تعتبر ذبابة ثمار التين Lonchaea aristella insect من الآفات الزراعية الخطيرة على التين وزراعته، خاصة أنها تضعف الأشجار وتعرضها للمهاجمة من حشرات أخرى وآفات زراعية متنوعة، كما أنها تضعف إنتاج المحصول والقيمة التسويقية للثمار، فما هي علامات الإصابة بذبابة ثمار التين، وكيف يمكن مكافحة ذبابة ثمار التين؟
تسجيل جين رانك باست…تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة
آفة ذبابة ثمار التين
في الحقيقة، إن ذبابة ثمار التين مصنفة من ضمن الحشرات الاقتصادية التي تصيب التين بكافة أنواعه. رغم ذلك، فقد سميت هذه الآفة أيضًا بذبابة التين السوداء وهذا لأنها تفضل النوع الأسود من التين. تنتشر الآفة في مناطق زراعة التين حول العالم، وتعد من أهم الآفات في دول شرق المتوسط ومنها لبنان، والأردن، وسورية. كما أن الآفة تنتشر في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا. قدرت العتبة الاقتصادية في واقع الأمر تدني في إنتاج التين بمجرد تفاقم الإصابة. قد يصل التدني إلى حوالي ٤٠-٦٠% من إنتاجية الشجرة.
الوصف
الوصف الشكلي العام للحشرة
في الواقع، تشبه ذبابة ثمار التين إلى حد كبير بقية أنواع الذباب، كذبابة فاكهة البحر المتوسط مثلاً. وفي ما يلي:
الحشرة الكاملة
إن الحشرة الكاملة أو الذبابة الكاملة سوداء اللون بطول حوالي ٢-٤مم تقريبًا. بالإضافة لذلك، فإن اللون الأسود يكون لماع مشوب بالأزرق. السطح السفلي للبطن والعيون بلون بني، أما الأرجل فهي سوداء. بينما الأجنحة فشفافة والعروق مميزة فاتحة اللون. للأنثى آلة وضع بيض طويلة.
يرقات ذبابة ثمار التين
أما اليرقات، فهي متطاولة، بيضاء اللون. كما يبلغ طول اليرقة عند اكتمال النمو حوالي ٧-٨مم.
العذراء
تكون العذراء عادةً مختفية في شقوق التربة، أو ضمن أنسجة النبات. يترواح طول العذراء بين ٣-٤مم، وهي بنية محمرة اللون.
الإصابة بذبابة ثمار التين
إن الطور الضار لذبابة ثمار التين هو اليرقات، وهذا لأنها تنتمي إلى رتبة ثنائية الأجنحة بطبيعة الحال. أغلب أنواع الذباب يكون ضررها من اليرقات (كمثال على ذلك ذبابة ثمار الزيتون). تهاجم الآفة ثمار التين مفضلةً الصنف الأسود فهو أكثر عرضة للإصابة من بقية أصناف التين الأخرى. تتغذى اليرقات على محتويات الثمرة واللب من الداخل، ثم تتلف اللب والبذور. بعد ذلك، يتحول لون الثمرة المصابة من الأخضر إلى البني بسبب لينه وتدهور حالته. مع تفاقم الإصابة يتحول مكان الإصابة إلى اللون الأسود الباهت. تبقى الثمار الكبيرة عالقة على الأغصان فتتعفن، أما الصغيرة منها فتسقط إلى سطح التربة. قد يتمكن المزارع من رؤية الثمار المصابة ابتداءً من أشهر الصيف.
خطورة ذبابة ثمار التين
تنبع خطورة ذبابة ثمار التين من أنها تضعف إنتاجية الشجرة بشكل عام. بالإضافة لذلك، فهي تضعف الشجرة نفسها في مكان الإصابة (الثمار) مما يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى. من أهم الآفات التي قد تنجذب ذبابة فاكهة البحر المتوسط Medeterrenian fruite fly، والدبور الأحمر الشرقي Vespa orientalis، وآفات الحفر. في الحقيقة، مع وجود آفات الحفر وحشرات القلف والنطاطات، ومع تفاقم الإصابة، تتدهور حالة أشجار التين إلى حد كبير. أيضًا، وبالإضافة لما سبق، فقد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
عوامل تشجع الإصابة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع ذبابة ثمار التين على إصابة أشجار التين. من أهم العوامل:
- استعمال المبيدات الحشرية الباراثينوئيدية التي لا ينصح بها، بدلاً من استعمال المبيدات القائمة على مركبات الفوسفور التي ينصح بها
- زراعة أصناف التين المعرضة للإصابة (الصنف الأسود) حيث تبلغ نسبة إصابته ٧٠- ٨٥%
- أيضًا عدم العناية بالحالة العامة لأشجار التين
دورة الحياة
إن دورة حياة ذبابة ثمار التين تكون مشابهة إلى حد ما لدورة حياة أنواع الذباب التي تظهر في الصيف. وفي ما يلي:
طور التشتية
إن طور التشتية هو طور العذراء، وعادةً ما تكون العذراء مختفية في شقوق التربة، أو مختئبة ضمن الشقوق على الأشجار أو في زوايا الأغصان والأوراق. تكون العذراء ضمن أنوية طينية في التربة على عمق ٥-٨سم غالبًا. تجهز العذراء نفسها لكي تتحول إلى حشرات كاملة.
طور الحشرة الكاملة
تبدأ الذبابات الكاملة في الظهور ابتداءً من شهر أيار أو أشهر الصيف. يختلف موعد الظهور حسب المكان والظروف البيئية. تتغذى الحشرة الكاملة لبعض الوقت على مواد سكرية متوفرة لها في البيئة حولها، ثم تتزاوج بعد ذلك.
التزاوج ووضع البيض
تضع الأنثى بعد التزاوج حوالي ٢-٤ بيضة في كل ثمرة تين، وقد يصل هذا العدد مع تفاقم الإصابة إلى حوالي ٢٥-٣٠ بيضة في الثمرة المركبة الواحدة. بعد ذلك، يفقس البيض (بعد عدة أيام، أو شهر). في واقع الأمر، تختلف مواعيد فقس البيض تبعًا للظروف البيئية من حرارة ورطوبة.
سلوك اليرقات
تخرج اليرقات من البيض الفاقس، ثم تشرع في سلوك التغذية. تبدأ اليرقات أولاً في تغذيتها على الجزء اللحمي من الثمرة تحت القشرة مباشرة. كما أنها نادرًا ما تتواجد في مركز الثمرة. عند اكتمال النمو بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تترك اليرقات الثمار، ثم تخرج من خلال ثقب الخروج، وتسقط نفسها إلى سطح التربة لتتحول إلى عذارى.
أجيال ذبابة ثمار التين
في الحقيقة، يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة البيئية والظروف السائدة من حرارة ورطوبة ومناخ. عادةً تكون مدة الجيل الواحد في الربيع حوالي ٤٢ يومًا، أما في الصيف فحوالي ٢٠ يومًا. للحشرة ٥-٦ أجيال في السنة.
مكافحة ذبابة ثمار التين
سبل مكافحة هذه الآفة
تتبع من أجل مكافحة ذبابة ثمار التين جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية الاستئصالية. وفي ما يلي:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال زراعة الأصناف الأقل إصابة بهذه الذبابة كالصنف الأبيض مثلاً. كما يتجنب المزارع زراعة الصنف الأسود المعرض للإصابة بين أصناف وأنواع التين الأخرى. في واقع الأمر، لوحظ أن نسبة إصابة الصنف الأسود لوحده تعادل حوالي ٨٥% مع التفاقم، لذلك يرجى من المزارع عدم زراعته منذ البداية. بالإضافة لذلك، يتم استعمال مصائد زجاجية أو بلاستيكية. قد يتم أيضًا استعمال المصائد الفرمونية، أو الجاذبة. يستخدم المزارع في المصيدة محلول ٥% فوسفات الأمونيوم لاصطياد الحشرة وتحديد موعد استخدام المبيد.
مكافحة علاجية استئصالية
بمجرد ملاحظة المزارع لوجود ٣-٥ ذبابات في المصيدة الواحدة خلال أسبوع أو عشرة أيام، يتم اللجوء للمكافحة بالمبيدات. يمكن أن يستعمل المزارع المبيدات الحشرية الفوسفورية من أمثال دايمثوات (Dimethoate)، أو ميثيل باراثيون Parathion- methyl. كما يمكن أن يستعمل المبيد دايكلوروفوس dichlorovos بمعدل رشة كل ثلاث أسابيع خلال موسم النضج. بالإضافة لما تقدم، يراعي المزارع جمع الثمار المصابة وحرقها تمامًا في نفس وقت استعمال المبيد.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة ثمار التين وأدركنا العوامل المشجعة على الإصابة بها، وعرفنا كم يمكن أن تكون حشرة خطيرة بالفعل في حال تفاقم الإصابة وعدم إدراك المزارع لخطورتها. أيضًا فقد أحطنا العلم بسبل الوقاية والمكافحة الممكنة. لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على أشجاره المثمرة المباركة، لذلك فقد وجبت الوقاية قبل العلاج.
عذراً التعليقات مغلقة