حافرة أوراق السفرجل Quince leaf digger؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
حافرة أوراق السفرجل Quince leaf digger؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة بها

تعتبر حافرة أوراق السفرجل (Quince leaf digger) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار السفرجل، وتؤدي هذه الآفة لأضرار اقتصادية زراعية تتفاوت شدتها، وقد تكون هذه الآفة خطيرة في بعض المناطق وتؤثر على الإنتاج الكلي والمردود، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بحافرة أوراق السفرجل، وما هي سبل مكافحة حافرة أوراق السفرجل؟

حشرة حافرة أوراق السفرجل

إن حافرة أوراق السفرجل هي واحدة من الآفات والحشرات الاقتصادية التي تسبب أضرارًا لأشجار السفرجل المثمرة وغيرها. تصيب الآفة أشجار السفرجل وتنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة السفرجل حول العالم، وتوجد في أمريكا الشمالية والجنوبية، وآسيا الغربية والشرقية، وأفريقيا، وأوروبا، ودول حوض المتوسط.

وصف الحشرة

إن حافرة أوراق السفرجل تشبه تقريبًا عثة التفاح، مع اختلاف الألوان ونظام توزع الألوان.

فراشة حافرة أوراق السفرجل

إن الفراشة أو الحشرة الكاملة للآفة صغيرة الحجم بطول حوالي 4-5 مم، تكون الأجنحة الأمامية فضية بيضاء اللون، وتوجد بقع محمرة في طرف كل جناح. كما يميل لون الأجنحة الخلفية للرمادي الفضي الأبيض، وتوجد أهداب على حواف كل جناح.

يرقات حافرة أوراق السفرجل

أما الديدان أو اليرقات، فهي ذات لون أخضر فاتح في أعمارها الأولى، وبعد أن تكبر يميل لونها للأخضر الغامق أو الداكن بالتدريج. رأس اليرقة بني أسود اللون، كما يبلغ طول اليرقة عند النضج التام حوالي 9- 10 مم.

عذراء الحشرة

بينما العذراء فهي خضراء مصفرة أو مزرقة، وتتواجد في شرنقة حريرية بيضاء اللون غالبًا ما تكون ملتصقة على السطح السفلي لأوراق السفرجل المصابة.

الإصابة بحافرة أوراق السفرجل

مظاهر الإصابة بالحشرة

 

تتجلى مظاهر الإصابة بحافرة أوراق السفرجل على هيئة حفر أنفاق في أوراق الأشجار. تتغذى اليرقات أو الأطوار الضارة بحفر أنفاق التغذية في أوراق الأشجار المصابة من السفرجل، وعادةً ما تكون الأنفاق في الطبقة البينية للخلايا أو بين طبقتي بشرة الورقة الكثيفة. تأخذ الأنفاق أشكال سوداء أو صدئة مفحمة، كما تؤدي الإصابة الشديدة إلى سقوط نحو 40- 60% من أوراق الشجرة. بينما الإصابة التامة تحصل بسقوط 100% من الأوراق أي تتعرى أشجار السفرجل من أوراقها بالكامل.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحافرة أوراق السفرجل بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع سفرجل:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة السفرجل بصورة دورية على مدار العام، بداية المراقبة في نيسان/أبريل، ثم تكرر المراقبة كل شهرين مرة حتى نهاية السنة.
  • مراقبة الأوراق الصغيرة والكبيرة في نباتات السفرجل بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مساحات مأكولة من الورقة أو أجزاء مقروضة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة السفرجل المشكوك في أمره.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان السفرجل كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

خطورة حافرة أوراق السفرجل

تنبع خطورة حافرة أوراق السفرجل، من أنها تضعف الأشجار في مكان الإصابة الممثل بالأوراق. نتيجة لذلك، تنجذب آفات أخرى إلى الشجرة من أمثال دودة براعم السفرجل، وحفار ساق التفاح، وحشرات الفواكه القشرية، ونمر الإجاص، وغيرها. يمكن أن تكون الإصابة خطيرة في بعض المناطق المتوسطية في البحر المتوسط كالأردن وسورية ولبنان وتركيا وقبرص، ورغم ذلك، قد تكون الإصابة في مناطق أخرى محدودة لا تستدعي المكافحة.

العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحافرة أوراق السفرجل مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين السفرجل المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان السفرجل الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن بساتين السفرجل قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية بساتين السفرجل وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 60% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين السفرجل المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببساتين السفرجل وخاصة بالري والتقليم والتسميد.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بحافرة أوراق السفرجل، وأهم العوامل خمسة:

  1. وجود الأعشاب بصورة موبوءة في بساتين السفرجل، فهي تعد بؤر لانتشار الآفات الزراعية ومنها هذه الحافرة.
  2. عدم عناية المزارع بتقليم أشجار السفرجل بصورة سليمة فهذا يزاحم الفروع والأغصان ويزيد فرص الإصابة بالحافرة التي تفضل كثافة نباتية عالية.
  3. كما أن عدم إزالة المزارع للأفرع المتشابكة والمتزاحمة لأشجار السفرجل يؤدي لضعف الأشجار وانتشار الآفات.
  4. أيضًا فإن استعمال المزارع لمبيدات حشرية تابعة للفحوم الهيدروجينية المكررة يساعد على انتشار الآفات (كالمبيد الخطير ddt) واتباع مكافحة جائرة دون حلقة خاصة للمبيدات.
  5. بالإضافة لذلك، عدم قيام المزارع بري أشجار السفرجل بصورة منتظمة يسهم في حدوث الإصابة بالحافرة.

دورة حياة الحشرة

إن دورة حياة حافرة أوراق السفرجل تتشابه قليلاً مع دورة حياة فراشة ثمار الخوخ، وفي ما يلي الدورة:

طور نشاط الآفة

إن طور النشاط يحصل في الربيع مع نيسان/ أبريل، حيث يبدأ ظهور الفراشات الكاملة في بساتين السفرجل مع بدايات الربيع، ثم تتغذى لفترة قصيرة. بعد ذلك، تتزاوج، ثم تضع بيض الجيل 1 على السطح السفلي للأوراق السفرجل الصغيرة في بداية شهر أيار/ مايو. تلجأ اليرقات الخارجة من البيض إلى التغذية بالحفر ضمن أنسجة الأوراق والخلايا البينية، ثم بعد اكتمال نمو اليرقات تتحول إلى عذارى في شرانق خاصة على السطح السفلي لورقة السفرجل. بعد ذلك، تخرج الفراشات معيدةً دورة الحياة من جديد على أشجار السفرجل في المنطقة مفضلة تلك التي يكون عليها أغصان متشابكة كثيرة وبالتالي أوراق أغزر.

طور سبات الآفة

أما طور السبات فيحصل في الشتاء، حيث تمر الحشرة بطور تشتية وسكون العذراء، وعادةً ما تكون العذراء في شرنقة حريرية خاصة على أجزاء شجرة السفرجل نفسها، أو قد تكون مختفية في التربة في نواة طينية أو بين الحجارة والحصى الناعم. تختلف طبيعة التعذر حسب الظروف السائدة وخاصة الحرارة والرطوبة ضمن بستان السفرجل المصاب، كما أن الحشرة يمكن أن تقضي فصلي الشتاء والخريف كلاهما بطور الفراشة الكاملة ولكن تكون غير مخصبة في هذه الحالة.

أجيال حافرة أوراق السفرجل

إن عدد أجيال الآفة يختلف حسب الظروف من حرارة ورطوبة، وعادةً ما يكون للحشرة حوالي 4 أجيال غير مميزة في العام الواحد في البستان غير المخدوم من السفرجل. يمكن أن يظهر الجيل الثاني في منتصف حزيران/ يونيو، وأما الجيل الثالث ففي منتصف تموز/ يوليو على أشجار السفرجل. في حال ظهور الجيل الرابع فقد يظهر في منتصف آب/ أغسطس، وقد يظهر أحيانًا في بعض المناطق جيل خامس في المناطق الدافئة التي تزيد فيها الحرارة عن 28 مئوية في شهر أيلول/ سبتمبر.

مكافحة حافرة أوراق السفرجل

مكافحة هذه الحافرة على أشجار السفرجل

 

تتبع من أجل مكافحة حافرة أوراق السفرجل جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الآفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجار السفرجل بصورة منتظمة ويكرر الري 2-3 مرات حتى العقد. كما يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة ببستان السفرجل نهائيا لأنها تساعد يرقات الآفة في الانتقال. أيضًا يحرص المزارع على عدم استعمال مبيدات تابعة للفحوم الهيدروجينية على أشجار السفرجل لأنها ضارة، ويمكن أيضًا أن يستعمل المزارع مصائد بلاستيكية أو زجاجية تعلق على الأشجار (مصيدة طعوم سامة، مصيدة فرمونية، مصيدة غذائية) لصيد فراشات هذه الحافرة.

مكافحة علاجية من الحشرة

تجرى المكافحة العلاجية بمجرد التعرض للإصابة، وتتم بأحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية ذات الفعالية الجهازية على أشجار السفرجل. يعد الجيل الأول لهذه الفراشة أكثر الأجيال خطورة لإصابته للأوراق الفتية الغضة من السفرجل أو الأوراق الصغيرة عمرًا. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد براثيون ميثيل Parathion- methyl، والمبيد دميتون ميتيل Dimeton- methyl بالرش على الأوراق المصابة من أشجار السفرجل. كما يعطي المبيد كلورثيون chlorthion نتائج جيدة عند رش أشجار السفرجل مستهدفًا الأوراق.

دورة استعمال المبيدات ضد الحافرة

في الموسم الأول للسفرجل يستعمل المزارع المبيد كلورثيون chlorthion، أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد مالاثيون (malathion) بالرش على أشجار السفرجل المصابة ويتم رش الأوراق الكبيرة والصغيرة. مع بدايات الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو ميثيل باراثيون methyl parathion بالرش على الأوراق الفتية والمعمرة في أشجار السفرجل، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كلورثيون chlorthion في الموسم الرابع، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8- 9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان السفرجل الواحد، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات يكون ضررها أكبر من نفعها كالمبيد لندان Lindan أو DDT وغيره من مشتقات الفحوم الهيدروجينية، وكذلك المبيدات الباراثينوئيدية.

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لحافرة أوراق السفرجل عند إصابة البستان ضرورية، وتتم كالتالي:

  • مراقبة المزارع للبستان وأشجار السفرجل بصورة دورية في الربيع في نيسان/ أبريل حيث يراقب الأوراق الكبيرة والصغيرة ويسجل أي إصابات ملاحظة.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة ببستان السفرجل، باستعمال آلات حش دوارة، أو من خلال الإزالة اليدوية المباشرة وتنعيم وتفتيت ترب الأشجار لعمق 12 سم.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس، كما يمكن أيضًا استعمال اليوريا والمغنزيوم في حال النقص واحتياج أشجار السفرجل خاصة عند غياب السماد البلدي.
  • كذلك يعلق المزارع مصائد ضوئية، أو فرمونية، أو بلاستيكية، أو زجاجية، لصيد الآفات الأخرى من نطاطات وفراشات تشجع هذه الآفة كدودة براعم السفرجل، وحفارة ورق التفاح، وغيرها.
  • يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة ببستان السفرجل المصاب من ري وعزيق وغيرهما من خدمات ويكرر الري 3-4 مرات حتى العقد وعندها يوقف.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حافرة أوراق السفرجل ومدى خطورتها في حال الإصابة الشديدة وتفاقم أعداد الآفة. كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة وما يشجع على إصابة بساتين السفرجل بالآفة، حيث يجب على المزارع أن يكون حريصًا على أشجار السفرجل المثمرة من الآفات الزراعية التي تضر بمردودها وإنتاجها ومنها هذه الحافرة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق