آفة ذبابة مينو؛ تعرف معنا إلى دورة حياتها وخطورتها وطرق مكافحتها

تعتبر آفة ذبابة مينو (Paraleurodes minei) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الحمضيات بشكل خاص جدًا، وأنواع أخرى من النباتات، وتؤدي هذه الذبابة إلى تدني في الإنتاج وضعف للأشجار وانجذاب آفات أخرى إلى المزرعة أو البستان أو البيت المحمي، تعرف معنا إلى دورة حياتها وخطورتها وطرق مكافحتها.

آفة ذبابة مينو الزراعية

في الحقيقة، إن ذبابة مينو هي واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الحمضيات بكافة أنواعها (أبو ميلو، ليمون حامض، برتقال حلو، كيلمينتين… إلخ). كما تصيب هذه الآفة أنواع أخرى من النباتات مثل الرمان، والكاكي، والأزدرخت… إلخ. تنتشر هذه الذبابة بصورة كبيرة في البيوت البلاستيكية والزجاجية، كما توجد في الحقول والبساتين. تتواجد هذه الآفة في مناطق زراعة الحمضيات والموالح والأشجار المثمرة حول العالم. تسمى الآفة أيضًا باسم (ذبابة مينو البيضاء).

وصف الآفة

الوصف الشكلي العام لهذه الحشرة

كثيرًا ما تشبه آفة ذبابة مينو، الذبابة البيضاء، وذبابة البيوت البلاستيكية البيضاء (مع العلم أن كل منهن تعتبر حشرة منفصلة عن الأخرى). وفي ما يلي:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة مغطاء بإفرازات شمعية بيضاء، وتتواجد على السطح السفلي للأوراق القديمة عادة. لعل الحشرة الكاملة تشبه الفراشة الصغيرة، ولكنها ذبابة بطبيعة الحال.

حوريات آفة ذبابة مينو

الحورية في العمر الأول تكون متحركة خلال اليوم اﻷول فقط، ولكنها تستقر في اليوم الثاني. تتميز الحورية بوجود زوائد شمعية بيضاء مغبرة ومتوضعة من الناحية الظهرية. أما الحورية في العمر الأخير فهي بلون أصفر، كما تملك أهداب شمعية جانبية إضافة إلى ٦-٧ زوائد شمعية أطول من الجسم متوضعة عند الظهر.

البيضة

أما البيضة فهي ذات شكل بيضاوي متطاول محمولة على حامل صغير، ولونها أبيض مائل للأصفر أو ليموني عند الوضع. من جهة أخرى، فعند الفقس يصبح لون البيض قاتمًا. يتوضع البيض في العش الشمعي بشكل دائري.

الإصابة بآفة ذبابة مينو

تتجلى أعراض الإصابة بآفة ذبابة مينو على صورة امتصاص للعصارة النباتية. إن الآفة لا تسلك سلوك الحفارات، وحشرات النطاطات، وفراشات الأنفاق. إن الحشرة تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة. تمتص الحوريات والحشرات الكاملة عصارة الأوراق من السطح السفلي، وتفرز ندوة عسلية غزيرة تشجع نمو فطن العفن الأسود عليها. نتيجة لذلك، يعاق تنفس النبات وكذلك النمو، وينجم عن ذلك قلة الإنتاج. ومن علامات ومظاهر الإصابة وجود الإفرازات الشمعية الخيطية الشكل والمتشابكة التي تشبه العش الذي تضع فيه الأنثى بيضها. كثيرًا ما تشبه المظاهر مظاهر الإصابة بحشرات المن.

خطورة آفة ذبابة مينو

تنبع خطورة آفة ذبابة مينو، من أنها تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يشجع ظهور آفات جديدة. من بين الآفات التي قد تنجذب الدبابير، وحافرة أوراق البندورة، وأكال الورق وغيرها. أيضًا قد تنجذب آفات غير حشرية كفطور الذبول، وبكتريا التقرح. أيضًا من الممكن جذب فيروسات من أمثال فيروس تجعد البندورة، ومرض التدهور السريع في الحمضيات. مع تداخل الآفات في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

دورة الحياة

تظهر الحشرات الكاملة من آفة ذبابة مينو في أوائل الربيع على السطح السفلي للأوراق. بعد ذلك، تتزاوج في ما بينها. تضع الأنثى البيض على حامل صغير في عش شمعي ناعم تفرزه لهذه الغاية. يفقس البيض، ثم تخرج الحوريات الأولى المتحركة ليوم واحد والثابتة في الأيام اللاحقة. بعد ذلك، تتغذى الحوريات والحشرات الكاملة على امتصاص عصارة النبات لتنمو وتتابع تطورها. تعطي الآفة عدة أجيال في السنة قد تصل إلى ٩ أجيال.

مكافحة آفة ذبابة مينو

طرق مكافحة هذه الآفة

تتبع من أجل مكافحة آفة ذبابة مينو جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية، وفيما يلي أهم 3 طرق لمكافحتها:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال الابتعاد عن استعمال نفس المبيد في كل موسم، لأن هذا يمنح الآفات فرصة لظهور سلالات مقاومة للمبيد. كما يتجنب المزارع استعمال المبيدات الباراثينوئيدية الضارة، وكذلك مبيدات مشتقات الفحوم الهيدروجينية. أيضًا يعمل المزارع على التخلص من الأعشاب الضارة في الحقل، لأنها بؤر لجذب الآفات وانتشارها وخاصة الذبابة البيضاء (Dialorodus citri)، وذبابة البيوت البلاستيكية (Trialourides vaporariorum). يعمل المزارع أيضًا على العناية العامة بحالة الحقل أو البيت المحمي.

مكافحة علاجية استئصالية

تتم المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة الذي يستدعي تدخل المبيد. يعتمد المزارع بصورة أساسية على مبيدات الحشرات الفوسفورية. يمكن للمزارع أن يستعمل المبيد كاربوفينوثيون (carbophenothion). كما أن المبيد ميثيداثيون (Methidathion) يعطي نتائج ممتازة. يمكن أيضًا للمزارع استعمال المبيد نيكوتين سولفات (nicotine- sulphate). بالإضافة لذلك، يمكن خلط المبيدات مع الزيوت الصيفية، كخلطها مع المبيد ميثيل باراثيون (Parathion- methyl).

مكافحة حيوية

توجد في عدد من المناطق أعداء حيوية تهاجم هذه الآفة وتنقص أعدادها، كالطفيل (Encarsia armata)، والمفترس (Coccinella septempunctata).

إجراءات الإدارة المتكاملة

إن الإدارة المتكاملة لآفة ذبابة مينو تعني جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. كذلك يتم العناية بصورة خاصة بالظروف البيئية، والحالة الفزيولوجية للنبات. يقوم المزارع بتسميد الأشجار بصورة متوزانة، والري بشكل منظم وعدم التطويف والغمر. كما يزرع المزارع أشجار الحمضيات على مسافات مناسبة، ويقوم بتقليم الفروع المتشابكة والمتزاحمة. يسعى المزارع لتأمين التهوية المناسبة وخفض الرطوبة وبالتالي انخفاض نسبة الإصابة. يمكن للمزارع أن يستعمل مصائد خاصة توضع فيها طعوم جاذبة، كما يجب أن تتم مكافحة مختلف الآفات الأخرى بمبيدات فطرية جهازية، وحشرية فوسفورية. يوصى باستعمال أنظمة تدفئة مركزية في البيوت البلاستيكية، والتعقيم ببخار الماء، أو بالهواء الساخن.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة ذبابة مينو ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها على الأشجار والبساتين والبيوت المحمية. كذلك نكون قد أحطنا العلم بسبل الوقاية والمكافحة والإدارة المتكاملة للآفة. يجب على المزارع أن يكون حريصًا على أشجاره المباركة والمثمرة، لذلك فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج.