اختبار وظائف الرئة؛ تعرف على الأمراض التي يشخصها هذا الإجراء

اختبار وظائف الرئة؛ أو ما يعرف بتخطيط تحجم الجسم، وبالإنكليزية يعني Lung function test أو pulmonary function test، هو أحد الإجراءات التي تتم عند المرضى الذين يعانون من مشكلات، يعتقد أنها ذات منشأ رئوي، حيث يعتبر أحد الطرق التشخيصية للكثير من الأمراض عند الإنسان، وحالياً تعمل معظم الدول العربية من أجل توفير الأجهزة اللازمة لإجرائه، لأن الدراسات التي تمت حتى الآن على هذا النوع من الاختبارات، أثبتت كفاءة عالية في تشخيص العديد من الأمراض.

ما هو اختبار وظائف الرئة؟

اختبار وظائف الرئة pft هو تقييم لكامل الجاهز التنفسي عند الإنسان، وهو نوع غير جراحي يُعرف باسم تخطيط تحجم الجسم، ويمكن أن يساعد في تحديد كمية الهواء الموجودة في الرئتين بعد أن يأخذ المريض نفساً عميقاً (شهيقاً)، كما أنه يساعد في تحديد مقدار الهواء المتبقي في الرئتين بعد أن يأخذ الفرد زفيراً أيضاً. يعتبر هذا الاختبار آمناً ومريحاً، حيث إنه يوفر للأطباء معلومات مهمة حول مدى جودة عمل رئتين الفرد، وتساعدهم هذه المعلومات في العمل مع المريض لوضع أفضل خطة علاج.

عادةً ما يقوم الطبيب الذي يساعد في علاج الحالات التي تؤثر على الرئتين أو التنفس، بإجراء الاختبار في مختبر مخصص، ويقوم أخصائي أمراض الرئة الخبير بمراجعة النتائج وتأكيدها، وعادة ما يساعد الطبيب ممرضات جرى تدريبها على استخدام أجهزة اختبار وظائف الرئة.

أنواع اختبارات وظائف الرئة

تشمل الأنواع المختلفة لهذا الإجراء التشخيصي ما يلي:

مخطط التحجم للضغط

يقيس مخطط التحجم للضغط أحجام الرئتين عن طريق قياس تغيرات ضغط الغاز في صندوق بلاستيكي شفاف ومحكم الإغلاق، حيث يحتوي الصندوق على كمية ثابتة من الهواء، وهنالك آلة خاصة متصلة بقطعة الفم تسمى مقياس التنفس، تقيس الحجم في المنطقة الواقعة بين الرقبة والبطن (الصدر)، وهذا الاختبار يعد حساساً للغاية ويمكنه قياس التغيرات الصغيرة في الحجم، وإن الاسم الآخر لمخطط التحجم للضغط هو مخطط التحجم من النوع المغلق.

مخطط التحجم الحجمي

يقيس تغيرات حجم الغاز عن طريق قياس إزاحة الغاز في صندوق بلاستيكي شفاف ومحكم الإغلاق، فعندما يتغير حجم الغاز في الصدر يخرج الهواء المحيط بالصندوق من خلال ثقب في جدار متصل بمقياس التنفس، حيث يقيس تدفق الهواء، ويمثل مخطط التحجم الحجمي تحدياً وإن إجراءه يعتبر صعباً، لذلك لا يستخدم هذا الاختبار سوى الباحثين الطبيين، والاسم الآخر لمخطط التحجم الحجامي هو مخطط التحجم المفتوح.

مخطط التحجم للضغط والحجم

يتضمن هذا الاختبار ويشمل كافة الاختبارات السابقة، ويجمع هذا الاختبار بين عناصر مخطط تحجم الضغط ومخطط تحجم الحجم، حيث أنه أثناء التنفس يؤدي أي تغير في حجم الصدر إلى دفع الهواء، المحيط بالصندوق من خلال ثقب في الجدار إلى مقياس التنفس، وسيضيف الطبيب بعد ذلك القياسات في تغيير الضغط أو إزاحة الحجم معاً.

“تصفح أيضًا: فحص الخلايا الظهارية بالبول؛ أهميته، وكيف يجرى وكيفية قراءة نتائجه“

لماذا يتم إجراء اختبار وظائف الرئة؟

يساعد هذا النمط من الاختبارات في تشخيص أمراض الرئة والمجرى الهوائي، مثل:

• الربو.
• مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
• التليف الرئوي.

يمكن أن يقوم اختبار وظائف الرئة أيضاً ب:

• مقارنة بين كيفية عمل رئتين الفرد ومدى جودة عملهما مقارنة بأي اختبارات سابقة أجراها المريض.
• قياس تأثير أمراض الرئة المزمنة (طويلة الأمد) على وظائف الرئة.
• اكتشاف التغيرات المبكرة في وظائف الرئة والتي قد تتطلب تغييراً في العلاج.
• تحدد ما إذا كانت المواد الموجودة في المنزل أو بيئة العمل قد أضرت برئتي الفرد.
• تحديد قدرة الفرد على تحمل الإجراءات الطبية بما في ذلك الجراحة.

“قد يهمك: فحص تنظير الرحم؛ هل يعد الفحص بالمنظار الرحمي آمنًا؟“

متى تكون هناك حاجة إلى إجراء اختبار وظائف الرئة؟

قد يطلب الطبيب إجراء اختبار تخطيط تحجم الجسم إذا كان المريض يعاني من أعراض حالة رئوية، أو إصابة في مجرى الهواء، وتتضمن بعض الأعراض التي قد يطلب الأطباء من أجلها إجراء هذا الاختبار ما يلي:

• ضيق في الصدر أو ألم أو ضغط.
• السعال وخاصة السعال المصحوب بالمخاط.
• صعوبة في التنفس بعمق.
• ضيق التنفس.
• الصفير.

مزايا اختبار وظائف الرئة

يعد هذا الإجراء اختباراً دقيقاً وسريعاً نسبياً، وعادة ما يستغرق أقل من 20 دقيقة لإكماله، حيث يمكن للدكتور أيضًا الحصول على العديد من القياسات في غضون دقائق قليلة.

“إليك: اختبار الأجسام المضادة للحيوانات المنوية؟“

التحضيرات قبل إجراء اختبار وظائف الرئة

سيسأل الطبيب المريض عما إذا كان يشعر بصحة جيدة، ويجب عليه إعادة تحديد موعد إذا كان مصاباً بنزلة برد أو إنفلونزا أو أي عدوى تنفسية أخرى معدية، ويجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها المريض، فقد يطلب منه التوقف عن تناول بعض الأدوية في يوم الاختبار.

سيعطى الطبيب توجيهات حول كيفية الاستعداد لإجراء اختبار وظائف الرئة، وقد تشمل هذه:

• عدم التدخين قبل مدة زمنية لا تقل عن ساعة قبل بدء الاختبار.
• الامتناع عن شرب الكحول قبل الاختبار بأربع ساعات على الأقل.
• تجنب أي تمرين ثقيل قبل 30 دقيقة على الأقل من الاختبار.
• ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة لا تضغط على الصدر أو البطن، حيث يجب أن يكون المريض قادراً على التنفس بشكل مريح، لأن الملابس الضيقة قد تغير النتائج.
• تجنب أكل وجبة كبيرة قبل ساعتين على الأقل من الاختبار.

كيف يتم إجراء اختبار وظائف الرئة

يتم إجراء تخطيط تحجم الجسم في صندوق بلاستيكي مغلق محكم الإغلاق، فعندما يتنفس الفرد في قطعة الفم، يقيس جهاز استشعار داخل الصندوق أي تغييرات في ضغط الهواء، وتحتوي قطعة الفم أيضاً على مستشعر يقيس تدفق الهواء والضغط في الفم.

ويقيس هذا الاختبار العديد من الأشياء الضرورية لتشخيص الأمراض اليوم بما في ذلك:

• سعة الرئة الكلية وهي حجم الهواء في الرئتين بعد أخذ أكبر نفس ممكن.
• القدرة الوظيفية المتبقية وهي حجم الهواء الذي يبقى في الرئتين بعد الزفير بشكل طبيعي.
• السعة المتبقية وهي حجم الهواء الذي يبقى في الرئتين بعد الزفير قدر الإمكان أي بأقصى قوة ممكنة.

العوامل التي تؤثر على نتائج اختبار وظائف الرئة

تؤثر العديد من العوامل على نتائج الاختبار، وربما تتضمن أهم 8 عوامل يمكن أن تغير نتيجته ما يلي:

التدخين

حيث أنه قد يؤدي إلى تضرر الرئتين وتضيق القصبات الهوائية، مما يؤثر على نتائج الاختبار وقد يؤدي إلى تشخيصات خاطئة.

العمر

يزداد احتمال تدهور وظائف الرئة مع التقدم في العمر، ويؤثر ذلك على نتائج الاختبار.

الوزن

قد يؤثر الوزن الزائد على وظائف الرئة، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الحجاب الحاجز، ويسبب التضيق الشديد للشعب الهوائية.

الأمراض المزمنة

تؤثر الأمراض المزمنة (Chronic) مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن على وظائف الرئة، لكن في معظم الحالات يتم تشخيص هذه الحالات بشكل صحيح من خلال اختبار test وظائف الرئة.

الأدوية

قد تؤثر بعض الأدوية على وظائف الرئة، مثل حاصرت بيتا التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

العوامل البيئية

تؤثر بعض العوامل البيئية مثل التلوث الهوائي على نتائج اختبارات وظائف الرئة.

النشاط البدني

يمكن أن يؤدي النشاط البدني المفرط إلى إجهاد الرئة وتضيق الشعب الهوائية، مما يؤثر على نتائج الاختبار.

الإجهاد النفسي

ذلك يمكن أن يؤثر على النتائج، وخاصة في الأشخاص الذين يعانون من الربو.

“هل تبحث عن: تسمم الكلاب بالأميتراز“

مضاعفات اختبار وظائف الرئة

إن هذا الاختبار ليس مؤلماً عادة، ومع ذلك قد يشعر الفرد بالدوار أو الدوخة أو التعب من الشهيق والزفير بعمق، وقد يؤدي النفخ في الفوهة أيضاً إلى السعال، ويجب أن تختفي هذه الأعراض بعد وقت قصير من إكمال الاختبار، ويجب على المريض إخبار الطبيب فيما إذا كان يحتاج استراحة أثناء الاختبار.

في حالات نادرة قد يحصل لدى المريض نسبة عالية جداً من ثاني أكسيد الكربون في الدم (فرط ثنائي أكسيد الكربون)، أو القليل جداً من الأكسجين في الدم ( نقص الأكسجة)، وقد تحدث هذه الحالات إذا قضى المريض وقتاً طويلاً في صندوق الاختبار.

يمكن أن يؤدي هذا الاختبار أيضاً إلى زيادة معدل ضربات القلب، لذلك من المهم إخبار الطبيب إذا كان المريض قد أصيب بنوبة قلبية في الماضي، أو أي حالات أخرى تؤثر على القلب مع قراءة تحليل وظائف الرئة.