شجرة البلوط: طريقة زراعتها والعناية بها وأشهر 7 أمراض تصيبها

أحمد حميد
نشرت منذ أسبوعين يوم 9 أبريل, 2024
بواسطة أحمد حميد
شجرة البلوط: طريقة زراعتها والعناية بها وأشهر 7 أمراض تصيبها

شجرة البلوط (Oak tree) أو ما تُسمّى أيضاً باسم شجرة السنديان تعتبر من أهم الأشجار الحراجية التي تعمّر لسنين طويلة قد تصل حتى عشرين قرناً، وقد حظيت هذه الشجرة بمحبة الكثير من الناس والذين باتوا يهتمون بجمع المعلومات عنها، ويبحثون عن طريقة زراعتها وكيفية العناية بها، لذلك سنشرح لكم كيفية زراعة البلوط من البذور أو من الجوزة، كما سنوضح لك عزيزي القارئ كيف تزرع شجرة السنديان في بستانك أو حول حديقة منزلك بكل سهولة.

نبذة عن شجرة البلوط

تعتبر شجرة البلوط أو شجرة السنديان من أهم الأشجار الحراجية دائمة الخضرة في العديد من أنواعها. ليس هذا فقط؛ بل لعل أهم ما يميزها عن باقي الأشجار المماثلة هو عمرها الطويل والذي يتراوح بين 4 قرون وحتى 20 قرن، أي أنها تعيش ما بين أربعمائة إلى ألفي سنة. يصل طول شجرة البلوط حتى 30 متر. تكثر زراعتها في الغابات الباردة وقمم الجبال، وحتى في محيط الحدائق المنزلية في البلدان الباردة.

تملك أشجار البلوط الكثير من الأنواع والتي يصل عددها حتى ستمائة نوع موزعة في جميع أماكن تواجدها وخاصة في الأجزاء الشمالية من الأرض. أشهرها البلوط الأسود والبلوط الصبغي والبلوط الأبيض والبلوط الأخضر والبلوط الأحمر. ومعظم هذه الأنواع لا تبدأ بالإثمار إلا بعد وصولها لعمر الـ 20 عاماً. يُشتهر شجر البلوط بارتباطه بالأساطير وباتخاذه كشجرة وطنية في العديد من الدول الكبرى مثل ألمانيا وأمريكا وإنجلترا.

تنتمي شجرة البلوط إلى فصيلة الأشجار الوعائية الزانيّة، وتتبع في تصنيفها للنباتات ثنائية الفلقة، ونظراً للأزهار الصفراء الصغيرة- التي تنتجها أشجار البلوط في الربيع- فإنها تصنّف ضمن قائمة النباتات الزهرية، وتتحول هذه الأزهار لاحقاً إلى ثمار البلوط أو ما تسمى أيضاً بجوزة البلوط، والتي يختلف حجمها بحسب النوع الذي تنتمي إليه.

أهمية شجرة البلوط Oak tree

أهمية شجرة البلوط

قبل الحديث عن كيفية زراعة أشجار البلوط، دعونا نخبركم أولاً بأهمية هذه الشجرة والفوائد العديدة لها، والتي يمكننا تلخيصها فيما يلي:

  • يتميز شجر البلوط بضخامته الكبيرة، والتي تجعل منه مصدراً هاماً للخشب الذي يتميز بما يلي:
    1. يعتبر من أجود أنواع الأخشاب وأكثرها صلابة على الإطلاق.
    2. يدخل في صناعة المفروشات والأثاث المنزلي والسفن العملاقة.
    3. يتم استخدام خشب اللحاء في دباغة الجلود وصناعة الأحبار.
  • تلعب شجرة السنديان دوراً هاماً في إيواء الكثير من أنواع الحيوانات داخل جذعها العملاق.
  • يُساهم شجر السنديان أيضاً في زيادة كمية الأكسجين في الجو وتنقيته من الملوثات.
  • تعتبر ثمار البلوط الغذاء الأساسي للعديد من الحيوانات، إضافة إلى فوائدها الصحية الهامة للإنسان، مثل:
    1. تتميز ثمرة البلوط بارتفاع قيمتها الغذائية بشكل كبير.
    2. تزيد ثمار البلوط من نضارة البشرة وشبابها.
    3. تحمي ثمره البلوط جسم الإنسان من أمراض القلب وارتفاع معدل السكر في الدم.
    4. تساهم ثمار شجرة البلوط في الحفاظ على صحة العظام وقوتها.
    5. تعمل ثمرة البلوط على علاج أمراض الفم واللثة.
    6. تلعب دوراً هاماً في زيادة مناعة الجسم، والكثير غيرها من الفوائد الأخرى.

أين يزرع البلوط؟

شجرة السنديان

تتم زراعة البلوط في الكثير من البلدان حول العالم، وخصوصاً كما قلنا تلك البلدان الواقعة في نصف الكرة الشمالي، حيث يزدهر نموه بشكل كبير في المناخات الباردة، والتي من المتوقّع أن يصل طول شجرته فيها إلى حوالي 30 متراً. تعتبر دولتي إنجلترا وأستراليا من أكثر الدول التي تنمو فيها أشجار السنديان.

تنتشر زراعة البلوط أيضاً في مناطق حوض البحر المتوسط وآسيا وإفريقيا، إضافة إلى الصين والولايات الشمالية من أمريكا. وإذا أردنا التفصيل قليلاً في أماكن زراعة أشهر أنواع البلوط، فيمكننا القول أن دول المشرق العربي واليونان وتركيا تعتبر من أهم مناطق انتشار زراعة البلوط الصبغي. بينما يتم زراعة البلوط الأخضر في المناطق الغربية من أوروبا، أما البلوط الأحمر فتنتشر زراعته في كندا بشكل كبير.

متى يزرع البلوط؟

بصراحة لا يمكننا تحديد موعد معين لزراعة أشجار البلوط، حيث أن موعد زراعة البلوط يختلف بين نوع وآخر. لكن لا تقلق سنساعدك في معرفة متى يزرع البلوط بشكل تقريبي. حيث أن أغلب الباحثين وخبراء الزراعة ينصحون الراغبين بزراعة شجر السنديان بأن يقوموا بجمع الثمار المتساقطة في بدايات الخريف، والاحتفاظ بها إلى قدوم فصل الربيع لزراعتها في الأرض.

يعتبر التوقيت السابق أنسب وقت لزراعة شجرة البلوط في مختلف الأنواع، حيث أن زراعتها عند جمعها في الخريف قد يعرّض هذه الثمار إلى أكلها من قبل فئران الأرض. بينما يمكن في بعض الأنواع- كالبلوط الأبيض مثلاً- زراعتها فور جمعها بين شهري 10_11.

كيفية زراعة البلوط من البذور

كيفية زراعة البلوط من البذور

الكثير من الأشخاص يسأل كيف يتم زراعة البلوط؟ أو كيف يزرع شجر السنديان؟ وفي الحقيقة يعتبر أغلب الناس أن زراعة البلوط من البذور من الأمور الصعبة أو المعقّدة، ويلجؤون لشراء الشتلات الجاهزة لاختصار الكثير من الجهد والوقت، أما هواة الزراعة الذين يستمتعون بمشاهدة مراحل نمو الشجرة أمام أعينهم فإنهم يفضلون زراعة البلوط من البذرة أو الثمرة أو الجوزة- على اختلاف تسمياتها إلا أن المضمون واحد- فإن كنت أحد هؤلاء الأشخاص فإليك خطوات زراعة شجرة البلوط فيما يلي:

جمع ثمار البلوط Oak

أول خطوة من خطوات زراعة البلوط من البذور أو الثمار هي جمع ثمار أو جوزات البلوط، والتي كما قلنا ينصح بجمعها في أوائل فصل الخريف، يمكنك جمع الثمار المتساقطة أسفل شجر السنديان أو قطفها من الشجرة مباشرةً، ومن المهم جداً أن تكون جوزات البلوط المجموعة سليمة وخالية من الأمراض والأعفان والديدان ويمكن نزعها بسهولة عن الرأس المتخشّب الذي يعلوها.

يجب عليك أيضاً أن تختار بذور بلوط ناضجة بشكل كافٍ بحيث تكون جاهزة للزراعة في الوقت المناسب. كل ما عليك فعله الآن هو وضع ثمار البلوط التي جمعتها في وعاء مملوء بالماء، وتختار منها الثمار التي رست في أسفل الوعاء لأنها الأفضل. بينما تقوم بالتخلص من الثمار الطافية على سطح الماء.

حفظ ثمار البلوط وتخزينها

تقوم بتجفيف الثمار التي اخترتها ثم تضعها في كيس مملوء بنشارة الخشب وتخزنها في الثلاجة حتى حلول فصل الربيع، والذي يعتبر كما قلنا أنسب موعد لزراعة شجرة البلوط. تعتبر هذه العملية بمثابة تعريض جوز البلوط لظروف جوية مشابهة للظروف التي يمر بها بعد تساقطه عن الأشجار في الغابة.

من المهم جداً في هذه المرحلة أن تتأكد من انخفاض الرطوبة داخل كيس الثمار. ولا نقصد بانخفاض الرطوبة أن يكون جاف تماماً لأنه يؤدي إلى موت الجوزة ويوقف نموها لاحقاً. لكن يجب أن تتوافر داخل الكيس بعض الرطوبة البسيطة فقط، لأن الرطوبة الزائدة أيضاً تؤدي إلى تعفن ثمار شجرة البلوط وتلفها. من الجدير بالذكر أن هذه العملية تستغرق حوالي الشهر ونصف، ويتم بعدها زراعة جوز البلوط في أصص صغيرة.

زراعة جوزة البلوط في أصيص

عند بداية فصل الربيع، تستطيع زراعة ثمرة البلوط في أصيص، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

  • تقوم بإخراج ثمار شجرة البلوط من الثلاجة ونتأكد من عدم جفافها وخلوها من الأعفان، وعلى الأغلب ستكون معظم بذور البلوط قد أنبتت وبدأت في التبرعم أثناء تواجدها في الثلاجة.
  • ازرع كل جورة منها في أصيص صغير مستقل بحيث يكون عمقه أكبر من قطره، كالكؤوس البلاستيكية أو الأكواب المصنوعة من الستايروفوم (Styrofoam) مثلاً.
  • قم بملء هذه الأصص بتربة جيدة ومعقّمة وخالية من الديدان والأمراض.
  • عليك القيام بعدها بتثقيبها من الأسفل لتصريف الماء الزائد.
  • قم بتوجيه جذر الثمرة نحو الأسفل والبرعم النامي نحو الأعلى.
  • اضغط على جوزات البلوط برفق حتى يتم غمرها وتغطيتها بتراب الأصيص بشكل كامل.
  • عليك القيام بسقايتها وترطيبها بشكل دائم والحرص على عدم جفافها أبداً.

يفضل وضع الأصص المزروعة بثمار البلوط داخل المنزل على حافة النافذة، بحيث تكون بجهة جنوبية لتستطيع الاستفادة من أشعة الشمس أكبر وقت ممكن.

تجهيز تربة الحقل

قبل الحديث عن كيفية زراعة البلوط في الحقل أو نقل شتلاته للتربة علينا أولاً أن نوضح كيفية تجهيز مكان الزراعة في الحقل لنقل الشتلات إليه. فمن المهم جداً أن نختار مكاناً واسعاً تصله أشعة الشمس وبعيداً عن الجدران أو الأنابيب الموجودة تحت سطح التربة. يجب أيضاً أن نقوم بإزالة أي أعشاب ضارة أو نباتات نامية في محيط المكان الذي اخترناه لزراعة شتلات البلوط.

نقوم الآن بعمل حفرة عميقة- يزيد عمقها عن نصف متر- وبقطر حوالي 30 سنتيمتر، بحيث تكون كافية لاحتواء شتلة البلوط مع مجموعها الجذري أفقياً وعمودياً. ويفضّل أن نقوم بتقليب التربة داخل الحفر وترطيبها قليلاً قبل نقل الشتلات إليها.

نقل شتلات البلوط إلى التربة

على الرغم من اختلاف الآراء حول التوقيت المناسب لنقل شتلات شجرة البلوط إلى تربة الحقل، إلا أننا نستطيع أن نقدم لكم بعض النصائح التي ستساعدكم في معرفة مدى جهوزية شتلة البلوط لنقلها للتربة. ومن أهم هذه النصائح أو العلامات ما يلي:

  1. ننصح بنقل الشتلات إلى أصص أكبر حجماً وتركها حتى تنمو بشكل أفضل ويزداد حجمها.
  2. يفضّل القيام بإخراج الأصص وتعريضها للطقس الخارجي في الحقل لعدة أيام قبل زراعتها فيه.
  3. ننصح بترك شتلة البلوط في الأصيص حتى يصل طولها إلى حوالي 15 سنتيمتر.
  4. يجب الانتباه إلى جذور الشتلة بحيث تكون نامية بشكل جيد وذات لون أبيض.

بعد ذلك نقوم بنقل شتلات البلوط إلى التربة من خلال زراعتها برفق داخل الحفرة التي قمنا بتجهيزها مسبقاً. نقوم بعدها بغمر الحفرة بالتراب حول ساق الشتلة، وبعدها نقوم بسقايتها وترطيب محيطها، ومن الأفضل ترك مسافة لا تقل عن نصف متر بين الشتلة والأخرى.

يفضل في هذه المرحلة أن نقوم بوضع لحاء الشجر لتغطية التربة المحيطة بالساق- بما فيها الحفرة التي زرعنا فيها شتلة البلوط- للاحتفاظ بالرطوبة ومنع نمو أي أعشاب حولها.

رعاية شجرة البلوط

رعاية شجره البلوط

علينا القول بأن شجرة البلوط لا تحتاج إلى الكثير من الرعاية أو خدمات ما بعد الزراعة مقارنةً بباقي الأشجار الأخرى، ومع ذلك لا بد من القيام ببعض الأمور الهامة للحفاظ على نموها بالشكل المثالي. وأول ما يمكننا القيام به بعد نقل شتلة البلوط إلى الحقل هو إحاطتها بسياج صغير كي لا تأكلها الحيوانات.

كما في جميع النباتات؛ فإن عملية الري هي الخدمة الأهم لشجرة السنديان، وعلى الرغم من أن جذورها تمتد عميقاً في التربة وتحصل على الماء بنفسها، إلا أن الشتلات الصغيرة تحتاج لريّها بشكل منتظم خاصة في الأيام الحارّة. يعتبر نظام الري بالتنقيط من أفضل الطرق لري شجرة البلوط الصغيرة.

من الضروري ألا تزيد في كميات الري، كيلا تتجمع المياه حول ساق الشتلة فتسهم في تعفّن جذورها. يكفي على الأغلب ري البلوط كل أسبوع مرة واحدة فقط بشرط ألا تجف تربته بشكل كامل. تستمر على هذه الحالة لمدة سنتين حتى تكبر الشتلة وتتعمق جذورها في التربة وتصبح قادرة على امتصاص الماء لوحدها.

إذا أردنا الحديث عن متطلبات شجرة البلوط من حيث التربة، فيكفي أن تكون تربة جيدة التصريف للماء الزائد وتصل إليها أشعة الشمس بشكل كافٍ لنمو شتلة البلوط. ويفضّل أن يتم تسميد شجر السنديان مرة واحدة في أواخر الشتاء أو أواخر الصيف من كل عام. فعلى الرغم من أن البعض يعتبر تسميد البلوط غير هاماً بشكل كبير، ولكن مع ذلك فإن أعراض نقص الأسمدة ستظهر على شجرة البلوط في حال لم يتم تسميدها.

موعد تقليم شجرة البلوط

من الخدمات المحبّب تقديمها لشجر البلوط (Oak tree) هي التقليم، حيث أنها تزيد من قدرة الشجرة على النمو عبر تخليصها من الأغصان المتكسّرة والفروع الميتة والسيقان الفتية التي تأخذ النسبة الأكبر من مدّخراتها الغذائية. يعتبر أفضل موعد لتقليم شجرة البلوط خلال فصل الشتاء من كل عام.

أمراض شجرة البلوط‌

يمكن أن تصاب شجرة البلوط بالعديد من الأمراض مثل:

  1. مرض نفطة البلوط، حيث يتغير لون الأوراق وتظهر عليها بقع خضراء أو بنية.
  2. مرض قشور الأوراق، حيث تحترق أوراق البلوط وتموت أغصان الشجرة.
  3. البياض الدقيقي، والذي يؤدي لتشوّه أوراق شجرة السنديان وظهور مسحوق أبيض على سطحها.
  4. مرض الأنثراكنوز، حيث تبدو أوراق البلوط وكأنها محترقة، كما قد تظهر عليها بعض البقع البنية.
  5. تعفّن جذور شجرة البلوط، والذي يعتبر من الأمراض الفطرية، ويقسم إلى نوعين:
    1. الغانوديرما، والذي يظهر فوق الجذور قرب سطح التربة، ويؤدي إلى تعفنها.
    2. الأرميلاريا، والذي يظهر على شكل فطر متصلّب ذو لون عسلي على جذور البلوط يسبّب تعفنها وموت الأغصان.
  6. مرض بكتيريا خشب البلوط، تظهر أعراضه على الساق والأغصان وقاعدة الجذور، خاصة في البلوط الأبيض.
  7. مرض ذبول شجرة البلوط، يعتبر أحد الأمراض التي تصيب الأنسجة الوعائية في شجر السنديان. يؤدي إلى ذبول الأوراق العلوية وتلوّنها بالبني، إضافة إلى موت جذوع الشجرة.

لا يكفي فقط أن تعرف كيف تزرع شجرة السنديان ، بل لا بد أيضاً من أن تتعرف إلى النوع الذي جلبت بذوره لتستطيع العناية به بالشكل الأمثل.

في الختام؛ نتمنى أن تكون هذه المقالة- والتي تحدثنا فيها عن شجرة البلوط (Oak tree)- قد نالت إعجابكم، حيث حاولنا أن نلم بجميع التفاصيل المتعلقة بهذه الشجرة، وأن نوضح لكم فوائد شجرة البلوط وكيفية زراعة البلوط من البذور، إضافة إلى توضيح موعد زراعة البلوط وموعد تقليمه وكيفية العناية به وأهم الأمراض التي تصيبه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق