تعتبر حشرة الخوخ القشرية (Peach scaly insect) واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب الأشجار المثمرة مفضلة الخوخ، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة على الإنتاج الزراعي، وضعف عام للأشجار المصابة، مما يشجع آفات أخرى إلى البساتين، لنتعرف على خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها.
آفة حشرة الخوخ القشرية
تعد حشرة الخوخ القشرية من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الخوخ المثمرة. كما أن هذه الآفة تفضل مهاجمة الأغصان الفتية وثمار الخوخ مسببة خسائر هائلة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الخوخ في العالم، وتوجد بكثرة في أوروبا وآسيا واليابان والهند الصينية بشكل خاص.
وصف الحشرة
إن حشرة الخوخ القشرية تشبه غيرها من الحشرات القشرية، إذ تشبه الأطوار الكاملة للحشرة الكرات وهي ذات لون برتقالي أحمر لامع. أما الأطوار غير الكاملة أو الحوريات فهي حشرات صغيرة مفلطحة وصفراء اللون باهتة، وقد تكون شاحبة تميل للبني المزرق.
الإصابة بحشرة الخوخ القشرية
مظاهر الإصابة بالآفة
تشبه أعراض الإصابة بحشرة الخوخ القشرية تلك التي تظهر عند الإصابة بحشرة الدفلة القشرية مع اختلاف ألوان أماكن الإصابة وألوان القشور. تتغذى الحشرة بأطوارها الكاملة وغير الكاملة على امتصاص عصارة أشجار الخوخ من نموات غضة وأوراق وثمار تمامًا كما تفعل حشرات المن. كما ينجم عن ذلك ضعف نمو الشجرة وتساقط الأوراق، وعادة ما تتساقط الأوراق قبل أن يكتمل نموها. كما تؤدي الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة إلى نمو فطر العفن الأسود على مكان الإصابة، ثم تغطية شجرة الخوخ بكاملها في بعض الأحيان. من الملاحظ أن هذه الحشرة، تفضل الأماكن الظليلة الغير معرضة للشمس في بستان الخوخ.
خطورة حشرة الخوخ القشرية
تنبع خطورة حشرة الخوخ القشرية، من أنها تضعف الأشجار المصابة إلى حد كبير يصل إلى 65%. نتيجة لذلك، تتشجع آفات أخرى لكي تهاجم النباتات، ومن أهم الآفات التي قد تهاجم النباتات البق الأسترالي، وحفار ساق الخوخ، وعثة الخوخ، وغيرها. كذلك فقد تنجذب حشرات قشرية أخرى (سوداء، حمراء، أرجوانية… إلخ) إلى أشجار الخوخ وتصبح الخسارة 80%. أيضًا فقد يحصل تداخل شديد في الآفات وتصاب الأشجار بآفات غير حشرية (فطور، بكتريا… إلخ)، وينجم عن ذلك كله ضعف الأشجار والبساتين بكاملها، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين الخوخ.
عوامل تشجع الإصابة بالآفة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة الخوخ القشرية، إليك اهم 5 أسباب للإصابة بها:
- زراعة أشجار الخوخ على مسافات متقاربة، لأن هذه الآفة تفضل الظل والبعد عن الشمس.
- وجود الأعشاب بصورة موبوءة في بستان الخوخ المصاب، يفاقم الإصابة بالحوريات والحشرات الكاملة.
- عدم التوازن في التسميد العضوي والمعدني مما يضعف أشجار الخوخ التي تستجيب بقوة للتسميد المعدني.
- زيادة التسميد الآزوتي تضعف شجرة الخوخ وتجذب آفات غير حشرية (بكتريا، فطور) لأنها تجعل النمو غض وهذا مفضل عند الآفات الماصة للعصارة.
- كما أن عدم عناية المزارع بالحالة العامة لأشجار الخوخ -وخاصة التقليم- يضعف البستان ويشجع الآفات.
دورة حياة الحشرة
كثيرًا ما تشبه دورة حياة حشرة الخوخ القشرية دورة حياة آفة الدفلة القشرية. في واقع الأمر، تمر الحشرة فصل الشتاء بطور الحورية الصغيرة التي تتواجد على الأغصان بين زوايا شجرة الخوخ. بعد ذلك، وفي الربيع، تنشط الحوريات مع ارتفاع درجات الحرارة 23- 28 مئوية ثم تصل إلى طور النضج. عادة ما يكتمل النمو في نهاية الربيع أو أوائل الصيف مع تموز/ يوليو. بعد التزواج، تضع الأنثى البيض تحت القشرة الخاصة بها في منتصف الصيف في تموز/ يوليو أو آب/أغسطس. تخرج الحوريات بعد ذلك ثم تلجأ إلى اﻷوراق خلال الصيف على أشجار الخوخ الياباني والأمريكي وغيرها. كما أن الحوريات في الخريف مع تشرين الأول/ أكتوبر تغير سلوكها وتترك الأوراق وتهاجم الأغصان الفتية الغضة، وللحشرة جيل واحد في السنة.
مكافحة حشرة الخوخ القشرية
مكافحة الحشرة على أشجار الخوخ
من أجل مكافحة حشرة الخوخ القشرية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية من الحشرة
يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة لأشجار الخوخ في الحقل- خاصة الري والتقليم. يقلم المزارع الأشجار سنويًا ويتخلص من بقايا النباتات المصابة (خاصة الأغصان والثمار والأوراق) ويبعدها عن بساتين الخوخ ومناطق زراعته بصفة نهائية. أيضًا فيجب على المزارع زراعة الأشجار على مسافات كافية بحيث لا يزداد الظل في البستان لكي لا تتشجع الآفة وتصيب الأشجار. كذلك فعلى المزارع الإشراف على تسميد عضوي ومعدني متوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي لأشجار الخوخ، والموازنة قدر الإمكان وزيادة دفعات الأسمدة عند دخول الأشجار بطور الإثمار. يراعي المزارع قدر الإمكان التخلص من الأعشاب الموبوءة في البستان لأنها مصدر لحركة وانتقال الحوريات الصغيرة سوية مع الرياح.
مكافحة علاجية للآفة
يلجأ المزارع إلى المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة بهذه الحشرة على أشجار الخوخ، حيث يراعى عدم اللجوء لهذه الطريقة في حال كان الأمر لا يستدعي ذلك، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية. عند المكافحة يستعمل المزارع الزيوت الشتوية مقواة بمبيد قوي فوسفو – عضوي من أمثال باراثيون مثيل Parathion- methyl بالدهن على أغصان وفروع أشجار الخوخ المصابة بالقشور والأعراض. كما يمكن استعمال مبيدات أخرى من أمثال إثيون (ethion)، والمبيد مالاثيون malathion بالرش على الأغصان الفتية الغضة وثمار الخوخ.
دورة استعمال المبيدات ضد الآفة
في الموسم الأول للخوخ يستعمل المزارع المبيد كلورثيون chlorthion بالرش على الأماكن المصابة بالقشور والأعراض. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد مالاثيون malathion بالرش على أشجار الخوخ المصابة من فروع وأغصان فتية وثمار غضة. مع بدايات الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو ميثيل باراثيون methyl parathion بالرش على الأفرع والأغصان والأوراق والثمار، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كلورثيون chlorthion في الموسم الرابع، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8- 9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان الخوخ الواحد، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد DDT وغيره من مشتقات الفحوم الهيدروجينية، وكذلك المبيدات الباراثينوئيدية.
إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة
إدارة أساسية ضد الآفة
إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة الخوخ القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يعقم المزارع التربة بالطاقة الشمسية؛ عادة ما يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع الأشجار بالقرب من مساقط تيجان هذه الأشجار عند سطح التربة. يسهم ذلك في رفع حرارة التربة خلال أشهر الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس والقضاء على الآفات الساكنة. كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، طعوم سامة) حيث توضع المصائد على الأشجار لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى، ومن ضمنها عثة الخوخ.
إدارة كمالية ضد الحشرة
بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا لأن هذا يزيد مقاومة الآفات، أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية (كالمبيد دي دي تي) في بساتين الخوخ المصابة، حيث ينصح باستعمال مبيدات الكربمات، ومبيدات الفوسفور، ومبيدات التيرازول.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الخوخ القشرية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك يكون المزارع قد ألم العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة ضمن بساتين الخوخ المصابة والتي تظهر عليها الأعراض، حيث يجب على المزارع أن يكون حريصًا على إنتاجية أشجار المثمرة، وسلامة بستانه، وخلوه التام من الآفات الزراعية الضارة.
عذراً التعليقات مغلقة