تعد آفة تربس الزيتون Liothrips oleae من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الزيتون، وقد يكون ضررها محدودًا في بعض المناطق، لكنه من جهة أخرى قد يكون خطيرًا – بعض الشيء – في مناطق أخرى. فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الزيتون، وكيف يمكن مكافحة آفة تربس الزيتون؟
آفة تربس الزيتون
في الحقيقة، إن آفة تربس الزيتون هي واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تصيب الزيتون بكل أنواعه. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الزيتون حول العام، حيث توجد في آسيا، وأفريقيا، ودول شرق المتوسط. قدرت العتبة الاقتصادية أضرارًا بحوالي ٤٠٪ في حال تفاقم الإصابة. من جهة أخرى، قد تكون الأضرار في بعض المناطق المزروعة بالزيتون قليلة لا تتجاوز ٢٥٪.
وصف الآفة
الوصف الشكلي العام للحشرة
إن حشرة تربس الزيتون تختلف كثيرًا في شكلها المورفولوجي عن آفات الزيتون القطنية، أو بقية الحشرات التي تصيب الزيتون. وفيما يلي وصف لآفة تربس الزيتون:
الحشرة الكاملة
إن الحشرة الكاملة صغيرة الحجم تقريبًا ٢.٢ مم. أما لون الحشرة فهو أسود، وقرن الاستشعار مكون من ٨ عُقل؛ تتميز العقلة الأولى والثانية بلونهما الأسود، أما العُقل الأخرى فلونها يتراوح ما بين الأصفر الليموني إلى الفاتح أو الأسود.
يرقة تربس الزيتون
أما اليرقات فهي بلون أبيض وعيون حمراء عند خروجها من البيضة. وحين تكبر يصبح لونها برتقاليًا وقرون الاستشعار والأرجل سوداء اللون.
دورة حياة آفة تربس الزيتون
إن دورة حياة تربس الزيتون تختلف عن دورات حياة الذبابات التي تصيب الزيتون. كما تختلف دورة حياة هذه الآفة عن دورات حياة الآفات القطنية. وفيما يلي مراحل دورة حياة هذه الآفة:
طور السبات
إن طور السبات عند هذه الحشرة هو فصل الشتاء، حيث تقضي الآفة هذا الفصل بطور الحشرات الكاملة في شقوق قلف الأشجار. يمكن أيضًا أن تقضي هذا الفصل في ثقوب سابقة أحدثتها حشرات أخرى. كما يمكن أن تتواجد في أماكن غير مكشوفة، وهي تمهد نفسها فزيولوجيًا من أجل مهاجمة الأشجار.
طور النشاط
أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع. تنشط هذه الحشرات في منتصف الربيع (في أيار/ مايو غالبًا). بعد التزواج، تضع الأنثى حوالي ٨٠-١٠٠ بيضة، ثم يفقس البيض ويعطي اليرقات والحوريات. بعد ذلك، تشرع الحوريات في امتصاص عصارة الأنسجة. قد تصل الحوريات إلى طور الحشرة الكاملة في حزيران/ يونيو.
أجيال تربس الزيتون
تعطي الحشرة جيل أول في حزيران/ يونيو، ثم تظهر حشرات الجيل الثاني في نهاية تموز/ يوليو – آب/ أغسطس. بينما حشرات الجيل الثالث فتظهر مع بدايات شهر أيلول/ سبتمبر وقد يستمر ظهورها خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر. بعد ذلك، تدخل الحشرات في طور التشتية من جديد معيدة دورة الحياة. أي أن للحشرة ثلاثة أجيال في الأعم الأغلب، وقد يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة والظروف البيئية.
الإصابة بتربس الزيتون
تتجلى أعراض الإصابة بتربس الزيتون من خلال امتصاص العصارة النباتية. في الواقع، إن هذه الآفة لا تسلك سلوك الحافرات أو صانعات الأنفاق، بل سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة. تهاجم الحشرة الأوراق، والأزهار، وثمار أشجار الزيتون. بعد ذلك، تمتص العصارة النباتية ثم تؤدي إلى تغير أشكال مناطق الإصابة وتشوهها. كما يمكن أن ينجم عنها الإصابة بحشرات أخرى.
خطورة تربس الزيتون
تنبع خطورة تربس الزيتون، من أنه في بعض الحالات يمكن أن يؤدي لانجذاب آفات أخرى. فمهاجمة الأطوار الضارة للأشجار تضعف مناطق الإصابة، وتجذب الآفات (الحشرية والفطرية والبكتيرية على السواء). من بين الآفات التي يمكن أن تنجذب ذبابة ثمار الزيتون، وآفة الزيتون القطنية. في الحقيقة، مع تفاقم الخطورة، وتداخل الآفات فيما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
آفات يمكن أن تنجذب للمحصول
بطبيعة الحال، يمكن أن تجذب الإصابة بتربس الزيتون بعض الآفات. من أهم هذه الآفات:
- حلم أشجار الزيتون.
- ذبابة قلف أغصان الزيتون.
- ذبابة ثمار الزيتون.
- فراشة الزيتون (سواء العادية أو النارية).
- حفار ساق التفاح.
- حشرة قلف الأشجار أو خنفساء القلف.
- ذبول أشجار الزيتون (فطر).
- تقرح أشجار الزيتون (بكتريا).
- الكثير من الأمراض والحشرات الأخرى.
مكافحة تربس الزيتون
سبل مكافحة هذه الآفة
من أجل مكافحة تربس الزيتون تُتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفيما يلي أبرز طرق المكافحة:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بصورة عامة بأشجار الزيتون. يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بأشجار الزيتون تمامًا. كما يجب على المزارع تجنب زراعة الخضراوات بين أشجار الزيتون. بالإضافة لذلك، يقلم المزارع أشجار الزيتون وخاصة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة فيتخلص منها نهائيًا. كما أن الأفرع الهيكلية نفسها يجب تقليل عددها بحيث يتم ترك ٣-٤ أفرع هيكلية للشجرة الواحدة فقط. والمقصود بالأفرع الهيكلية الأفرع الأصلية التي تخرج مباشرة من الجذع.
مكافحة علاجية استئصالية
تتم المكافحة العلاجية، بطبيعة الحال، باستعمال المبيدات. يفضل أن يستعمل المزارع مبيدات فوسفو-عضوية جهازية التأثير. كما يجب على المزارع اختيار المبيدات الاختيارية لكي يقلل من أضرارها على المفترسات والبيئة. لا يتم اللجوء أبدًا إلى المبيدات الباراثينوئيدية، أو مبيدات الفحوم الهيدروجينية من أمثال المبيد دي دي تي DDT الخطير. يمكن أن يستعمل المزارع مبيد مالاثيون (malathion) فهو يعطي نتائج جيدة. كما يمكن أن يتم استعمال مبيد دايمثوات Dimethoate.
إجراءات الإدارة المتكاملة
إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتربس الزيتون، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. وتتم الإدارة المتكاملة من خلال:
- اعتناء المزارع بصورة خاصة بالحراثة، وتنفذ الحراثة بشكل سطحي جدًا لأشجار الزيتون، وينصح بحراثة على عمق ١٠-١٢ سم.
- يتم إجراء الحراثة بعدد ٣-٤ مرات فقط في الموسم الواحد ولا تزيد عن ذلك.
- يمكن أن يقوم المزارع بتعقيم التربة بالطاقة الشمسية (أغطية بلاستيكة توضع فوق سطح التربة).
- كما يمكن أن يعقم المزارع التربة كيميائيًا بميتام الصوديوم.
- يستطيع المزارع بالإضافة لذلك تعقيم التربة بغاز بروميد الميتيل.
- يجب على المزارع مكافحة الآفات الحشرية التابعة لصانعات الأنفاق والفراشات، من خلال مصائد زجاجية أو بلاستيكية تعلق على الأشجار.
- يمكن أن يستعمل المزارع مصائد خشب مضغوط غير ملونة تنشر فوق سطح التربة.
- بالإضافة لذلك، يجب على المزارع استعمال أسمدة بلدية متخمرة لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
- يراعي المزارع قدر الإمكان التسميد المتوازن بالآزوت، والفوسفور، والبوتاس.
- أيضًا من المهم جدًا أن لا يتم زيادة التسميد الآزوتي.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الزيتون كآفة ضارة بأشجار الزيتون. كما نكون قد حددنا وسائل المكافحة والوقاية الممكنة. لا بد للمزارع أن يكون حريصًا على خلو حقول الزيتون الخاصة به من أي آفات قد تصيبها وتضر بالإنتاج الزراعي، فهذه الأشجار مباركة ومفيدة، وانطلاقًا مما تقدم، ندرك أن الوقاية والإدارة تسبق العلاج.
عذراً التعليقات مغلقة