تعتبر فراشة ثمار الخوخ (Laspeyresia funebrana) من الآفات الزراعية التي تصيب الخوخ خاصة، وبقية اللوزيات، كما أنها تصيب التفاحيات، وقد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة لا يستهان بها وخفض الإنتاج الإزراعي، فما هي مظاهر الإصابة بفراشة ثمار الخوخ، وكيف يمكن مكافحة فراشة ثمار الخوخ؟ اكتشف معنا معلومات عن دورة حياتها ومدى خطورتها.
آفة فراشة ثمار الخوخ
في الحقيقة، إن فراشة ثمار الخوخ هي من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار اللوزيات (لوز، خوخ، دراق، مشمش) مفضلة الخوخ. كما أنها تصيب التفاحيات (تفاح، إجاص، سفرجل. أيضًا فإنها يمكن أن تصيب أشجار الجوز وعددًا كبيرًا من الأشجار الأخرى. تنتشر هذه الآفة في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، ودول شرق المتوسط. تؤثر هذه الآفة على زراعة الخوخ وبقية أشجار اللوزيات والتفاحيات.
وصف الآفة
الوصف الشكلي العام لهذه الحشرة
إن فراشة ثمار الخوخ تشبه إلى حد ما دودة ثمار العنب وكذلك بقية صانعات الأنفاق وفراشات الثمار. وفي ما يلي:
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
فراشة ثمار الخوخ الكاملة
إن الحشرة الكاملة، أو الفراشة، هي حشرة صغيرة الحجم. يتراوح طول الجناحين الأماميين بين ١٠-١٥مم. أما اللون العام فهو الرمادي المزرق بالنسبة للأجنحة الأمامية، واللون البني الغامق بالنسبة للخلفية.
يرقة فراشة ثمار الخوخ
بينما اليرقة فحمراء اللون من الناحية النظرية، وبرونزية قرمزية من الناحية البطنية. كما يبلغ طول اليرقة عند اكتمال النمو حوالي ١٠-١٢مم. بينما رأس اليرقة فهو صغير يغلب عليه اللون البني. أما الصدر الأمامي ذو لون بني ومثلثي الشكل.
شكل العذراء
أما العذراء فهي صغيرة جدًا، وتشبه كثيرًا الحشرة الكاملة (الفراشة) ولكن الاختلاف هو الحجم وتدرج اللون.
الإصابة بفراشة ثمار الخوخ
تتجلى أعراض الإصابة بفراشة ثمار الخوخ من خلال الثقوب التي تحدثها اليرقات. في الواقع إن هذه الآفة لا تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية أو حافرات القلف. إن هذه الآفة تسلك سلوك ثاقبات الثمار، كذبابة ثمار الزيتون مثلاً. تقوم اليرقات بثقب ثمار الخوخ وبقية العوائل النباتية. نتيجة لذلك، تظهر نشارة أو صموغ خارجة من الثقب. في مناطق الحرارة العالية والمنخفضات والسهول تزداد الإصابة بهذه الآفة. كما يمكن أن تصل نسبة الثمار المصابة إلى ٨٠٪.
خطورة فراشة ثمار الخوخ
تنبع خطورة فراشة ثمار الخوخ من أنها تؤدي لإضعاف الثمار في مكان الإصابة. ينجم عما سبق ضعف الأشجار العام، وانجذاب آفات أخرى للأشجار أهمها حفار ساق التفاح. كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى إلى الأشجار أهمها ذبابة ثمار الخوخ، والنمر، وغيرها من حشرات. كما يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية (بكتيرية أو فطرية). مع تداخل الآفات، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.
عوامل تشجع الإصابة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بفراشة ثمار الخوخ. إليك أبرز 7 عوامل مسببة للإصابة بها:
- وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة (انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة).
- كما أن وجود الأعشاب المحيطة بالحقل يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى.
- عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها أشجار التفاحيات واللوزيات، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمنها.
- أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة النبات للآفات المختلفة.
- كما أن استعمال المزارع لمبيدات ضارة كمشتقات الفحوم الهيدروجينية، والمبيدات الباراثينوئيدية يشجع ظهور الآفات.
- أيضًا فإن استعمال نفس المبيد في كل موسم، يشجع الآفات على تجديد سلالات مقاومة للمبيد.
- بالإضافة لذلك، استعمال المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون الإلمام بنوع المبيد ونوع الآفة المستهدفة وكذلك نوع النبات المعامل.
دورة الحياة
تشبه دورة حياة فراشة ثمار الخوخ دورة حياة دودة ثمار العنب. وفي ما يلي:
طور السبات
إن طور السبات عند الحشرة فهو فصل الشتاء. تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات التامة النضج ضمن شرانق حريرية قوية في مكان مخبوء. غالبًا ما تكون اليرقات موجودة في أماكن أمينة بالنسبة لها كشقوق الأشجار، أو بين القلف، أو في التربة. تستعد اليرقات وتجهز جسمها فزيولوجيا لكي تتطور.
طور النشاط
أما طور النشاط فيحصل في الربيع. تتحول اليرقات إلى عذارى في الربيع (نيسان). بعد ذلك، تعطي حشرات كاملة خلال شهر أيار، ثم تضع الأنثى البيض بعد التزاوج على الأوراق أو الثمار. بعد حوالي أسبوع، يفقس البيض ويعطي اليرقات من جديد. تخرج اليرقات وتتغذى على الثمار وتثقبها بعد الحفر فيها. يكتمل نمو اليرقات في شهر حزيران، ثم تتحول لعذارى فحشرات كاملة في بداية تموز.
أما فراشات الجيل الثاني فتضع بيضها على الثمار وغالبًا ما تحصل الإصابة قبل عدة أسابيع من نضج ثمار الخوخ في الصيف. بعد اكتمال نمو اليرقات ونضجها التام، فإنها تلجأ لمكان أمين وتبني فيه الشرنقة الحريرية القوية وتبقى فيها حتى الربيع القادم.
أجيال فراشة ثمار الخوخ
للحشرة حوالي الجيلين في السنة، ولم يتم رصد أجيال أخرى في المناطق المستهدفة.
مكافحة فراشة ثمار الخوخ
سبل مكافحة هذه الآفة
من أجل مكافحة فراشة ثمار الخوخ، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفي ما يلي:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال تعقيم المزارع للتربة التي تزرع فيها أشجار اللوزيات والتفاحيات. عادة ما يتم التعقيم من خلال خلط التربة بمبيدات قوية كالمبيد إندوسلفان (endosulfan). يمكن أيضًا أن يتم التعقيم بغاز بروميد الميتيل أو بميتام الصوديوم (metam- sodium) كيميائيًا. بالإضافة لذلك، يمكن تعقيم التربة بالطاقة الشمسية من خلال أغطية توضع فوق الجذوع مصنوعة من البلاستيك. يحرص المزارع قدر الإمكان على التعقيم لأنه يقضي على العذارى في التربة. كما يحرص المزارع على التسميد المتوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي. أيضًا يجب على المزارع أن يتخلص من الأعشاب الموبوءة في الحقل، وبذلك يمنع العذارى من التواجد.
مكافحة علاجية
تتم المكافحة العلاجية من خلال استعمال المبيدات. يراعي المزارع قدر الإمكان عدم استعمال مبيدات ضارة، واختيار المبيدات الجهازية التأثير والاختيارية. يفضل استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية وأن تكون عضوية. يمكن استعمال المبيد كارباريل Carbaryl من مشتقات الكربمات أيضًا. يفضل استعمال المبيد أزينفوس ميثيل (azinphos- methyl).
إجراءات الإدارة المتكاملة
تتم الإدارة المتكاملة لفراشة ثمار الخوخ من خلال الحراثة الجيدة للأرض قبل الزراعة. تكون الحراثة سطحية لا تتجاوز ١٢سم عند زراعة التفاحيات واللوزيات. يجب على المزارع أن يستعمل المصائد الخاصة (طعوم جاذبة، فرمونية، بلاستيكية، زجاجية) ويعلقها على الأشجار لصيد فراشات الأنفاق مع هذه الفراشة على السواء. يمكن أيضًا للمزارع أن يعتني بالتقليم فيخفف الآفات الأخرى وخاصة حشرات القلف والحفارات. يفضل أيضًا أن يعتني المزارع بالتخلص من بقية الآفات الفطرية والبكتيرية من خلال الرش بالمبيدات النحاسية وقائيًا.
أيضًا يفضل الرش باستعمال المبيدات الفطرية الجهازية عند حدوث إصابات فطرية. كما يفضل أن يطلي المزارع الأشجار بمادة كلسية في الصيف لتجنب الحروق. إن وقاية المزارع لحقله من الآفات الأخرى تخفض نسبة الإصابة بهذه الفراشة.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على فراشة ثمار الخوخ ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة ولم يتم العلاج المناسب. كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة، وسبل المكافحة والوقاية. إن درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك، كان لا بد للمزارع من معرفة سبل الإدارة والوقاية قبل سبل المكافحة.
عذراً التعليقات مغلقة