نيرون الزيتون؛ تعرف إلى مدى خطورتها ودورة حياتها وكيفية مكافحتها

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوعين يوم 10 أبريل, 2024
نيرون الزيتون؛ تعرف إلى مدى خطورتها ودورة حياتها وكيفية مكافحتها

تعتبر حشرة نيرون الزيتون (Phloeotribus scarabaeoides) من أخطر الآفات الحفارة التي تصيب أشجار الزيتون وتؤدي لضعف إنتاجها وسحق عمر الشجرة، كما تشجع هذه الآفة آفات أخرى حفارة لكي تصيب الأشجار والبساتين، ويمكن أن تزداد الخطورة وتموت أشجار بكاملها، تعرف إلى مدى خطورتها ودورة حياتها وكيفية مكافحتها.

آفة نيرون الزيتون

في الحقيقة، تعتبر حشرة نيرون الزيتون من الحشرات والآفات الزراعية التي تصيب أشجار الزيتون. كما أن هذه الآفة تصيب بقية الأشجار والشجيرات التي تنتمي إلى الفصيلة الزيتونية. تنتشر هذه الآفة بصورة خاصة في جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا. كما تتواجد هذه الآفة بغزارة في تركيا، وفلسطين، والأردن، ولبنان، وسورية. تزداد الإصابة بهذه الآفة عند ارتفاع الحرارة وحدوث الجفاف الذي يضعف الأشجار لذلك فهي تتواجد في المناطق الجافة.

وصف الآفة

إن حشرة نيرون الزيتون تشبه كثيرًا خنفساء قلف الأشجار، وكذلك حشرة الهلزينوس. وفي ما يلي الوصف المفصل:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة خنفساء صغيرة الحجم بحوالي 2-2.5 مم. كما أن الحشرة مستطيلة الشكل ويغلب عليها اللون البني القاتم. بالإضافة لذلك، تكسو جسم الحشرة شعيرات دقيقة رمادية اللون. الثلث الأخير من الغدد يحمل بقعة عرضية غامقة. أما قرن الاستشعار فهو مرفقي وينتهي بثلاث عقل متضخمة على شكل وريقات.

يرقة نيرون الزيتون

بينما اليرقة فهي ذات لون أبيض مصفر أو حليبي ليموني. كما أن اليرقة عديمة الأرجل تمامًا ورأسها أحمر بني صغير. عادة ما تتواجد اليرقة ضمن أنفاقها أو تحت قلف أغصان الزيتون المصابة أو التي ستصاب لاحقًا.

الإصابة بنيرون الزيتون

الإصابة بهذه الآفة

إن الإصابة بنيرون الزيتون تتجلى من خلال الأنفاق والحفر التي تصنعها اليرقات والخنافس. في الحقيقة إن الطور الضار للآفة هو اليرقات والحشرة الكاملة معًا. وتتجلى أعراض الإصابة كالتالي:

  • تهاجم الأطوار الضارة للآفة الفروع حافرةً فيها فينتج عن ذلك جفاف وموت أطرافها.
  • كما تخرج نشارة خشبية من الفروع والأماكن المصابة والمحفورة.
  • تفضل هذه الآفة مهاجمة الأماكن الضعيفة من الشجرة والجافة والمعرضة لأشعة الشمس المباشرة.
  • تشتد الإصابة في السنوات القليلة الأمطار.
  • كما أن هذه الآفة تهاجم الأشجار القوية نفسها والأغصان الفتية الخضراء التي تفضلها للتغذية.
  • تكون الأنفاق بصورة متوازية وهذا هو ما يميزها عن أنفاق هلزينوس الزيتون الحفار الذي تكون أنفاقه متعامدة.

خطورة نيرون الزيتون

تنبع خطورة نيرون الزيتون من أن الإصابة به تعرض الشجرة للضعف. وانطلاقًا من ذلك، تنجذب آفات أخرى إلى الأشجار منها ما هو حفار ومنها ما هو ماص للعصارة النباتية. كما يمكن أن تنجذب آفات النطاطات وفراشات الأنفاق. و من أهم الآفات التي يمكن أن تنجذب نذكر:

  • هلزينوس الزيتون (بصورة أساسية).
  • خنفساء قلف الأشجار.
  • حفار ساق التفاح (خاصة إن كان بستان الزيتون قريبًا من مناطق زراعة التفاح واللوزيات والرمان).
  • فراشة الزيتون (سواء العثة أو النارية).
  • آفات الزيتون القطنية (من ضمنها البسيلا أو صوفة الزيتون).
  • العديد من الآفات الأخرى غير الحشرية (فطور الذبول، بكتريا التقرح والسل، التدرن التاجي، إلخ…).

دورة الحياة

تتميز دورة حياة نيرون الزيتون بطور نشاط شتوي وربيعي في آن معًا. وتكون دورة الحياة كالتالي:

طور التشتية

تقضي الآفة فصل الشتاء على صورة يرقات تامة النضج، أو عذارى، أو حتى حشرات كاملة. تتواجد الحشرات ضمن الأنفاق وهي تتغذى بحفر الأنفاق ضمن قلف الأغصان أو الخشب ونسيج الكامبيوم.

النشاط الربيعي

مع حلول فصل الربيع يزداد نشاط الحشرات فتتابع تغذيتها بحفر الأنفاق في قواعد الفروع الطرفية. كما أنها تحفر في مقدمة البراعم وقممها وهذا يحصل قبل التزاوج. عادة ما تكون الأنفاق متوازية إلى حد كبير مع بعضها البعض.

التزاوج وسلوك الحفر

بعد ذلك، تتزواج الحشرات الكاملة أو الخنافس في ما بينها ويحفر الزوجان نفق عرضي. في واقع الأمر، يحيط النفق العرضي جزئيًا بالغصن في منطقة الكامبيوم. يسمى النفق العرضي بنفق التربية الأصلي أو اﻷساسي. كما تضع الأنثى على محيطه بصورة منتظمة حوالي (40-50) بيضة. تحفر اليرقات الخارجة من البيض أنفاقًا شبه متعامدة على أنفاق التربية.

متابعة التطور

يكتمل نمو اليرقات بعد حوالي ثلاثة أسابيع. وأما بعد ذلك، فتتحول إلى عذراى في نهاية الأنفاق. بعد نحو أسبوع تخرج الخنافس الكاملة من جديد صانعة ثقوبًا مستديرة في قلف الأغصان والفروع.

أجيال نيرون الزيتون

في الحقيقة، يختف عدد الأجيال حسب المنطقة. كما أن عدد الأجيال له علاقة بصورة مباشرة بدرجات الحرارة والرطوبة حيث يرتفع بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة. قد يحتاج الجيل الواحد في الربيع حوالي خمسة أسابيع. كما أن الأجيال كثيرة التداخل في ما بينها، وعادة ما يكون للحشرة (3-4) أجيال في المناطق الساحلية في شرق المتوسط.

مكافحة نيرون الزيتون

سبل مكافحة هذه الآفة

من أجل مكافحة نيرون الزيتون يتم التركيز على الإجراءات الوقائية قبل العلاجية. ورغم ذلك، فإن مكافحة هذه الخنفساء الحفارة صعبة للأسباب التالية:

  • الأطوار الضارة تكون مختبئة عن عين المزارع تمامًا في أنفاقها (وخاصة اليرقات) مما يصعب العثور عليها.
  • كما أن الأنفاق نفسها عامل حماية لليرقات من المبيدات الكيميائية.
  • بالإضافة لذلك تصعب عمليات المكافحة أثناء الطقس الحار، وخاصة في حال البساتين الشاسعة من الزيتون.

بالرغم من كل ما تقدم، وصعوبة مكافحة هذه الحشرة، إلا أنه بإمكانك اتباع أبرز 6 طرق لمكافحتها فيما يلي:

  • يعتني المزارع بصورة عامة بأشجار الزيتون من تقليم جيد وتسميد متوزان.
  • كما يعتني المزارع بالري بصورة خاصة، وهو من أهم عمليات المكافحة لأن هذه الخنفساء تكره الرطوبة والماء.
  • يقوم المزارع بتغطية الفروع المعرضة للشمس بأكياس أو مواد من النايلون.
  • يمكن أيضًا أن يستعمل المزارع مادة كلسية يطلي بها الفروع المعرضة للشمس لمنع الحروق.
  • بالإضافة لذلك يتلف المزارع الفروع التي تعرضت لإصابة قوية ويحرقها بعيدًا عن البستان.
  • يمكن أيضًا أن يقوم المزارع باستعمال المبيد كارباريل (Carbaryl) للتخفيف من الإصابة، رغم أن المكافحة الكيميائية غير فعالة مع هذه الحشرة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة نيرون الزيتون الخطيرة على أشجار الزيتون المباركة. كما يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة الممكنة. لا شك بأن أشجار الزيتون هي أشجار مثمرة مفيدة ولا عنى عنها. وانطلاقًا من ذلك، وجب على المزارع أن يدرك أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق