استئصال الطحال splenectomy؛ أهم أسباب إجرائها وأبرز مخاطرها وأنواعها

استئصال الطحال splenectomy عمل جراحي يجرى خلاله استئصال الطحال من جسد المريض لغاية علاجية بسبب إصابته بمرض يستدعي ذلك أو بسبب تعرضه لإصابة وتأذي الطحال لديه. فما أهم أسباب إجرائها وأبرز مخاطرها وأنواعها؟

عملية استئصال الطحال

الطحال عضو صغير متوضع في الجهة اليسرى من أعلى البطن تحت القفص الصدري والحجاب الحاجز. وهو جزء من جهاز المناعة في الجسم إذ يساعد في صد الأخماج بالتزامن مع وظيفته الأساسية وهي تصفية الدم من الخلايا المتأذية والهرمة الموجودة فيه.

يتوجب في بعض الحالات المرضية استئصاله لعلاج المريض، عندها سيخضع لجراحة ويزال الطحال من جسمه. وقد يضعف استئصاله مناعة المريض، إذ يمكن أن تشكل الأخماج (العدوى) خطورة أكبر على المريض الذي استؤصل طحاله. لذا قد يحتاج إلى تطعيمات سنوية وإلى المضادات الحيوية الوقائية. وتستخدم الصادات الوقائية لمنع حدوث الأخماج البكتيرية لدى المريض، وليس لعلاج عدوى موجودة مسبقًا.

أسباب استئصال الطحال

لاستئصال الطحال عدة أسباب، وفيما يلي 6 أسباب تستدعي القيام بهذا الإجراء:

• تأذي الطحال بسبب إصابة.
• تضخم الطحال.
  • قد تسبب الأخماج الفيروسية كمرض كثرة الوحيدات أو الأخماج الجرثومية كالسفلس تضخم الطحال. يحجر الطحال المتضخم كمية مفرطة من الكريات الدموية والصفيحات حتى ليبدأ في تخريب كريات الدم الحمراء السليمة آخر الأمر.
  • تدعى هذه الحالة بفرط الطحالية hypersplenism وتفضي إلى نقص كبير في عدد الكريات الحمراء والصفيحات الدموية في الدوران. ثم يحدث بعد ذلك انسداد في الطحال، ما يؤثر على أدائه لوظيفته. وقد يسبب تضخم الطحال فقر الدم أو عدى أو نزفًا شديدًا، إذ يمكن أن يتمزق في نهاية المطاف وهي حالة مهددة لحياة المريض.
• تمزق الطحال (يحدث بسبب التعرض لصدمة).
  • إذا ما تمزق الطحال فسيستلزم الأمر تدخلًا جراحيًّا عاجلًا لاستئصاله بسبب النزيف الداخلي المهدد لحياة المصاب. وقد يحدث التمزق بسبب إصابة فيزيائية كالتعرض لصدمة سيارة أو الإصابة بطلق ناري وقد يحدث بسبب التضخم في الطحال.
• بعض اضطرابات الدم النادرة.
• السرطان أو الكيسات الكبيرة في الطحال.
  • تؤثر بعض السرطانات وتحديدًا لمفومات Non-Hodgkin ولمفومة هودجكين في الطحال. فقد تسبب هذه السرطانات تضخم الطحال والذي قد يفضي إلى التمزق. وقد يتوجب استئصال الطحال بسبب وجود كيسات أو ورم.
• العدوى.
  • قد لا تستجيب الأخماج الشديدة في الطحال إلى الصادات الحيوية أو العلاجات الأخرى. وقد يسبب الخمج خراجات أكثر خطورة أو التهابًا وتجمعًا قيحيًّا، وللتخلص من العدوى ومضاعفاتها يجرى استئصال الطحال.
• أمراض الدم.
  • قد يستوجب الأمر استئصال الطحال في حال وجود مرض دموي لا يستجيب للعلاجات الأخرى. تشمل اضطرابات الدم من هذا النوع:
    • فقر الدم المنجلي
    • فقر الدم الانحلالي
    • فرفرية نقص الصفيحات مجهولة السبب ITP.
    • مرض كثرة الحمر الحقيقية.

أنواع جراحات استئصال الطحال

يمكن إجراء العملية كجراحة مفتوحة ويمكن إجراؤها تنظيريًّا. وفي كلتا الحالتين يكون المريض تحت التخدير العام أثناء العملية.

الجراحة المفتوحة

تفضل الجراحة المفتوحة على الجراحة التنظيرية إذا كان لدى المريض ندبة من جراحات سابقة أو في حالة تمزق الطحال.

وتجرى العملية كما التالي:

1. يفتح الجراح شقًا في منتصف البطن أو إلى الجانب الأيسر تحت الأضلاع مباشرةً.
2. يجرى تمهيد الطريق وصولًا إلى الطحال وتحديده ثم قطع التروية الدموية عنه وإزالته.
3. إذا كان المريض خاضعًا للعلاج من السرطان فقد تفحص العقد اللمفية الموجودة في البطن كذلك. ولربما تستأصل خلال العملية عينها.
4. يغلق الشق بعد ذلك بالغرز أو الخرزات.

استئصال الطحال بالجراحة التنظيرية

هذا النوع من الجراحة أقل ضررًا على المريض وشفاؤه أسرع وأقل ألمًا من الجراحة المفتوحة. وخلال الجراحة التنظيرية لاستئصال الطحال:

• يفتح الجراح ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة في البطن.
• يدخل من أحد الشقوق منظارًا لمشاهدة ساحة الجراحة.
• تدخل الأدوات الاخرى عبر الشقوق الباقية لاستخدامها في الجراحة.
• ينفخ البطن بعد ذلك بغاز غير ذي ضرر على المريض، وهو ما يمنح الجراح مساحة أكبر للعمل ضمنها.
• يحدد الجراح مكان الطحال وشريانه من خلال المنظار ثم يقطع إمداداته الدموية ويزيله بوساطة الأدوات الأخرى.
• بعد ذلك تسحب جميع المعدات مع المنظار إلى الخارج. وتغلق الشقوق باستخدام الغرز الجراحية surgical stitches.

منافع استئصال الطحال

تعد جراحة ضخمة وتضعف مناعة المريض، ولهذا السبب فإنها لا تجري إلا عندما تكون ضرورةً فعلًا. وتأتي منفعة استئصال الطحال من كونه علاجًا يمكن أن يحل عدة مشكلات صحية كاضطرابات الدم والسرطان والأخماج غير المستجيبة للمعالجات الدوائية، قد ينقذ اسئصال الطحال عند تمزقه حياة المريض.

مخاطر استئصال الطحال

تشمل مخاطر إجراء أي جراحة بهذا الحجم:

• ضياع دموي خلال العمل الجراحي.
• رد فعل تحسسي أو مشاكل تنفسية بسبب التخدير العام.
• تشكل خثرات دموية.
• عدوى.
• سكتة دماغية أو أزمة قلبية.

المخاطر المتعلقة باستئصال الطحال:

• تشكل خثرات في الوريد الذي يحمل الدم إلى الكبد (وريد الباب).
• فتق في موقع الشق الجراحي.
• عدوى داخلية.
• تهتك الرئة
• أذية في الأعضاء الأخرى المجاورة للطحال كالمعدة والكولون والبنكرياس.
• تجمع القيح تحت الحجاب الحاجز.

لكلا نوعي الجراحة المفتوحة والتنظيرية المخاطر عينها.

تحضير المريض من أجل إجراء استئصال الطحال

يساعد الفريق الطبي المريض في هذه المرحلة من أجل التحضير للجراحة. ويتعين على المريض إعلام الطبيب بجميع الأدوية التي يأخذها. وعلى المرأة الحامل إخبار الطبيب بحملها. وقد يعطى المريض طعومًا ولقاحات ضد بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا، ذلك بأن إزالة الطحال ستعود على مناعة المريض بالضعف.

قد يتطلب الأمر إجراء نقل دم للمريض للتأكد من أن لديه من الصفيحات الدموية وكريات الدم الحمراء ما يكفي للخضوع للجراحة وتحمل الضياع الدموي الناتج عنها. كما يجب على المريض كذلك وقف تعاطي بعض الأدوية قبل موعد العملية ببضعة أيام. ويجب أن يصوم عن الطعام والشراب لعدة ساعات قبل الجراحة.

ما بعد عملية الاستئصال

تتباين التوقعات بعد العملية بشكل كبير، تبعًا لنوع وشدة المريض أو الإصابة التي استوجبت إجراء الجراحة. ويستغرق التعافي بشكل كامل بعد العملية أربعة إلى ستة أسابيع. ولا يحتاج المريض للمكوث في المستشفى إلا لبضعة أيام بعد الجراحة.

التوقعات على المدى البعيد

إذا كان المريض صحيحًا فالتوقع على المدى البعيد للجراحة جيد جدًا. ولكن إذا ما خضع المرء لاستئصال طحاله فسيبقى بعدها دومًا في خطر التعرض لبعض الأخماج وقد يحتاج تطعيمات ووقاية بالصادات الحيوية لبقية حياته.

كما أن تطور مقاومة الصادات الحيوية حاليًا يضع هذا النهج موضع شبهة. ولكن مع ذلك يجب بشكل حتمي أخذ هذه الإجراءات الوقائية بعين الاعتبار بشكل بالنسبة لبعض المرضى، كالأطفال أصغر من عمر خمسة سنوات. إذا خضع المرء لاستئصال طحاله قبل أقل من سنة أو إذا كان لديه حالة قصور مناعي فيجب تقييم إمكانية تطبيق العلاج الوقائي بالصادات عليه.

استئصال الطحال جراحة ضخمة تهدف لإنقاذ حياة المصاب أو تخفيف حدة مرض لديه، وتشمل ضياعًا دمويًا كبيرًا خلال العملية ولها عدة من المنافع وكذلك كثير من المخاطر، لذا يجب التشاور مع الطبيب قبل اتخاذ قرار في هذا الصدد.