عملية استبدال الصمام التاجي؛ تعرف على مزايا ومضاعفات هذا الإجراء

محمد موسى
نشرت منذ 7 أيام يوم 19 أبريل, 2024
بواسطة محمد موسى
عملية استبدال الصمام التاجي؛ تعرف على مزايا ومضاعفات هذا الإجراء

عملية استبدال الصمام التاجي؛ هي إجراء لمنح صمام تاجي جديد للمريض عندما يتعذر إصلاح الصمام الحالي، حيث يمكن أن تخفف هذه الجراحة من أعراض مرض الصمام التاجي، وتمنع حدوث المزيد من الضرر للقلب. تعرف معنا في هذا المقال على مميزاتها ومضاعفاتها المحتملة.

ما هي عملية استبدال الصمام التاجي؟

يُعد استبدال الصمام الميترالي خياراً علاجياً للأشخاص المصابين بمرض الصمام التاجي، وإنها تنطوي على جراحة لتبديل الصمام المتعطل عند الإنسان، وإن الصمام التاجي هو الممر بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر في القلب، حيث تحتوي هاتان الحجرتان على الجانب الأيسر من القلب على دم غني بالأكسجين، وينتقل هذا الدم من رئتين الفرد إلى الأذين الأيسر، ثم يمر الدم عبر الصمام إلى البطين الأيسر، ويقوم البطين الأيسر بوظيفة مهمة تتمثل في ضخه إلى باقي أجزاء الجسم من خلال الشريان الأبهري.

إذا كان المريض مصاباً بمرض الصمام التاجي، فمن الصعب على صمامه إنجاز هذه المهمة، وهذا يضع ضغطاً على الجانب الأيسر من القلب، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف القلب والرئة.

في بعض الأحيان يمكن لإصلاح الصمام الميترالي أن يصلح مشاكل الصمام ولا يحتاج الشخص إلى استبداله، ولكن إذا تعرض الصمام لأضرار بالغة فقد يحتاج الشخص إلى صمام جديد، ومثل جميع جراحات القلب فإن هذه العملية لها مخاطر، ولكن إذا أوصى الطبيب بهذه الجراحة، فهذا يعني أن مرض الصمام لدى المريض يزداد سوءاً وأنه معرض لخطر حدوث مضاعفات خطيرة، وهذا يعني أيضاً أن صمام المريض لا يمكن إصلاحه.

يخضع بعض الأشخاص لاستبدال الصمام التاجي في نفس الوقت مع إجراءات القلب الأخرى، وتشمل هذه:

  • تطعيم مجازة الشريان التاجي (CABG) وهذا هو الإجراء الأكثر شيوعاً الذي يتم إجراؤه في نفس وقت هذه العملية.
  • إصلاح الصمام ثلاثي الشرف أو استبداله.
  • استبدال الصمام الأبهري.

مدى شيوع عملية استبدال الصمام التاجي

تعد جراحة صمام القلب ثاني أكثر عمليات القلب شيوعاً في الولايات المتحدة، حيث يتم استبدال أحد صمامات القلب في حوالي 90 ألف شخص كل عام، وفي جميع أنحاء العالم يبلغ هذا الرقم حوالي 280000، وأكثر الصمامات التي يتم استبدالها هي الصمام التاجي والصمام الأبهري.

ما علاقة استبدال الصمام التاجي بعملية القلب المفتوح؟

عادةً ما يتضمن استبدال الصمام التاجي جراحة القلب المفتوح، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص مرشحين لإصلاح أو استبدال الصمام التاجي عبر القسطرة (TMVR)، وهذا إجراء طفيف التوغل يعالج الصمام من داخل الجسم، ويسمح هذا الإجراء بتجنب عملية القلب المفتوح.

الحالات التي تعالجها عملية استبدال الصمام التاجي

تعالج عملية استبدال الصمام التاجي الحالات التالية:

  • قلس الصمام التاجي.
  • تضيق الصمام التاجي.

يعد تدلي الصمام التاجي التنكسي سبباً شائعاً لإجراء جراحة الصمام، وهذا يعني أن طيات الصمام (الوريقات) تتكسر على مر السنين، مما يؤدي إلى ارتجاع الصمام المترالي (التسرب)، وقد يبدأ هذا التسرب بشكل خفيف، ولكن إذا ساء الأمر بمرور الوقت فقد يحتاج الشخص إلى الإصلاح أو الاستبدال.

من يحتاج إلى عملية استبدال الصمام التاجي؟

سيحاول الجراحون إصلاح الصمام بدلاً من استبداله إذا أمكن ذلك، ولكن إذا كانت فرصة نجاح جراحة الإصلاح منخفضة، فسيوصي الطبيب باستبدال الصمام، وقد لا ينجح الإصلاح إذا:

  • ألحق التهاب الشغاف الضرر الشديد بالصمام.
  • تسبب مرض القلب الروماتيزمي في تلف صمام القلب بشدة.
  • في حال احتواء الصمام على رواسب كبيرة من الكالسيوم أو تندب.
  • هناك الكثير من الضرر للعضلات الحليمية أو الحبال، وهذه هي الهياكل الداعمة للصمام.

يجب التحدث مع الطبيب حول خيارات العلاج، ومن الجيد الذهاب إلى مستشفى كبير (حيث يقوم الجراحون بإجراء العديد من جراحات الصمام يومياً)، من أجل إجراء تقييم للحالة، حيث يتمتع الجراحون في هذه المستشفيات بالخبرة في تقييم تشريح الصمامات، وإنهم يتمتعون بمهارات عالية في تحديد ما إذا كانت عملية استبدال الصمام التاجي أو إصلاحه ستكون أفضل بالنسبة للمريض.

الإجراءات قبل عملية استبدال الصمام التاجي

سيقدم الطبيب تعليمات محددة حول كيفية الاستعداد للجراحة، وبشكل عام سوف يحتاج المريض إلى:

  • التوقف عن تناول بعض الأدوية في الأسابيع التي تسبق الجراحة.
  • إيقاف التدخين واستخدام منتجات التبغ، حيث يمكن للطبيب المساعدة في إعطاء نصائح للإقلاع عن التدخين.
  • غسل الجسم بصابون مضاد للميكروبات في الليلة السابقة للجراحة.
  • عدم تناول الأكل والشرب بعد وقت محدد، وغالباً ما يكون منتصف الليل قبل الجراحة.
  • تناول بعض الأدوية في يوم الجراحة.

قد يعطي الطبيب أيضاً أدوية لعلاج حالات معينة قبل الجراحة، وتشمل هذه الحالات:

  • قصور القلب الاحتقاني.
  • الرجفان الأذيني.

طريقة إجراء عملية استبدال الصمام التاجي

أثناء عملية استبدال الصمام التاجي يقوم الجراح بإزالة الصمام التالف، ويضع صماماً جديداً في مكانه، وطوال الجراحة سيستخدم الأطباء ما يسمى تخطيط صدى القلب عبر المريء، وتوجه تقنية التصوير هذه عملهم وتساعدهم على تأكيد نجاح الجراحة.

إن هذه العملية معقدة وتتطلب تقنية جراحية دقيقة، وستتبع الجراحة بشكل عام هذه الخطوات:

  1. سيعطي طبيب التخدير دواء حتى يكون المريض نائماً أثناء الجراحة.
  2. سيقوم الطبيب بتوصيل الأجهزة إلى الجسم ويعطي المضادات الحيوية من خلال الوريد.
  3. سيتم استخدام جهاز المجازة القلبية الرئوية، وستقوم هذه الآلة بعمل القلب والرئتين أثناء الجراحة.
  4. لتوصيل الجهاز بالجسم سيقوم الطبيب بإدخال أنابيب في اثنين من العروق الكبيرة (الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي)، وسيتم أيضاً إيقاف القلب أثناء الجراحة.
  5. سيقوم الجراح بعمل شق في الصدر، حيث تتطلب معظم عمليات استبدال الصمامات شقاً متوسطاً للقص، ويسمح هذا للجراح بالوصول إلى القلب.
  6. سيقوم الجراح بعد ذلك بعمل شق في الأذين الأيسر للوصول إلى الصمام التاجي.

يمكن أن تساعد عدة تقنيات جراحية في الحفاظ على أجزاء، من المناطق السليمة الموجودة حول الصمام لدى الشخص، فمثلاً تظهر الأبحاث قيمة الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الأنسجة الطبيعية، بما في ذلك الحبال التي تدعم الصمام، ويمكن أن يساعد هذا الصمام الجديد على العمل بشكل أفضل ويساعد أيضاً على تحسين وظيفة البطين الأيسر، حيث سيحافظ الجراح على الأنسجة السليمة ويزيل الأنسجة التالفة.

سيقوم الجراح بعد ذلك بثبيت الصمام الجديد في مكانه، وتعتمد تقنيات الخياطة والتثبيت المحددة على نوع الصمام الذي سوف يضعه الطبيب، وسيتحقق الجراح من أن وريقات الصمام يمكن أن تتحرك بحرية.

بعد ذلك سيقوم الجراح بخياطة الأذين الأيسر لإغلاقه، ويزيل جهاز الإنعاش القلبي الرئوي، ثم يغلق الصدر.

بعد عملية استبدال الصمام التاجي

يحتاج معظم الناس إلى قضاء أسبوع تقريباً في المستشفى بعد إجراء جراحة الصمام، وبعد الجراحة يمكن توقع ما يلي:

  • قضاء يوم أو يومين في وحدة العناية المركزة بعد إجراء عملية استبدال الصمام التاجي، وسيراقب الممرضون والأطباء المريض، وسيقومون بفحص نبضه وتنفسه وعناصر حيوية أخرى.
  • يلزم قضاء عدة أيام أخرى في غرفة في المستشفى.
  • الحصول على علاج لاضطراب نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب)، إذ تعتبر حالات عدم انتظام ضربات القلب شائعة جداً بعد استبدال الصمام.
  • قد يحتاج المريض أيضاً إلى جهاز تنظيم ضربات القلب المؤقت.
  • يجب إعطاء العلاج المضاد للتخثر (الوارفارين عادةً) لتقليل خطر الإصابة بجلطة دموية، وسيحتاج المريض على الأرجح إلى تناول هذه الأدوية لمدة طويلة يحددها الطبيب.
  • يجب على الفرد تعلم كيفية العناية بالشق الجراحي بينما يستمر في التعافي في المنزل.

مزايا عملية استبدال الصمام الميترالي

تشمل أهم 3 مزايا لهذا الإجراء ما يلي:

  • لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً مثل جراحة الإصلاح، لذلك سيقضي الفرد وقتاً أقل أثناء استخدام جهاز المجازة القلبية الرئوية في العملية.
  • إجراء أقل تعقيداً من جراحة الإصلاح (على الرغم من أنها لا تزال معقدة للغاية).
  • يقلل من خطر احتياج الفرد لعملية جراحية أخرى في المستقبل.

مضاعفات عملية استبدال الصمام التاجي

تشمل مضاعفات جراحة استبدال الصمام التاجي التي يمكن أن تحدث بعده، ما يلي:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • نزيف.
  • جلطات الدم.
  • فشل القلب.
  • عدوى.
  • سكتة دماغية.

وقت التعافي بعد إجراء عملية استبدال الصمام التاجي

يستغرق التعافي من جراحة إصلاح الصمام عادةً من أربعة إلى ثمانية أسابيع، وقد يحتاج بعض الناس إلى مزيد من الوقت، لكن هناك عدة عوامل تؤثر على التعافي، وتشمل هذه:

  • شدة مرض الصمام التاجي قبل (Before) الجراحة، حيث يحتاج الأشخاص الذين عانوا من قلس شديد أو قصور في وظائف القلب إلى مزيد من الوقت لاستعادة قوتهم.
  • صحة المريض العامة قبل الجراحة، إذ يحتاج الأشخاص المصابون بفشل القلب أو الفشل الكلوي إلى وقت أطول للشفاء.

ما هي المدة التي يعيشها الفرد بعد استبدال الصمام التاجي؟

يعيش حوالي 50٪ إلى 60٪ من الأشخاص ما لا يقل عن 10 سنوات بعد استبدال الصمام، ويعتمد متوسط ​​العمر المتوقع بعد عملية استبدال الصمام التاجي على العديد من العوامل، وكما هو الحال مع أي عملية جراحية يلعب العمر والصحة العامة دوراً.

متى يجب الاتصال بالطبيب بعد إجراء عملية استبدال الصمام التاجي؟

سيخبر الطبيب المريض متى يجب عليه العودة لمواعيد المتابعة، ومن المهم زيارة الطبيب بهذه المواعيد حتى يتمكن من التحقق من كيفية عمل الصمام الجديد. يجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا كان لدى الفرد أي علامات أو أعراض لمضاعفات، وتشمل هذه:

  • ألم في الصدر.
  • قشعريرة أو حمى.
  • سعال دموي.
  • حدوث سعال يحتوي على مخاط يبدو أصفر أو أخضر.
  • دوار أو إغماء.
  • حمى.
  • صداع شديد للغاية.
  • نبض غير منتظم (بطيء جداً أو سريع جداً).
  • الغثيان والقيء.
  • ألم أو احمرار أو تورم في أسفل الساق.
  • ألم في منطقة الجرح لا يزول.
  • ضيق في التنفس.
  • علامات العدوى حول الجرح مثل الترشيح أو الاحمرار.
  • تداخل الكلام أو علامات أخرى على السكتة الدماغية.

لا يجب التردد في الاتصال بالطبيب لأي سبب من الأسباب السابقة، ومن المهم أن يتم إخباره عن ما يشعر به المريض حتى لو كان يعتقد أن كل شيء على ما يرام، وسيعرف الطبيب ما إذا كانت الأعراض التي تبدو بسيطة هل هي كذلك، أم هي في الواقع شيء خطير.

نسبة نجاح عملية استبدال الصمام الميترالي

تعتمد على الحالة الطبية للمريض ومدى تقدم المرض ومدى تأثير الصمام التاجي المريض على وظائف القلب، وعادة ما تكون نسبة نجاح العملية عالية، ولكن يمكن أن تختلف من حالة لأخرى، وتعتمد نسبة نجاح العملية على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • عمر المريض.
  • تاريخ الأمراض السابقة للقلب والأوعية الدموية.
  • مدى تقدم الأعراض.
  • مدى تضرر الصمام الميترالي.
  • نوعية العملية (إصلاح الصمام أو استبداله).
  • خبرة الجراح.
  • مدى تعاون المريض خلال العلاج والتأهيل بعد العملية والالتزام بتعليمات الطبيب.

عادةً ما يعمل الجراحون المختصون في جراحة القلب على تحسين نسبة النجاح والتقليل من المضاعفات المحتملة، وتقليل احتمال الانتكاس بعد العملية بتقنيات عديدة.

كم تستغرق عملية تغيير الصمامات؟

تختلف مدة هذا الإجراء باختلاف حالة المريض وشدة إصابة الصمام وتشوهه، وعادة ما تستغرق عملية استبدال الصمام التاجي ما بين 2_4 ساعات تقريباً.

متى يلتئم جرح عملية القلب؟

عادة ما يحتاج شفاء جرح عملية القلب المفتوح لاستبدال الصمام، مدة زمنية تقدر بحوالي 6 أشهر.

كم تكلف عملية صمام القلب؟

تختلف تكلفة هذا الإجراء باختلاف الطريقة، فمثلاً عند إجراء استبدال الصمام بالمنظار بدون شق الصدر، يمكن أن تكلف هذه العملية في مصر حوالي 400000 جنيه مصري، وإن إجراءها بطريقة عملية القلب المفتوح تكلف ما يقارب 110000 جنيه مصري.

عملية استبدال الصمام التاجي؛ من الإجراءات التي لا غنى عنها، عند إصابة الفرد بأذية غير قابلة للإصلاح في الصمام الميترالي عنده، وإن حدث للمريض أي مضاعفات من التي تم ذكرها سابقاً في المقال بعد إجراء mitral valve replacement، فيجب الاتصال بالطبيب فوراً أو الذهاب إلى عيادته، وذلك من أجل مناقشة خطورتها والعمل على علاجها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق