تعتبر آفة حفار فروع الرمان (Pomegranate branch digger) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب أشجار الرمان وتضعف النباتات وتؤدي إلى سحق عمر الأشجار وتدني مستوى الإنتاج الزراعي، كما تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى مناطق زراعة الرمان، لنتعرف على خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها.
حشرة حفار فروع الرمان
إن حشرة حفار فروع الرمان تعد من الآفات والحشرات الاقتصادية الهامة التي تصيب أشجار الرمان، حيث تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة أشجار الرمان المثمرة وخاصة آسيا الوسطى والشرقية الغربية ودول شرق المتوسط. كما تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطيرة في بعض الحالات، لأنها تسبب ضعف الإنتاج وتدني مردود المزارعين والفلاحين وسحق عمر الشجرة وبالتالي خسارة إنتاج الرمان.
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
وصف الحشرة
وصف شكل الحشرة
تختلف حشرة حفار فروع الرمان عن باقي الحفارات في الشكل إلى حد كبير، وفي ما يلي الوصف المفصل للحفارة في طوريها الكامل وغير الكامل:
الحشرة الكاملة للآفة
إن الحشرة الكاملة خنفساء سوداء اللون قرمزية بطول حوالي 10 مم. كما يوجد على كل من حافتي الصدر الأول الجانبيتين بقعة رمادية بيضاء اللون في وسطها نقطتان صغيرتان سودواتي اللون. بالإضافة لذلك، ينمو على الصدر الأول أهداب قليلة صفراء اللون، أما البطن فهو ذو أهداب رمادية كثيفة.
يرقة حفار فروع الرمان
بينما اليرقة فهي مقوسة الشكل ذات لون أبيض كريمي أو حليبي مصفر الرأس، أما الصدر الأمامي فهو بني اللون، والصدر متضخم. يبلغ طول اليرقة حوالي 14- 16 مم تقريبًا عند اكتمال النمو والنضج التام.
الإصابة بحفار فروع الرمان
تهاجم الحشرات الكاملة من حفار فروع الرمان ،وكذلك اليرقات، أغصان وفروع وسيقان الأشجار. بعد ذلك، تحفر اليرقات في داخل الأغصان أنفاقًا فينجم عن ذلك ضعفها وجفافها وقد تتقصف فتنكسر من على أشجار الرمان المصابة. كما تستمر اليرقات في الحفر داخل فروع الرمان نفسها حتى بعد موت هذه الفروع، وتزداد الإصابة وكذلك أعداد الآفة عند مهاجمة بساتين كاملة من الرمان وعند ارتفاع الحرارة وحدوث الجفاف.
خطورة حفار فروع الرمان
تنبع خطورة حفار فروع الرمان من جملة من العوامل وفيما يلي نوضح لك 6 أسباب لخطورته:
- هذه الحشرة تحفر في فروع أشجار الرمان نفسها وبالتالي فهي تهدد حياة النبات بالكامل.
- كما أن هذه الآفة تصيب الأغصان والسيقان في أشجار الرمان وبالتالي فهي تهدد الإنتاج الزراعي.
- أيضًا فإن مكان الإصابة نفسه يضعف وتنجذب إليه آفات أخرى خطيرة تصيب الرمان كحفار ساق الرمان والنطاطات وغيرها.
- قد تنجذب آفات حفارة مثل كابنودس اللوزيات، وحفار الساق أبو القرون أو القرنبي القائد.
- أيضًا قد تنجذب آفات ماصة للعصارة مثل حلم العنب والرمان، والأكاروس الأحمر، ونمر الإجاص.
- كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، ويضطر الفلاح لتطبيق المكافحة المتكاملة ضمن بساتين الرمان المصابة بالحفارة.
دورة حياة الآفة
تقضي حشرة حفار فروع الرمان فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة التي تتواجد ضمن الأنفاق في الفروع في أشجار الرمان مختبئة ومستعدة. كما يمكن للمزارع أو الفلاح العثور على الحشرات الكاملة أو الخنافس في فصل الربيع في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو أيضًا. غالبًا ما تنشط الخنافس مع أواخر الربيع وتبدأ بحفر الأنفاق في القلف منتجة نشارة ناعمة تظهر بوضوح من ثقوب في فروع وأغصان أشجار الرمان. بعد ذلك، تنتقل الخنافس إلى منطقة الخشب فتحفر فيها أيضًا، ثم تتزاوج الإناث والذكور حيث تضع الإناث البيض بحوالي 50 بيضة على امتداد ومحيط النفق. تتحول اليرقات إلى عذارى ثم حشرات كاملة وتعيد دورة الحياة على شجرة رمان أخرى أو على الشجرة المصابة نفسها.
مكافحة حفار فروع الرمان
مكافحة الآفة على أشجار الرمان
من أجل مكافحة حفار فروع الرمان تتبع أساليب وقائية، وأخرى علاجية.
مكافحة وقائية من الآفة
تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بأشجار الرمان وبفصل زراعتها عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى كاللوزيات والتفاحيات. كما يعتني الفلاح بصورة خاصة بإزالة الأعشاب المحيطة والمتراكمة في بستان الرمان وبجواره وخاصة الأعشاب الموبوءة، مع تكرار الحش أربع مرات قبل العقد. بالإضافة لذلك، يهتم المزارع بري متوازن لا يزيد ولا ينقص، كما يعتني الفلاح بتقليم جيد للرمان وإزالة أي فروع لا فائدة منها ومتشابكة قرب سطح التربة.
مكافحة علاجية من الآفة
أما المكافحة العلاجية فتتم من خلال استعمال المبيد باراثيون مثيل Parathion metyhl، أو المبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار الرمان من فروع وسيقان. يستخدم المزارع أحد الزيوت الرديئة التي لا يحتاجها ويخلطها بأحد المبيدين المذكورين سلفًا بنسبة 1/3 للمبيد و 2/3 للزيت، ثم يدهن الأماكن المصابة من أغصان وفروع بالمزيج بشكل جيد. رغم كل ما تقدم، فإن المكافحة الكيميائية غير فعالة مع هذه الحفارة عندما تصيب الرمان خاصة عند زراعة أنواع كثيرة من الأشجار المثمرة إلى جانب بعضها دون فصل.
حلقة استعمال المبيدات ضد السوسة
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الرمان، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار الرمان المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة أشجار الرمان يستعمل المبيد كرباريل (Carbaryl) بالرش على أشجار الرمان المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار الرمان مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والمصابة والجافة مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد السوسة الكاملة واليرقات معًا.
إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة
تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار فروع الرمان من خلال:
- إجراء الفلاح لعملية عزيق في التربة المزوعة بالرمان على عمق حوالي 12- 15 سم.
- ثم يضيف الفلاح الأسمدة المعدنية من بوتاس وفوسفور وآزوت، فالرمان يحتاج للآزوت لتقوية مناعته.
- كما يضيف الفلاح الأسمدة العضوية المتخمرة لمدة كافية حيث تكون متخمرة 8- 12 شهرًا على الأقل.
- يجب اختيار أبعاد مناسبة لغراس الرمان لتجنب الكثافة التي تؤدي إلى الإصابة بالآفة، والمسافة المناسبة هي 3 م بين كل صف و 1.5 م بين كل غرسة على الأقل.
- يراقب المزارع بستان الرمان بصورة دورية للتأكد من الخلو من الآفات والحشرات والممرضات، وتبدأ المراقبة في نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو.
- يتم الرش بالمبيدات الوقائية الفطرية، والنحاسية، والكربماتية، إذا وجدت أي إصابات فطرية، أو بكتيرية على أجزاء أشجار الرمان من أوراق وأغصان وغيرها.
- كما يتم الرش بالمبيدات الفوسفورية العضوية عند حدوث الإصابات الحشرية، مع مراعاة استعمال المبيد المتخصص والمنصوح به مع كل حشرة.
- يراعي المزارع قدر الإمكان عدم استخدام نفس المبيد في كل موسم، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية، واللجوء لحلقة المبيدات المذكورة بصفة أساسية.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار فروع الرمان ومدى خطورتها على بساتين الرمان. كما يكون الفلاح والمزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة الممكنة وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان الرمان المصاب بالحافرة. لا ريب بأن مربي البساتين والأشجار المثمرة يجب أن يكون حريصًا على خلو أراضيه من الآفات الضارة، كما أن الرمان مفيد ويجب الحفاظ على إنتاج المزارع الغزير منه.
عذراً التعليقات مغلقة