الشخصية المزاجية؛ لنتعرف على صفات الشخص المتقلب وكيفية التعامل معه

الشخصية المزاجية (temperamental personality)، هل تعيش مع شخص مزاجي أو تعرف أحدهم؟ هل أدركت السمات البارزة لأصحاب المزاج المتقلب؟ لنتعرف معًا على صفات الشخص المتقلب وكيفية التعامل معه سواء في الحب أو في العلاقات الاجتماعية.

ما هي الشخصية المزاجية؟

لكل منا سمات شخصية تميزه عن غيره، وغالباً ما يكون هناك صفات بارزة تحدد أي نوع من الشخصيات نحن. لكن ماذا لو كنا أشبه بالمد والجزر، في فترات متقاربة وطوال الوقت، لدرجة يصعب علينا إدراك أنفسنا ويصعب على الآخرين التعامل مع هذه التقلبات الفجاءية، بين الحزن والفرح، الهدوء والعصبية، الحماسة واللامبالاة. عندها يمكن القول أننا من أصحاب الشخصية المزاجية.

صفات الشخص المزاجي

صفات الشخصية المزاجية

بناءا على ما سبق، إليك أبرز سمات الشخصية المزاجية، التي تساعدك على معرفة الشخص المتقلب المزاج، وإدراك مدى صعوبة التعامل معه، ومعرفة أسباب محدودية علاقاته وصداقاته:

تغير المواقف عند اتخاذ القرارات، حيث يجيب بالموافقة على طلب شخص معين، ثم يتخذ قراراً بالرفض في نفس الوقت، ودون أي تبرير أو أسباب واضحة ومحددة ومنطقية.
عدم قبول الأعذار على الأخطاء البسيطة، في حين المسامحة المطلقة في بعض المواقف الصعبة، مما يعني بالنتيجة لا أمان في التعامل.
فرض أسلوبه عليك، فيما معناه يكون لطيفاً في القول والفعل، وكأنه شخص مثالي في التعامل، ثم ودون سابق إنذار يصبح قاسياً ويتبدل سلوكه فجأة.
مشاعره من الأولويات أغلب الأحيان، بالنسبة له ولمن يتعامل معه، في مقابل عدم الاهتمام الكبير لمشاعر وأفكار الآخرين.
تصرفاته محكومة عادةً بمشاعره، فحين يكون سعيداً وهادئاً يعامل الآخرين بلطف، إما إن كان مزاجه معكّراً قد يتصرف بطريقة مسيئة وغير ملائمة للموقف.
الحساسية المفرطة، حيث تتغير مشاعره ويتأثر مزاجه لفترة طويلة، دون سبب واضح بالنسبة للآخرين، وذلك نتيجة موقف أو شيء بسيط حدث معه.
لوم الآخرين عند مروره بشعور سلبي، وذلك لصرف الانتباه عن تغير مشاعره المفاجئ، وقد يميل إلى النرجسية والتحكم بالآخرين.
سرعة الغضب مع عدم القدرة على ضبط النفس، وكأنه بركان ثائر يحرق كل من حوله، وغالباً لأمور بسيطة لا تستحق هذا الانفجار.
رفض النقد لأنه يعتبر نفسه مثالياً ودائماً على صواب، وهذا ما يجعله شديد التأثر حين ينتقده الآخرون على أقواله أو أفعاله.

كيفية التعامل مع الشخص المتقلب المزاج

كيفية التعامل مع الشخصية المزاجية

كما سبق وذكرنا هناك صعوبة كبيرة في التعامل مع الشخص المزاجي على المدى الطويل، ذلك أن حالته المزاجية غير ثابتة وأكثر اضطرابًا. لكن فيما يلي أهم 11 طريقة للتعامل معها:

التفهم: ذلك أن المرء يمر بأوقات صعبة، أو يصاب بالمرض أو التعب، أو تراوده المشاعر السلبية، لسبب أو لآخر في حياته.
الاستراحة: يكون ذلك عبر الابتعاد قليلاً عن الشخص المزاجي الذي تعيش أو تعمل معه، للاستمتاع بنشاط معين أو للتحدث مع أحد غير مزاجي.
الهدوء: لا تسمح لمزاجية الآخر أن تزعجك أو تجعلك تشعر بالسوء، إنها على الأغلب تعود لأسباب لا علاقة لها بك بصورة مباشرة.
إنهاء العلاقة: ذلك في حال أصبحت علاقتك بالشخص المزاجي سبباً لتعاستك، ولم تعد قادراً على التحمل، حيث أنه يتحكم بك ويزعجك ولا يتقبل نصائحك.

إن أي علاقة في الحياة قائمة على الأخذ والعطاء، وبالتالي كل علاقة تجعلك معطاء دون مقابل، هي مضيعة للوقت ومدمرة للصحة النفسية والجسدية.

عدم الوقوع في الفخ: غالباً ما يستخدم المزاجي تقلباته للحصول على ما يريد، لا تستسلم له ولو لمرة واحدة حتى لا تعاني معه مدى الحياة.
التجاهل: مما لا شك فيه أنه ليس من واجبنا ولا بمقدورنا التحكم بالآخرين، لكن علينا السيطرة على ردود أفعالنا تجاه متقلبي المزاج وتجاهلهم بكل بساطة.
علاج السلوك: ذلك عبر طرح السؤال التالي: “لقد لاحظت سرعة وشدة انفعالك، لم هذا؟”، بمعنى آخر كأنك تجعل الشخص المزاجي هو الموضوع، وتوقفه عن استخدام مزاجيته لتحقيق أهدافه.
عدم الاستفزاز: نظراً لكون الشخص المتقلب سريع الانفعال تجاه أشياء بسيطة، لذا لا تقم باستفزازه بالكلام أو بالتصرف.
الاستعداد: كن مهيأ للتعامل مع الشخص المزاجي بصورة مسبقة، ذلك كي لا تستسلم له فتلبي طلباته وكي لا تفقد السيطرة على نفسك أمامه.
تجنب الملل: لا تجعل متقلب المزاج يشعر بالملل، حاول خلق أجواء من المتعة عبر القيام بنشاطات مشتركة داخل المنزل أو خارجه.
وضع حدود شخصية: لا تكافئ الشخص المزاجي، لا تدعه يؤثر على خياراتك، لا تتعاطف مع سلوكه المزاجي الاستغلالي لتحقيق ما يريد، ذلك كي لا تشجعه على الاستمرار طويلاً بنفس السلوك.

للعلم هناك فرق كبير بين الأشخاص المزاجيين جراء مشاكل الحياة وهمومها، وبين من يستخدم المزاجية بهدف التلاعب بالآخرين للوصول إلى مبتغاه.
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

الشخصية المزاجية في علم النفس

يعتبر علم النفس الشخصية المزاجية أكثر الأنواع تعقيداً، ذلك بسبب صفاتها السلوكية المضطربة لحد ما. إنها أحد ظواهر الاضطراب النفسي (mental disorder)، التي تظهر نتيجة التربية الخاطئة أو البيئة المحيطة أو بسبب مرض عضوي. وقد تتسبب هذه الشخصية باتباع صاحبها سلوك عدواني نتيجة رفض المجتمع له.

هل المزاجية مرض نفسي؟

لا تعد الشخصية المزاجية مرضًا نفسياً، أمّا اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب الشخصية المزاجية كما عرفه علم النفس، فهو مرض نفسي. ويمتاز المريض بالانفعالات الحادة، بين الهدوء والمثالية تارة ثم العصبية والسلوكيات الغير معتادة تارة أخرى. لكن مما لا شك فيه أن اضطراب الشخصية المزاجية هو مرض قابل للعلاج بعدة طرق، منها: العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي، العلاج الشخصي، العلاج الذي يركز على الأسرة، الأدوية، المضادات ومثبتات المزاج.

إضافة إلى ذلك، تعود أسباب هذا المرض النفسي إلى خبرات سابقة لم يستطع الفرد التكيف معها، أو مجموعة ضغوط مباشرة لم يستطع أن يواجهها أو يتأقلم معها. كذلك يكون صاحب الشخصية المزاجية المرضية مزعجاً جداً بالنسبة للآخرين، لأنهم يعجزون عن إدراك انفعالاته، كما ويشعرون بعدم الأمان والاستقرار معه. لكن ما عليهم سوى التسليم بأنه شخص غير طبيعي، ومعاملته بذكاء، وذلك عبر التزام الصمت وعدم المجادلة والنقاش في أوقات غضبه، وتشجيعه على التعبير عن ما بداخله.

أسئلة شائعة

كيف نواجه لوم الشخص المزاجي؟

يجب عدم تقبل اللوم أو محاولة إرضاءه، لا بل مساعدته وتوعيته على كيفية التعامل مع مشاعره.

في الختام، لا تدع مزاجية الآخرين تتحكم بحياتك وتؤثر سلباً عليك، وكن على دراية بفعالية طرق التعامل مع الشخص المزاجي واتبع ما يناسبك منها. وذلك حتى لا يصبح صاحب المزاج المتقلب أكبر التحديات والمعرقلات في حياتك. كن متفهماً ومحصناً نفسياً، ولا تقبل مطلقاً بدور الضحية.