ولكنها لن تستطيع علاج وشفاء الصرع. يقوم مبدأ العلاج الجراحي على استئصال الجزء الدماغي المُصدر للنوبات.

ملاحظة: ليس كل من أُصيب بنوبة سيصاب بالضرورة بالصرع. ولهذا قد لا يتم وصف الدواء لك إلا إذا تكررت النوبة فالكثير من النوبات لا تتكرر ولله الحمد.

كيفية الوقاية من مرض صرع الفص الصدغي

إن الأدوية المستخدمة في  مرض temporal lobe epilepsy هدفها الأول الوقاية من حدوث تكرار للنوبات وبالتالي من الصرع ولهذا ينبغي الالتزام بالنصائح الآتية:

  • الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل طبيب العصبية، لمنع النوبات وتقليل تواتر حدوثها.
  • يجب عدم إيقاف الدواء من تلقاء نفسك، اسأل الطبيب دومًا.
  • أخبر الطبيب عن أي اضطراب عصبي مرافق للأدوية الموصوفة.
  • إذا كان لديك قصة عائلية من الصرع فعليك دومًا إخبار الطبيب بأي مشاعر غريبة أو عدوانية تعتريك.

هل يمكن الشفاء من صرع الفص الصدغي؟

في الحقيقة قد يشفى في الحالات الخفيفة وقد لا يتم الشفاء باستخدام الأدوية فقط بل نحتاج للجراحة.

ما هي أعم علامات الشفاء من صرع الفص الصدغي؟

انخفاض معدل النوبات وانخفاض شدتها وحتى اختفائها.

هل تعتبر ظاهرة ديجا فو أمر طبيعي؟

نادرًا ما تحدث  عن الأصحاء، وإن تكررت أكثر من مرتين في السنة الواحدة عليك مراجعة الطبيب المختص.

تعرفنا في هذا المقال على مرض صرع الفص الصدغي (temporal lobe epilepsy)؛ وتمكنا من توضيح عوامل خطورة قد تطوره وأنواعه المحتملة كما لم ننس ذكر وسائل تشخيصه وعلاجه وأجبنا عن أهم الأسئلة الخاصة به وبالتأكيد قمنا بذكر أشهر أعراض له مع التنويه لظاهرة الديجا فو المميزة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق