مرض تسرب الأمعاء (Leaky Gut Syndrome)؛ أسبابه وأعراضه علاجه

أحمد بكورة
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 15 أبريل, 2024
بواسطة أحمد بكورة
مرض تسرب الأمعاء (Leaky Gut Syndrome)؛ أسبابه وأعراضه علاجه

مرض تسرب الأمعاء (Leaky Gut Syndrome) هو متلازمة هضمية مفترضة، حيث تسمح بطانة المعي المخاطية بعبور مواد ضارة مثل السموم والبكتيريا إلى الدم. يؤدي هذا الأمر إلى ظهور مجموعة واسعة من الأعراض منها الهضمية ومنها الجهازية. تعرف على أهم 6 نصائح للوقاية من مرض الأمعاء المتسربة، وأبرز أسبابه، وأعراضه، علاجه.

ما هي مرض تسرب الأمعاء؟

الاسم العلمي للمرض متلازمة تسرب الأمعاء
أسماء أخرى التسريب المعوي، ارتشاح الأمعاء، متلازمة الأمعاء المتسربة
تصنيف المرض أمراض الجهاز الهضمي
التخصص الطبي المعالج داخلية هضمية
أعراض المرض حرقة، عسر هضم، إمساك

يعد مرض تسرب الأمعاء فرضية وليس حالة صحية حقيقية، وهو يقوم على مبدأ زيادة نفوذية الأمعاء، والتي تحدث في بعض أمراض القناة الهضمية. تعد أمعاء الإنسان نصف نفوذة في الحالة الطبيعية، إذا إن الغشاء المخاطي الذي يبطن الأمعاء مُعد ليمتص الماء والمغذيات من الطعام إلى مجرى الدم. لكن يمتلك بعض الأشخاص نفوذية معوية زائدة أو مفرطة، أي أنها تسمح لأكثر من الماء والغذاء بالمرور. أظهرت بعض الدراسات أن المصابين بأمراض معدية معوية مزمنة قد يحدث لديهم تسرب أمعاء، بحيث تسمح للجزيئات الكبيرة بالمرور حتى السامة منها.

كذلك يُعتقد أن متلازمة الأمعاء المتسربة قد تحدث منفصلةً عن تلك الأمراض كحالة طبية مستقلة. عندما يضعف الحاجز المعوي فإنه يسمح للمواد السامة والبكتيريا والعوامل الممرضة الأخرى بالعبور إلى الدم فتحدث استجابة التهابية تظهر على شكل أمراض عديدة. لذلك يعتقد البعض أنها سبب لتلك الأمراض أكثر من كونها مرض مستقل.

الأمراض المرتبطة مع تسرب الأمعاء

كما ذكرنا سابقاً فإن عبور السموم والمواد الممرضة الأخرى إلى الجسم بسبب مرض تسرب الأمعاء يساهم في أذية أعضاء متعددة وتحريض استجابة مناعية، لذلك قد تحدث أمراض كثيرة. تساهم الزيادة المزمنة في نفاذية الأمعاء بزيادة خطورة حدوث حالات مرضية مثل:

  • الاضطرابات الاستقلابية مثل البدانة.
  • القولون العصبي (متلازمة الأمعاء الهيوجة).
  • أمراض الكبد المزمنة.
  • مرض السكري.
  • اضطرابات هرمونية مثل المبيض متعدد الكيسات، والمتلازمة السابقة للحيض.
  • الحساسية للطعام.
  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • التهاب المفاصل.
  • هاشيموتو.
  • الصداف.
  • متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط.
  • متلازمة التعب المزمن.
  • الربو.
  • الألم الليفي العضلي.

كذلك يُعتقد أن داء ارتشاح الأمعاء يساهم في حدوث أمراض معوية مثل مرض التهاب الأمعاء والداء الزلاقي، على الرغم من أن تلك الأمراض قد تسبب التسريب المعوي أيضاً بأذية المخاطية. أي إن الحالات السابقة قد تكون سبب أو نتيجة لمتلازمة الأمعاء المتسربة.

أسباب مرض تسرب الأمعاء

إليك أهم أسباب زيادة نفوذية الأمعاء:

  • الحالات الالتهابية المزمنة مثل الداء المعوي الالتهابي IBD (مرض كرون، والتهاب الكولون التقرحي)، والداء الزلاقي.
  • الأمراض التي تسبب أذية معوية مثل الإيدز.
    العلاج الكيميائي والشعاعي.
  • الاستخدام المزمن للكحول، ومضادات
  • الالتهاب اللاستيروئيدية مثل الأسبرين، والإيبوبروفين.
  • الحساسية للغذاء من أسباب مرض تسرب الأمعاء.

تحتوي الأمعاء في الحالة الطبيعية على مجموعة من البكتيريا المتعايشة مع الجسم والتي تسمى الميكروبيوم (الفلورا الجرثومية). لا تسبب الميكروبيوم أذى للأمعاء بل تفيد الجسم فهي تساعد في هضم بعض الجزيئات الغذائية، وتأمين فيتامين k، وتحمي جدار الأمعاء من الاستعمار بالجراثيم الضارة، وتعزز المناعة. أي سبب يؤدي إلى اختلال الفلورا الجرثومية قد يحرض استجابة مناعية تسبب التهاب معوي وحدوث ارتشاح الأمعاء.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء التسريب المعوي

توجد عدة عوامل يُعتقد بأنها تزيد خطر حدوث مرض تسرب الأمعاء من خلال التأثير على الميكروبيوم، ومنها:

  • سوء التغذية.
  • استهلاك الكحول.
  • الإنتانات.
  • أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية الجهازية.
  • مرض السكري.
  • التوتر والجهد.

علامات وأعراض مرض تسرب الأمعاء

تُنسب مجموعة من الأعراض إلى هذه المتلازمة، وتنجم تلك الأعراض إما عن أذية بطانة الأمعاء، أو استجابة الجسم وأعضاءه للسموم المتسربة. تشمل أهم أعراض مرض تسرب الأمعاء ما يلي:

  • شعور حارق بسبب التقرحات في المعي.
  • عسر هضم مؤلم بسبب خسارة مخاطية الأمعاء.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن.
  • الانتفاخ وتشكل الغازات بسبب التخمير الناتج عن فرط نمو الجراثيم.
  • الإصابة بفطور المبيضات البيض بسبب ضعف المناعة.
  • التعب بسبب انخفاض الطاقة الناتج عن نقص امتصاص الغذاء.
  • التعب من أعراض مرض تسرب الامعاء.
  • الصداع.
  • تشويش الذهن.
  • صعوبة التركيز.
  • مشاكل جلدية مثل حب الشباب والأكزيما.
  • ألم المفاصل.
  • التهاب منتشر في الجسم.

كيف يتم تشخيص مرض Leaky Gut Syndrome؟

لا توجد طريقة أو اختبار لقياس مدى نفوذية الأمعاء، لذلك لا يمكن تشخيص مرض تسرب الأمعاء حالياً. لكن توجد عدة اختبارات قد تعطي دليلاً على التسريب يتم دراستها في المخابر مثل:

يشرب المريض محلول يحتوي على أنواع عديدة من السكر ذات جزيئات مختلفة الأحجام لا يمتص بعضها من الأمعاء في الحالة الطبيعية. يُجرى تحليل البول بعد ذلك لقياس مستويات الأنواع المختلفة من السكر في البول، بالتالي نعرف أي نوع استطاع عبور حاجز الأمعاء.

نحلل عينة من الدم لمعرفة إذا عبرت الجراثيم عبر الأمعاء، وتعد الأضداد والذيفانات الداخلية (endotoxins) من الواسمات التي نبحث عنها.

  • الخزعة النسيجية.

تعد هذه الطريقة غازية قليلاً، حيث تؤخذ خزعة من نسيج الأمعاء وتدرس في ما يسمى غرفة الاستعمال. يستخدم تيار كهربائي في حجرة الاستعمال لقياس نقل الشوارد عبر الحاجز المعوي.

  • التنظير الداخلي المكروي متحد البؤر.

يعد هذا النوع من التنظير مُعزز بحيث يسمح للفاحص برؤية بطانة الأمعاء بتكبير عالي الدقة. تحقن مادة تباين في الوريد، فإذا ظهرت في الأمعاء فهذا يعني أن هناك فجوة في البطانة.

علاج تسرب الأمعاء

الطريقة الوحيدة المعروفة لعلاج مرض تسرب الأمعاء هي بعلاج الحالة التي أدت إلى حدوثه. يؤدي علاج الأمراض المعوية مثل الداء الزلاقي وداء الأمعاء الالتهابية إلى إصلاح بطانة المعي وإيقاف التسريب الزائد. بالمقابل لم تظهر العلاجات التي تستهدف مخاطية المعي فقط أي تحسن في المرض المسبب لهذه المتلازمة، ولم تمنع عودة التسريب مرة أخرى. توجد وسائل تخفف تأثير العوامل اليومية التي تتعب مخاطية المعي مثل الحمية الغذائية، والجهد، وفرط النمو الجرثومي. تساعد تلك الوسائل على تخفيف أعراض الجهاز الهضمي العامة ومن أهمها:

  • المعينات الحيوية (بروبيوتيك).

تساعد البروبيوتيك على الحفاظ على صحة الغشاء المبطن للأمعاء من خلال منع النمو المفرط للبكتيريا الضارة خاصةً في الأمعاء الدقيقة.

  • السابق الحيوي (بريبيوتيك).

البريبيوتيك (Prebiotics) هو طعام مفيد لجراثيم الفلورا الطبيعية ويعزز وجودها. تكون البريبيوتيك غالباً ألياف نباتية، مثل تلك الموجودة في الخضار والحبوب الكاملة.

  • تقليل الدسم والسكر والمحليات الصنعية في الغذاء.

يعزز الدسم والسكر نمو الجراثيم الضارة ما يؤدي في النهاية إلى حدوث مرض تسرب الأمعاء.

يساعد النظام الغذائي المتوازن المتمم بالعناصر والمغذيات الدقيقة الضرورية (الفيتامينات والمعادن) في تحصين الأمعاء. يساعد فيتامين د والحمض الأميني إل-جلوتامين على إصلاح مخاطية الأمعاء.

تستخدم هذه الحمية خاصةً لدى مرضى القولون العصبي والحساسية لبعض الأغذية. تسمح هذه الحمية بتعافي الأمعاء إذا طُبقت لفترة وجيزة، وتساعدك في معرفة الأطعمة التي تحرض الأعراض.

كيفية الوقاية من مرض تسرب الأمعاء

توجد عدة نصائح لتحسين الهضم وصحة الأمعاء بالتالي تؤمن وقاية من مرض Leaky Gut Syndrome. من أبرز تلك النصائح ما يلي:

  • إيقاف التدخين والكحول.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • تقليل الجهد والتوتر.
  • الحصول على نوم كافٍ كل ليلة.
  • عدم تناول الصادات الحيوية دون ضرورة طبية.
  • علاج الحالات الطبية التي قد تسبب هذا الداء وتجنب عوامل الخطورة كذلك.

ما هي الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مريض تسرب الأمعاء؟

إليك الأطعمة التي يجب تجنبها أو التقليل منها للحفاظ على أمعاء سليمة:

  • الأطعمة المصنوعة من القمح مثل الخبز، والمعكرونة، والطحين.
  • الحبوب التي تحتوي على الغلوتين مثل الشعير.
  • اللحوم المجمدة والمعالجة.
  • المخبوزات.
  • الوجبات السريعة.
  • منتجات الألبان مثل الحليب، والجبن.
  • المحليات الصنعية.
  • الكحول والمشروبات الغازية.

ما يأكل مريض ارتشاح الأمعاء؟

يجب تناول أطعمة مفيدة لبكتيريا الأمعاء الطبيعية. إليك بعض الأطعمة لتحسين صحة الأمعاء:

  • الخضراوات والجذور والدرنات مثل البروكلي، والجزر، والباذنجان، الشمندر، والسبانخ، والزنجبيل، والفطر، والبطاطا، والقرع.
  • الفواكه مثل العنب، والموز، وجوز الهند، والليمون، والبرتقال، والأناناس، والفريز.
  • البذور النابتة مثل بذور عباد الشمس، والكتان، والشيا.
  • الحبوب الخالية من الغلوتين مثل الأرز الأسمر، والقطيفة، والشوفان الخالي من الغلوتين.
  • الدسم الصحي مثل الأفوكادو، وجوز الهند، وزيت اللوز.
  • السمك الغني بالدسم كالسلمون، والتونا.
  • المكسرات النيئة كالجوز واللوز.

هل ارتشاح الأمعاء خطير؟

لا يعد مرض تسرب الأمعاء خطيراً بحد ذاته على الرغم من أنه يسبب أعراضاً مزعجة غالباً، لكن الحالات والأمراض المرافقة له قد تكون خطيرة.

تحدثنا عن أبرز أسباب مرض تسرب الأمعاء، والأمراض المرتبطة به، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه، والوقاية منه. يُفترض حدوث ضعف جدار الأمعاء في مرض Leaky Gut Syndrome الأمر الذي يؤدي إلى عبور الجراثيم والسموم إلى الدم ويسبب مضاعفات خطيرة. من الجدير ذكره أن الأشخاص المصابون بسوء التغذية يعانون من مشاكل صحية كثيرة، وهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء، لذلك يجب الانتباه للغذاء المتناول. لا تزال تلك الحالة فرضية طبية غير قابلة للتشخيص حالياً، ونحن بحاجة للمزيد من الأبحاث لفهم آلية حدوثها وتأثيرها على الإنسان.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق