التهاب السحايا عند القطط؛ تعرف على الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

د. طارق محفوظي آخر تحديث : منذ شهرين0 109

يشير مصطلح التهاب السحايا عند القطط إلى التهاب الأغشية الواقية للدماغ والحبل الشوكي. تعرف على أهم أسباب وأعراض وطرق تشخيص وعلاج التهاب السحايا عند القطط.

فهرس المحتويات

قد يقترن التهاب السحايا عند القطط (Meningitis in cats) مع أمراض عصبية أخرى مثل التهاب النخاع الشوكي والتهاب الدماغ. تعرف على الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج.

ما هو التهاب السحايا؟

يحدث التهاب السحايا عند القطط عندما تلتهب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي والتي تعمل كحاجز وقائي للجهاز العصبي المركزي. التهاب السحايا هو التهاب في هذه الأغشية، وبالتالي فهو أحد أعراض عدد من الحالات الأساسية، التي غالبًا ما تصيب القطط كبيرة السن أو القطط التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة.

التهاب السحايا له عدد من الأسباب المحتملة، والتي قد تشمل العوامل المعدية والعوامل المناعية، وهو نادر الحدوث في القطط، وليس له علاقة بالسلالة أو العمر أو الاستعداد الجنسي. هذا المرض يعتبر حالة طبية حرجة ويتطلب رعاية بيطرية فورية.

أعراض التهاب السحايا عند القطط

أعراض وعلامات التهاب السحايا عند القطط

على الرغم من أن الحيوانات لا تتكلم ولا يمكنها إظهار علامات الألم أو المرض بنفس الطريقة التي يفعل بها البشر، إلا أن هناك العديد من الأعراض الدقيقة التي قد تشير إلى وجود التهاب في السحايا لدى القطط. قد تشمل هذه:

الضعف.
الاكتئاب.
فقدان الشهية.
القيء.
الحمى.

بعد مرور المراحل الأولى من المرض، وتقدم الالتهاب، قد تظهر أعراض أكثر حدة على الحيوان تتمثل في:

تصلب في الرقبة
التحسس من الضوء.
عدم القدرة على الثبات على القدمين.
شلل.
نوبات اختلاج.
تشنجات عضلية.
تغييرات سلوكية.
إمالة الرأس.
غيبوبة.
الوفاة.

أسباب التهاب السحايا عند القطط

إليك 5 من أشهر أسبابه:

عدوى فيروسية

يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية، مثل التهاب الصفاق السنوري (FIP)، التهاب السحايا.

يحدث التهاب الصفاق السنوري (FIP) بسبب فيروس من نوع كورونا خاص بالقطط، ويوجد لقاح تم تطويره ضد FIP ولكن معظم الأطباء البيطريين لا يقومون بإجراء هذا التطعيم، بسبب أن الدراسات أظهرت أن فعالية هذا اللقاح متغيرة، أو غير فعالة على الإطلاق. لذلك، فالرابطة الأمريكية لطب القطط لا توصي به حاليًا ولا تعتبره لقاحًا أساسيًا للقطط.

الالتهابات البكتيرية

يمكن أن تسبب البكتيريا، سواء كانت هوائية (تلك التي تتطلب الأكسجين للبقاء على قيد الحياة) أو اللاهوائية (تلك التي لا تتطلب الأكسجين للبقاء على قيد الحياة) التهاب السحايا إذا تمكنت البكتيريا من دخول الجهاز العصبي المركزي للحيوان.

ومن هنا تأتي أهمية البحث عن علاج سريع لأي عدوى بكتيرية تصيب القط.

الالتهابات الفطرية

يمكن أن تؤدي العدوى الفطرية مثل تلك التي تسببها الفطريات من جنس المستخفيات إلى التهاب السحايا عند القطط.

الالتهابات الطفيلية

طفيلي التوكسوبلازما gondii هو طفيلي أولي يسبب داء المقوسات ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى التهاب السحايا. تصاب القطط بهذا الطفيلي إذا كانت تصطاد وتتناول حيوانات حاملة له.

أسباب أخرى

هناك أيضًا أسباب أخرى لالتهاب السحايا عند القطط، والتي يمكن أن تشمل الاضطرابات المناعية، حيث يتفاعل الجهاز المناعي مع الخلايا والأنسجة الخاصة بالجهاز العصبي ويدمرها.

“اقرأ أيضاً: الديدان عند القطط ،وعن: السكتة القلبية في الكلاب“

تشخيص التهاب السحايا عند القطط

: كيف يتم تشخيص وكذا علاج التهاب السحايا عند القطط؟

بهدف تشخيص التهاب السحايا عند القطط، سيحتاج الطبيب البيطري إلى إجراء فحص جسدي وعصبي كامل. أثناء الفحص الأولي، يجب أن تزود الطبيب البيطري بمعلومات حول التاريخ الطبي والجسدي الكامل لقطك، بما في ذلك الجدول الزمني لظهور الأعراض وأي تصعيد لتلك الأعراض.

سيقوم الطبيب البيطري بعد ذلك بإجراء فحص عيادي بحثًا عن أي تصلب وسيراقب بعناية مشية الحيوان لتحديد ما إذا كانت هناك أي أعراض منبهة. تتضمن أكثر الطرق فعالية لتشخيص التهاب السحايا عند القطط ما يلي:

تحليل الدم والبول.
تعداد الدم الكامل.

تساعد هذه الاختبارات في اكتشاف سبب العدوى وتحديد أفضل مسار للعلاج، كما تشير زيادة خلايا الدم البيضاء في هذه الاختبارات إلى وجود عدوى، وقد يتم العثور على البكتيريا أو خلايا الدم البيضاء في بول القطط المصابة بالعدوى.

قد يطلب بعض الأطباء البيطريين إجراء اختبارات التصوير الطبي التالية:

تصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير المقطعي المحوسب.

تساهم هذه الاختبارات في التحقق من وجود الالتهاب، وقد تساعد كذلك في البحث عن أي أورام أو نزيف وتحديد مدى الضرر الحاصل في الحالات الشديدة التالية لتقدم المرض.

أخيرًا، قد يطلب منك الطبيب البيطري إجراء تحليل السائل الدماغي الشوكي للقط، عبر إجراء يُعرف باسم البزل النخاعي، وهي الطريقة الأكثر دقة للتشخيص، وسيحتاج قطك إلى أن يتم تخديره من أجل هذا الإجراء لأنه يتضمن إدخال إبرة بدقة لسحب السائل من منطقة حساسة للغاية.

“اقرأ أيضاً: دواء زونيساميد للكلاب والقطط ،وعن: دواء أسيد غون (Acid Gone)“

علاج التهاب السحايا عند القطط

يعتمد علاج التهاب السحايا عند القطط بشكل كبير على السبب الأساسي. في معظم الحالات، يكون القط المصاب بالتهاب السحايا في حالة حرجة عند إحضاره للطبيب البيطري مما يستدعي بقائه في المستشفى البيطري للحصول على علاج قوي، حيث سيقوم طبيبك البيطري بإجراء فحوصات عصبية على نحوٍ متكرر أثناء العلاج، من أجل تقييم مدى استجابة الحيوان للأدوية المقدمة.

علاج التهاب السحايا يعتمد إلى حد كبير على السبب الكامن وراء الحالة”

العلاج بالمضادات الحيوية

عادة ما يتم علاج الالتهابات البكتيرية والأولية بالمضادات الحيوية. في بعض الحالات، قد يبدأ الطبيب البيطري العلاج بمضاد حيوي واسع الطيف ثم يغير الأدوية بناءً على نتائج الاختبارات البكتيرية وحساسية السائل النخاعي (اختبار يتم فيه عزل البكتيريا من السائل النخاعي واختبارها لتحديد المضادات الحيوية الأكثر فعالية ضد البكتيريا الموجودة).

بريدنيزون

يُعالج التهاب السحايا المستجيب للعلاج بالستيرويد عادةً بالبريدنيزون، حيث تبدأ القطط العلاج في البداية بجرعة عالية نسبيًا، ثم يتم إنقاص الجرعة خلال الأسابيع العديدة الأولى من العلاج. تشمل الآثار الجانبية للعلاج بالبريدنيزون ما يلي:

زيادة العطش والتبول.
زيادة الشهية.
عرضة أكبر للعدوى.

قد يكون العلاج طويل الأمد بالبريدنيزون (حتى عام أو أكثر) مطلوبًا لمنع الانتكاس.

الرعاية الداعمة

لا يوجد علاج طبي لالتهاب السحايا الفيروسي، حيث يتم العلاج فقط من خلال الرعاية الداعمة. تشمل إجراءات الرعاية الداعمة التي يمكن استخدامها في التهاب السحايا الفيروسي عند القطط وكذلك في حالات التهاب السحايا الأخرى:

السوائل عن طريق الوريد للحفاظ على مستوى الإماهة.
الأدوية لتقليل تورم المخ.
المسكنات لتخفيف الألم.
التحكم في المؤشرات الحيوية.

“اقرأ أيضاً: السكتة الدماغية عند القطط“

مرحلة التعافي

التعافي من التهاب السحايا

في معظم الحالات، يكون مآل المرض على المدى الطويل جيدًا لدى القطط المصابة بالتهاب السحايا. يجب أن يهدف العلاج المناسب بالمضادات الحيوية إلى إزالة العدوى الأساسية والتقليل سريعاً من الالتهاب. مع زوال الالتهاب، ستلاحظ تحسن حالة قطك بشكل كبير.

في الحالات الشديدة التي تظهر فيها الأعراض لفترة طويلة من الزمن، قد يحدث ضرر دائم بالجهاز العصبي للقط، واعتمادًا على شدة الضرر، فإنه يمكن تخفيف العديد من أعراض تلف الجهاز العصبي باستخدام الأدوية المناسبة.

قد تنحسر بعض الأعراض الخفيفة لأضرار الجهاز العصبي بمرور الوقت أو قد يتعلم قطك كيفية التكيف مع هذه الاختلالات العصبية.

“اقرأ أيضًا: حمى الببغاء“