العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؛ أهم المضاعفات المحتملة بعد إجرائه ولماذا يتم

د. أحمد قدحنون
نشرت منذ 5 ساعات يوم 18 أبريل, 2024
العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؛ أهم المضاعفات المحتملة بعد إجرائه ولماذا يتم

العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؛ من الإجراءات التي تتم لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد استئصال الكتلة الورمية أو استئصال الثدي الكامل، وذلك عند إصابته بسرطان خبيث، حيث يقلل هذا العلاج من خطر عودة السرطان أو انتشاره، وتشمل الأنواع المختلفة ل Radiation Therapy for Breast Cancer، العلاج الإشعاعي الخارجي لكامل الثدي والعلاج الإشعاعي الداخلي (المعالجة الكثبية).

ما هو العلاج الإشعاعي؟

يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة سينية عالية الطاقة أو إشعاع داخلي في الجسم لتدمير الخلايا السرطانية، إذ لا يمكن للخلايا السرطانية التالفة أن تتكاثر وتنمو، ويقوم بهذا العلاج أخصائي علاج الأورام بالإشعاع، وهو طبيب متخصص في العلاج الإشعاعي.

يتلقى معظم المصابين بسرطان الثدي العلاج الإشعاعي بعد جراحة سرطان الثدي (استئصال الكتلة الورمية أو استئصال الثدي)، حيث العلاج يقتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الاستئصال الجراحي للورم.

الحالات التي قد تتطلب إجراء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

يمكن استخدام العلاج الاشعاعى لسرطان الثدى في العديد من المواضع، وإن أبرز 5 حالات لاستخدامه:

بعد استئصال الكتلة الورمية

يزيل استئصال الكتلة الورمية الجزئي الورم السرطاني، تاركاً معظم الثدي، ويقلل العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي من خطر عودة السرطان إلى أنسجة الثدي المتبقية أو العقد الليمفاوية القريبة، كما يقلل من فرصة الوفاة بسرطان الثدي.

بعد استئصال الثدي الكامل

معظم الناس لا يتلقون العلاج الإشعاعي بعد استئصال الثدي (الإزالة الكاملة للثدي)، لكن قد يوصي الطبيب بالإشعاع إذا كان الورم أكبر من 5 سم، أو إذا كان هناك سرطان في الغدد الليمفاوية المحيطة أو أنسجة الجلد أو العضلات، أو إذا كان لا يمكن إزالة كل السرطان.

قبل الجراحة

نادراً ما يستخدم الأطباء الإشعاع لتقليص الورم قبل الجراحة.

بدلاً من الجراحة

في بعض الأحيان يستخدم الطبيب العلاج الإشعاعي لتقليص الورم الذي لا يمكن إزالته جراحياً، وقد يكون الورم غير قابل للاكتشاف والإزالة بسبب حجمه أو موقعه، أو عندما لا يكون مرشحاً للجراحة بسبب مخاوف بشأن صحته وتقدم سنه.

لعلاج انتشار السرطان

سرطان الثدي في المرحلة الرابعة هو السرطان الذي ينتشر (ينتقل) إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يستخدم الدكتور العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان الذي ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم.

إذا خضع المريض لعملية جراحية، فعادةً ما يبدأ العلاج الإشعاعي بعد شهر تقريباً من التئام الجرح إذا لم يتم تلقي العلاج الكيميائي، لكن يتلقى بعض الأفراد العلاج الكيميائي بعد الجراحة يليه العلاج الإشعاعي، وفي بعض الحالات يمكن الحصول على العلاجين في نفس الوقت.

لا يمكن إجراء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي عند المرأة الحامل.

أنواع العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

هناك طرق مختلفة لتلقي العلاج الإشعاعي، وسيختار الطبيب أفضل طريقة بناءً على موقع السرطان ونوعه وعوامل أخرى، وتشمل أنواع العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي ما يلي:

تشعيع الثدي بالكامل بالحزمة الخارجية

أثناء العلاج الإشعاعي للثدي بالكامل بالإشعاع الخارجي، ترسل آلة تسمى المسرع الخطي حزماً من الإشعاع عالي الطاقة إلى الثدي المصاب، ويخضع معظم الناس للإشعاع الكامل للثدي خمسة أيام في الأسبوع لمدة تتراوح من أسبوع إلى ستة أسابيع، وتعتمد المدة الزمنية للعلاج على عوامل تشمل إصابة العقدة الليمفاوية.

الشعاع الخارجي للثدي الجزئي

يوجه هذا النوع من العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي الأشعة إلى موقع الورم فقط، وليس الثدي بأكمله على مدى 1 إلى 3 أسابيع باستخدام الإشعاع المطابق ثلاثي الأبعاد.

المعالجة الكثبية

يحصل بعض الأشخاص على العلاج الإشعاعي الداخلي أو المعالجة الكثبية، حيث يضع الطبيب يضع قضيباً أو قسطرة، ويتم نقل بذرة مشعة (بحجم حبة الأرز تقريباً) إلى موقع الورم، حيث تعطي البذور إشعاعاً لعدة دقائق قبل أن يزيلها الجراح، وبتلقى المريض العلاج مرتين كل يوم لمدة خمسة أيام.

أثناء الجراحة

يتم العلاج الإشعاعي أثناء العملية (IORT) في غرفة العمليات قبل أن يغلق الجراح موقع الجراحة، إذ يقوم الطبيب بتوصيل جرعة عالية من الإشعاع إلى منطقة الورم في أنسجة الثدي المكشوفة.

التحضير قبل إجراء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

يتلقى معظم الأشخاص الذين يخضعون لعلاج سرطان الثدي العلاج الإشعاعي الخارجي، والهدف هو تدمير أي خلايا سرطانية متبقية مع حماية الأنسجة السليمة، وقبل البدء بالجلسة الأولى، سيكون لدى المريض جلسة تخطيط مع الطبيب، تساعد على تحديد منطقة العلاج التي يجب أن يوجه إليها الإشعاع، مع الحفاظ على الأنسجة الطبيعية (على سبيل المثال القلب والرئة).

كيف يتم إجراء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟

يستلقي معظم الناس على ظهورهم أثناء العلاج، وذلك على الرغم من إجراء بعض علاجات الثدي أثناء الاستلقاء على المعدة، حيث يضع الشخص ذراعه فوق رأسه (الذراع التي على نفس جانب الثدي المصاب).

أثناء العلاج يقوم فريق العلاج الطبي بما يلي:

  1. يضع ويؤمن جسم المريضة في جهاز التثبيت.
  2. إذا خضعت المريضة لعملية استئصال الثدي فقد يضع الطبيب قطعة مسطحة من منشفة مبللة، فوق منطقة العلاج لزيادة جرعة الإشعاع على السطح.
  3. توضع المريضة على صف مخرج الإشعاع في جهاز مسرع الإشعاع الخطي.
  4. لحماية الطاقم الطبي من التعرض للإشعاع يغادر الأطباء الغرفة.
  5. يتم تشغيل الجهاز وستسمع المريضة صوت طنين لكن لن ترى أشعة الإشعاع ويجب أن تظل ساكنة.
  6. اعتماداً على نوع الإشعاع والجرعة يمكن أن يستغرق العلاج من 30 ثانية إلى عدة دقائق.

ما الذي يجب توقعه بعد العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟

قد يلاحظ التعب وكذلك تغيرات الجلد أثناء الخضوع للعلاج الإشعاعي، وقد يصبح الجلد متهيجاً وليناً ومتورماً (التهاب الجلد الإشعاعي)، وقد يصاب الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة بمظهر حروق الشمس الحمراء.

قد يلاحظ الأشخاص ذوو البشرة الداكنة سواد الجلد الشديد، ويمكن أن تتسبب هذه الحالة أيضاً في جفاف الجلد والحكة والتقشر، حيث قد يتقشر الجلد عندما يقترب الشخص من إنهاء العلاج، لكن في معظم الحالات هذا تهيج جلد مؤقت، ويمكن للطبيب أن يصف كريمات أو أدوية لتخفيف الانزعاج إذا لزم الأمر.

يمكن أن يستمر تلون الجلد بعد انتهاء العلاج، ويتسم بعض الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة بلون جلد وردي خفيف أو أسمر طفيف لعدة سنوات، وقد يرى أيضاً أوعية دموية صغيرة (توسع الشعيرات) في المنطقة المشععة، وتبدو هذه الأوعية كخطوط أو خيوط حمراء رفيعة، وهذا لا يدعو للقلق.

مضاعفات العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

إلى جانب التغيرات الجلدية قد تواجه المريضة الآثار الجانبية قصيرة المدى أثناء الخضوع للعلاج، مثل:

  • التعب.
  • رقة الثدي.

وقد تشمل الآثار الجانبية طويلة المدى:

  • تغيرات في حجم الثدي (أصغر أو أكبر) والحساسية.
  • الوذمة اللمفية في الثدي أو الذراع.
  • تغيرات الجلد المزمنة مثل الجلد الغامق الكثيف أو المسام الأكبر.
  • نادراً ما يؤثر العلاج الإشعاعي للثدي على منطقة الصدر، وتشمل المضاعفات المحتملة في هذه المنطقة ما يلي:
    • كسور في الضلوع.
    • أمراض القلب الإشعاعية ( السمية القلبية ) بما في ذلك تصلب الشرايين وعدم انتظام ضربات القلب وأمراض صمام القلب.
    • التهاب الرئة (التهاب رئوي إشعاعي / تليف رئوي).
    • تلف الأعصاب في الكتفين والذراعين (اعتلال الضفيرة العضدية).
    • السرطانات الجديدة (الساركوما الوعائية) التي تتطور في بطانة الأوعية الدموية الليمفاوية.

متابعة المريضة بعد إجراء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

قد تشمل رعاية المتابعة للمريضة الفحوصات الجسدية المنتظمة أو الفحوصات الطبية المخبرية أو كليهما، ويرغب الأطباء في تتبع تعافي المريضة في الأشهر والسنوات المقبلة، إذ أن التصوير الشعاعي للثدي والفحوصات البدنية السنوية، هي استراتيجية المراقبة الوحيدة الموصى بها للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، والذين تم علاجهم من سرطان الثدي القابل للشفاء، كما لم يتم إثبات (Proof) أن المتابعة المكثفة للأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، تؤدي إلى تحسين النتائج.

يمكن أن يعود سرطان الثدي أو يتكرر في منطقته أو في مناطق أخرى من الجسم، وبشكل عام يتم العثور على السرطان مرة أخرى، عندما يكون لدى الشخص أعراض تستمر لأكثر من أسبوعين، أو عند وجود نتيجة غير طبيعية أثناء الفحص البدني، ويوصى بتصوير الثدي بالأشعة السينية بعد تشخيص سرطان الثدي مرة أخرى، وربما تكون أبرز الأعراض التي تدعو إلى الاتصال بالطبيب والشك بوجود نكس للسرطان، ما يلي:

  • نتوء تحت الذراع أو على طول جدار الصدر.
  • الألم المستمر والمتفاقم الذي لا يتم تخفيفه عن طريق الأدوية المسكنة التقليدية.
  • آلام العظام أو الظهر أو الرقبة أو المفاصل أو الكسور الشديدة، وهي علامات محتملة لخباثة العظام.
  • الصداع والدوخة والارتباك وتغيرات الشخصية وفقدان التوازن.
  • الغثيان والقيء وتغيرات في الرؤية وهي علامات محتملة لنقائل الدماغ.
  • السعال المزمن وضيق التنفس أو صعوبة التنفس وهي أعراض محتملة لنقائل الرئة.
  • ألم في البطن وحكة في الجلد أو طفح جلدي أو اصفرار الجلد والعينين من حالة تسمى اليرقان، والتي قد تترافق مع أورام الكبد.
  • تغيرات في مستويات الطاقة مثل الشعور بالمرض أو التعب الشديد.
  • ضعف الشهية و / أو فقدان الوزن.
  • طفح على الجلد أو تغيرات جلدية على الثدي أو جدار الصدر.
  • تغيرات في شكل أو حجم الثدي أو انتفاخ في الثدي أو الذراع.

مدى فعالية العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

إذا لم ينتشر سرطان الثدي في مراحله المبكرة، فإن العلاج الإشعاعي بعد استئصال الكتلة الورمية يقلل بشكل كبير من خطر عودة السرطان بحوالي 50٪، لكن تشير بعض الدراسات إلى أن استئصال الكتلة الورمية الذي يتبعه العلاج الإشعاعي، له نفس فعالية استئصال الثدي دون العلاج الإشعاعي.

الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الكتلة الورمية لديهم فرصة بنسبة 20٪ إلى 40٪، لعودة السرطان مرة أخرى بعد 10 إلى 20 عاماً، لكن إضافة العلاج الإشعاعي بعد الجراحة تنخفض هذه النسبة إلى 5٪ إلى 10٪، ومع ذلك هناك بعض المرضى الذين يحصلون على فائدة أقل من الإشعاع، بما في ذلك المرضى بعمر 65 عاماً أو أكبر.

كم عدد جلسات العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟

إن عدد الجلسات يختلف باختلاف شدة إصابة المريضة والهدف من العلاج به، ويقوم الطبيب عادة بتحديد هذا العدد وعادة ما يتم إجراء 25 جلسة لكل مريضة، حيث تقسم الجرعة الإشعاعية الكاملة على هذه الجلسات.

متى يبدأ مفعول العلاج الإشعاعي؟

يبدأ العلاج الإشعاعي بإعطاء النتائج، ويلاحظ تقلص حجم السرطان لدى المريض أو اختفائه، بعد انتهاء البرنامج العلاجي الذي وصفه الطبيب للمريض بمدة 21_28 يوم، وبعدها يلاحظ أيضاً اختفاء الآثار الجانبية لهذا العلاج مثل التورم والألم.

كم نسبة نجاح العلاج الإشعاعي؟

إن نسبة نجاح الأشعة في إزالة السرطان من الجسم والقضاء عليه، ربما تتجاوز 40٪ عند أغلب المرضى، وذلك حسب الدراسات التي أجريت في الفترة الماضية.

إن العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؛ من الإجراءات التي تقلل من احتمال عودة السرطان بعد استئصاله من الثدي، وكما ذكرنا فإن ل radiation therapy for breast cancer، العديد من الأنواع التي يمكن أن تستعمل لعلاج حالات مختلفة، وعلى الطبيب تقرير نوع المعالجة المناسب لحالة المريضة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق