مرض تضيق القلفة (phimosis)؛ أعراض مرض الشبم وكيفية التشخيص والعلاج

مرض تضيق القلفة (phimosis) أو الشبم من الأمراض الذكرية غير الخطيرة. يحدث عند غير المختونين فقط، لأنه يتعلق بالقلفة (الغفلة، أو الغرلة، أو جلدة القضيب). دائرة القلفة أي الجلد الذي يغطي رأس القضيب (الحشفة)، حيث يحدث ضيق فيها. لا تعد هذه الحالة مشكلة دوماً، فهي لا تسبب إزعاجاً إذا لم تظهر الأعراض، لكن عند ظهور الأعراض يمكن علاج هذا الداء بسهولة. تعرف إلى أهم 6 أسباب لحدوث مرض تضيّق القلفة، وأبرز أعراضه، وكيفية التشخيص والعلاج.

ما هو مرض تضيق القلفة؟

يعد الشبم أو مرض تضيق القلفة حالة طبية غير خطيرة تصيب الرجال غير المختونين. يكون جلد القلفة (foreskin) في هذه الحالة ضيقاً ومشدوداً حول رأس العضو الذكري بحيث لا يمكن سحبها للخلف وكشف الحشفة. لذلك قد يبدو القضيب وكأنه محاط بحلقة عند رأسه. يكون رأس القضيب عند الذكور غير المختونين في الحالة الطبيعية مغطاً بزائدة جلدية تدعى القلفة، وهي قابلة للسحب إلى الخلف لكشف رأس العضو، وإلى الأمام لتغطيته من جديد.

تكون عدم القدرة على سحب القلفة إلى الخلف أو صعوبة سحبها عند الأطفال تحت 4 سنين طبيعياً، لأنها تكون مشدودة وغير منفصلة تماماً، لكنها تصبح أكثر ليونة، وتنفصل تماماً عن رأس القضيب مع تقدم الطفل بالعمر. لذلك يعد هذا المرض أشيع في الأطفال بعمر 4 سنوات وأصغر. كذلك قد يصيب الكبار إذا حدث إنتان تحت القلفة (التهاب الحشفة) وعند مرضى السكري، حيث يتشكل نسيج ندبي تحت القلفة بسبب الإنتانات المتكررة، التي تحدث بسبب تهيج الجلد أو عدم تنظيفه جيداً.

أسباب حدوث شبم أو تضيق القلفة

قد يحدث تضيّق القلفة عند طرف القضيب عند الأطفال دون سبب، أما الكبار فلا يصابون به إلا بوجود سبب. تشمل الأسباب التي تحدث مرض تضيق القلفة ما يلي:

• الأكزيما.
• الصداف.
• الحزاز المسطح.
• الحزاز المتصلب.
• التهاب الحشفة الجفافي المسد.
• الالتصاقات أو التندب حول جلدة القضيب بسبب الالتهابات المتكررة.

العوامل التي تزيد من خطر حدوث تضيق القلفة

يعد مرض تضيق القلفة أشيع عند الأطفال من الكبار، لذلك فإن العمر الصغير عامل خطورة بالإضافة إلى العوامل الأخرى مثل:

• عدم العناية بالنظافة.
• التهابات القضيب المتكررة.
• الإنتانات البولية المتكررة.
• التهاب القلفة.
• التعامل بخشونة مع القلفة بشكل متكرر.
• رضوض القلفة.
• الأمراض المنقولة بالجنس.
• مرض السكري.

علامات وأعراض مرض تضيق القلفة

تعد أعراض مرض تضيق القلفة متنوعة، لكنها لا تظهر دائماً، فقد يكون كثير من المصابين غير عرضيين، ولا يشعرون بالألم. علاوة على ذلك لا تعد هذه الحالة خطيرة حتى وإن سببت أعراض، لكنها قد تكون مزعجة. تشمل أهم الأعراض ما يلي:

• يصبح رأس القضيب أحمر، ومتورم، ومؤلم.
• الحكة، والتهيج الجلدي.
• وجود رائحة الكريهة.
• يعاني المصاب من صعوبة التبول أو وجود دم في الإحليل.
• صعوبة ممارسة العلاقة الحميمة في الحالات الشديدة (بسبب حدوث ألم، وتشقق الجلد، ونقص الحس في المنطقة).
• تضيّق دائرة القلفة.
• عدم القدرة على شد القلفة إلى الخلف تحت حشفة القضيب، بالتالي عدم ظهورها.

يجعل مرض phimosis التنظيف تحت القلفة صعباً، بالتالي يزداد احتمال حدوث الإنتانات في المنطقة (التهاب القلفة والحشفة، والتهاب الحشفة). يجب عليك الاتصال بالطبيب وإخباره إذا ظهرت العلامات والأعراض الآتية:

• الحمى.
• وجود احمرار أو تورم أو فقاعات جلدية على العضو الذكري.
• خروج مفرزات من القلفة.
• الشك بوجود إنتان تحت القلفة.
• وجود الألم عند التبول.
• كذلك اطلب المساعدة الطبية الطارئة عندما لا تستطيع التبول.

كيف يتم تشخيص مرض phimosis؟

يمكن تشخيص مرض تضيق القلفة ببساطة من خلال الفحص السريري للعضو الذكري بعد سماع شكاية المريض ورؤية تضيق الفوهة في جلد القلفة مع صعوبة سحبها للخلف. يفيد سؤال المريض عن وجود قصة التهابات متكررة في المنطقة أو أذيات سابقة. كذلك يجب تقييم حالة المريض ومعرفة مدى تأثير الحالة على الجماع والتبول. قد يطلب الطبيب تحليل البول بحثاً عن الإنتانات، أو يأخذ مسحة من القلفة لتحري وجود البكتيريا الممرضة.

علاج مرض تضيق القلفة أو الشبم

لا داعٍ لعلاج هذا الداء دون وجود أعراض، وينطبق هذا الأمر على الأطفال فقط. يمكن علاج أغلب الحالات بالكريمات والمراهم والعناية بالنظافة. كذلك يُنصح المريض بتنظيف العضو الذكري يومياً باستخدام الماء الفاتر، ثم تجفيفه بلطف، ويجب تجنب استخدام الصابون أو الشامبو على الأعضاء التناسلية، وتجفيف المنطقة أسفل القلفة جيداً بعد التبول. علاوة على ذلك احرص على إزالة اللخن (smegma) وتنظيف المنطقة جيداً. كذلك سيحتاج المريض إلى بعض الأدوية لتقليل التورم والالتهاب وعلاج الإنتان (الصادات الحيوية، ومضادات الفطور عند الحاجة).

قد يستفيد المريض من مراهم الستيروئيدات لعلاج التخريش الجلدي، وتليين القلفة، بالتالي تسهيل إرجاعها للخلف. لا تحاول سحب القلفة بالقوة إلى خلف رأس القضيب، لأن ذلك سيسبب ألماً إضافياً. كذلك قد يجري الطبيب عملية الختان للمصاب لحل المشكلة جذرياً، وتوجد خطورة لحدوث النزف أو الإنتان في هذه الحالة. يمكن تحرير المنطقة العالقة خلف القلفة جراحياً دون استئصالها في حال رفض المريض الختان، لكن ذلك يحمل خطر النكس.

علاج تضيق جلدة القضيب في المنزل

يمكن اتباع الطريقة التالية لعلاج مرض تضيق القلفة دون اللجوء إلى الجراحة. استخدم كريم الستيرويد الموضعي على الغفلة، وبعد مرور أسبوعين يمكنك البدء بإجراء تمارين إرخاء لها. قم بشد وتمديد جلد الغفلة بلطف ثم أرجعها إلى أقصى حد ممكن دون التسبب بالألم. كرر العملية عدة مرات في اليوم، ويمكنك استخدام كريم الستيروئيد على الجزء الذي يمكنك كشفه من رأس العضو الذكري.

كيفية الوقاية من مرض تضيق القلفة

لا يحدث مرض تضيق القلفة عند المختونين، لذلك يعد الختان أفضل وسيلة للوقاية، خاصةً في حال النكس المتكرر للحالة. بالنسبة للرجال غير المختونين يمكن الوقاية من هذا الداء بالاعتناء بالنظافة جيداً، يتضمن ذلك إرجاع القلفة لآخر قدر ممكن والتنظيف تحتها بالماء الدافئ. استخدام الصابون العادي أو غير المعطر، لأنه لا يسبب تهيج مثل الأنواع الأخرى من الصابون، كذلك تجنب استخدام التلك ومضادات التعرق على المنطقة. تجنب التعامل بعنف مع القلفة سواءً خلال التنظيف أو إرجاعها للتبول أو الجماع.

هل يسبب الشبم حدوث أورام القضيب؟

لا توجد أدلة على أن مرض تضيق القلفة يحرض أو يزيد احتمال حدوث أورام العضو الذكري.

هل يمكن ممارسة العلاقة الحميمة عند مريض تضيق الغرلة؟

نعم، لكن لن تكون عملية مريحة كثيراً، ويجب الانتباه إلى أن الجلد المتضيق قد يتمزق خلال العملية. لذلك احرص على ارتداء الواقي الذكري (condom) واستخدام المزلقات.

أ يمكن أن تصاب النساء بتضيق القلفة؟

نعم، في الواقع يمتلك البظر عند المرأة قلفة أيضاً ويمكن أن تتضيق (Clitoral phimosis) ما يعني أنها تلتصق بحشفة البظر (رأسه). يؤدي ذلك إلى الألم، وصعوبة حدوث الإثارة، وعدم حدوث الإيغاف (هزة الجماع).

تحدثنا عن أبرز أعراض مرض تضيق القلفة، وأسبابه، وتشخيصه، وعلاجه، وكيفية الوقاية منه. مع أن أعراض مرض phimosis قد تكون غير مريحة، إلا أن هذه الحالة بحد ذاتها غير خطيرة وغير مهددة للحياة. يمكن علاج الشبم بسهولة دون أن يترك آثاراً بعد الشفاء.