متلازمة الأمعاء الكسولة

أحمد الفارس
نشرت منذ يومين يوم 16 أبريل, 2024
متلازمة الأمعاء الكسولة

متلازمة الأمعاء الكسولة وبالإنجليزية lazy bowel syndrome:  يستخدم بعض الناس مصطلح “متلازمة الأمعاء الكسولة” للإشارة إلى بطء عملية الهضم. فالهضم البطيء هو عرض من أعراض المرض وليس المرض بحد نفسه. وعادة ما يعاني الأشخاص ذوي  الهضم البطيء من أعراض هضمية أخرى، مثل حركات الأمعاء المؤلمة والإمساك وتطبل البطن والقلق الدائم.

 ما هي متلازمة الأمعاء الكسولة؟

الأمعاء الكسولة ليست اضطرابًا طبيًا يمكن تشخيصه. ومع ذلك، يستخدم العديد من الناس هذا المصطلح للإشارة إلى بطء في عملية الهضم. حيث يؤدي بطيء الهضم إلى حركات الأمعاء القليلة، والتي تسبب حدوث الإمساك.

تبين أن الأشخاص المصابون ببـطء الهضم لديهم صعوبة في التغوط. حيث تصبح الفضلات صلبة وعملية تمريرها في الأمعاء صعب للغاية، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات مزعجة مثل البواسير وحركات الأمعاء المؤلمة وحدوث الشق الشرجي.

فقد يعاني بعض الأشخاص من بطء الهضم بعد التعود على الاستخدام المطول للملينات المنشطة لحركة الأمعاء مثل:

فالملينات المنشطة تحفز حركة الأمعاء الحيوية، وذلك من خلال تنشيط سلسلة من تقلصات عضلات الأمعاء والتي يستخدمها الجسم لتحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي. ولكن وبمرور الوقت، يمكن أن يصبح الجسم معتمداً على هذا التحفيز الدوائي.

فعند غياب هذا المحفز أي الدواء الملين، تتطور عندها الحركة البطيئة للأمعاء والأقل فعالية في طرد الفضلات. مما يؤدي إلى زيادة صلابة الفضلات وتراكمها وبتالي زيادة الأمر سوءاً.

ومع ذلك، فقد يشعر بعض الناس بالحاجة الملحة إلى استخدام الملينات المنشطة. فإذا كان الأمر كذلك، فمن المهم استخدام الملينات الأكثر أمانا وأقل جرعة ممكنة والاعتماد فقط على الدواء لفترة قصيرة فقط.

أعراض متلازمة الأمعاء الكسولة؟

اندحاق جدار البطن يسبب كسل الأمعاء

تصاحب تباطؤ عملية الهضم الأعراض التالية:

  • حركة أمعاء بطيئة والتغوط بضع مرات في الأسبوع فقط.
  • كمية البراز أقل من الطبيعي.
  • تطبل البطن المؤلم.
  • الغثيان.

الأسباب المحتملة في تباطؤ عملية الهضم

  • استخدام الملين

الاعتياد على الماينات فالأشخاص الذين يستخدمون الملينات المنشطة لفترات طويلة قد يجدون صعوبة في تمرير البراز بدونها.

هناك بعض الأدوية تسبب بطئ عملية الهضم وقد تسبب الإمساك، بما في ذلك المواد الأفيونية، والمسكنات المركزية.

  • استهلاك الألياف الخاطئ

تناول المزيد من الألياف يمكن أن يساعد في تخفيف العديد من أشكال الإمساك. ولكن استهلاك المفرط والكثير من الألياف يمكن أن يجعل حركة الأمعاء أسوأ.

حيث تزيد الألياف من حجم البراز في المستقيم. وهو ما لا يفيد الشخص المصاب ببطء الأمعاء. فعندها لا يستطيع الجهاز الهضمي تمرير البراز بالشكل الطبيعي والفعال.

قد يؤدي نمو الكتل أو حدوث الانسداد لأي سبب آخر داخل الجهاز الهضمي إلى إبطاء عملية الهضم، وبالتالي حدوث الإمساك وقد يتطور الأمر إلى حدوث متلازمة العروة العمياء (فرط نشاط جرثومي داخل الأمعاء قبل الانسداد حيث يتحول لاحقاً الإمساك إلى إسهال حاد.

القولون العصبي يسبب الإمساك وتشكل الغازات وحدوث الإسهال ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي. مازال الأطباء لا يدركوا تمامًا أسباب متلازمة القولون العصبي.

ومع ذلك، أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي يميلون إلى زيادة مستويات الحساسية في الأمعاء.

  •  أمراض الغدة الدرقية

يسبب قصور الغدة الدرقية عند بعض المرضى تباطؤ عملية الهضم وبالتالي حدوث الإمساك.

  •  تلف أعصاب الجهاز الهضمي

يؤدي تلف الأعصاب المختلفة في الجهاز الهضمي إلى بطء في عمل الجهاز الهضمي، مما يتسبب في ظهور أعراض كسل الأمعاء. وقد تؤدي أيضًا الإصابات العصبية، مثل إصابة الحبل الشوكي أو إصابات الدماغ الرضية، إلى إبطاء عملية الهضم.

بطء الهضم ليس السبب الوحيد لحدوث الإمساك. هناك بعض الأسباب المحتملة الأخرى لحدوث متلازمة الأمعاء الكسولة مثل:

  • عادات الأمعاء غير الصحية، مثل تأخير حركات الأمعاء بالكبت خاصة عند السيدات والطلاب.
  • تلف الأعصاب في العضلات الشرجية.
  • البواسير.
  • اختلال وظائف قاع الحوض.
  • الاضطرابات الخلقية.
  • الخرف.

تشخيص متلازمة الأمعاء الكسولة

الأمعاء الكسولة هي عرض وليست حالة طبية قابلة للتشخيص. وعلى هذا النحو، يجب على الشخص الذي يعاني من بطء الهضم أن يراجع طبيبه من أجل التشخيص المؤكد.

فقد لا تعمل العلاجات التقليدية للإمساك، مثل تناول المزيد من الألياف أو شرب المزيد من الماء.

من المهم أن يتلقى الطبيب معلومات مفصلة ودقيقة حول أعراض الشخص والتاريخ الطبي الخاص بالمريض.

قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحص بدني للتحقق من وجود أي تشوهات في المستقيم والشرج، وذلك من خلال تقييم صحة عضلات قاع الحوض عند المريض.

وقد يلزم استخدام الاختبارات والإجراءات التشخيصية أيضاً، مثل تنظير القولون للكشف عن أي تشوهات في الجهاز الهضمي.

علاج متلازمة الأمعاء الكسولة

يعتمد علاج متلازمة الأمعاء الكسولة على السبب الرئيسي.

وفي بعض الأحيان، قد لا يتمكن الطبيب من تحديد السبب الطبي الرئيسي لحدوث بطء الهضم، ففي هذه الحالة، قد يكون من المفيد أن يحتفظ الفرد بسجل لأعراضه أثناء تجربته لعلاجات مختلفة سابقة.

تتضمن بعض العلاجات المحتملة لبطء الهضم ما يلي.

  •  تقييم تناول الألياف

زيادة كمية الألياف بشكل كبير في النظام الغذائي قد يجعل حالة الأمعاء أكثر سوا.

فإن تناول كمية منخفضة جدًا من الألياف أحياناً يمكن أن يجعل طرح الفضلات صعبًا عند بعض المرضى.

فيجب على كل مريض مصاب بكسل الأمعاء أن يطلب من طبيبه تحديد مستوى تناول الألياف المناسب له.

  •  الحد من استخدام الملينات المنشطة

قد يجد الأشخاص المصابون بمتلازمة الأمعاء الكسولة أن الملينات المنشطة تفاقم أعراضهم.

عندها يجب عليهم تقليل استخدام هذه الملينات والتحدث مع طبيبهم حول العلاجات البديلة.

  •  الحقنة الشرجية Enemas

الحقنة الشرجية هي إجراء ينطوي على تنظيف الأمعاء باستخدام حقن السوائل عبر المستقيم.

فقد تساعد الحقنة الشرجية في تحسين حركة الأمعاء. ومع ذلك، من المهم التحدث مع الطبيب المعالج حول الاستخدام طويل الأمد لهذا العلاج.

  •  إعادة تدريب الأمعاء

إعادة تدريب الأمعاء هو علاج سلوكي لاضطرابات الأمعاء كما في متلازمة الأمعاء الكسولة. حيث تستخدم بعض علاجات تدريب الأمعاء الارتجاع البيولوجي لمساعدة الشخص على إعادة تدريب الأمعاء من أجل إفراغها بانتظام.

هناك طرق مختلفة لتقديم الارتجاع البيولوجي. تتضمن إحدى الطرق وضع أقطاب كهربائية على الأمعاء للسماح للشخص برؤية أو سماع نشاط عضلات الأمعاء.

عندها يمكن للشخص بعد ذلك استخدام هذه الملاحظات لفهم حركات الأمعاء بشكل أفضل وإعادة تدريب العضلات لتستعيد عملها الطبيعي، وبالتالي تسهيل عملية عبور الفضلات عبر الأمعاء وطرحها.

بعض الحالات النادرة في متلازمة الأمعاء الكسولة، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لتثبيت كيس فغر القولون.

فعادة ما تكون حقيبة فغر القولون مناسبة فقط للأشخاص الذين يعانون من الإمساك الشديد وسلس البراز بسبب الاضطراب العصبي الكامن.

  •  التحفيز الكهربائي التداخلي

يستخدم التحفيز الكهربائي التداخلي تيارات كهربائية غير مؤلمة لمعالجة بطئ عملية الهضم وتحسين عمل الأعصاب في الجهاز الهضمي. وقد يكون بديلا فعالا دون التدخل الجراحي.

هناك العديد من الأسباب المحتملة لتباطؤ عملية الهضم، فبعضها عوامل معينة في نمط الحياة يسهل تغييرها نسبيًا. وفي بعض الأحيان، يكون تباطؤ عملية الهضم نتيجة لحالة طبية مستبطنة وكامنة تتطلب وضع التشخيص المناسب والعلاج اللازم. لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض الإمساك البطيء في العبور زيارة الطبيب للتشخيص والعلاج المبكر.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق