حفار ساق الرمان؛ أهم 3 أسباب تجعله آفة خطيرة على أشجار الرمان، وكل ما يلزم المزارع

يعتبر حفار ساق الرمان (Pomegranata tree digger) من الآفات الزراعية الحفارة الخطيرة التي تصيب الرمان، وتؤدي هذه الآفة إلى ضعف الأغصان وتقصفها وقد ينجم عن ذلك موت الشجرة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار ساق الرمان، وكيف يمكن مكافحة حفار ساق الرمان عند الإصابة به وتضرر بساتين وأشجار الرمان؟

حفار ساق الرمان

تعد آفة حفار ساق الرمان من أهم الحشرات الاقتصادية الزراعية، حيث تهاجم الآفة أشجار الرمان، وتنتشر في مناطق زراعة الرمان حول العالم من ضمنها دول شرق المتوسط، وتركيا، وقبرص، والأردن، والمغرب، وتونس. تؤثر الآفة على زراعة الرمان إلى حد ما خاصة وأنها قد تصيب بساتين بالكامل، ويصل الضرر إلى 80% من الإنتاج.

الوصف

وصف شكل الحشرة

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة من آفة حفار ساق الرمان تشبه إلى حد كبير المندوكة السداسية، لكن الفرق المميز هو أن هذه الآفة بلون أبيض مرقط بنقاط سوداء كثيرة تجعله يشبه النمر الأبيض. يتراوح طول الفراشة الأنثى بحوالي 3.5 سم، وطول جناحيها ممدودين 6 سم. أما الذكر فطوله 2.5 سم، وطول جناحيه 4.5 سم.

يرقات حفار ساق الرمان

إن يرقات الحفار أسطوانية رخوة، لونها برتقالي أو أصفر مخضر مع بقع سوداء تأخذ نظام محدد في توزعها على السطح العلوي. يبلغ طول يرقة هذا الحفار بعد تمام النضج والنمو حوالي 3.8 سم أي أنها صغيرة الحجم.

دورة حياة حفار ساق الرمان

النشاط

تبدأ حشرة حفار ساق الرمان نشاطها ربيعًا أو صيفًا، حيث تظهور الفراشات الكاملة من الحفار في شهر نيسان/ أبريل في بعض المناطق، وفي أماكن أخرى فيبدأ ظهورها خلال تموز/ يوليو أو حزيران/ يونيو؛ ثم تستعد لوضع البيض.

وضع البيض

بعد ذلك، تضع أنثى الفراشة حوالي 1500 بيضة، حيث يختلف العدد حسب العائل النباتي والظروف المناخية من حرارة ورطوبة (والاعتدال هو الأفضل لتطور الحفار لذلك فهو يفضل جو معتدل ما بين الربيعي والخريفي). كما يكره هذا الحفار ارتفاع مستوى الماء في التربة، ويحب ارتفاع درجات الحرارة ربيعًا وصيفًا، وانطلاقًا من ذلك تناسبه الأجواء المعتدلة في المناخ المتوسطي النموذجي في بساتين الرمان. يتم وضع البيض إما إفراديًا أو بشكل مجاميع تتكون كل مجموعة من 10- 35 بيضة. يفقس بيض الآفة بعد 1- 3 أسابيع، ثم تخرج اليرقات الصغيرة الرخوة وتتجه إلى الفروع الغضة أو الصغيرة عمرًا من شجرة الرمان في البداية.

سلوك اليرقات

اليرقات في عمرها الأول تهاجم فروع الرمان بعمار أقل من سنة أو سنتين، أما اليرقات المتطورة أكثر فتهاجم الفروع الأكبر بعمر 3 سنوات، بينما اليرقات الناضجة والكاملة فتصيب الفروع التي يزيد عمرها عن 6-7 سنوات من شجرة الرمان. تتابع اليرقات تغذيتها وهي تحفر في الأغصان (الفتية والمعمرة على السواء) و كذلك في السوق والفروع، وتقضي هكذا طور التشتية النشط. بعد ذلك، مع بدايات تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفبر يكتمل نمو اليرقات، ثم تتحول إلى عذارى ضمن أنوية خاصة أو شرانق طينية محمية في شهر نيسان/ أبريل معيدة دورة الحياة من جديد في بساتين الرمان.

أجيال حفار ساق الرمان

يختلف عدد أجيال الحفار حسب ظروف المناخ السائد والعائل ومنطقة التكاثر، إذ قد يكون للحشرة جيل واحد سنويًا في بعض المناطق (مثل مناطق حوض المتوسط)، وقد يكون لها جيل كل سنتين في مناطق أخرى (كمناطق شمال أفريقيا).

الإصابة بحفار ساق الرمان

إن الحشرة الكاملة من حفار ساق الرمان غير خطيرة ولا تنبع خطورتها إلا عند وضعها للبيض. أما الخطر الحقيقي يأتي من اليرقات الحفارة (الطور الضار) التي تسلك سلوك حافرات القلف وحشرات الخشب كخنفساء قلف اللوزيات وحفار جذور اللوزيات، وتتميز الأعراض كالتالي:

1. تحفر اليرقات أنفاقًا متجهة للأعلى في سوق وجذوع وفروع وأغصان شجرة الرمان.
2. يمكن للمزارع تمييز الإصابة من خلال رؤيته لنشارة خشب حمراء كثيفة تخرج من ثقوب في الأماكن المصابة من شجرة الرمان وتتجمع على الأرض حول مسقط تاج الشجرة.
3. كما يمكن أن تصاب الشجرة الواحدة بأكثر من 20 يرقة في حال تكاثر الآفة بشكل كبير عند ملائمة الظروف لها.
4. أيضًا قد تؤدي الإصابة بهذه الآفة إلى موت الشجرة بالكامل، لأن هذا الحفار يسبب تقصف الجذع وانكسار الأغصان.
5. اليرقات تختبئ في أماكن الحفر لذلك يصعب على المزارع المبتدئ معرفة إن كانت شجرة الرمان مصابة أو سليمة.
6. بالإضافة لما تقدم، تنجذب آفات أخرى لأشجار الرمان بسبب ضعفها منها ماصات العصارة كالحشرات القشرية، وآفات الحلم كحلم الرمان والعنب، وغيرها من حشرات (حفارة، نطاطة، فراشات… إلخ).

الخطورة

تنبع خطورة حفار ساق الرمان من ثلاث أسباب رئيسية:

1. يصيب هذا الحفار الأجزاء الإنتاجية للشجرة (فروع، أغصان، جذع رئيسي) وهذا ينعكس على إنتاج شجرة الرمان الكلي.
2. تعمر اليرقات الحفارة طويلاً لفترة قد تمتد لسنتين، دون أن يشعر المزارع المبتدئ بوجودها، وبذلك فإن الشجرة تموت ويقل عمرها بالتدريج دون أن يعرف أحد ذلك.
3. كذلك يمكن لهذا الحفار أن يقضي على الشجرة بالكامل، ويمكن أن يمتد الضرر ويشمل بساتين رمان مجاورة بأكملها ما لم تتخذ تدابير المكافحة العلاجية.

مكافحة حفار ساق الرمان

سبل مكافحة هذه الآفة

تجب مكافحة حفار ساق الرمان بمجرد ملاحظة المزارع إصابة شجرة الرمان به، وتتم المكافحة بالطرق الآتية:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية بعناية الفلاح بصورة دورية ومتقنة ببساتين أشجار الرمان المزروعة. يعتني الفلاح بتقليم جيد دون إحداث أي جروح أو تقرحات على فروع وأغصان الرمان؛ مع تعقيم مقص التقليم. كما يجب على المزارع تأمين تهوية جيدة للمجموع الخضري، لتحقيق توازن بين المجموع الخضري والثمري فهو الهدف الأساسي من عملية (التقليم الإثماري) للرمان. بالإضافة لذلك، يكافح المزارع الحشرات القشرية والماصة للعصارة Homoptera and Hemiptera insect والحفارة Digger insect بالمبيدات الفوسفو- عضوية بمجرد الإصابة، كالمبيد دميتون متيل Dimeton- methyl.

مكافحة يدوية

تتم المكافحة اليدوية باستعمال سلك معدني معقوف في المقدمة على شكل خطاف أو حرف V، إذ يتم إدخال السلك في الثقوب التي تحفرها اليرقات في أماكن الإصابة (جذع، فروع، أغصان) ويتم بذلك قتل اليرقات. بعد ذلك، تجمع الأجزاء المصابة من شجرة الرمان وتتلف بالحرق بعيدًا، لأن اليرقات الناجية يمكن أن تخرج منها، فتعيد إصابة بستان الرمان من جديد.

مكافحة كيميائية

تستعمل المصائد الفرمونية والضوئية والغذائية الجاذبة في الحقل، أو مصيدة ماكفيل الغذائية التي تعلق على أشجار الرملن لتحديد موعد ظهور الفراشات من الآفة، وتعداد مجتمع الآفة. يفضل استخدام المبيدات التي تنفع مع هذا النوع من الحفارات من أمثال المبيد أسيتا مبريد Acetamiprid) insectacide) أو أزينفوس ميثيل Azinphos mythel (جوزاثيون). كما يراعي المزارع عدم قطف ثمار الرمان قبل مرور 1-2 أسبوع على على آخر رشة. يمكن أيضًا استخدام أحد المبيدات الفوسفورية أو العضوية أو الجهازية، بحيث لا يؤثر ذلك على المفترسات الطبيعية، من أمثال المبيد باراثيون متيل Parathion methyl، حيث يتم الرش مباشرة بعد عقد الثمار؛ وينفع كذلك استعمال المبيد كارباريل Carbaryl الفعال بالملامسة.

إجراءات الإدارة المتكاملة للبستان

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار ساق الرمان من خلال:

• إجراء تنقيب لترب أشجار الرمان وحراثة على عمق 20 سم قبل الزراعة، وهذا كفيل بالقضاء على عذارى الحفار الساكنة المختبئة في التربة
• ثم يحدد الفلاح مسافات الغراس بصورة متباعدة، ويتجنب الكثافة الزائدة لأشجار الرمان لأنها تزيد قدرة الحفار على التكاثر.
• بعد ذلك يتم إضافة الأسمدة الآزوتية، والفسفورية، والبوتاسية، بشكل متوازن ومحسوب لأشجار الرمان، وقد يضاف أيضًا المغنزيوم.
• يراقب الفلاح أشجار الرمان بصورة منتظمة ويعلق المصائد الخاصة (طعم سام/ مادة سكرية+ مبيد كارباريل Carbaryl) لصيد فراشات الحفار.
• يجري الفلاح الرش للرمان بالمبيدات الوقائية الفوسفورية أو الجهازية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية أو حشرية.

اقرأ المزيد:

• هلزينوس الزيتون؛ تعرف إلى التأثيرات الضارة على الزيتون وأشجاره
• تربس الرمان Pomegranate thrips؛ أهم 5 عوامل وأسباب تشجع الإصابة به على الأشجار، ومعلومات للمزارع
• حفار ساق التين؛ 5 عوامل تشجع الإصابة به على التين، وكل ما يهم المزارع عنه

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار ساق الرمان الضارة ببساتين الرمان، والتي تسبب ضرر وتدني في المردود الزراعي لمزارعي أشجار الرمان المثمرة مما يسبب الخسارة الكبيرة. كما نكون، بالإضافة لذلك، قد تعرفنا على دورة الحياة وموعد المكافحة وسبل تطبيقها ضمن بساتين أشجار الرمان التي لا بد من حمايتها.