تربس البصل Onion thrips؛ أهم 5 أسباب للإصابة به في الحقول

المهلب مرهج
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 9 أبريل, 2024
تربس البصل Onion thrips؛ أهم 5 أسباب للإصابة به في الحقول

يعتبر تربس البصل (Onion thrips) من الآفات الزراعية التي تهاجم نباتات البصل والثوم والكرات، وتتغذى عليها، كما أن هذه الآفة تسبب ضعف النبات وتدني الإنتاج الزراعي، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بتربس البصل، وكيف يمكن مكافحة تربس البصل عند حدوث الإصابة؟ تعرف إلى أهم 5 أسباب للإصابة به في الحقول.

حشرة تربس البصل

إن تربس البصل هي حشرة تصيب البصل والثوم والكرات، فإن هذه الحشرة تصيب نباتات أخرى من العائلة البصلية والزنبقية، فهي متعددة العوائل وتم رصد هذا النوع من التربس على أكثر من 400 عائل نباتي. حيث يصيب الزعفران، والنرجس.

كما يصيب عدد كبيرًا من النباتات الأخرى يصعب حصرها. تنتشر الآفة بشكل خاص في آسيا الشرقية والغربية، وشمال ووسط أفريقيا، وتوجد في دول شرق المتوسط مثل سورية ولبنان والعراق وفلسطين والأردن.

وصف التربس

حشرة تربس البصل

إن حشرة تربس البصل تشبه حشرات المن في صغر حجمها، وفي ما يلي وصفها:

الحشرة الكاملة للآفة

إن الحشرة الكاملة صغيرة حوالي 0.2- 0.3 سم متطاولة، ولون الحشرة أسود في اكتمال طورها، تمتاز بشكل مائع وأيضا لون لامع عن باقي حشرات هذه الفصيلة. كذلك قرن الاستشعار يتألف من عدة عقل، والذكر يبلغ حجمه حوالي 0.1 سم أي أنه أصغر من الأنثى.

حوريات تربس البصل

بينما حوريات الحشرة الصغيرة فهي ذات لون أقل غمقًا وسوادًا من حشرة التربس الكاملة، ما عدا الرأس وقرني الاستشعار والأرجل فلونها أصفر ليموني باهت. تختلف الحوريات عن التربسة الكاملة في تدرج اللون البرتقالي وصغر الحجم.

الإصابة بتربس البصل

سنوضح من خلال الآتي أهم 5 أسباب للإصابة به:

طبيعة الإصابة بالآفة

تتجلى أعراض الإصابة بتربس البصل على هيئة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية لأوراق البصل وخاصة حراشف الأوراق وبراعمها وغيرها من عوائل كالثوم والكرات والنرجس. إن حشرة التربس هذه لا تسلك سلوك الحفارات أو صانعات الأنفاق، أو حشرات القلف والخشب، بل تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة الخلوية، فتتلف الأوراق وتضعف أنسجة النبات وتتماوت.

مظاهر الإصابة بالحشرة

تهاجم الأطوار الضارة من حوريات صغيرة وتربسات كاملة البصل وغيرها، وبعد ذلك، تشرع في امتصاص العصارة، وتهاجم قواعد الأوراق الحرشفية بصورة خاصة (التي تعتبر الجزء المأكول من البصل والمستخدم في التغذية)، ثم تتلون أماكن الإصابة باللون الفضي الرمادي والأبيض وتتبرقش.

الأوراق على البصل لا تتساقط مع الإصابة الشديدة، بل تبقى عالقة على النبات في حالة مشوهة وينعكس هذا على الإنتاج. كما تعتبر حشرات الجيل 2 الأكثر خطرًا وضررًا، ويكثر تواجد الحشرة في المناطق مرتفعة الحرارة فوق 30 مئوية، وقلما توجد في المناطق الباردة.

خطورة تربس البصل

تنبع خطورة تربس البصل، من أنه يضعف الأوراق ويسبب تماوتها وقلة محتواها الغذائي، فينعكس هذا على الإنتاج. أيضًا فإنه يضعف أماكن الإصابة على العائل النباتي، مما يجذب حشرات أخرى، وآفات أخرى غير حشرية أيضًا، فتنجذب حشرات المن، أو ذبابة البصل، أو آفة حفار ساق الذرة، أو الدودة القارضة والدودة السلكية المخططة وغيرها.

بالإضافة لذلك، قد تنجذب آفات فطرية وآفات بكتيرية وفطر العفن الأسود Pencillium، ومع تداخل الآفات الزراعية في ما بينها، وتفاقم الخطورة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في أماكن زراعة البصل والثوم والكرات وغيرها، خاصة عند تفاقم الإصابة ووصولها إلى 50% من إنتاج البصل.

عوامل تشجع الإصابة بتربس البصل

الإصابة بتربس البصل

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس البصل، وأهم العوامل خمسة:

  1. زراعة البصل والثوم على كثافة نباتية عالية دون مراعاة مسافات الزراعة المناسبة.
  2. عدم عناية المزارع بالحالة العامة للحقول من بصل وثوم وكرات.
  3. زراعة المحاصيل والنباتات الصغيرة كالبصل بين الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وهذا لا يجوز.
  4. ارتفاع درجات الحرارة فوق 30 مئوية يشجع هذا التربس في حقول البصل.
  5. أيضًا فإن إهمال عمليات التسميد المعدني لترب البصل والثوم والنباتات الصغيرة يضعف مقاومتها للآفات ويجذب التربس.

دورة حياة الحشرة

تمتاز حشرة تربس البصل بنشاط ربيعي- صيفي.

طور سبات التربس

إن طور السبات هو طور التشتية الذي يبدأ على الأغلب في كانون الأول/ ديسبمر، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور التربسة الكاملة تحت الأوراق، أو في شقوق البراعم المستعدة للتفتح، أو في شقوق الساق أو بين التربة ضمن حقول البصل.

تحضر الحشرة جسمها فزيولوجيًا لكي تقوم بعملها بمجرد حلول الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل حيث درجات الحرارة المناسبة للتربس، ومع ارتفاع الحرارة تهاجر إلى العائل.

طور نشاط التربس

أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع، مع حلول درجات الحرارة المرتفعة 28- 30 مئوية وما فوق، حيث تهاجر الآفة إلى الأوراق في البصل والثوم والكرات. بعد التزاوج، تبدأ الأنثى بوضع البيض بحوالي 50- 120 بيضة اعتبارًا من منتصف نيسان/ أبريل بوساطة آلة وضع البيض الخاصة بها.

يتم وضع البيض ضمن أنسجة قواعد الأوراق الحرشفية، أو ضمن البراعم. بعد ذلك، فإن الحوريات الخارجة من البيض تتغذى على عصارة النبات وتتابع تطورها ضمن حقول البصل والزنبق فتمر الحوريات بعدة أعمار وعلى الأغلب عمرين قبل بلوغها طور التربسة الكاملة.

أجيال تربس البصل

في حقيقة الأمر، تحتاج دورة الحياة حوالي 6- 7 أسابيع في حقول البصل والزنبق المناسبة الظروف، حيث تظهر حشرات الجيل الأول في آذار/ مارس بينما تبدأ حشرات الجيل الثاني بالظهور في شهر آب/ أغسطس، أو قد تتأخر حتى بداية أيلول/ سبتمبر.

أما حشرات الجيل الثالث والأخير فتظهر مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تهاجر إلى مكان التشتية من جديد عند القضاء على الأوراق الحرشفية، فتعطي الآفة 3 أجيال في السنة.

مكافحة تربس البصل

مكافحة تربس البصل

من أجل مكافحة تربس البصل، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية للحشرة

تتم المكافحة الوقائية للحشرة كالآتي:

وقاية أساسية ضد الآفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يعتني المزارع قدر الإمكان بحقول البصليات والزنبق من بصل وثوم وكرات وغيرها. يراعي مزارع البصل والثوم الزراعة على مسافات مناسبة وهي 10 سم بين النبات والآخر، و 20 سم بين السطر والآخر.

أيضًا يفصل المزارع حقول البصل والنباتات الصغيرة عن أماكن زراعة الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وغيرها. كما يحرص المزارع على استعمال المبيدات الفوسفو – عضوية ضد الحوريات الصغيرة للتربس مع مراعاة مواعيد المكافحة بدقة.

حيث تتم في آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل في حقول البصل المصابة، ويتجنب المزارع استعمال المبيدات الباراثينوئيدية أو المبيدات التابعة لمشتقات الفحوم الهيدروجينية المكررة خاصة في الأراضي التي لا تطبق فيها دورات زراعية فهذه المبيدات تقضي على البيئة والأعداء الحيوية.

وقاية كمالية من الحشرة

يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالحقل بصورة أكيدة وخاصة الأعشاب النجيلية المحيطة بخطوط زراعة البصل والثوم، أيضًا فإن المزارع يسمد ما يزرع بتوازن ما بين الآزوت N والفوسفور P والبوتاس K وخاصة عند معاملة البصل والثوم فهي نباتات لا تحتوي كميات كبيرة من الآزوت؛ فهي تحتاج إليه.

كما أن البصل نبات محب للماء لذلك يجب ريه بشكل جيد مع استعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري.

مكافحة علاجية استئصالية للآفة

تتم المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة بما يستدعي استعمال المبيد ضمن حقول البصل والزنبقيات، حيث يفضل استعمال أحد المبيدات الفوسفورية ذات التأثير الجهازي، أو التأثير بالملامسة.

يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على أوراق البصل والثوم الحرشفية وخاصة عند القواعد، كما أن المبيد مالاثيون Malathion يعطي نتائج جيدة.

يمكن أيضًا للمزارع استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos ضد الحوريات ويتم رش كل المبيدات المذكورة في نيسان/ أبريل على الأوراق نفسها.

بالإضافة لذلك، فيمكن استعمال المبيد ديميتون ميتيل Dimeton- methyl في شهر آذار/ مارس، وكل المبيدات السابقة تعطي نتائج فعالة مع هذا التربس ضمن حقول البصليات والزنبقيات.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول البصل والزنبق والثوم يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl.

أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق البصل وقواعدها الحرشفية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع.

بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول البصل المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية طفيلية تهاجم هذه الآفة يمكن أن توجد هذه الأعداء في الطبيعة في حقول البصل والكرات والزنبق وغيرها، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين والحقول المصابة.

من أهم طرق المكافحة الحيوية إطلاق الفيروسات Viruses والبكتريا Bacteria الممرضة للحشرات أو توطين الفيروسات بالإدخال الفصلي إلى حقول البصل المصابة؛ حيث يتم إطلاق الفيروس ويتكاثر بصورة طبيعية وهذا يفيد في المواسم اللاحقة ويخفض تكاليف استعمال المبيدات، ويقلل فرص القضاء على الأعداء الحيوية النافعة.

تطبيق الإدارة المتكاملة للآفة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتربس البصل، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول البصل والزنبق والكرات والثوم، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية حيث يمدد غطاء من البلاستيك أو الخيش أسود اللون لرفع حرارة التربة والقضاء على الآفات الساكنة ومنها التربس.

بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب البصل حراثة عميقة أولية ثم بعدها حراثة سطحية 12 سم عمقًا، كما يعتني المزارع عند الزراعة بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتنعيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة ومنها التربس.

أيضا يراعي المزارع عدم زيادة الكثافة النباتية في حقول البصل فوق الحد المسموح فهي تشجع الأمراض، وتقلل المساحة الغذائية المتوفرة للنبات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس البصل ومدى أضراره على حقول البصل والكرات والثوم في حال تفاقم الإصابة وكذلك سبل الوقاية والعلاج الممكن اتباعه. عرفنا أيضًا أهم 5 أسباب للإصابة به. كما نكون حد أحطنا العلم بدورة الحياة، وكيفية تطبيق الإدارة المتكاملة في حقول البصليات وبرنامج الوقاية. يجب على المزارع، أن يكون حريصًا على الخضار الحقلية من الآفات التي تتكاثر وتسبب أضرار هائلة وخاصة هذا التربس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق