مرض التبول اللاإرادي؛ تعرف إلى الأنواع والأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

فالدييف رستم
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 11 أبريل, 2024
مرض التبول اللاإرادي؛ تعرف إلى الأنواع والأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

يعد التبول اللاإرادي  (Nocturnal enuresis)، أو سلس البول الليلي، مشكلة لها العديد من الأسباب الجسدية والنفسية، تعرف إلى الأنواع والأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج.

نبذة عن مرض التبول اللاإرادي

التبول اللاإرادي أو ما يطلق عليه طبيًا سلس البول الليلي أو التبول في الفراش (Bed wetting)، فهو التبول اللاإرادي أثناء النوم بعد الوصول إلى العمر الذي يمكن فيه عادة التحكم في المثانة، حيث يعتبر سلس البول الليلي من أكثر مشاكل المسالك البولية شيوعًا في الأطفال، وواحد من أشهر المشكلات الصحية في الأطفال.

تنتج معظم حالات سلس البول الليلي بسبب تأخر في النمو، وليست بسبب مشكلة عاطفية أو مرض جسدي. فقط نسبة مئوية صغيرة (5 ٪ إلى 10 ٪) من حالات التبول اللاإرادي تحدث بسبب وجود مشكلة صحية محددة. كما يرتبط التبول الليلي في كثير من الأحيان بوجود تاريخ عائلي من هذه الحالة. وعادة ما يستطيع الطفل أن يستخدم الحمام من سن الخامسة، ولكن من الممكن أن يعاني من هذه الحالة حتى عمر العشرة، وأثبتت الدراسات أن معدلات التبول اللاإرادي عند البالغين تتراوح من 0.5٪ إلى 2.3٪.

أنواع مرض التبول اللاإرادي

تنقسم الحالة إلى نوعين:

  • الأساسي (سلس البول الليلي الأولي)

سلس البول الليلي الأساسي: هو أكثر أشكال التبول اللاإرادي شيوعًا، حيث يعتبر التبول اللاإرادي بمثابة اضطراب بمجرد أن يبلغ الطفل من العمر ما يكفي لاستخدام الحمام وللبقاء جافًا. إن الطفل يستمر في التبول أثناء النوم ​​على الأقل ليلتين في الأسبوع دون وجود فترات جفاف طويلة، أو عدم القدرة على التحكم في النفس أثناء النوم دون أن يقوم شخص آخر بنقله إلى المرحاض.

  • الثانوي (سلس البول الليلي الثانوي)

يحدث سلس البول الليلي الثانوي بعد أن يمر المريض بفترة جفاف طويلة في الليل (حوالي ستة أشهر أو أكثر)، ثم يعود إلى التبول الليلي. إن سلس البول الثانوي يمكن أن يكون بسبب الإجهاد العاطفي أو حالة طبية مثل: التهاب المثانة.

أسباب الإصابة بمرض التبول اللاإرادي

التأخر العصبي التطوري

  • هذا هو السبب الأكثر شيوعا للتبول اللاإرادي.
  • معظم الأطفال الذين يعانون من السلس البولي متأخرون في تطوير القدرة على البقاء جافين، وليس لديهم أي مشاكل تنموية أخرى.
  • تشير الدراسات إلى أن التبول اللاإرادي قد يكون بسبب بطء النظام العصبي في معالجة الشعور بالمثانة الممتلئة.

الوراثة

تلعب الوراثة دورًا مهمًا في حالة التبول اللاإرادي، حيث تظهر الأبحاث الجينية أن السلس البولي الليلي يرتبط بالجينات الموجودة في الكروموسومات 13q و 12q (ربما الكروموسوم 5 والكروموسوم 22 أيضًا).

يعد هذان العنصران الأوليان أكثر العوامل شيوعًا في التبول اللاإرادي. لا يوجد اختبار لإثبات أن التبول اللاإرادي هو مجرد تأخير تطوري، والاختبار الجيني يقدم فائدة ضئيلة أو معدومة. نتيجة لذلك، يعمل الأطباء لاستبعاد الأسباب الأخرى. الأسباب التالية أقل شيوعًا، ولكن من الأسهل إثباتها ومعالجتها بشكل أكثر وضوحًا:

المشروبات

  • الإكثار من استهلاك الكافيين يزيد من إنتاج البول.
  • استهلاك الكحول شرب الكحول يزيد من إنتاج البول.
  • نبات الهندباء والذي يستخدم كمدر للبول.

الإمساك

الإمساك المزمن يمكن أن يسبب التبول اللاإرادي، حيث تضغط الأمعاء الممتلئة بشكل ملحوظ على المثانة.

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط

الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عرضة للإصابة بالتبول اللاإرادي 2.7 مرة أكثر من الأطفال الطبيعية.

عدم كفاية إنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول

  • معظم الأطفال الذين يعانون من التبول الليلي لا ينتجون ما يكفي من الهرمون المضاد لإدرار البول.
  • حيث ترتفع عادة مستويات هرمون ADH في الجسم أثناء الليل، مما يحفز الكلى لإنتاج كميات أقل من البول.
  • لكن بعض الأبحاث تقول أن نقص هرمون ADH غير كافي لوجود التبول الليلي عند الأطفال.

الأمراض

  • يرتبط وجود عدوى أو مرض عادة بحدوث سلس البول الليلي الثانوي.
  • وتعد أقل من 5 ٪ من جميع حالات التبول اللاإرادي هي بسبب وجود عدوى أو مرض، وأكثرها شيوعًا هو التهاب المسالك البولية.
  • تشوهات جسدية
  •  أقل من 10 ٪ من المسالك البولية يوجد بها تشوهات مثل: حجم المثانة الأصغر من المعتاد.
  • يعتقد أن ارتفاع درجة حرارة المثانة تؤدي إلى خلل في قدرتها الوظيفية.

الاضطرابات النفسية

تعتبر المشاكل النفسية، مثل وجود حالة وفاة في الأسرة، الاعتداء الجنسي، ولاعتداء الجسدي، سببًا رئيسيًا لسلس البول الليلي الثانوي (العودة إلى التبول اللاإرادي)، ولكنها نادرًا ما تكون سببًا للتبول اللاإرادي الأولي، كما يمكن أن يكون التبول اللاإرادي أيضًا أحد أعراض الاضطراب العصبي النفسي لدى الأطفال الذي يطلق عليه PANDAS.

توقف التنفس أثناء النوم

يرتبط توقف التنفس أثناء النوم الناجم عن انسداد مجرى الهواء العلوي بالتبول اللاإرادي، ويعتبر الشخير وتضخم اللوزتين أو اللحمية علامة على وجود مشاكل في التنفس أثناء النوم.

المشي أثناء النوم

  •  يمكن أن يؤدي المشي أثناء النوم إلى التبول اللاإرادي.
  • حيث يعتقد الطفل أثناء المشي أنه في غرفة أخرى وعادة ما يعتقد أنه في الحمام.
  • وتشمل هذه الحالة التبول في الخزانات، أو التبول على الأريكة، أو التبول في منتصف الغرفة.

الإجهاد

الإجهاد ليس سببًا لسلس البول الليلي الأولي، ولكنه سبب للعودة إلى التبول اللاإرادي الليلي الثانوي، حيث يجد الباحثون أن بعض العوامل قد تؤثر على حالة الطفل مثل:

  • وجود طفل جديد.
  • الانتقال إلى مدينة جديدة.
  • فقدان أحد أفراد الأسرة أو حيوان أليف.
  • نزاع بين الوالدين.
  • الطلاق.

يمكن لهذه الأسباب أن تسبب انعدام الأمن، مما يساهم في ظهور سلس البول الليلي الثانوي من جديد.

داء السكري من النوع الأول

قد يكون سلس البول الليلي من أعراض مرض السكري من النوع الأول.

النوم العميق

يشير العديد من الآباء أن أطفالهم الذين يعانون من التبول الليلي هم من ينامون بعمق. ولكن أسفر البحث في هذا المجال عن بعض النتائج المتناقضة. كما تشير الدراسات إلى أن الأطفال يبللون السرير خلال جميع مراحل النوم، وليس فقط أعمق مرحلة (المرحلة الرابعة، أو المرحلتين الثالثة والرابعة).

التدريب غير الصحيح على استخدام المرحاض

يقول البعض إن سلس البول الليلي يمكن أن يكون ناجماً عن التدريب غير الصحيح على المرحاض، إما عن طريق بدء التدريب عندما يكون عمر الطفل أصغر أو أكبر من اللازم.

أعراض التبول اللاإرادي

إليك أبرز 3 أعراض للإصابة به:

  • التبول في الفراش وفي الملابس ما لا يقل عن مرتين إسبوعيًا لمدة 3 أشهر تقريبًا.
  • التبول في الفراش بعد عمر السابعة.
  • يتبول المصاب في الفراش أو الملابس فجأةً بعد فترة كبيرة من الجفاف أثناء الليل.

كيفية تشخيص التبول اللاإرادي

لتشخيص سلس البول الليلي أولاً سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لاستبعاد أي اضطراب طبي قد يتسبب في حدوث هذا الاضطراب.

يمكن أيضًا إجراء الاختبارات المعملية مثل:

  • تحليل البول.
  • اختبار الدم لقياس نسبة السكر في الدم والهرمونات ووظائف الكلى.

تشمل الحالات الجسدية التي يمكن أن تؤدي إلى سلس البول:

  • مرض السكري.
  •  التهاب أو عيب وظيفي أو هيكلي يؤدي إلى انسداد في المسالك البولية.

سلس البول قد يرتبط أيضًا بتناول أدوية معينة يمكن أن تسبب الارتباك أو تغيرات في السلوك كآثار جانبية، وفي حالة عدم وجود سبب مادي فإن الطبيب سيقوم بتشخيص سلس البول بناءً على عمر الطفل وسلوكه.

علاج التبول اللاإرادي

هناك عدد من الخيارات لعلاج سلس البول الليلي. تنطبق الخيارات التالية عندما لا يكون التبول اللاإرادي ناجماً عن حالة طبية محددة تحديداً مثل: خلل في المثانة، أو مرض السكري.

يوصى بالعلاج عندما يكون هناك حالة طبية معينة مثل: تشوهات المثانة، أو وجود عدوى، أو مرض السكري، ويُؤخذ أيضًا في الاعتبار أن سلس البول الليلي قد يضر بتقدير الطفل لذاته أو علاقاته مع العائلة والأصدقاء. فقط نسبة مئوية صغيرة من التبول الليلي ناتجة عن وجود حالة طبية محددة، لذا يميل العلاج السلوكي للتبول اللاإرادي عمومًا إلى زيادة احترام الذات للأطفال. كما يوصى باستخدام طرق سلوكية بسيطة كعلاج أولي. قد يكون استخدام إسلوب الإنذار ذو فعالية ولكن له آثار جانبية محتملة.

الانتظار

عادة ما يختفي التبول الليلي بعد عمر معين. ولهذا السبب كثيراً ما يوصي أطباء المسالك البولية وأطباء الأطفال بتأجيل العلاج حتى يبلغ الطفل من العمر ست أو سبع سنوات على الأقل، وقد يبدأ الأطباء في العلاج في وقت مبكر إذا أدركوا أن الحالة تدمر احترام الطفل لذاته أو علاقاته مع عائلته وأصدقائه.

الإنذار

يقترح الأطباء اتباع إسلوب الإنذار حيث يساعد هذا في جعل الطفل يستيقظ عند الإحساس بامتلاء المثانة.

أقراص ديزموبريسين

أقراص DDAVP (ديزموبريسين) هي بديل صناعي للهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وتساعد هذه الأقراص على بقاء الأطفال جافين أثناء الليل 4.5 مرة أكثر من أولئك الذين لا يتناولون هذا الدواء.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

  • أثبتت الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات نجاحها في علاج التبول اللاإرادي، ولكن لديها أيضًا خطر متزايد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الوفاة من جرعة زائدة.
  • وتشمل هذه الأدوية أميتريبتيلين، إيميبرامين نورتريبتيلين.
  •  توصلت الدراسات إلى أن المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية يبقون جافين ليلًا بمقدار 4.2 مرة أكثر من أولئك الذين لا يتناولون الدواء. ولكن معدلات الانتكاس بعد إيقاف الأدوية قريبة من 50 ٪.

الملابس الداخلية الماصة

  • يمكن أن يقلل ارتداء الملابس الداخلية الماصة أو حفاضات الأطفال من بلل أسرّة النوم وجعل التنظيف أسهل لمقدمي الرعاية.
  •  يمكن أن تكون الملابس الداخلية الماصة مفيدة بشكل خاص للأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي والذين يرغبون في الاشتراك في المخيمات، مما يقلل من المشاكل العاطفية الناجمة عن العزلة الاجتماعية أو الإحراج أمام أقرانهم.
  • استخدام حافظات المرتبة المضادة للماء في بعض الحالات لتسهيل تنظيف حوادث سلس البول الليلي.

التشجيع

تشجيع الطفل على الذهاب إلى المرحاض بنفسه، وإيقاظ الطفل في الليل ومحاولة جعله مستيقظًا بنفسه للحصول على مكافأة.

كيفية التعامل مع التبول اللاإرادي

قد لا يكون من الممكن منع جميع حالات سلس البول الليلي خاصة تلك المتعلقة بمشاكل صحية في الطفل، ولكن الحصول على تقييم لطفلك من قبل طبيب أطفال بمجرد ظهور الأعراض قد يساعد في تقليل المشكلات المرتبطة بالحالة. قد يساعد كونك إيجابيًا وصبورًا مع الطفل أثناء التدريب على المرحاض في منع تطور المواقف السلبية حول استخدام المرحاض. كما يساعد التقليل من تناول المشروبات قبل النوم على تجنب امتلاء المثانة بسرعة أثناء النوم.

إذا كان يعاني طفلك من التبول اللاإرادي – Nocturnal enuresis، فيجب عليك أن تكون صبورًا في تدريبه ومتابعة حالته، حتى لا تتسبب في مشاكل نفسية للطفل لا داعي لها. ودمتم سالمين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق