أمراض الغدد اللعابية؛ أبرز أسبابها وكيفية علاجها والتخلص منها

أحمد الفارس
نشرت منذ 3 أيام يوم 17 أبريل, 2024
أمراض الغدد اللعابية؛ أبرز أسبابها وكيفية علاجها والتخلص منها

يمكن أن تصنّف أمراض الغدد اللعابية salivary gland diseases إلى آفات غير ورمية وتشمل الأمراض وغير الإنتانية وآفات ورمية قد تكون سليمة أو خبيثة بدئية أو ثانوية. فما هي أبرز أسبابها وكيفية علاجها والتخلص منها.

الأمراض الإنتانية التي تصيب الغدد اللعابية

  • التهاب الغدد الحاد.
  • خراج الغدة النكفية.
  • التهاب الغدد اللعابية المزمن المعاود.
  • النكاف.
  • داء الفطر الشعاعي.

التهاب الغدد اللعابية الحاد

هو إنتان حاد أكثر ما يصيب الغدة النكفية ويشاهد عند المدنفين (ذوي الحالة العامة السيئة جدًا) والسكريين وناقصي المناعة، وبعد الجراحات الكبيرة، الرضوض، العلاج الشعاعي وداء جوغرن. العامل الممرض الأكثر مصادفة هو العنقوديات المذهبة.

  • أعراض التهاب الغدد اللعابية الحاد
    • البدء المفاجئ.
    • يشكو المرض من تورّم مؤلم مع مضض واحمرار في الغدة المصابة.
    • عند تمسيد الغدة اللعابية قد نلاحظ مفرزات قيحية تخرج من القناة الموافقة.
  • الاستقصاءات

يكون تعداد الكريات البيض مرتفعًا وزرع المفرزات يبيّن العامل الممرض.

  • علاج التهاب الغدد اللعابية الحاد

تحسين الحالة العامة الإماهة الجيدة الكمادات الحارة الموضعية وإعطاء الصادات الحيوية.

خراج الغدة النكفية

هو عبارة عن التهاب حاد أدى إلى تجمع القيح في الغدة التي تبدو متورمة ومؤلمة مع أعراض التهابية عامة، نادرا ما يظهر المَوج بسبب ضيق الحيز وكثافة الألياف في محفظة الغدة.

استقصاءات التصوير بالأمواج فوق الصوتية قد يكون مفيدًا في التشخيص.

  • علاج خراج الغدة النكفية

يكون بإعطاء الصادات الحيوية ويفضل وريديًا والتصريف الجراحي.

التهاب الغدد اللعابية المزمن المعاود

هو عبارة عن مرض يتلو التهابات الغدد الحادة المتكررة ويتّصف بتضخّم متكرّر مؤلم في الغدد اللعابية، وخاصة عند تناول الطعام. بين الهجمات تكون الغدة قاسية الملمس ومتضخّمة قليلًا.

يكون بإعطاء الصادات الحيوية  مع العناية بصحة الفم وإعطاء محرضات إفراز اللعاب.

النكاف

النكاف هو أحد أمراض الغدة النكفية الإنتانية

مرض فيروسي معدٍ شائع عند الأطفال بين 4-10 سنوات مدة الحضانة 14-21 يوم ينجم عن الإصابة مناعة دائمة تجاه المرض.

تبدأ الإصابة على شكل ترفع حروري وتوعّك يتلو ذلك تضخّم مؤلم في الغدة النكفية في جهة واحدة لا يلبث أن ينتقل إلى جهة أخرى. يمكن أن تُصاب بعض الأعضاء الأخرى مثل الخصية، السحايا، الدماغ، البنكرياس الكلي والأذن الباطنة مسببًا لنقص سمع حسي عصبي وحيد الجانب.

بالإضافة إلى الأعراض السريرية ووجود جائحة، قد تفيد بعض الفحوصات في تأكيد التشخيص مثل ارتفاع الأميلاز في المصل وتحري أضداد النكاف.

غالبا ما يشفى المريض بشكل عفوي. تفيد المعالجة العرضية في تخفيف حدة الأعراض وقد يفيد إعطاء الإنترفيرون ألفا 2 ب في الإقلال من حدوث ضمور الخصية كذلك ينصح الكبار الذين على تماس مع المصابين ولم يتعرضوا للإصابة من قبل بأخذ اللقاح.

داء الفطر الشعاعي

مرض قليل المصادفة يسببه نوع من الجراثيم إيجابية الغرام غير المقاومة للحمض تدعى actinomyces israelii. سميت بالفطر لأن نمط النمو عندها شبيه بالفطور حيث تشكل ما يشبه المشيجة الفطرية توجد بشكل متعايش في جوف الفم وتصبح ممرضة عند توافر الظروف المناسبة ومن العوامل المؤهبة لذلك:

    • الرضوض.
    • الجراحة.
    • الإنتان.
    • تنخّر الأسنان.
    • سوء العناية بصحة الفم وله عدة أنماط يمكن أن تكون الغدد اللعابية جزء من النمط الفموي الرقبي.
  • الأعراض والتظاهرات السريرية

يبدأ المرض على شكل تورّم بسيط في جوف الفم أو جلد العنق، ويكون صلبًا مؤلمًا ويزداد حجمه تدريجيًا، ثم لا يلبث أن ينفتح ليشكل ناسور تخرج منه المفرزات القيحية، والتي تحتوي حبيبات صفراء تشبه زهر الكبريت وهي في الحقيقة لا تحتوي على الكبريت.

  • تشخيص داء الفطر الشعاعي

يعتمد على فحص المفرزات وعزل العامل الممرض.

  • علاج داء الفطر الشعاعي

يكون بإجراء التفجير الجراحي وإعطاء الصادات الحيوية مثل البنسيلين والتتراسايكلين لفترة طويلة، وأحيانا قد نحتاج إلى استئصال الأنسجة المصابة مع الناسور.

الآفات غير الإنتانية التي تصيب الغدد اللعابية

  • تناذر جوغرن.
  • داء ميكولكز.
  • كيسات الغدد اللعابية.
  • جفاف الفم.
  • زيادة إفراز اللعاب.
  • الحصيات اللعابية.

تناذر جوغرن

هو اضطراب مناعي ذاتي أول من وصفه Henrich Sjogren عام 1933 ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 1/10 خاصة بعد سن اليأس تصاب فيه الغدة الدمعية والفم والغدد اللعابية والأنسجة الضامة في الجسم.

  • أعراض تناذر جوغرن
    • التهاب القرنية والملتحمة الجاف: بسبب إصابة الغدة الدمعية الذي يؤدي إلى نقص إفراز الدمع حيث يشكو المريض من حس حرقة وحكة واحمرار في العينين والمريض لا يقدر على البكاء.
    • جفاف الفم: بسبب إصابة الغدد اللعابية الشامل وخاصة النكفية حيث يحدث نقص في إفراز اللعاب ويصبح قوامه لزج مما يؤهب للركودة وتشكل الحصيات والإنتان. يشكو المريض من جفاف الفم مع حس الحرق بالإضافة إلى صعوبة في البلع.
    • التهاب مفاصل رثواني.
    • ذئبة حمامية جهازية SLE.
  • الفحوص المخبرية
    • يفيد اختبار شيرمر بإظهار نقص في إفراز الدمع. إذا كان القسم المبتلّ من الشريط 5 مم أو أقل يعتبر اختبارا إيجابيا.
    • في فحص الدم قد نلاحظ انخفاضا في خضاب الدم.
  • تشخيص تناذر جوغرن
    • يكون بإجراء خزعة من باطن الشفة حيث يلاحظ إصابة الغدد اللعابية الصغيرة على شكل ارتشاح لمفاوي في الفصيصات الغدية وتخرّب العنبات مع توسع القنيات الصغيرة. العامل الرثواني يكون إيجابيا في 70-90% من الحالات وإيجابية أضداد النوى.
  • علاج تناذر جوغرن
    • لا يوجد علاج شافٍ من المرض ويفيد إعطاء الستيروئيدات والفيتامينات وإجراء تدليك للغدد المصابة ومعالجة الإنتان إن وجد بالإضافة إلى إعطاء قطرات العين البديلة للدمع والإكثار من السوائل والعناية بصحة الفم والأسنان.

داء ميكوليكز

في هذا المرض تصاب الغدد اللعابية والدمعية فقط دون الإصابة الجهازية والسبب مناعي ذاتي ويصيب الرجال والنساء بشكل متساوٍ.

  • أعراض داء ميكوليكز
    • يتظاهر سريريا بضخامة وحيدة الجانب على الأغلب في الغدد اللعابية والدمعية، ويشكو المريض من جفاف في العين مع ما يرافق ذلك من حس حرق وألم واحمرار، وكذلك من جفاف في الفم وصعوبة بلع وحس حرق في اللسان.

التشريح المرضي يشبه ما يشاهد في داء جوغرن.

  • علاج داء ميكوليكز
    • العلاج عرضي وقد تفيد الستيروئيدات في ذلك.

كيسات الغدد اللعابية

هناك كيسات ولادية تشاهد عند الأطفال لا تحتاج إلى علاج إذا كانت غير عرضية وهناك كيسات مكتسبة ناجمة عن الرضوض والالتهابات والحصيات نميز منها:

  • القيلة المخاطية

وهي عبارة عن كيسات كاذبة ليس لها جدار بشروي بل تحدث نتيجة انصباب مفرزات الغدة في النسيج المحيط بالغدة.

  • الكيسات الاحتباسية

وهي كيسات حقيقية لها محفظة بشروية وسببها انسداد في القناة المفرغة الخاصة بالغدة ومثالها الضفيدعة.

الضفيدعة: هي كيسة تشاهد في قاع الفم وتحت اللسان غالبا على حساب الغدة تحت اللسان نتيجة انسداد الأقنية الغدية، وتتظاهر بشكل كيسة شفافة مائلة للزرقة وقد تصل إلى حجم كبير تدفع اللسان للأعلى وتعيق الإرضاع وهناك الشكل الغاطس تمتد فيه الغدة نحو العمق وتصل إلى العنق. علاجها جراحي إما بالاستئصال أو بالتوخيف MARSUPILIZATION.

جفاف الفم

جفاف الفم الناجم عن إصابة الغدد اللعابية

إن الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الفم عديدة منها الموضعي ومنها العام:

  • أسباب جفاف الفم الموضعية
    • التهاب الغدد اللعابية المزمن.
    • أذيات عصب حبل الطبل.
    • العلاج الشعاعي.
    • الجراحة.
  • أسباب جفاف الفم العامة
    • تناذر جوغرن
    • السكري.
    • التجفاف.
    • الشدة النفسية.
    • الإنتانات.
    • فقر الدم.
    • الأدوية.

إن جفاف الفم يؤدي إلى صعوبة في البلع ونقص في حس الذوق وكذلك تنخر في الأسنان وزيادة نسبة الإنتان في الفم.

  • علاج جفاف الفم
    • العلاج يكون بإزالة المسببات إذا أمكن والغسولات الفموية اللعاب الصناعي والفيتامينات.

زيادة إفراز اللعاب

يمكن لزيادة إفراز اللعاب أن تكون ناتجة عن عوامل عديدة، نذكر منها:

  • عوامل التهابية مثل التهابات الفم والكَلَب.
  • عوامل غدية مثل الحمل وداء غريف.
  • عوامل عصبية نفسية مثل الصرع، الهيستريا والشلل الدماغي.
  • عوامل دوائية مثل الرصاص، اليود والبيلوكاربين.

الحصيات اللعابية

الحصيات اللعابية

تتشكل الحصيات في الغدد اللعابية نتيجة ترسب الأملاح على نواة قد تكون مادة مخاطية أو أنقاضاً خلوية أو جسماً أجنبياً صغيراً، ويساعد على ذلك الركودة والتجفاف وكذلك وجود خلل استقلابي يؤدي إلى ترسّب الأملاح في الغدد. في 90% من الحالات تشاهد الحصيات في الغدة تحت الفك و 10% من الحالات في الغدة النكفية، ونادراً في الغدة تحت اللسان. الحصيات مكونة من أملاح HYDROXYAPATATE وفي حالات أقل تكون متعددة المكونات و65% من حصيات الغدة تحت الفك تكون ظليلة على الأشعة في حين 65% من حصيات الغد النكفية غير ظليلة على الأشعة.

  • العوامل التي تؤهّب لإصابة الغدة تحت الفك بكثرة
    1. لعاب الغدة يحتوي على المخاط أكثر من المصل مما يجعله أكثر لزوجة.
    2. قناة الغدة أكبر قطراً وتتجه نحو الأمام والأعلى مما يساعد على الركودة.
    3. لعاب الغدة تحت الفك قلوي ويحوي أملاح الكالسيوم والفوسفات بنسبة كبيرة.
  • أعراض الحصيات اللعابية

تكثر مشاهدة الحصيات اللعابية عند الذكور وفي الأعمار المتوسطة وتتظاهر بتضخّم مؤلم في الغدة وخاصة أثناء تناول الطعام ولا يلبث أن يتراجع بعد عدة ساعات.

  • تشخيص الحصيات اللعابية

بالفحص يمكن مشاهدة الحصيات المتوضعة عند فوهة القناة، ويمكن تحري وجود الحصاة في القناة أو الغدد بإجراء الجس المشترك بالمس bimanual palpation. أحيانا يفيد سبر القناة حيث نشعر بصوت ارتطام المسبار بالحصة. التصوير الشعاعي بالوضعية الإطباقية يفيد في إظهار حصيات الغدة تحت الفك وتحت اللسان والتصوير الظليل يفيد في كشف الحصيات غير الظليلة على الأشعة.

  • علاج الحصيات اللعابية

إذا كانت الحصاة متوضعة قريبا من فوهة القناة يمكن استخراجها تحت التخدير الموضعي، أما إذا كانت متوضعة ضمن الغدة فالعلاج هو استئصال الغدة. إضافة لذلك يجب معالجة العوامل المؤهبة مثل الإماهة الجيدة والعناية بصحة الفم والأسنان ومعالجة الإنتان إن وجد.

مما سبق نجد أن أمراض الغدد اللعابية salivary gland diseases كثيرة ومتعددة لذلك سلطنا الضوء على أبرز 11 آفة مرضية مع علاجها، ومنها ما يكون سببه إنتاني ومنها لا. ومهما كان السبب في هذه الآفات فإن هذا الأمر يتطلّب منّا أن نتعامل معه بحذر وجدّية منعًا لحدوث الاختلاطات التي قد تكون خطيرة ومهدّدة للحياة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق