اضطراب قلق الانفصال؛ أسباب الاضطراب وأعراضه وكيفية العلاج

حنان مشقوق
نشرت منذ أسبوعين يوم 13 أبريل, 2024
بواسطة حنان مشقوقتعديل أحمد طارق
اضطراب قلق الانفصال؛ أسباب الاضطراب وأعراضه وكيفية العلاج

عادة ما يعاني الأب والأم من مشكلة تشبث أبنائهم الكبير بهم، ورفضهم مفارقتهم حتى لو لبعض الوقت. وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يعاني الأطفال -وبخاصة في سنواتهم الأولى- من هكذا حالة نتيجة اعتيادهم الكبير على والديهم، وخوفهم من المجتمع المحيط؛ إلا أن الأمر قد يعود إلى إصابتهم بأحد الاضطرابات النفسية المسماة اضطراب قلق الانفصال، وسنتعرف في مقالنا هذا على أعراض قلق الانفصال وكيفية علاج هذا الاضطراب.

ما هو قلق الانفصال

من الطبيعي أن يشعر الطفل الصغير بالقلق عند وداعه، وعادة ما يعبر عن قلقه هذا بالبكاء، أو بنوبات غضب، أو عبر التشبث. وتعتبر هذه التصرفات ردود فعل صحية للمرحلة العمرية المتراوحة ما بين الأشهر الأولى من حياة الطفل وحتى سن الرابعة. إلا أن شدة هذه التصرفات والمرحلة التي تبدأ فيها بالظهور على الطفل تختلف من طفل لآخر.

إلا أن المشكلة في معاناة بعض الأطفال من قلق الانفصال الذي لا يزول مع الوقت، حتى مع بذل الوالدين للجهود الحثيثة ليعتاد الطفل على فراقهم لبعض الوقت. فإن استمرت مثل هذه الحالة مع الطفل حتى المرحلة المدرسية الابتدائية، وأثرت على مختلف أنشطته المدرسية وعلاقاته الاجتماعية، فذلك مؤشر على إصابة الطفل بمشكلة أكبر تسمى اضطراب قلق الانفصال.

كيفية التخفيف من قلق الاِنفصال الطبيعي

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال الطبيعي، يوجد مجموعة من الخطوات التي يمكن اتخاذها لجعل علاج القلق أسهل. وتتمثل هذه الخطوات في:

  • ممارسة الفصل: يجب ترك الطفل مع بعض الأشخاص الموثوقين لفترات قصيرة كي يعتاد الطفل على الانفصال، ليعتاد مع الوقت على ابتعاد والديه عنه لمسافات ووقت أطول.
  • جدولة الانفصال بعد القيلولة أو الطعام: يكون الأطفال أكثر عرضة للقلق عند الانفصال عندما يكونون متعبين أو جائعين.
  • تطوير طقوس وداع سريعة: يجب أن تكون طقوس الوداع بسيطة وسريعة كتلويح سريع من النافذة أو قبلة وداع، مع المغادرة دون مماطلة.
  • تقليل مشاهد التلفاز العنيفة: عادة ما يبنى الرعب في نفس الطفل نتيجة مشاهدته لبعض المشاهد العنيفة والمخيفة على شاشة التلفاز.
  • عوّد طفلك على الأمر: لا تستسلم لطفلك، فقط حاول وضع حدود ثابتة معه ليتكيف على الأمر.

اضطراب قلق الاِنفصال

ما إن يتحول قلق الانفصال إلى اضطراب قلق الانفصال حتى يتحول الأمر إلى مشكلة عاطفية خطيرة، يتخللها ضيق شديد عند ابتعاد الطفل عن مقدم الرعاية سواء أكان الأب أو الأم أو أي أحد آخر يهتم به. ومع ذلك، بما أن قلق الانفصال الطبيعي واضطراب قلق الانفصال يشتركان بذات الأعراض، فقد يكون من المربك محاولة تحديد حالة الطفل.

ويمكن القول إن الاختلافات الرئيسية بين القلق الطبيعي والاضطراب تكمن في شدة مخاوف الطفل، وما إذا كانت مخاوفه هذه تمنعه من ممارسة الأنشطة الاعتيادية أم لا، كأن يشكو الطفل من المرض لتجنب اللعب مع الأطفال أو الذهاب إلى المدرسة.

أعراض اضطراب قلق الانفصال

يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال بالقلق المستمر أو الخوف من الانفصال من العديد من الأعراض، والتي تتمثل في:

  1. الخوف من حدوث السوء لأسرته: وهو ما يعتبر الخوف الأكثر شيوعًا للطفل المصاب بالاضطراب. إذ يبدأ الطفل بتصور أن أحد أفراد أسرته سيصاب بالأذى عند غيابه عنه، كأن يقلق باستمرار من إصابة أحد والديه بالمرض.
  2. القلق من دوام الانفصال: حيث يخشى الطفل من الانفصال الدائم عن أهلك، كأن يتعرض للاختطاف أو الضياع.
  3. رفض الذهاب للمدرسة: يعاني الطفل المصاب باضطراب قلق الانفصال من خوف غير طبيعي من المدرسة، فيحاول بذل قصارى جهده ليتهرب من الذهاب إليها.
  4. التردد في الذهاب للنوم: يمكن أن يؤدي اضطراب قلق الانفصال إلى معاناة الطفل من الأرق والكوابيس.
  5. الأمراض الجسدية كالصداع وآلام المعدة: إذ غالبًا ما يشكو الأطفال من هذه الاضطرابات عند لحظات الانفصال.

الأسباب الشائعة لاضطراب قلق الانفصال

عادة ما يحدث اضطراب قلق الانفصال لأن الطفل يشعر بعدم الأمان. تأكد من كل ما يمكن أن يتسبب لطفلك بالخوف أو جعله يشعر بالتهديد. فإن تمكنت من تحديد السبب الجذري فستتمكن من مساعدة طفلك على تخطي هذه المشكلة.

ومن أبرز الأسباب الشائعة لاضطراب قلق الانفصال عند الأطفال:

  • تغير البيئة المحيطة: يمكن أن تؤدي التغيرات في البيئة المحيطة بالطفل، كالانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة إلى اضطراب قلق الانفصال.
  • الضغط: قد تتسبب بعض المواقف المجهدة كتبديل المدارس، أو طلاق الأهل، أو فقدان أحد أفراد الأسرة إلى حدوث الاضطراب.
  • عدم الشعور بالأمان: فعادة ما يطمئن الطفل للأشخاص الذين اعتاد عليهم منذ أشهره الأولى. لذا فإنه يشعر بعدم الأمان مع الآخرين.

مساعدة طفل يعاني من قلق الانفصال

لا يرغب أحد منا بمشاهدة طفله غارقًا في مشكلة أو اضطراب ما، لذا علينا التوجه إلى بذل ما يمكن من طاقة لمساعدته على تخطي هذه الحالة والشعور بالراحة. ويمكن ذلك عبر اتباع ما يلي:

  • تثقيف النفس حول الاضطراب: فإن كنت تعرف أكثر حول هذه الحالة، يمكنك أن تتعاطف وتتعامل مع طفلك بالشكل الأنسب.
  • استمع إلى طفلك واحترم مشاعره: فبالنسبة إلى طفل يميل إلى العزلة نتيجة اضطرابه، يمكن أن يكون للاستماع إليهم تأثير قوي.
  • التحدث مع الطفل حول المشكلة: فمن الصحي أن تتحدث مع طفلك حول هذه المشكلة، واعمد إلى تذكيره بأسلوب لطيف بأن الانفصال الأخير لم يتسبب بأي انفصال دائم.
  • كن مستعدًا: عليك الاستعداد لجميع الحالات الانتقالية التي يمكن أن تسبب القلق لطفلك، كالذهاب للمدرسة، أو اللعب مع الأصدقاء.
  • حافظ على هدوئك عند الانفصال: فإن استشعر طفلك هدوئك، فمن المرجح أن يحافظ على هدوئه أيضًا.
  • شجع طفلك على ممارسة الأنشطة المختلفة الاجتماعية والبدنية.

التدخل الطبي لعلاج قلق الاِنفصال

في بعض الحالات، قد لا تتمكن من علاج اضطراب طفلك بمفردك رغم محاولاتك الحثيثة لذلك. ولتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة مهنية لعلاج حالة طفلك حدد ما إذا كان يعاني مما يلي:

  • نوبات الغضب والتعلق غير المبرر.
  • الابتعاد عن المحيط الاجتماعي.
  • الخوف الشديد والإحساس بالذنب.
  • الشكوى المستمرة من المرض.
  • الخوف المفرط من مغادرة المنزل.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة.

فإن لم تنجح جهودك في الحد من هذه الأعراض، فالوقت قد حان للعثور على أخصائي ليساعدك ويساعد طفلك.

علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

من أجل علاج قلق الانفصال عند الأطفال أو حتى لأجل علاج قلق الانفصال عند الكبار يمكن للأطباء النفسيين، وعلماء نفس الأطفال، وأطباء الأعصاب، تشخيص وعلاج اضطراب قلق الانفصال. إذ يمكن لهم معالجة الأعراض الجسدية وتحديد الأفكار المضطربة ومساعدة طفلك على تطوير استراتيجيات التكيف وتعزيز حل المشاكل. وقد يتضمن العلاج المهني لاضطراب قلق الانفصال ما يلي:

  • العلاج عبر الكلام: مما يوفر مكانًا آمنًا لطفلك للتعبير عن مشاعره بوجود شخص مستعد للاستماع إليه والتعاطف معه وتوجيهه نحو فهم قلقه.
  • العلاج باللعب: إذ يعتبر استخدام العلاج باللعب وسيلة فعالة وشائعة لدفع الأطفال للحديث عن مشاعرهم.
  • تقديم الاستشارة المدرسية: عبر استكشاف المطالب الاجتماعية والسلوكية والأكاديمية للمدرسة.
  • العلاج الدوائي: عبر استخدام الأدوية لعلاج الحالات الشديدة، بالتزامن مع استخدام العلاجات الأخرى سابقة الذكر.

اقرأ أيضاً:

في الختام، ننصحك بالحرص على التعامل بروية مع طفلك عند استشعار إصابته باضطراب قلق الانفصال. فالتعامل مع الطفل بقسوة قد يزيد من سوء حالته، ويشعره بأنه منبوذ أو مكروه، فيزيد إحساسه بالسوء وبرغبتك في الابتعاد عنه، مما سيزيد بدوره من خوفه واضطرابه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق