داء الملينات

أحمد الفارس
نشرت منذ أسبوع واحد يوم 16 أبريل, 2024
بواسطة أحمد الفارستعديل Samar Esbr
داء الملينات

يحدث داء الملينات laxative disease وتظهر الأضرار الجانبية لهذه الأدوية خاصةً عندما يمتنع المريض عن استخدامها بالشكل الصحيح والآمن. فالملينات أدوية لا تقل خطورتها عن أي مجموعة دوائية أخرى، فهي أدوية متاحة دون وصفة طبية.

تستخدم الملينات من قبل بعض الأشخاص بشكلٍ عشوائي ومن دون استطباب حقيقي مثلاً: من أجل التخلص من السعيرات الحرارية غير المرغوب فيها وخاصةً بعد تناول الوجات الدسمة، أو من أجل تخفيض الوزن و الحصول على الجسم النحيف.

علماً أن حدوث الإدمان على الملينات يزداد ويتفاقم خاصة عند الاستخدام المتكرر لهذه الأدوية، وهو شائع الإستخدام بشكل خاص مع الاضطرابات الهضمية كالإمساك.

آلية عمل الملينات

هناك اعتقاد خاطئ ولا أساس له من الصحة أن الأدوية المسهلة يمكن أن تساعد في التحكم في كتلة الجسم أو تعزيز الخسارة في الوزن بقصد التنحيف. علماً أنه يتم هضم معظم الأطعمة والسوائل ومعالجتها من قبل الجسم بالرغم من استخدام الملينات.

حيث تحفز مجموعة أدوية المسهلات الأمعاء الغليظة على إفراغ محتوها بشكل فعال، وذلك عن طريق زيادة حركية الأمعاء. فقد تؤدي حركة الأمعاء التي يسببها الملين إلى حدوث فقدان ملحوظ في الوزن، بحيث تتسبب في فقدان الماء والمعادن الشوارد من القولون، وهذا ليس تنحيف بل تعد خسارة هامة للجسم. فزيادة حركة الأمعاء لا تسبب فقدان الدهون أو السعرات الحرارية الإضافية.

فبمجرد أن يشرب الشخص أو يأكل، تعاد إماهة الجسم بشكلٍ طبيعي. ولكن عند الاستخدام المزمن للملينات فيمكن أن يتعرض الجسم لخطر التجفاف. مما قد يؤدي إلى حدوث القصور الكلوي والاضطرابات القلبية ويمكن أن يؤدي إلى حدوث الوفاة.

العواقب الطبية والجسدية الناتجة عن داء الملينات

داء الملينات

يمكن أن يؤدي تعاطي الملينات بشكل عشوائي ومن دون استطباب حقيقي إلى عواقب طبية جسدية ونفسية خطيرة.

الاضطراب الأخطر، وهو خلل في تنظيم الشوارد والمعادن الهامة في الجسم.

فالشوارد الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور عبارة عن أملاح ومعادن موجودة في مستويات محددة من أجل الأداء الصحيح و السليم للجملة العصبية العضلية وعمل القولون والقلب.  فعند حدوث أي خلل في هذا التوازن والتنظيم، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الوظيفة الحيوية لهذه الأعضاء الهامة.

  • التجفاف الناتج عن داء الملينات

يمكن أن يحدث التجفاف الشديد نتيجة فقدان السوائل ونقص إماهة الخلايا والأنسجة. حيث يؤدي هذا الأمر وفي الحالات الشديدة إلى فشل الأعضاء المتعدد أو الموت. وقد يسبب حدوث التجفاف في الجسم  إلى ما يلي:

  • ضعف في عمل العضلات.
  • تشوش في الرؤية.
  • تلف الكلى وحدوث
  • القصور الكلوي.
  • الإغماء.
  •  الرجفان المعمم.
  • في بعض الحالات الشديدة من التجفاف يمكن أن يسبب الموت.

ملاحظة: غالبًا ما يتطلب التجفاف علاجًا طبيًا اسعافياً كتسريب الوريدي للسوائل و الأملاح الهامة والضرورية للجسم بالشكل المناسب والآمن وتحت المراقبة الطبية الحتيتة.

  • الاضطرابات الهضمية

يمكن أن يحدث داء الملينات عندما يسيء الشخص تناولها وخاصة تعاطيها على المدى الطويل من الزمن، حيث يتوقف القولون عن الاستجابة للجرعات الدوائية المبدئية من الملينات. فعادة ما تكون هناك حاجة خاطئة إلى زيادة مستمرة في جرعة المسهلات من أجل زيادة حركة الأمعاء و الحصول على الغاية المرجوة منها وهي معاكسة الأمساك.

فقد يؤدي ذلك إلى تلف الأعضاء الداخلية مثل:

  • تمدد مفرط  في الكولون.
  • كسل في الأمعاء كما في متلازمة الأمعاء الكسولة.
  •  التهابات القولون كما في متلازمة العروة العمياء.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • تلف الكبد.

هكذا يبدو جدار الأمعاء من الداخل عند الاستعمال المطول للملينات.

وفي الحالة الشديدة لتعاطي الملينات وسوء الإستخدام، يمكن أن يتطور إلى حدوث سرطان القولون وإلى تشكل الأورام في الأمعاء. كما يمكن أن يحدث الاعتماد على الملين إلى ضعف العظام وتليينها أيضًا بالإضافة إلى تلف الجهاز الهضمي.

  • الاضطرابات المناعية

استخدام الملينات المزمن يؤدي إلى ضعف المناعة وبالتالي التعرض إلى نزلات البرد والعدوى المستمرة بسبب انخفاض أو توقف جهاز المناعة، أي سيصبح الشخص بدون جهازٍ مناعي سليم وأكثر عرضةً للأمراض المعدية المتعددة.

  • الاضطرابات العظمية

يمكن أن تحدث مضاعفات طبية مستمرة وفقدان العظام بسبب فقدان المعادن مع تعاطي الملينات ويمكن أن يؤدي إلى:

  • هشاشة العظام.
  • كسور العظام.
  • تلين العظام.

معالجة داء الملينات

  • المراجعة الطبية التخصصية

يعد التعاون مع الطبيب المتخصص في الاضطرابات الهضمية أمرًا مهمًا للشخص الذي يحاول التوقف عن استخدام المزمن للملينات.  فخلال المراقبة يمكن للطبيب تقدير الحاجة الطبية للسوائل والأملاح المفقودة وتقدير الأضرار المزمنة الناتجة عن  الاستعمال الخاطئ لهذه المجموعة الدوائية ومعالجتها.

فالعمل مع الطبيب المعالج على تقليل تعاطي الملينات قد يشعر المريض بالقلق والشعور بالامتلاء والضيق في بداية الأمر. لذلك يجب التحلى بالصبر في هذه الفترة، لأن الجهاز الهضمي يحاول التكيف ويعيد البرمجة الذاتية في كيفية إعادة تنظيم نفسه والاستجابة للإشارات الطبيعية.

″اقراء أيضاً: الإمساك”

  • الحمية الغذائية

يجب مراجعة الطبيب والحصول على دعم أخصائي التغذية مباشرةً عند ظهور الآثار الجانبية الجسدية المصاحبة لإساءة استخدام الملينات خاصة عند استخدامها المفرط.

لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات. ولاحقاً وبالتعاون مع الطبيب أخصائي التغذية يمكن  إعادة دمج باقي الأطعمة ولكن ببطء في خطة مشتركة ضمن برنامج غذائي يسمح بإعادة التنظيم الهظمي الطبيعي.

فعادةً ما ينصح الفريق الطبي بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء الدافئ يوميًا للحصول على الأماهة المناسبة من أجل إصلاح الخلايا والأنسجة التالفة الناتجة عن التجفاف.

بالإضافة إلى باقي التوصيات الهامة مثل المشي اليومي لمدة 30 دقيقة في وقت معين خلال اليوم، وذلك من أجل المساعدة في تحسين الحركات المعوية.  كما يمكن ممارسة اليوجا أو التمارين الخفيفة غير الهوائية للمساعدة في عملية الهضم.

  • المعالجة النفسية

يفضل مراجعة طبيب الأمراض النفسية أيضاً من أجل المعالجة والتعامل مع مشكلات الصحة العقلية التي يمكن أن تنشأ عند تعاطي الملينات الخاطئ. ففي حالة التجفاف يمكن أن يؤدي فقدان المعادن والمواد الغذائية الهامة إلى حدوث الاكتئاب أو القلق بالإضافة إلى المشاكل المرضية

مقالات مقترحة:


يمكن لجسم الإنسان في كثير من الأحيان أن يتعلم إعادة التنظيم  والبرمجة من جديد ولا يحدث عادةً أي ضرر على المدى الطويل عند المريض. ولكن يجب مراجعة الطبيب من أجل معالجة العواقب المرضية وتأمين الاحتياجات الغذائية اللازمة لإعادة تنظيم الجسم  بالإضافة إلى معالجة أي مشاكل صحية جسدية أو نفسية مثل القلق المرتبط بسوء استخدام الملينات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق