ميكروبيوم التربة وعلاقتها بصحة الإنسان

سالم العلي
نشرت منذ أسبوعين يوم 14 أبريل, 2024
بواسطة سالم العليتعديل Audai
انجراف المبيدات الحشرية وعلاجه

ميكروبيوم التربة أو ما يسمى ميكروبات التربة عنصر مهم جداً لصحة التربة. حيث تحتوي التربة الصحية على كل مكونات الغذاء الصحي. ويشتمل هذا الغذاء على جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة الإنسان. فما هو ميكروبيوم التربة؟ وما هي تأثيراتها على صحة الإنسان.

معركة ساخنة جدا بين…معركة ساخنة جدا بين زياد الجزيري وشكري الواعر حول بطولات الترجي التونسي

ميكروبات التربة

  • تعد ميكروبات التربة هي الكائنات الحية التي تعيش في منطقة الجذور، حيث تتفاعل جذور النباتات مع الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، والطحالب.
  • إنه مجتمع متنوع، يُطلق عليه مجتمعاً ميكروبيوم التربة، ويعمل بمثابة شريان الحياة للنباتات. فهو يعزز الإنبات، ويحفز الجذور، ويسرع النمو، ويعزز مقاومة الأمراض.
  • يعتقد الخبراء أن ميكروبات التربة هذه يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير كبير على المحتوى الغذائي لطعامنا. علاوة على ذلك، فإن النباتات التي نأكلها الميكروبات التي نتعامل معها قد تقوي بشكل مباشر ميكروبيوم الأمعاء.

جذور النبات وميكروبيوم التربة

الجذور هي موطن لنظام بيئي معقد. يتواجد فيها ميكروبيوم التربة، الذي يشارك في العديد من العمليات التي تعزز نمو النبات. بعض الميكروبات تعمل مثل المعدة، فهي تهضم وتحلل المواد العضوية إلى مغذيات تغذي النباتات. هناك أنواع أخرى من الميكروبات تشتمل على الفطريات، وهي فطريات تشبه الحرير تُشكل شبكات عميقة واسعة يمكن أن تمتد لعدة أميال تحت الأرض. هذه الخيوط تسهل التواصل بين النباتات.

أظهرت التجارب أنه عندما تهاجم الحشرات المفترسة، مثل حشرات المن نباتاً ما، فيمكنها تحذير جيرانها عن طريق إرسال إشارات لهم من أن التهديد وشيك. ستقوم النباتات الأخرى بعد ذلك بإشراك دفاعاتها الطبيعية، وغالباً ما تكون مادة كيميائية تنتج في الأوراق، للمساعدة في صد الغزاة.

تعمل بكتيريا التربة والفطريات جنباً إلى جنب لجعل المعادن الموجودة في التربة قابلة للذوبان في الماء. كما تمكن الميكروبات النباتات من إنتاج مضادات الأكسدة. وتتعاون البكتيريا والفطريات الأخرى معاً لإخراج عناصر مثل الفوسفور من التربة، ونقلها إلى الخيوط الفطرية.

نقص المعادن بميكروبيوم التربة

تشكل هذه الشبكة عملية تآزرية مع جذور النبات. نظراً لأن النبات يفرز السكريات بشكل طبيعي في التربة أثناء عملية التمثيل الضوئي – السكريات التي تساعد على تغذية الواصلة – تستجيب الواصلة من خلال تزويد النبات بكل من:

  • النيتروجين.
  • الفوسفور.
  • النحاس.
  • الزنك.
  • المغنيسيوم.
  • البوتاسيوم.
  • الحديد.

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي وجود ميكروبيوم التربة التالف إلى تعطيل هذه العملية، مما يقلل من تركيز هذه العناصر الغذائية في طعامنا. تشير الدراسات التي تتبعت الانخفاض السريع في المحتوى المعدني للفواكه والخضروات والحبوب على مدار الخمسين عامًا الماضية أن:

  • الزنك في الخضروات قد انخفض بنسبة 59٪.
  • انخفض المغنيسيوم بنسبة 26٪.
  • انخفض الحديد بنسبة 83٪.

تشير التقديرات إلى أن نقص المعادن يصيب أكثر من ثلث البشرية، ويسبب مشاكل صحية في كل من البلدان المتقدمة والنامية. العناصر المعدنية ضرورية لمئات من تفاعلات الإنزيم الحرجة، وقد تورطت المستويات غير الكافية في مجموعة واسعة من الأمراض وتشمل: أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية وفقر الدم وزيادة خطر الإصابة بالعدوى والاكتئاب.

علاقة ميكروبيوم التربة بميكروبيوم الأمعاء

الأرض هي المكان الذي تعيش فيه ميكروبات التربة. وهي تتجول وتنتشر على الأوراق، وتتسلل إلى جذور النباتات، وتدخل من خلال المسام والقنوات المائية، التي تنقل المياه والمغذيات من التربة إلى النباتات. من الداخل والخارج، النباتات غارقة في الميكروبات، والتي نبتلعها عندما نتناول طعامنا.

على سبيل المثال تحتوي ورقة السبانخ الواحدة على أكثر من 800 نوع مختلف من البكتيريا التي تحصل عليها من التربة والبيئة. بمجرد دخولها إلى أمعائنا، يمكن لهذه الميكروبات تقوية ميكروبيوم الأمعاء البشري.

الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في المجتمعات الزراعية والريفية، حيث يكون لديهم اتصال منتظم بميكروبيوم التربة أكثر مقاومة للحساسية والربو، وأثبتت التجارب أنه حتى التعرض المتواضع للتربة يمكن أن يقوي استجابة الجهاز المناعي لمسببات الأمراض الضارة، بما في ذلك الطفيليات والبكتيريا والفيروسات.

يبدأ الغذاء الصحي بالتربة

التربة الصحية تنتج أغذية صحية

تساهم صحة التربة في إنتاج الغذاء الصحي اللازم لصحة الإنسان. وقد وجدت مراجعة حديثة لـ 56 دراسة أن التربة من التي لم تحرث أو تستخدم السماد الكيميائي الاصطناعي والممارسات المستخدمة مثل زراعة الغطاء والتنوع البيولوجي وتناوب المحاصيل تحتوي على كتلة جرثومية أكبر بنسبة 32٪ إلى 84٪ (مؤشر على تربة صحية) من المزارع التقليدية.

العلاقة بين ميكروبات التربة والنباتات علاقة تكافلية. أحد الأمثلة على ذلك هو تثبيت النيتروجين. غاز النيتروجين وفير في غلافنا الجوي. يمثل 78٪ من الهواء الذي نتنفسه. تحتاجه النباتات لتنمو، لكنها تفتقر إلى الإنزيمات لتفكيك النيتروجين تساعدها البكتريا في هذا الأمر، كما ينشئ النبات نظاماً جذرياً كثيفاً يفيد البكتيريا ويُغذيها بالكربون الذي يستخرجه من الغلاف الجوي، وهو أمر مهم أيضاً لتقليل غازات الاحتباس الحراري.

فطريات التربة

تساعد الفطريات الموجودة في التربة جذور النباتات على الاستفادة من العناصر الغذائية، مثل الفوسفور والزنك وغيرهما. تتطلب النباتات هذه المعادن لتوليد الكلوروفيل الضروري لعملية التمثيل الضوئي التي تنتج الجلوكوز. يفرز بعض هذا الجلوكوز مرة أخرى في التربة، حيث يغذي الفطريات.

عندما تحتوي التربة على عدد أقل من الميكروبات، يمكن أن يتم تعطيل هذا التعايش الطبيعي، مما يجعل النباتات تعاني من نقص المغذيات، وبالتالي تصبح العناصر الغذائية أقل للبشر الذين يأكلونها.

اقرأ المزيد:

في النهاية فإن صحة التربة تعني صحة الإنسان بشكل أفضل. ومع استمرار البشر في اتباع استراتيجيات للعيش لفترة أطول وأكثر صحة، قد يكون ميكروبيوم التربة هو الشيء الوحيد الذي يساعدنا جميعاً في النهاية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق